أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد علي محيي الدين - الفساد المؤدلج














المزيد.....

الفساد المؤدلج


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2303 - 2008 / 6 / 5 - 10:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تمكنت الحركة النسوية الناشطة في العالم اجمع من فرض نفسها ،وتمكنت بفضل نضالها الدءوب انتزاع حقوقها وتحقيق إرادتها في مساواتها بالرجل في كافة الميادين،ولكن بسبب الغطرسة الامبريالية التي تتعامل مع شعوبها بشكل يغاير ما تتعامل به مع الشعوب الأخرى،أعادت عقارب الساعة إلى الوراء في مجتمعاتنا الشرقية،عندما طفت على السطح السلفية الأصولية المدعومة من الاستعمار الجديد،وسخرت وسائل إعلامها وعملائها لإطفاء بصيص النور الذي أوجدته القوى اليسارية،عندما كانت تزرع بواكير الفكر المتحضر في الشرق المتخلف،وعندما بدء هذا الغرس يؤتي ثماره،تحالف الغرب المتحضر مع بدو الصحراء وجهلة الأقطار لإعادة الروح للفكر ألظلامي الذي ألقى بظلاله الكئيبة على عالمنا الجديد وأعاده عشرات السنين إلى الوراء.
لقد كان حكام الغرب المتحضر وراء نمو القوى الظلامية،بما منحتها من منشطات مقوية،وما وفرت لها من ماكينة إعلامية متطورة،ودعم مالي كبير،للعودة بنا إلى الوراء،فنمت النظرة المتخلفة،ووقع العبء الأكبر على عاتق المرأة الشرقية،التي أصبحت هذه الأيام سلعة تباع وتشترى في أسواق النخاسة،كما كان عليه الحال زمن الرقيق،وأصبحت المزادات العلنية للجواري قائمة في كل مكان،فترى خليجنا القابع تحت الهيمنة الغربية يزخر بآلاف الفتيات المستوردات من المناشيء الأوربية والبلدان النامية الفقيرة ،عربية أو أجنبية،وبأسعار بخسة لا تساوي وجبة طعام في أحد المطاعم الأوربية الفاخرة،فيما يعج الأردن الشقيق وسوريا الحبيبة بعشرات الآلاف من الماجدات العراقيات يتصيدهن طلاب المتعة الرخيصة،لقاء وجبة طعام عادية،أو سرير تقضي فيه ليلتها،فيما تمتلئ شوارع العاصمة الميمونة بأسراب النساء الباحثات عن الكسب الشريف !!لبيع الشرف العربي في حواري عمان وأزقة سوريا،وشوارع الخليج.وشارع علاء الدين،وغيرها من مواخير اللذة في عواصم الأمة العربية المجيدة،في الوقت الذي نرى أصحاب العمائم البيضاء والجلابيب القصيرة،يتربعون الأرائك متكئين يشرعون التشريعات ويذيعون الفتاوى،ويعيشون على السحت الحرام الذي تجود به الحكومات المتخلفة وذات الأهداف والمرامي البعيدة في شل المجتمعات العربية،وفي الوقت الذي تطوف المجاميع الإرهابية الأزقة والشوارع بحثا عن النساء غير المحتشمات تطالعنا وسائل الأعلام باعترافاتهم المخزية ،وأعمالهم الإجرامية في اغتصاب النساء وقتلهن بذريعة التهتك وعدم الاحتشام،وممارسة هؤلاء لأخس الأعمال التي يندى لها الجبين تحت عنوان دولة العراق الإسلامية،مستندين لفتاوى علماء السوء بأن من لم يكن معهم فهو كافر يستحل لهم ماله وعرضه ونفسه،لذلك وجدوا في الدين الجديد طريق واسع لتحقيق اللذة وكسب المال والتنفيس عن نوازعهم الإجرامية،بإزهاق الأرواح ونهب وتدمير الممتلكات،وأدت هذه البدع الجديدة إلى استشراء الفساد بشكل واسع بعد أن أباح لهم المشرعين تفخيذ الرضيعة وتناول الكحول والمخدرات التي تزرع بأشراف علماء الدين الوهابيين في العراق.
لقد أتاحت التشريعات الجديدة التي اقرها علماء هذه الأيام ،للشباب جميع أشكال المتعة التي تستنكرها الأديان السماوية والنظريات الأرضية،لذلك تركوا العلمانية وقيودها الأخلاقية الهادفة وانتموا للدين الجديد الذي أباح لهم المحرمات وزين لهم الممنوعات،ووفر لهم ما يرضي نوازعهم الشريرة،لذلك لا نستغرب إذا رأينا أن مرتدي الزيتوني السابقين وفدائيي صدام المعروفين،نزعوا زيهم القديم وارتدوا الزى الجديد،فأصبح احدهم إمام جامع والآخر خطيب مسجد،وثالث عضو هيئة العلماء،وعادوا أمجادهم السابقة في ممارسة أعمالهم القذرة تحت ستار الدين،بعد أن كانت تجري تحت ستار البعث،وبعد أن كان العهر يجري بطريقة سرية أخذ الآن طابعه العلني،فتكاثر الزواج العرفي،والزواج المؤقت،وحصل طلاب اللذة على ما ينشدون بما يقع تحت أيديهم من سبايا الكفار الذين لا يؤمنون بالدين الجديد،بل أخذوا يتاجرون بالنساء وفق لوائح أسعار للبكر والثيب ،والفتاة والمتوسطة،وحتى الطفلة أجازوا التسري بها،وأعادوا إلى الأذهان أيام أجدادهم الأمويين والعباسيين عندما كانت قصورهم تمتلئ بالجواري والخصيان والحريم.
ولعل الغريب في الأمر أن الدولة تراقب ما يجري دون أن تدخل طرفا في تطبيق قوانينها التي أتاحت للمواطن التمتع بحريته الفردية بما لا يسيء للآخرين،وأصبح هؤلاء دولة في الدولة يأمرون وينهون ويفعلون ما يشاءون دون وازع من عقاب،وفي ظل وجود دولة القانون تنتشر في بعض المدن العراقية المحاكم الشرعية التي تستند بأحكامها لقوانين ما أنزل الله بها من سلطان،فقد أجاز هؤلاء سرقة المتاجر والمعامل والمصانع تحت ستار الغزو،وسمحوا لأنفسهم بفرض الإتاوات تحت ذريعة الجزية،وأباحوا لأنفسهم المحرمات بما ملكت أيمانهم،وأستحلوا المخدرات على قاعدة ما اسكر قليله فكثيرة حلال،وامتهنوا الربا تحت باب ما اختلف جنسه جاز به البيع والشراء،إلى غير ذلك من الحيل الشرعية التي تسربوا من خلالها لتحليل كل ما هو محرم وتحريم كل ما هو حلال،ولعل في القادم من الأيام سنجد الكثير من الأشباه والنظائر التي تتفتق عنها عقليتهم فيحللون ما يشاءون ويحرمون ما يريدون ،وكل ذلك وفق النصوص المقدسة المستندة لروايات أبي هريرة،وتخر صات كعب الأحبار،ومن لف لفهم من أئمة الضلالة والسوء،وتبقى شعوبنا الشرقية تتنفس تحت الماء،فيما يسير العالم إلى أمام من فتح إلى فتح،ونحن نعيش على أمجاد صورها لنا الخيال،وأوهام لا يصدقها غير الجهال.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف لا تنسى للراحل عزيز شريف
- الحراك والناصري كل يبحث عن ليلاه(2-2)
- الحراك والناصري كل يبحث عن ليلاه(1-2)
- هذوله أحنه
- واحد من جيل الحياة
- حول أنشاء المركز الوثائقي للحزب الشيوعي
- حول أعادة فتح المكتبات العامة في المدن العراقية
- (وزارة الكهرباء... أين هي الكهرباء)
- صفحات من ذاكرة شيوعي قديم/1
- الشهيد الباسل طالب باقر(أبو رياض)
- هل هناك هدف أخر وراء رفع الحصانة البرلمانية عن مفيد الجزائري
- أريد الله يبين حوبتي بيهم
- شعيط ومعيط وجرار الخيط
- ألا أني أكلت يوم أكل الثور الأبيض
- الدروس الخصوصية وتأثيراتها الجانبية
- شرب من ميهم وصار منهم
- إذا أكلت بين عميان ناصف
- الشيخ أحمد عبد الله الشيوعي الروزخون
- أبو سارة وحكاياته ألفلاحيه
- الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها


المزيد.....




- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد علي محيي الدين - الفساد المؤدلج