فراس عبد المجيد
الحوار المتمدن-العدد: 2301 - 2008 / 6 / 3 - 08:20
المحور:
الادب والفن
حين وقفتُ أمامَ المرآة
وقفَ " الآخرُ " أيضا ً
ذات الوقفة قدّامي
وتنهّدْ
" هذا أنا "
قلت ُ. وعدّلتُ بفخر ٍ هندامي
" هذا أنا "
قالَ الآخرُمختالا ً
مثل الديك ِ أمامي
لكن ْ بتردد ْ
" شي ْ مألوف أن تنعكس الصورة ُ "
باطمئنان ٍ همهمت ُ،
وتذكرت ُ قصائد للدرويش ِ
وسعدي
والعزاوي
وشريطا أخرجه يوسف شاهين
تتحدث في ذات المقصد ْ
إلا أن " الآخر " كان يهمهم في غضب ٍ
ولمحت بعينيه وميض تحدّ ٍ متجدد .
حين أملت ُ قليلا ٌ رأسي
نحو يمين الصورة ِ
مال " الآخر ُ "، هذي المرّة ،
نحو يسار الصورة
حين تقربت ُ إليه ِ
تراجع َ نحو الأبعد ْ
حين فككتُ رباط العنق ِ
تفاجأت ُ بأن ّ " الآخر " يربطه ُ
قلت ُ لأضحك في وجهه ِ
لا أدري ماذا قال .. ولكني
حين ضحكت ُ وبانت أضراسي المنخورة ُ
من فمي َ الأدرد ْ
كان " الآخر ُ " يعبس في وجهي .
" عجبا ً " قلت ُ
" أليست ْ ما يفصل بيني والآخر مرآة ٌ ؟ "
درت ُ بظهري
كي أنهي هذي اللعبة
أحسست ُ بوخز العينين يغور بظهري
فتسمّرت ُ
هممت ُ برمي المرآة بحجر ٍ
لكني ، في لمح البصر ِ ،
رأيت " الآخر َ " يسبقني في رمي الحجر ِ
.. تكسّرت ُ شظايا
وتناثر َ جسدي
وانهدّت ْ جدران المعبد ْ
وتراءى لي " الآخر " في المرآة
يطلق قهقهة ً
رسمت ْ بجنون ٍ خاتمة ً للمشهد ْ .
ُ
#فراس_عبد_المجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟