أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -حزيران-.. -سلام الهزيمة- و-هزيمة السلام-!














المزيد.....

-حزيران-.. -سلام الهزيمة- و-هزيمة السلام-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2300 - 2008 / 6 / 2 - 11:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


41 سنة انقضت ولم ينقضِ بعد يوم 5 حزيران 1967، وكأنَّ العرب في "نظام مرجعي"، بحسب "النسبية الخاصة" لآينشتاين، "يتمدَّد" فيه الزمن، فيَعْدِل "اليوم" في "الساعة العربية" عشرات السنين الأرضية!

إنَّه اليوم الأطول في التاريخ العربي كله، وليس في حديثه فحسب؛ وقد يستمر، ما دام الزمن عندنا أقرب إلى الموت منه إلى الحياة، عشرات أخرى من السنين. وليس أدلَّ على ذلك من أنَّنا لم نُعْلِن رسمياً بعد الخامس من حزيران من كل سنة يوماً عربياً للهزيمة، التي يكفي أن نتصوَّرها، أو نصوِّرها، على أنَّها هزيمة عسكرية صرف، أو في المقام الأوَّل، حتى نقيم الدليل على أنَّنا ما زلنا أمَّة مهزومة، تطلب مزيداً من الهزائم، وتعدُّ لها ما استطاعت من قوَّة وقوى!

حتى "النصر" في أكتوبر 1973 لم يعط من النتائج إلاَّ ما يُثْبِت ويؤكِّد أنَّه كان قطرة في بحر الهزيمة الحزيرانية. ولقد عرَّفه المصريون خير تعريف إذ هتفوا في مظاهرة شعبية: "النصر، النصر، اسْتَعَدْنا سيناء وفَقَدْنا مصر!".

في ذكراها السنوية الحادية والأربعين، والتي ليست بذكرى؛ لأنَّها ما زالت واقعاً نعيشه، ويؤثِّر في كل أوجه حياتنا، ويُمْعِن هدماً في إرادتنا السياسية الحرَّة المستقلة، هل نقول إنَّ السلام العربي مع إسرائيل هو وحده الحقيقة الواقعة، وإنَّ الدول العربية قد أثبتت أنَّ "السلام" و"استمرار الاحتلال الإسرائيلي" ليسا بالأمرين المتناقضين؟!

إنَّ أحداً من ذوي العقول السياسية السليمة لا يمكنه أن يزعم أنَّ قرار مجلس الأمن الرقم 242 قد نُفِّذ ولو جزئياً، فما "أعيد" إلى العرب من أرض لهم احتلتها إسرائيل في حرب حزيران 1967 إنَّما هو خير دليل على أنَّ هذا القرار الدولي الشهير ما زال حبراً على ورق، ولو كره المزيِّفون.

إنَّكَ لا تستطيع أن تزعم أنَّكَ قد استعدت ما كنتَ تملك من قبل إذا ما أفْقَدتكَ "شروط الاستعادة" الجوهري والأساسي من "حقوق الملكية"، فما هي أهمية أن تملك شيئاً، أو أن تستعيد ملكيته، إذا ما حيل بينكَ وبين حقِّكَ في إظهار وتأكيد ملكيتكَ له؟!

ولقد أثبتت تجربة إنهاء الاحتلال في قطاع غزة أنَّ غياب الاحتلال وحضور السيادة هما أمران متَّحِدان اتِّحاداً لا انفصام فيه، فغياب السيادة، أو ضعفها، إنَّما هو استمرار للاحتلال، على نحو ما، وفي طريقة ما.

وإذا ما اتَّخذنا "السيادة" مقياساً نستطيع القول إنَّ ما "تحرَّر" من أرض عربية احْتُلت في حرب حزيران 1967 لم يتحرَّر بعد. أمَّا إذا أردنا "الموضوعية" في الحُكم على ما يقال ويُزْعَم فلا مناص لنا من أن نقول إنَّ إسرائيل قد أخرجت مستوطنيها وجنودها من قطاع غزة لتُركِّز وتُكثِّف احتلالها في معبر رفح بجانبيه، فإسرائيل الحزيرانية هي التي تُحْكِم قبضتها على المعبر، وتمنع إعادة فتحه وتشغيله. ولو كان الواقع غير هذا لتجرَّأ العرب في الخامس من حزيران 2008 على إزالة بعضٍ من "آثار العدوان" من خلال فتح المُغْلَق عربياً من هذا المعبر، الذي لا يمكن فهم استمرار العرب في إغلاقه إلاَّ على أنَّه مشاركة عربية واضحة ومباشرة في ما يُرتَكب من جرائم في حقِّ "الجنس البشري" في قطاع غزة.

لقد بدأوا السير زاعمين أنَّ الغاية هي "إزالة آثار العدوان" الذي وقع في الخامس من حزيران 1967، فكانت النتيجة التي نراها في الذكرى الحادية والأربعين للعدوان والهزيمة هي إزالة كل أثر للالتزام القومي العربي في القضية التي كانت، في الشعر الرسمي العربي، قضية العرب الأولى.

وها هو واقع الهزيمة الحزيرانية الممتدة المستمرة يتحدَّى كل دولة عربية أن تَنْتَزِع منه اعترافاً بأنَّها قد استعادت، أو استعادت فعلاً وحقَّاً، الأرض التي احتلتها منها إسرائيل، والتي قد تصبح، مستقبلاً، شبيهة بـ "مزارع شبعا"، التي لا نعرف من أمرها إلاَّ أنَّها أرض عربية احتلتها إسرائيل التي تزعم أنَّها لا تعرف لمن تعيدها، إذا ما فكَّرت في إعادتها!

عمَّا قريب، أي بعد بضعة أشهر، ستأتي إسرائيل والولايات المتحدة بدليل يُقْنِع حتى الحجر بأن لا سلام غير السلام الذي يوافق واقع الهزيمة الحزيرانية، والذي يسمَّى، إسرائيلياً، "السلام في مقابل السلام".

أمَّا العرب فسيأتون بمزيد من الأدلة على أنَّ السلام مع إسرائيل يمكن أن يأتي على شكل "معجزة" في عالم السياسة، أي أنَّه يمكن، ويجب، أن يتحقَّق ولو لم تلبِّ إسرائيل شروطه الأولية والأساسية. سيكون "معجزة"؛ لأنَّه سيقوم على ركنين: بقاء الاحتلال، ما ظهر منه وما استتر، واتِّخاذ "اللا حل" حلاًّ نهائياً للمشكلة القومية للشعب الفلسطيني.

إنَّ "الهزيمة الحزيرانية" توشك أن تَلِد "السلام الحزيراني"!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أزمة اولمرت- هي خير عُذْر!
- اولمرت.. كم أنتَ مسكين!
- خطاب نصر الله في ميزان الخطأ والصواب!
- الأُميَّة الديمقراطية!
- مفاوضات للسلام أم لاجتناب مخاطر حرب؟!
- -الأمن الغذائي- أوَّلاً!
- القوميون العرب الجُدُد!
- عندما -يُعرِّف- الرئيس بوش الدول!
- سنة فلسطينية حاسمة!
- إنَّما -التعريب- كلمة يراد بها -التدويل-!
- ذاك انقلاب.. أمَّا هذا فلا!
- -قصة التيه- في نسختها اللبنانية!
- ليس صراعاً بين عليٍّ وعُمَر!
- كيف تُشْعَل الحروب.. لبنان مثالاً!
- لو كان اقتصادنا الحُرُّ.. حُرَّاً!
- -المسخ عبر التعريف- في مفاوضات سرية!
- حرب حكومية على -أفيون الفقراء-!
- فوضى الكلام عن السلام!
- أما حان لعمال العالم أن يتَّحِدوا؟!
- تعريف جديد ل -المرأة الزانية-!


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -حزيران-.. -سلام الهزيمة- و-هزيمة السلام-!