الديمقراطية .. على الطريقة الإسرائيلية

نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 2300 - 2008 / 6 / 2 - 00:17
المحور: القضية الفلسطينية
    

يستدعي النداء على "الدولة" بالتعريف إلى استحضار اللجوء إلى تدعيم أركانها و توطيد مكانتها بإعمال القوانين المسيرة و المنظومات العاملة التي تحركها الأجهزة الأيديولوجية و أدوات الإجراء الردعي,
فالدولة أفق مغيب كطوبى.. يمتح من لعبة السياسة باعتبارها فن للممكن يترسم خطاه على صفيح واقع ساخن؛ و يناور الكائن على أنه أمل منظور فوق واقع محظور.
سؤال الأفق بإجاباته المحتملة.. تدونه إسرائيل.. التي تفتقد شرعية الانوجاد.. ففي موسوعتها التي تحمل عنوان: النكبة بمجلداتها الستة بأحجام عشر سنوات. توالى على التأليف زمرة من أبطال الأساطير المتسربة من أدبيات الحكايات البالية!! بن غوريون الأسطورة المؤسسة. غولدا مايير المرأة الحديدية. بناحيم بيغن العاصفة تلو الأخرى. إسحاق رابين الصقر الذي صار حمامة . شيمون بيريس الأمل المرعي. بنيامين نتنياهو قطاع غيار متجاوزة؛ أمريكية الصنع. ارييل شارون لكل شيء ثمنه . ايهود اولمرت و كل من سيأتي.. نصب تذكاري في حاجة لمراقبة وصيانة.
هكذا تسوق "الدولة العبرية"قادتها في العالم . و كان الوقع أدهى في العالم العربي. هم عصاميون تحدوا الصعاب و تجرعوا مرارة شظف العيش و ما وهنوا إلى أن صاروا قادة.. قادرين كلما أرادوا على أن يجعلوا العالم يخدمهم بأريحية ويرعى مصالح كيانهم المغتصب.
و لعل المتتبع لواقع الحال بعيدا عن حماس المقال.. يجد اولمرت يجسد بالمكشوف.. قولا و ممارسة سياسة من سبقه بنهج ديموقراطية الوهم. هكذا يصرح لأسبوعية "التايم" بانه يستمد الدعم من توني بلير و برلسكوني الذين اتهما بمخالفات جنائية و خرجا بدون عوالق. و لم يمنعهما ذلك من خدمة وطنيهما بمؤسساته الديمقراطية. وابل التحقيقات التي تتابعه ما فتئ يقابلها بأنه قادر و ملزم بأداء دوره بأفضل صورة. و انه حريص ما وسعه ذلك على شؤون الكيان: التسوية مع الفلسطينيين.. قبول التهدئة .. و خلق أجواء ملائمة للمفاوضات المشروطة.. على نهج سلفه شارون المنسحب من غزة الصامدة. وانه الشخص القادر على مفاوضة السوريين و طلاء الجولان بشكولاتة شهية.
صدى هذه الألعاب البهلوانية تصلنا متقطعة. ما تنفك أن تجتمع في حزمة لتعلن المفيد. فيتلقى قادتنا العرب الرسالة؛ لينتهوا سرا.. بان الحاصل تسيير لدواليب الكيان المتغطرس بعبقرية لافتة. !! لذا وجب الخضوع السافر و الركوع الجاهر. حفاظا على كراسي و عروش مسنودة بسياسة القهر و الجيوش.
و الشاهد الواصل.. نضال مشهود و تضحيات جسام قدمها الشعب الفلسطيني وما يزال من اجل قضيته العادلة؛محرجا الأنظمة العربية أمام شعوبها و كاشفا عورات هذا الكيان الغاصب. ما أن يخرج من حرب حتى يبدأ في التهيؤ لأخرى حتى لا تضيع منه اللعبة التي يتفنن العالم في رعايتها.
و يبقى الأثر يذكرنا حتى لا نتوه.. إن أحداث التاريخ صدف لمن يحياها و لدى الملاحظ البعيد تكتسي حلة الضرورة. و ذاك هو مبتدأ قصة الديمقراطية على الطريقة الإسرائيلية..أما خبرها فدائما يأتي في السياق.

#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات