|
انطباعات في الشيوعية الروزخونية !
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2300 - 2008 / 6 / 2 - 00:17
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
وصف فردريك انجلز شيوعية بعض التنظيمات اليسارية المحرفة والانتهازية يمينا اويسارا بالشيوعية الكاريكاتيرية ، واطلق بعض اصحاب الاعمدة الصحفية النقدية في سبعينيات القرن الماضي على بعض مضامين مسرحيات تحية كاريوكا وفايز حلاوة وصف ـ الشيوعية الكاريوكية ـ وتداول البعض من الكتاب المتفائلين واصحاب الدم الخفيف في أمريكا اللاتينية تركيب ـ الاهوت الشيوعي ـ تيمنا بالتعاون البناء بين الكنيسة الكاثوليكية والحركات الشيوعية المحلية لنصرة فقراء القارة المتعوسة ، بالضد من توجهات الراسمال الامبريالي والكومبرادوري!
يحضرني هنا تشبيه معبر استخدمه احد المناضلين المخضرمين عام 1977 بعد صدور بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي على اثر احداث خان النص : ايقاع هذا البيان يرقص على الوحدة و نص وفيه من شيوعية الهجع مالم يخطر ببال اصحاب كل مصادر ومكونات الماركسية الثلاثة . قلت له مازحا وانا الوح بكتاب الاممية الاولى والثانية : انك بنفسك التكهمي هذا تنافس لينين وتستعير من انجلز مفرداته !
لم تكن حينها الشيوعية الروزخونية قد تبلورت وبرزت بهذا الشكل الذي نراه اليوم ، وانما كان في الامر تجاذب وتدافع يغذيه نزاهة القاعدة الشيوعية الاصيلة !
الدين الطائفي افيون للشعوب ، الدين المتزلف للمستعبدين والمحتلين افيون للشعوب ، الدين العنصري هو افيون للشعوب ، الدين الذي يحرم الشايلوكية ويمارس ماهو ابشع منها بيعا وشراءا وقتلا لارواح الناس ومصائرهم هو افيون للشعوب ، الدين الذي يخدر الناس لسرقة اعضاء من اجسادهم ، او افكارهم بمفاتيح الجنة الوهمية وصكوك الغفران التي ترهن الحياة بالاخرة هو افيون للشعوب ، الدين الواعظ باطاعة الحاكم الفاسد افيون للشعوب ، الدين الذي لا يعامل الناس سواسية كاسنان المشط في السراء والضراء في العقاب والثواب هو افيون للشعوب ، الدين الذي يحارب الاديان الاخرى بوسائل الشيطان ـ الفتن والكذب والتدليس والاجبار ـ هو افيون للشعوب !
الشيوعية الروزخونية هي نوع اخرمركز من انواع افيون الشعوب ، وهذا النوع لا يقتصر على الصنف الطائفي شيعي او سني ، بروتستانتي و كاثوليكي وو فقط ، وانما يحتوي ايضا على الصنف القومي ، عربي او فارسي او كردي او بشتوني وهكذا ! الشيوعية الروزخونية حرباء ، او كما يقول لينين انها تشبه العاهرة التي تلبي رغبات الزبائن وحسب الطلب ، النوم على الظهر تارة ، واخرى على البطن ـ في وصف للسلوك المتذبذب للبرجوزية الصغيرة ، او المراتب المتبرجزة من الطبقة العاملة ـ خدمة لتطلعاتها الانانية والمنفلتة ! الشيوعية الروزخونية جبانة مترددة وتغلف واقعها هذا بذرائع الحذر والحرص والتذاكي ! الشيوعية الروزخونية مهلهلة الصيرورة متحجرة على عنوانها ، ابوابها مشرعة لكل النطف التي تظيف لوزنها وزن حتى لو كان هذا الوزن ميتا ! الشيوعية الروزخونية انتهازية ، فهي شيعية في مناطق السيطرة الشيعية وكردية في مناطق السيطرة الكردية وهكذا دواليك ! خطاب الشيوعية الروزخونية عائم لا يغث احدا من المسيطرين ، ويمكن تأويله حسب الضرورة ، يلاحق الاحداث ولا يصنعها ، يحاول ان يكون شاهدا وحكما بمناسبة ودونها ، يقول ويكرر مسلمات يرددها الجميع دون ان يعنيها ! ابراهيم الجعفري سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ، حيدر العبادي عضو مكتبه السياسي ، جلال الطالباني سكرتير الحزب الشيوعي العراقي وبرهم صالح عضو مكتب سياسي فيه ، حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ومفيد الجزائري عضو مكتبه السياسي ، تشابه الطروحات الروزخونية لهؤلاء يجعلهم جميعا ودون انتماء حزبي معلن شيوعيون روزخونيون بامتياز لكن المعني هنا موضوعيا هو سكرتير الحزب الشيوعي العراقي وليس غيره! خطاب يتجاهل المباديء لحساب المكاسب الطارئة ، انه خطاب ارتزاقي فج ، والا بماذا نفسر هذا الجبن والتخاذل المذل عن نصرة تظلمات الانصار الذين زكوه بدماءهم والذين تعرضوا للذبح على ايادي عصابة قذرة يتراسها المجرم جلال الطالباني ؟ ان جبنهم جعلهم حتى لا يذكرون الواقعة كواقعة ، جعلهم حريصون على التبرأ من الشهداء واهاليهم ومن يناصرهم طلبا لاحقاق الحق وانزال العقاب بالمجرمين ، بشتاشان عنوان عريض يجمل معاني كبيرة من معاني الشيوعية الروزخونية !
الروزخون يتعامل مع وظيفته وكانها ملكية مقدسة وسره من سرها وانه هو وليس غيره سر مهنته ، طقوس وغموض وبواطن مع تراتيل منمقة واسترسال واطناب بطور يطرب ويخدر ، يخاطب الشجون ويدغدغ البقع الحساسة ، انه لا يخاطب العقول ، ففي الروزخونيات يلغى العقل لصالح النقل اما القياس فلا ذكر له ، النص هو السيد ويا ويل لمن يخرج عليه ، تقليد المرجع هو السائد في ثقافة الروزخون ، والشيوعية الروزخونية تستقي هذا التقليد وتزيد عليه قداسة من عندها ، انها قداسة منافقة لارواح الشهداء فهي تستدعيهم عندما تتاجر بهم ، وتتجاهلهم وتخونهم ليل صباح عندما تتنكر للمباديء التي استشهدوا من اجلها ، كما يفعل تماما المدعون بتبعيتهم لخط الامام الحسين من اصحاب العمائم العائمة على الباطل كله !
البف باف الامريكي يقتل العراقيين وكانهم ذباب لا دية له ، ملايين يهججون ، البصرة تحرق ، الثورة تدمر ، الماء الاسود الامريكي ينزل غضبا على رؤوس اهل العراق في ساحة الطيران ، العمال يضربون ، العمال يناضلون ضد قانون النفط والغاز الجديد ، كل هذا بواد والشيوعية الروزخونية بواد اخر ، واد المنطقة الخضراء . عندما كان علاوي رئيسا للوزراء كانت الشيوعية الروزخونية تضع بيوضها في سلته ، حتى وهو خارج الوزارة كانت تستشعر انه مرشح الامريكان في العراق لذلك راهنت عليه ، عندما سارت الرياح بما لا تشتهي السفن وثبت ان المالكي يمكن ان يكون بديلا مرضيا للامريكان والايرانيين معا وانه قد يطيل البقاء بسبب تلك التوازنات بدأت الشيوعية الروزخونية تغير موجتها ونقلت بيضها من سلة علاوي الى سلة المالكي ! الشيوعية الروزخونية مستنقع رخو للرخويات الشيوعية وعليه يجدر بالاصلاء تجنب الخوض فيه ، بل مطلوب ردمه واستكمال الاساسات المتينة للشيوعية الاصيلة في بلادنا التي تتحسس من الزيف حتى لو كان مبطنا .
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أجل اسرائيل مسمى !
-
مئة عام من النفط = مئة عام من الدماء !
-
عبود يعبر الحدود !
-
الثوريناطح الثورة !
-
أيار العراقي
-
الطبقة العاملة العراقية تبحث عن حزبها فلا تجده !
-
خمسة أعوام من الارهاب الامريكي في العراق!
-
31 أذار يتوشح بالحزن !
-
الصهيونية عنصرية مدللة !
-
جنس من اجل البقاء !
-
8 اذار رفيق 1 ايار !
-
وديعة بوش الساخنة لخليفته !
-
حوار الطرشان !
-
العراق بين التخيير والتسيير؟
-
نداء غزة !
-
الرجل المومس والبغي الفاضلة !
-
اين النمو من البلدان النامية ؟
-
وقفة الامام الحسين بين الرمز والتشخيص !
-
القاعدة ليست استثناء !
-
متى يكون المثقف متبوعا ؟
المزيد.....
-
في الذكرى 39 للتأسيس: حزب العمال مع الشعب وفي مقدّمته من أجل
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تنوه بالتعبئة التنظيمية والنض
...
-
التقرير السياسي الصادر عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية
...
-
“صوت الشّعب” تحاور الرفيق فهمي شاهين، عضو المكتب السياسي لحز
...
-
??ژنام?ي ??وت ژمار? 33
-
اعتقال 4 متظاهرين في مظاهرة داعمة لصفقة التبادل قرب مقر نتني
...
-
عاجل | واللا: الشرطة الإسرائيلية تعتقل 4 متظاهرين قرب مقر إق
...
-
شولتز يندد بـ-تصريحات متنافرة- لماسك تدعم اليمين المتطرف وته
...
-
«كفاية ضرائب».. عن رسوم الهواتف المحمولة وغيرها
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرة في الخليج الفنلندي بمقا
...
المزيد.....
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
المزيد.....
|