|
وماتت بهيه .. بعد ان خنقها عرف غسل العار
حامد حمودي عباس
الحوار المتمدن-العدد: 2299 - 2008 / 6 / 1 - 07:56
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
ابو ابراهيم رجل يمكن ان يعتبر حسب التصنيف الطبقي للريف من اغنياء الفلاحين ، حيث يملك بستانين من اشجار البرتقال اضافة الى كونه يملك دارا عوضته بها الحكومة عن داره التي دمرها فيضان نهر ديالى في سنين خلت ، وكان ابو ابراهيم هذا معروف عنه بعدم استقراره الاسري لعدم قدرة اي من زوجاته الاربع السابقات بالاستمرار معه ، وكان مصيرهن الطلاق جميعا بتهمة واحده وهي الخيانه ، وكان من حظ تلكم النساء المطلقات وبتهمة كانت تكفي للحكم عليهن بالموت ان اصبح ابو ابراهيم ندرة للاخرين من خلال القصص التي يرويها لهم في كل مره يقرر فيها طلاق واحده من زوجاته ، حتى اضحى مصدرا غير موثوق به لدا سكان المنطقة فضلا عن ذوي زوجاته والذين لم يصدقوا رواياته عنهن حينما يهيء لنفسه سببا يبدو اكثر وجاهة لديه وهو يشرع برمي يمين الطلاق . ومن حسن الحظ ايضا انه لم يكن قادرا على الانجاب . ولكونه لا زال بامكانه ان يتمم دينه فقد برع باقناع عائلة تسكن في قرية اخرى بان تزوج احدى بنات تلك العائله وهي ارملة وام لولدين مات ابوهما خلال الحرب الايرانيه العراقيه .. انه يوم عاصف بالتكهنات المليئة بصور الاشفاق على الزوجة الخامسه لابي ابراهيم من قبل سكان المنطقه حينما جيء بالعروس وسط زفة سادتها الاهازيج وكان الناس يريدون للعروس بداية حياة زوجية تختلف عن سابقاتها . ومرت الايام مسرعة على االعريس وهو يغرف العسل ويستنهض الهمم لاطفاء رغباته الفحوليه والتي لم يتردد في رواية فصولها بشعور من الزهو حينما يجلس في المقهى القريبة من داره كل ليله . بهيه وهو اسم العروس لم تمل لحظة واحده من اداء واجباتها الزوجيه ولم تشتكي لاحد سوء المعاملة التي كانت تتلقاها من زوجها وفي مقدمة ذلك سوء معاملته لولديها رغم تعهداته ايام الخطبه بانه سوف يكون ابا لهما رحيما بهما وفيا لامهما ولاهلها الطيبين . لقد كانت بهيه كيانا يتحرك طوال اليوم تعد الفطور وتنظف الدار وتهيء العجين وتخبزه في تنور الطين لتذهب في نهاية النهار الى البستان وتجلب الحشيش للبقرة الرابضة وسط الدار ولا تغيب عنها الحركة الا وهي نائمة في منتصف الليل . . وبدات بعد حين تظهر علامات الطبع لدا ابو ابراهيم لتغلب مظاهر التطبع .. لقد اخذ يبرز من داخله شيئا فشيئا راس تنين الشك كعادته ، وراح يترصد لبهيه دون ان تعرف ولم تكن تستطيع ان تعرف تفسيرا للكثير من تصرفاته المريبه ، فهي امراة طيبه عاشت لزوجها وابنائها قبل ان تخطفه منها الحرب المجنونه ، انها مثال المراة الريفية المجاهدة المعطاء دون كلل ولا شعور بالملل .. تفعل كل شيء ولا تاخذ اي شيء غير التعب والمشقه . لم تكن تفهم معنى ان يدعي زوجها ابو ابراهيم بالخروج الى المقهى مساء وتسمع صوت الباب االخارجي للدار وهو يغلق ، في حين يخرج لها من مكان ما داخل الدار دون ان تحس به عائدا من نفس الباب . لقد شكت هذا الامر لجاراتها ولم تحصل على جواب منهن غير انهن حذرنها مما ينتظرها من مصير كمصير سابقاتها وهو الطلاق . بدات بهيه تساورها الضنون ويرعبها تخيل انها مطلقة بعد ان كانت ارمله .. تشجعت ان تفاتح زوجها المضطرب لتجد تفسيرا لظواهر غير مالوفه في البيت ، ولم تجد جوابا على استفساراتها بل وجدت تعنيفا وانكارا . وذات مساء .. تظاهر ابو ابراهيم بذهابه لحضور ماتم لاحد المتوفين من معارفه ، وصك الباب الخارجي بعنف كعادته ، في حين تسلل خلسة الى برميل تم دفنه الى المنتصف داخل الدار كان يستعمل لجمع القمامه ليختبيء فيه ، وانتظر حتى جن الليل يراقب تحركات زوجته من حوله عله يعثر على من سلبه شرفه ونال من عرضه وهدر رجولته .. لم يتمكن من ضبط الجاني المتلبس بالجرم فقرر انهاء عملية الاختفاء والخروج من البرميل . كان الظلام حالكا حينما خرج بجسده متهالكا من التعب ، وصادف ذلك وجود بهيه في ركن من اركان الساحه الخارجيه للدار دون ان يلحظها من قبل ومعها ابنها الاكبر وعمره قد تجاوز السابعه بقليل ، لم تكن تتمكن من الخروج لوحدها في هذا الوقت المعتم بمفردها فاستعانت به ، جرت المسكينه خوفا من الشبح الماثل امامها واضعة ابنها بين ذراعيها وهي تدفعه بقوة الى الداخل ، ويروي الابن بانه احس بان احدا يجري ورائهما الى ان تبين بعد ذلك بان ابا ابراهيم هو المفاجاة التي ظهرت لهما على حين غره من وسط الظلام .. انهارت بهيه على ارض غرفتها وسط صراخ ابنيها وقد اخذ الزوج يصيح باعلى صوته .. اين هرب .. اين هو ياخائنه .. يا فاجره .. ولم يكن بمقدور بهيه غير ان تشير بيدها المرتجفه الى ولدها لتفهمه بانه هو الذي كان معها وليس احدا غيره . وفي صباح اليوم التالي كانت دار ابو ابراهيم تعج بالناس استعدادا لتشييع جسد بهيه بعد موتها خنقا على يديه غسلا لعار لم يقع ، واكتفت العدالة بعد طول محاكمة وبحث وتقصي بالحكم عليه حكما مخففا ليخرج بعد انقضاء مدة الحكم وهو شديد الشوق لبدء حكايا جديده يعرض من خلالها بمقهى الحي صور همته الفحوليه مع زوجة سادسه .
#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصير النساء الارامل في العراق .. الى اين ؟
-
بين سؤال ابنتي .. وضلالة رجال الدين
-
قتلوها ورموها في مياه نهر الفرات غسلا للعار .. شهادة اخرى عل
...
-
العراقيون قبل غيرهم أولى باعمار بلادهم
-
السفارات العراقيه .. وعلاقتها بخلق تجمع سليم للعراقيين في ال
...
-
العمل الدبلوماسي بين الاحتراف والتجربه - مساهمة في تشخيص الب
...
-
أنا شاهد على ازهاق ارواح صبايا ثلاث بسبب عرف ( غسل العار )
-
ألمياه الجوفيه في العراق .. بين الاهمال والحلول المنتظره
-
حلم في غرفه
-
صيف وحب وخيال
-
رساله مفتوحه اخرى الى السيده رحاب الهندي .. مع خالص التحيه
-
لنعمل معا من اجل نصرة حقوق المرأة في العراق
-
من افاق الذكريات
المزيد.....
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
-
#لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
المزيد.....
-
العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا
/ وسام جلاحج
-
المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما
...
/ محمد كريزم
-
العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا
...
/ فاطمة الفلاحي
-
نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟
/ مصطفى حقي
المزيد.....
|