أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم القريشي - ذكريات من بعقوبة وانسام من قرية شفته ....الى حبيبتي التي لن انساها















المزيد.....


ذكريات من بعقوبة وانسام من قرية شفته ....الى حبيبتي التي لن انساها


هاشم القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 2298 - 2008 / 5 / 31 - 09:43
المحور: الادب والفن
    


ذكريات السنين وحنين العمر يرجعني ويطير بي محلقا الى عشرات السنين ...الى
حضنك الدافئ وحدائقك الممتده على مدى العمر ... الممتده حتى نهاية الكون السرمدي
احن اليك حنينا ما بعده حنين ... حنين يجرح القلب ويمزقه من لهفة الشوق ...
اشتاق اليك ايتها النائمه على شواطئ ديالى وانت سارحه سابرة عينيك في الافق الممتد مع ذاك اللون القرمزي هادئة مع الغروب تنضرين متاملة بهذالنهر الذي رواك وروى الملاين من قبلك وسوف يستمر بهذا العطاءالازلي فاض وزعل وعبث ماشاء ثم هدء واستقر روى ويروي وسوف يبقى يروي حتى قيام الساعه سطر الحكايات والاساطير واشهرها اسطورة السعلوه وكما روتها لنا جدتي ( قالت كانت هنالك سعلوه شكلها غريب عجيب وفي ذات يوم خطفت رجل واخفته في مغارتها اخذت تلحس اسفل رجليه حتى اصبحت رقيقه وشفافه ,جعلته لايستطع السير حرصا منها عليه بعدم قدرته على المشى ومن ثم الهرب وراحت تغازله بوحشية وعطش فأنهكته وهزلت قواه فلم يعد بمقدوره السير وفي احد الايام مر جنب المغاره صيادون راح يستنجدهم ويطلب منهم انقاذه .. تشجعوا وشحذوا همتهم ثم دخلو المغاره فشاهدوها تمسك به . صرخت بهم قالت ساقتسمه معكم لكم النصف ولي النصف الاخر ثم قامت بتمزيقه الى نصفين رمت النصف لهم وهربت بالنصف الثاني الغايه من هذه الروايه الاسطوره هي تحذ يرنا من الاقتراب من هذا النهر و خوفا علينا من الغرق راحت هذه السعلوه وجاءت الان سعلوات وعفاريت من نوع اخر تأكل الكل لاالنصف ورغم كل السعلوات والعفاريت والطناطل بقيت صامده رافعة الرأس كالجبل الشامخ (ياجبل ما يهزك ريح ) اينك ايتها الحبيبه كيف حالك يامن سكنت قلبي كيفك ياحلمي الكبير افكر فيك يامن سكنت لفاليف دماغي هل القاك ثانية ؟ الاجواء ملبدة بغيوم والنفق اظلم وطويل ارى في نهايته بصيص امل نور قد يتسع ويتوهج هل لازلت صامده ؟ كما صمدت بوجه كل الطغاة والجلادين والقساة بوحدتك, باخوتك , باهلك الشجعان . اغار عليك لابل اخاف عليك حتى من النسيم عندما يعانق قداحك وجمبدات الجوري ورائحة شبوي الليلي اغار من الشمس وهي تغزوك بنورها ودفئها يتبدل لونك مع المواسم والفصول هل مازلت تصارعين ازلام النظام وشرطتهم السريه اتذكر عندما كان يأتي الى القريه ذلك الشرطي وكما كنا نسميه بالسري او الجاسوس وهويدخل المقهي يرمي السلام فلا مجيب له ويتظاهر الكل بالخروج من المقهى لانشغاله بأعماله الفلاحيه وبشؤون بستانه وموسمه الحالي . .يخرجون الواحد تلو الاخر يبقى هو وصاحب المقهى الله يرحمه مهدي الزيدان وهذا يصبح عليه تبرير كل الامور ومن ثم يهم بمغادرة المقهى ولكي لايقع هو في اسئلته الغير مرغوب بها وبالتالي عليه ان يبرر غلق المقهى لاخراج هذا السري من المقهى فيفاجئه بالاعتذارليتخلص منه

كل هذه الشكليات والاصوليات هي ليس خوفا منه لان صبر الفلاحين محدود ولاجل اخراجه من المقهى وأسدال الستار على مسرحية اليوم فيفاجئه بالقول والاعتذار ((’’قوم ارجوك ,
قوم عيني انا اريد اروح اجيب حطب لليل اريد اسد المقهى)) وبذلك يجبره على

الخروج من المقهى وبالتالي وامام هكذا وضع تراجيدي يضطر هذا الجاسوس

للذهاب الى مقهى ثانيه ويلا قي نفس القصه او ان معضمهم سمع بمجئ الجاسوس فيتركون المقهى قبل مجيئه بحيث لم يبق امامه الا العوده الى شعبة الامن مجرجرا اذيال الخيبه والفشل وهو يشتم اهل القريه لانهم لم يمنحوه فرصة كتابة تقرير جيد هذا اليوم ليقدمه الى المسؤول ...... فتراهم انسحبو بهدوء وحذر وشجاعه لا كما يحلو لهذا السري بأدعائه انهم هربوا قبل ان يسألهم ياخذني الخيال بعيدا وتحديدا الى عام 954
عندما خطط الشيوعيون في سجن بعقوبه المركزي الى الهروب من السجن وبعزيمه لاتلين حفروا نفقا تحت السجن يخرج عند خارج سياج السجن و بقوا يحفرون لاكثر من ستة شهور بذلوا جهدا لامثيل له مستخدمين معدات بسيطه جدا سكاكين وملاعق وهم يلاقون المشاكل ,مشكلة بعد مشكلة واصعبها كانت هي اخفاء الكميه الكبيره من التراب المستخرج من النفق راحوا يخفون القسم الاكبر منه في اكياس الرز وصناديق الحلوى التي كان الاهل يجلبونها لهم في اوقات المواجهات الدوريه اما القسم الاخر فكانوا يرموه في المرافق الصحيه الى ان استطاعوا انجاز المهمه بكل سريه وشجاعه وفي الخارج تم ترتيب الامر لهم بتهيئة شاحنه تنقلهم الى قرية شفته ومن المعلوم في ذلك الزمان كان للسجين السياسي مخصصات يوميه قدرها ثلاثمائة فلسا يوميا علما بأنه اجرة العامل اليوميه هي مئتان فلسا يوميا .
شفته التي لاتبعد اكثر من ثلاث كيلومترات عن السجن المركزي وهناك في القريه طلب الحزب من بعض رفاقه ان يتطوعوا في حراسة القريه كحراس ليليين ليكونوا على موعد مع الرفاق من اجل أ ستقبالهم وأخفائهم . كان الموعد الساعه الثامنه مساء عند السكه الحديديه وشاءت الصدف ان لايتم هذا القسم من العمليه بالنجاح بسبب غطس السياره في حفرة من نفق السجن الذي تم حفره مما سبب تاخيرهم لاكثر من ساعتين وسؤ الحظ الثاني هو ان الرفيق عزيز الحاج كان قد استأجره سياره من الشارع للهرب بنفسه الى بغداد لكن السائق شكك في أمره فأوصله الى اقرب مخفر للشرطه بدلا من ايصاله الى بغداد وهنا انفضح امر السجنا فهرعت الشرطه لتطويق السجن اما الاخرون فقد وصلوا الى قرية شفته حوالي الساعه العاشره والنصف ليلا وهم بملابس السجن ولكون القريه يوجد فيها شارع وسط القريه وعلى جانبيه عدة مقاهي فمن لايعرف بعمليه الهروب راح
يشكك في الحاله وأخذ الناس يسألونهم عن هويتهم لكونهم مجموعه كبيره ومحياهم لايدل على كونهم صيادوا سمك كما ادعوا فأستنفر رفاق الحزب الشيوعي وأخذوا يلمونهم ويخفونهم في بساتين القريه اما السيد سلطان العبود الذي سصوفيبع الى بدره وجصان عقابا له بعد ثورة 14تموز958 . فشكك كثيرا وذهب مسرعا الى شرطة بعقوبه لاخبارهم بالحاله المستجده وان الشك يلازمه وبما ان الشرطه قد وقع في يدها عزيز الحاج لذا بات واضحا لهم بان المساجين الهاربون هم الان في قرية شفته وفي صباح اليوم التالي اصدر وزير الداخليه جليل العطيه امرا يقضي بتعين السيد سلطان العبود مختارا جديد للقريه ونحي المختار الاول السيد محمد صالح المهودي .
راحت دوريات الشرطه الراجله منها والمسلحه تجوب ازقة القريه وبساتينها بحثا عن السجناء الهاربون واستطاع اهل القريه من اخفائهم جميعا بحيث لم يقع أي مناضل منهم قي قبضة الشرطه في داخل القريه لكن الشرطه عثرت في احد الامكنه بقايا خبز وقشورا للبيض وهنا تعقدت الامور اكثر لان الشرطه طلبت من المختار بان يجمع لهم من كل بيت من بيوت القريه رغيف خبز لمعاينته مع الخبز المكتشف من اجل الوصول الى المصدر وهنا هاجت الناس وبتحرض من رفاق الحزب الشيوعي فقد وجد
لهم في هكذا طلب فرصه للتحريض لخلط الاوراق ولدفع الناس للاحتجاج وفعلا بدأ الاحتجاج والصيا يامختار انت ( شجبت النه من بلوه ومصيبه كلها ولا واحد يوقع في مشكله مع هيج دوله انت موتعرف زين احنه كلنه نشتري نفس القمح ومن نفس السياره الكرديه التي نبادلها بالتمر سنويا انت مو تعرف زين ان كل سنه يجون خطيه الاكراد ويبادلوا الحنطه بالتمر ) وهنا وقع المختار الجديد بمشكله حقيقيه مع سكان القريه في حالة جمع ارغفة الخبز لان كل اهل القريه سيصبحون مجرمين براى الشرطه وكذلك اهل المختار هلعوا واخافوا من تطور القضيه وهم يشكلن ةنسبه قليله في القريه مما حدا به للذهاب الى المتصرف (المحافظ) للتوسل اليه والى مدير الشرطه مهددا بالاستقاله فما كان من المحافظ الا الاستجابه لطلبه ودعما لهذا المختار الجديد الذي قدم لهم خدمه طوعيه مجانيه
ولم تتوقف الحاله عند هذه النقطه فقد وقعت مشادات وملاسنات بين الشرطه ونساء القريه واخذت بعض النسوه من اقرباء واهل الشيوعين يصرخن كلما قابلن شرطي او المختار يصرخن( يامختار متستحي على عرضك شوف الشرطه شديسون ويانه موعيب يفتشون ويتحارشون بينه وللزياده اخذن يهددن اكثر واكثر ) وطلبن من المختار وكذلك وجهاء القريه بأن ترحل الشرطه وفي هذا الضجيج المفتعل قام الشيوعين بنقل السجناء الى بهرز لانها اكبر مساحة ونفوسا ولبهرز امتداد جغرافي حتى بغداد والكوت وسلمان بك اضف الى وجود الرفبق عبد الجبار الرحبي عضو اللجنه المركزيه للحزب الشيوعي في حينه وهوابن المنطقه ويعرف طرقاتها ولكن مع الاسف وقع الغلبيه منهم بأيدي الشرطه من جديد نتيجه للوشايات او للاخطاء الغير مقصوده الا الرفيق بهاء الدين حيث استطاع الافلات الى كردستان بقى حرا طليقا حتى 14 تموز 958 ولقد لعب دورا بارزا بهذه العمليه بعض الرفاق منه ايرهيم حسين وكان عضو محليه ابو واثق وابوحيد عباس المحمد وحسن العبد سائق الدراجه البخاريه في الجيش وحسن وحميد العزاوي وسلطان العبود الذي كان ينقل البريد بحجة كونه ممرض لفحص المرضى وكانت مهنته تساعده على العمل الكبير وحرية التنقل واخرين من الجنود المجهولين علما بان معضم الرفاق هم من اول خليه شيوعيه زرعها ونضمها الرفيق الخالد فهد مؤوسس الحزب الشيوعي العراقي نضم هذه الخليه في شفته وبهرز وبقوا اوفياء هم واولادهم واحفادهم قدموا الشهداء والتضحيه في سبيل الوطنوبقت هذه القريه الصغيره معقلا للمناضلين واحتضنت كل
مطلوب للسلطه استجار بها او التجأ اليها كسبت ثقة قيادة الحزب وكانت تخفي اسرار الحزب المهمه وتقدم العون والمساعده وهي المبادره الاولى لكل مهمات الحزب والحركه الوطنيهوضلت معقلا وطنيا راسخا وثابتا على مر العصور وقاومت كل الحكام الطغاة و لم تركع لاحد او تلين بهرز وشفته بقت هاتان التوؤمان متكاتفتان ومعقلا للحركه الوطنيه حتى سقوط النظام الصدامي في 9نيسان 2003 بعد ذلك سيطر الارهابيون على بهرز لامتداداتها الجغرافيه من اليوسفيه واللطيفيه والرمادي والكوت وهذا العمق اعطى للارهابين مساحه واسعه من حرية الحركه والتنقل ومن الجانب الاخر هو اهمال الحكومه الحديثة الولاده وضعف التجربه السلطويه وأنشغال البعض منهم في المكاسب الشخصيه والطائفيه وكانت بهرز وبقية اوصال المحافظه مهمله امنيا وسياسيا واقتصاديا ووضعوها على الهامش برغم من اهمية محافضة ديالى لكونا تحيط ببغداد من اكثر من جهة اظف الى كون المحافظه مغطات بالاشجار والبساتين والجبال ومحاذيه الى الجاره ايران ؟؟؟؟

انتهى الجزء الاول من ذكريات عند حبيبتي شفته

الحلقه الثانيه : شفته والنهوض الوطني



#هاشم_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التبعيه المميته والعلاقه المبدئيه الصادقه
- التيار الصدري رسالة تخلف يقودها البعثيون
- قرية شفتة العراقية نموذجاً للتعايش والاخاء الوطني
- ارهاب( المقاومة) وأنحطاط المدافعين عنها
- لابارك الله فيكم لقد خيبتم امالنا
- ديالى تستغيث من الارهابيين والسلطة عاجزة
- الحكومة العراقية المنتظرة والطعم المر
- صلف الطاغية وصرخة الضحية
- علماء الدين المغاربة وغيرهم ازدواجية المعايير في الموقف من ا ...
- ديالى. أرادوها طائفية فأصرت على عراقيتها
- الجعفري نموذج للمسؤول والسياسي الفاشل
- خذني الفرح
- باسمك ياشعب


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم القريشي - ذكريات من بعقوبة وانسام من قرية شفته ....الى حبيبتي التي لن انساها