أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - تبت أياديكم















المزيد.....

تبت أياديكم


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2301 - 2008 / 6 / 3 - 08:19
المحور: الادب والفن
    


لن يجدي ما تفعلونه00 وما فعلتموه00
شقوا الترع والشوارع والطرقات00 شقوا أنفسكم نصفين00 وألقوا بنصف في الجحيم والنصف الآخر في قاع البحر00 احفروا في الأرض ما شئتم 00 وحاذروا أن يخرج من بطن الأرض؛ صبية يرجمونكم بالحجارة وبالطين00
أنكم تحفرون قبوركم وفناءكم00
ولقد آن أوان رحيلكم 00 وحتفكم 00
لن تفصلنا الأسوار ، ولن تمنعنا من تعقبكم ورصدكم أينما كنتم00 لن تفصلنا00 بل سوف تفصلكم أنتم، وترجعون رجعتكم الأولي، مشتتين ضائعين لاهثين لا حول لكم ولا قوة 00 ولن تقف هذه الأسوار حائلا دون المضي في نضالنا، ومن المرور عبر جثثكم وفوق أشلائكم00 لن تمنع الخرسانات الطيور من أن تسبح في السماء وتغني للأبرار والشهداء وللامهات ولكل الأحرار في ربوع الوطن الجميل الجريح، الذي ينزف كل يوم بعضا من بقاياه 00 لن تمنع هذا الأسوار الهواء من أن ينسم رياحينه فوق تلال وطني، فيختال العلم الأبي يمنة ويسرة00 فتدمي قلوبكم00وتتحسرون00
لن تشل الخطي ولن تعجز وسوف تمارس السير رغم الأغلال والقيود والقوانين وحظر التجوال والإبعاد والنفي الاضطراري والقسري، وإن لم نستطع السير سنركض ونحبو ونزحف، لكننا لن نقف أبدا ولن نستكين00
إن حائط الكراهية الذي تشيدونه00 لن يمحي هويتنا بل هو خير شاهد علي أنكم مزيفون مزورون سماسرة ومرابون00 ويؤكد أن الفزع تملك منكم، وأستوطن داخل مستوطنات القطيع التي تؤونهم، وذهب بعقول الجنرالات السفاحين ، الذين يبنون انتصاراتهم علي دماء الشهداء ودموع الأمهات00 ويفضح كل إدعاءاتكم المصطنعة في الورش الأمريكية00
ولن تستطيع طلقات الرصاص المجنونة الطائشة إفزاعنا أو تخويفنا أو ترهيبنا00 فأنتم الإرهابيون وأنتم العنصريون، وأنتم الزنادقة وقاتلو الانبياء00
أنتم لا تبنون أسواراً تحميكم بل تقيمون سجناً صغيراً داخل السجن الكبير00
تحاصروننا داخل الحصار00 ومن داخله تنشرون أسلحتكم لترصد الحلم في عيون الوطن00 وتعلنون في خيبة، أن لكل مواطن زنزانة 00 وملفاً أمنياً ورقماً سرياً00
«طق00 طق00طق
في زمن00 في بلد لا يملك أي هوية
سيكون مدانا من يملك أي هوية
مزقها00 مزقها يا سجاني
بلند الحيدري»
ها نحن نموت عشرات المرات00 وفي كل مرة نردد الأبيات المجروحة النازفة من قصيدة الشعر المنتحرة00 لم يبق في أرجاء البيت إلا بعضاً من أنقاض00 ها نحن أصبحنا سطوراً منسية في كتب مجهولة وقصائد ممنوعة، ووطن مسلوب في النور وفي العتمة00
في كل الأوطان يموت الأحرار قسرا وطواعية، ولكننا نعقد اتفاقا مع الوطن بأن نموت نحن، وتخلد حبات ترابه00 نموت وتبقي الأشجار باسقة في الأرض 00 لتخبر الريح عن نضالنا وكفاحنا00
تبت أياديكم 00 وخربت مخططاتكم00
لستم دعاة سلام 00
بل أنتم آلهة الحرب والدمار
أنتم الهكسوس والشياطين والتتار
افعلوا ما شئتم واجمعوا من التوقيعات المزيفة ما يتيح لكم فرض الهيمنة بغير حق00
فهم لا يرون ما تفعلون ولن يروه 00 فعيونهم المعصوبة فقدت حاسة النظر00 وباتوا مكفوفين وهم ينظرون00
فتلك العين التي تري السفاح قاتل الأطفال والنساء ذا اليد الملوثة بالدماء والقناع المخيف رجل سلام 00 تستطيع أن تري الأسود ابيض، بل هي قادرة علي تزييف الحقيقة0
تري هل تري تلك العين الحقيقية، هل تنصفنا، هل تعيد لنا حقوقنا00 إنها عين مبتورة موتورة، تنقصها الرؤية الموضوعية0
نحن في انتظار لجان التحقيق الأممية00 والتي طال انتظارها00 ربما لم تجد أماكن خالية علي خطوط العال الصهيونية مدفوعة الأجر، أو أن حالة الجو تعوق الطيران، نحن ننتظر اللجنة وربما لم تأتها بعد الأوامر من تل أبيب، وربما ضلت الطريق وتاهت وذهبت بالخطأ إلي مجاهل إفريقيا لتنقب عن الفقر والجهل والمرض والصراعات القبلية00
لكننا علينا أن لا نيأس فالتقارير الجاهزة اعدت علي أكمل وجه، وأشرف دبلوماسيين صهاينة وتجار البشر00 لا داعي للقلق00 مادام كل شئ جاهز ومعد علي أكمل وجه00 علينا الانتظار00 وأن لم يأتوا فربما هناك حادث عارض منعهم من المجئ00 ودعونا ننتظر عدة أشهر أخري أو عدة سنين أو نصف قرن آخر 00 ألم ننتظر نصف قرن00؟!
لقد جاوز الظالمون المدي00 وتجاوزت جرائمهم كل جرائم التاريخ منذ بدء الخليقة وحتي يومنا هذا00 ومازالوا في الصلف يبدعون ويجددون، ويخترعون ما لم يخطر علي بال0
إنهم يحولون مدننا الطيبة الجميلة إلي مدن تسكنها الأشباح والفقر والموت، أنهم يحولونها إلي مدن بلا قلب بلا نبض بلا روح بلا مشاعر بلا أطفال معاقين أو زهور مندية، إنهم يحولونها إلي أشباه مدن00
إن هذا السور لم يحجب الرؤي، ولم يحدد الأفق أمامنا، وسوف نتركه للصغار كي «يقرقشونه» بأسنانهم اللبنية، ولم يكون حاجزاً للمرور أو العبور، بل سوف يجعله الصغار00 الصغار حاجزا لمرور الكرة عندما يلعبون ويلهون00
لم نعبأ بأسوار جهنم التي تقيمها جيوش التتار حولنا، فنحن نملك المكان والزمان ونملك الريح والطير والإنسان، ولسوف يترقبهم الصغار عند وصولهم حتي يصطادونهم كالفئران00
مادامت الدنيا تبيت في عيون الوطن
لن تموت فلسطين ولن تبيد00
قد تثقل الأحزان كاهل الرجال، قد تغيب الشمس يوما أو يومين00
ويجف ماء البحر وتنهمر الدموع،
قد يسكن النبض في الأجساد والضلوع
ويفني الزيت في المصباح وتضء الشموع
لكن أبدا لن تموت فلسطين
وفي موتنا تحيا لأبد الأبدين00
لسنا مغرمين بالموت، ولم تهن الحياة ، لكن حبات تراب الوطن أغلي من ضي العيون0
فيا أيها المصلوبون علي أعمدة الريح في كل مكان00 أتي الزمن الردئ ، وتمرد العصيان00
تصفر الريح في قلب الجروح00وتنبئ بالوحشة والفرقة والحرمان00 ويعوي الذئب السفاح فيخيف القطط والكلاب00 لكننا نؤمن بأن السماء لن تبخل بمواسم المطر لنغسل مدننا النظيفة دوما لاستقبال العائدين 00 لن تكون نهاياتنا الانزواء والبكاء علي اللبن المسكوب 00 فنحن نرعي الأرض ونحلب الأبقار00 ونبني البيوت00
أشهد أننا لم نسرق وطنا من قبل 00 أو قطعة أرض 00 وأن الحاكم في وطني منتخب بإرادة شعب00وأن الشرطي في وطني متسامح ومثقف لم يصفع يوما امرأة أو كهل 00 وأن النبت في الأرض يغني للطير00 والنهر يحضن شاطئيه، والشمس لا تغرب في الليل00 والدنيا محمولة في كف طفل00



#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريم00 امرأة فلسطينية
- شهداء وعملاء
- فاتن حمامة : السير علي حافة الهاوية
- رسالة إلى امرأة غير استثنائية
- مارسيل خليفة: صوت البسطاء
- الراقصات والسينما


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - تبت أياديكم