|
سيادة القانون والأرانب..
محمد سليم
الحوار المتمدن-العدد: 2297 - 2008 / 5 / 30 - 08:49
المحور:
كتابات ساخرة
أقترب منى بطريقة مفجعة .. تناول أرنبة أذني لينشلني من شرودي وهمومي ثم باغتني بسؤال ؛ تعرف سيادة القانون ؟؟.. رفعت يدي لأوارى دمعاتي في لحيتي ونصّبت قامتي وقلت بحسرة الفقير المُعدم؛ سيادة القانون !! يا حسرة .. كيف لمثلى أن يتعرف أو حتى يصل لسيادة القانون المحترم !!.. ترك أرنبتي جانبا .. وأخذ يدي؛ يطبطب عليها بقوله؛ هذه الحكومة مهمتها الوحيدة هي إبقاء الشعب في حالة خوف ورعب دائمين...عُمتُ على كلماته و بسرعة قلت؛ آي والله..( واللي ملوش ظهر ينضرب على بطنه )...ووضعت كفة يدي على قفاي وكفة أخرى في جيبي أتحسسهما... فأخذ يدي من فوق رأسي مرة أخرى ليطبطب عليها بحنان ..رفعت عيني أتأمل سحنته و..وأطرد الظنون ..فترك يدي..خجِلا .. جمعت نفسي ..وأخذت نفسا طويلا وقلت ؛ أظن أنني رأيت سيادته على يافطات الجدران وعلى قطع القماش المعلقة بالميادين والطرقات وحفظت أسمه من كثرة تكرار جملة ( سيادة القانون.. سيادة القانون ) ..وسأصدقك القول ؛ لم أتشرف برؤيته حتى الآن ولا عمره وقف أو وقفت بجواره..!..فقال صارخا بصوت الخطيب المفوه؛ لا أحد فوق القانون مهما كان ولا يحق لمخلوق خرق الدستور ولا يحق لإنسان تفسير القانون حسب رغبته وكل سلطة في الدولة هي نتاج القانون وتعمل وفقا للدستور ولا دولة داخل دولة سيادة القانون..والسيد الدستور هو سيد الدولة ... استطعمت كلماته ووجدتها حلوة..موزّه .. ولكنني لا أعي ما كنتها تحديدا فقلت متسائلا؛ تقصد أن سيادة القانون أقل فخامته من سيادة الدستور ؟..وأيهما تعرف أكثر ؟ ..قال بعد ابتسامة ماكرة ؛ لا بد من وجود نظام قضائي عادل وقادر على حماية الحريات الأساسية للمواطنين ...ثم سألني أتعي يا رجل ؟..لم أنطق ببنت شفه ...فأستطرد قائلا ؛ أتعي أن لك كامل الحق في إدارة شؤون بلادك تحت مظلة سيادة القانون ؟.. أمؤت له غير مُصدق ..ولكنى كررت في وجهه آه ..آه ...فزاد بالقول ؛ أن تشارك بصوتك الإنتخابى وتختار من يمثلك( كل 5 سنوات) ..ومن فوري قلت له ؛ تصدق بالله ؟....آخر مرة ( حطيت ) صوتي بالصندوق بمزاجي .. ولم ترده عليا حكومتي للآن ولم أطالبها برده ..ولذا وكما ترى؛ صوتي يخرج من جوفي و( بطني ) من جووه ... فتح فاه حتى أذنيه وقال بثقة وكأنه يطمئنني ؛ نعم اعرف سيادة القانون...وهو يظهر في صورة دستور ..وفى صورة قوانين ..وفى تشريعات عديدة ومكتوبة ..وأيضا يظهر في صور غير مكتوبة مثل العادات والتقاليد والأخلاق والثقافات المتعارف عليها في كل مجتمع ....وعندئذ ؛ عدت بجسدي للخلف لأتأمل محدثي جيدا ..وعندما وجدني( ميّت) في حالي .. اقترب أكثر وأكثر و تطاولت يداه على الأرنبة..فانتبهت وعدت برأسي للخلف ..وقلت بتلقائية الساذج ؛ دا ولا طاقية الإخفاء بتاع إسماعيل يس ... فوجدته وقد أخذ في ( الرطرطة ) ؛ ويقول .. قال ( ليوت الفيلسوف ) ؛ حيث لا سيد فالكل سيد ، وحيث الكل سيد فالكل عبيد ، ولا بد من وجود سيادة القانون (بشحمه ولحمه) ليحكم العلاقات بين أفراد المجتمع وبين الدولة والمواطنين ، ويفرض الأمن ويدعم السلم الأهلي والعدالة الاجتماعية ،وليكون القانون سيدا فلا بد أن يقضّى على الفوضى التي ينظمها كل فرد ( أيا كان ) وفق رغبته ومشيئته ، وسيادة القانون هو الحماية بوجه الاستبداد وهو الوسيلة لفرض القيود على سلطة الحكومة .. نريد حكومات سيادة قانون بحق لا حكومات ترزية قوانين .. وسيادة القانون شرطا مسبقا لقيام الديمقراطية ...وعندما قال ( قال مونتيسكيو ؛ القانون مثل الموت الذي لا يستثنى أحدا ) تذكرت مصيبتي وقلت ؛ يعنى سيادة القانون سيحل مشكلتي وأنك ستأخذني لسيادته أليس كذلك ؟؟..وبعد لحيظات رد قائلا ؛ لا بد أن تعلم ان لسيادة القانون مشاكل ولا بد من حلها أولا .. قلت بحسرة ؛ سبحان الله كمان سيادة القانون زينا عنده مشاكل !!.ومتى سيتغلب عليها ان شاء لله !؟ ..وعندما لم أعطه فرصة لأخذ يدي فأخذ يستطرد فى قوله ؛ سيادة القانون( مستغَل ومخطوف ) من النُظم الحاكمة لتبرير حكمها لأنهم هم من يقررون ما يُصدر من قوانين وما لا يصدر .. أي ان سيادة القانون هى سيادة الأشخاص الذين يصدرون القانون أو يغيرونه ....عندئذ حاولت أخذ يديه لأقبلها ولأقول؛ أتتهرب من مساعدتي يا رجل ؟....فرد بقوله ؛ نبّح الله عظمك أنتظرنى هنا غدا وسأحضر ومعي سيادة القانون وتركني في حالي .....عدت لمنزلي وقصصت عليهم الخبر وأقسمت لهم أنني ( سأعزم ) سيادة القانون على ( جوزين ) أرانب بالملوخية ...فخرجت زوجتي من صمتها وقالت ؛ يا لهوتي.. يا لهوتي هووه إحنا لآقيين نأكل لما تأكل سيادة القانون معانا !! ..وزاد ولدى البكر ؛ يا أبتي ؛ هذا الرجل أما (محامى )أو سيحضر ومعه محامى .........ومن دون وعى قلت لولدي؛ لا.. فقد قال لى ( نبّح الله عظمك ) وسيتوسط حتما لحل قضيتي ..فرد بالقول ؛ نبّح بمعنى ؛ شدّه وطلّبه ....وشدّ حيلك يا أبى على بلاويك ... !!!...
#محمد_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا عامة الناس عليكم بأكل الملوخية ..
-
حدوتة أمي؛ كل حاجة صُغننه
-
قمم عربية بلا بلا فخر..
-
المواطن قفشوه..!
-
لقمة العيش بمعيار عالمى !!..
-
قمرنا بايظ
-
أشُفها أشُفها..!!..
-
في المُشمُش لو فهمت !!
-
تيار كارى كركم !!
-
يلعن أبو الثقافة
-
في (حذاء ) السيد هنية
-
عروستى والشو اسمه
-
على القفا جاءنا الخبر اليقين
-
اللهم اغفر لأخينا جورج بوش
-
خُطّة لأمى
-
عينك ؛ معانا لو سمحت
-
عينك معانا لو سمحت ?
-
مأمأة و مأمأة
-
جفف دمعك
-
مشاهد ل عجول الأرض العربية ؛
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|