أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رائد أبو ستة - ارتهان .. وبامتياز!














المزيد.....

ارتهان .. وبامتياز!


رائد أبو ستة

الحوار المتمدن-العدد: 2311 - 2008 / 6 / 13 - 11:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو الفلسطينيون، وبعد ستة عقود من نكبتهم الأليمة والمتواصلة، مرتهنين لإرادة جلادهم السياسية، وبامتياز، متخلين عن كل أوراق القوة اللازمة لامتشاق زمام الفعل السياسي المؤثر في مسيرة الصراع المستمر مع عدو مراوغ، ولسان حالهم يلهج بـ: هانت عليَ نفسي فهنت على الناس!
ففي رام الله، ينتظر الرئيس محمود عباس وطاقمه المفاوض، مواقف إسرائيلية اقل تعنتا فيما يتعلق بالحدود والقدس والاستيطان، وغيرها من محاور مفاوضات الحل النهائي، بعد أن اتضحت الرؤى أمامهم بعبثية المفاوضات مع حكومة إسرائيلية عاجزة ومراوغة، وراعي أمريكي وصف في إسرائيل بأنه " الصهيوني الأول"؛ عاجزين عن إعلان فشل المفاوضات!
وفي غزة، طال انتظار قادة حماس قبولا إسرائيليا بتهدئة تحفظ ماء الوجه، خاصة بعدما خفت الحديث عن "الانفجار الوشيك"، متجاهلين سبيلا آخر يعزز من إمكانات شعبنا في كسر الحصار وصد العدوان!
لقد غابت روح المبادرة، التي ميزت عقودا سابقة من تاريخ النضال الوطني الفلسطيني سواء على صعيد القرار السياسي، كتبني منظمة التحرير الفلسطينية للبرنامج السياسي المرحلي، الذي شكل وبشهادة قيادات إسرائيلية هجوما سياسيا فلسطينيا يتهدد كيان إسرائيل، أو حتى على صعيد المقاومة وعملياتها النوعية وإجبارها العدو على التراجع على أكثر من جبهة وصعيد.
فعلى حلبة المفاوضات الخاصة بالحل النهائي للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، نجد أنه ومنذ انطلاق مؤتمر "أنا بولس" في مطلع العام الجاري، لم تقدم إسرائيل أية بادرة ولم تظهر رغبة حقيقية أو أدنى جدية بالوصول لحلول مقبولة، بل لقد مضت في كل ما من شانه أن ينسف الجهود المبذولة من الطرف الفلسطيني للتقدم باتجاه تسوية.
ولعل فيما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات تنكيل واغتيال واعتقال، في كل مدينة تعلن الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض ما تسميه "بحملة لضبط الأمن" الهدف منها تطبيق الالتزام الفلسطيني لما ورد في الشق الأول من خارطة الطريق.ما يدلل على عدم جدية إسرائيل في إحراز أي تقدم، بل ويكشف عن تعمدها تعطيل كل جهد يقوم به شريكها مهما كان ذلك العمل.
هذه الدوامة من المماطلة والتسويف وعدم الجدية، على مدى جولات سرية ولقاءات علنية متلفزة، حرص فيها "إيهود أولمرت" رئيس الوزراء الإسرائيلي إظهار تودد مبالغ فيه اتجاه الرئيس "عباس" أمام عدسات الكاميرات! وبعد خذلان "دبليو جورج بوش" للقيادة الفلسطينية عقب زيارته الأخيرة للمنطقة، وما يدور عن نية الادعاء الإسرائيلي توجيه تهم بالفساد لـ"أولمرت" ما يعني استقالته من منصبه، ودخول الساحة السياسية الإسرائيلية في دوامة الإعداد لانتخابات مبكرة في ذات الوقت الذي تنتهي فيه فترة ولاية "بوش" دون تحقيق وعده ورؤيته لدولة فلسطينية قبل نهاية هذا العام، كل هذا، يكشف مدى المأزق الحقيقي لطرف فلسطيني رهن نفسه لمواقف حكومة إسرائيلية غير جادة بانجاز تسوية متوازنة للصراع، متخليا عن كل أوراق القوة التي يحتاج لها أي وفد مفاوض، بإعلانه انتهاج التفاوض فقط سبيلا لتحقيق مطالبه، مسقطا باقي الخيارات من يده وفي مقدمتها، خيار المقاومة حتى في شكلها السلمي والشعبي.مرورا بتشكيل فريق تفاوض فئوي، سبق وان أبديت الكثير من الملاحظات على أدائه، وافتقار العملية التفاوضية الراهنة لتأييد قوى فاعلة ومؤثرة في الحالة السياسية الفلسطينية، وحتى الموعد المحدد لمراجعة العملية التفاوضية واخذ موقف منها، والذي حدده الرئيس عباس بنهاية العام الجاري، وهو ذات الوقت الذي تنتهي فيه ولايته، وغيرها من الملاحظات الأخرى التي أوصلت الجانب الفلسطيني لهذه الحالة من ا لارتهان للارداة السياسية الإسرائيلية.
أما في غزة، فتبدو حركة حماس اليوم، بدخولها في مسلسل تفاوض، إسرائيل تبدو فيه العروس المدللة التي يجتهد قادة الحركة في خطب ودها وعبر وسيط مصري، من اجل الوصول معها لتفاهمات حول تهدئة، تحفظ ماء الوجه، أمام الأنين المتصاعد لعموم مواطني القطاع جراء نهش غول الحصار الجائر للحمهم، وتبقي على حكمها العتيد في القطاع أمدا أطولا.
إذ بالرغم من أن الموقف الإسرائيلي بات واضحا، وابلغ للحركة في آخر اجتماع لوفدها بالوزير المصري "عمر سليمان" ومفاده : إن إسرائيل ترفض التهدئة في غزة بالصيغة التي قبلتها حماس من قبل، وليس في جعبتها لحماس سوى "تهدئة مقابل تهدئة" ولا رفع للحصار، ولا فتح لمعبر رفح الدولي، ناهيك عن الشروط التعجيزية التي وضعتها إسرائيل للقبول برفع كامل للحصار، وهي: وقف عمليات التهريب عبر الأنفاق، وضمان عدم تطوير قدرات المقاومة، وإطلاق سراح " جلعاد شاليط" الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة، دون الموافقة على مطالب المنظمات الآسرة له، التي طالبت بإطلاق راح قرابة 1000 أسير فلسطيني؛ إلا أن الحركة عاجزة حتى الآن عن إعلان موقف صريح وواضح من تلك المماطلة الإسرائيلية!
المأزق الذي وضعت حماس نفسها، بسيطرتها على قطاع غزة بالقوة، ها هو يستفحل، فهي اليوم إما أن تقبل بهدنه هزيلة، لن تقدم لها ولا لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني محاصر، سوى حقن محدود ومؤقت لدمهم الذي وإن توقفت الطائرات والدبابات الإسرائيلية عن أسالته يوميا بفضل تهدئة محدودة "إن تحققت!"، تواصل أنياب حصار جائر الإيغال فيه! أو أن ترفض، وتدخل في مواجهه غير متكافئة مع قوات الاحتلال، قد لا تفضي للقضاء على حكمها العتيد، ولكنها بكل تأكيد ستزيد معاناة أهل القطاع أكثر!
حماس تنتظر اليوم ردا على الرد، وتوضيحا على التوضيح، وربما يذهب قادتها إلى القاهرة أو حتى قطر، مرارا وتكرارا في قادم الأيام، ولكنها رغم "دينماكية" حراك قادتها على معبر رفح الموصد في وجه مواطني القطاع، إلا إنها أمام إسرائيل وسياسيا ساكنة "استاتيكيا" مرتهنة للإرادة الإسرائيلية!
مع كل ما سبق، بماذا يمكننا أن نصف اليوم وبعد ستين عاما على نكبتنا موقف القيادات السياسية الفلسطينية الراهنة المتنفذة في شان الناس والقضية، اتجاه إسرائيل، بأقل من أنه ارتهان وبامتياز؟!



#رائد_أبو_ستة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رائد أبو ستة - ارتهان .. وبامتياز!