أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود نزال - ثرثرة عفوية














المزيد.....


ثرثرة عفوية


محمود نزال

الحوار المتمدن-العدد: 2296 - 2008 / 5 / 29 - 08:59
المحور: الادب والفن
    



ها أنا مجددا سأتوجه إلى الجبل، القي عليه همومي ومآسي, سأمطره بكل غضبي ويأسي وخيبتي من الحياة, أتعبتني الحياة, أنهكت قواي, شلت حركتي بحيث لم اعد اقو على تحمل المزيد، كل طاقاتي وجنوني استنفذت، ها أنا الآن أصبحت جثة هامدة، انتظر رحمة ذلك السراب الجميل كي يغرس احد أقواسه ليحرك قلبي المتعب.
ها أنا الآن جئتك أيها الجبل اروي لك حكايتي مع ذلك السراب علي أتنفس الصعداء، أو علك تربت على كتفي، أو تحتضني احتضانا متفهما، أو على الأقل اصب همومي كلها عليك، فتسحقها تحت صخورك الشاهقة أو تقتلها بشموخك فتتآكل وتختفي من حياتي إلى الأبد.
يقتلني شموخك، يقتلني صمتك، اهو الاستخفاف بي أيها الجبل أمام حضرة شموخك؟!
تأملته كثيرا, تأملت صخوره الرائعة المزينة بأزهار الحنون، تأملت بياضه الناصع، ها أنا واقف اتامل شهوقه وافقه البعيد، أتساءل بحيرة؛ ترى أهناك أناس فيما وراء هذا الجبل؟ نعم أنا متأكد من ذلك، والدليل على ذلك أني أرى السراب الجميل وقد احتل مكان القمر، ولكن قل لي أيها الجبل، هل الناس يضحكون أم يبكون؟ فرحون أم حزينون؟ سعداء أم بؤساء مثلي؟.
كم أتمنى أيها الجبل اللعين لو بقيت طفلا اخرقا، عندما كنت طفلا وقبل التعرف على حضرتك وعلى حضرة ذلك السراب الجميل، كان يقتصر ألمي على أشياء صغيرة وتافهة، تنحصر على عدم قدرتي على النيل بقطف زهور اللوز، أو عدم قدرتي على جمع اكبر عدد من الزهور والورود أتباهى بها أمام السذج من أصدقائي وأقربائي، آه آه آه، كيف تبدل مفهوم الألم منذ الطفولة إلى الآن, أقارن ذلك الألم مع هذا الألم الذي يهز كياني، الألم الذي ينخز قلبي المتعب, يا الهي فرق شاسع كالذي بين السماء والأرض, فرق كبير لا يمكن تصوره.أتشكك في وتسخر من جسمي النحيل أيها اللعين، تتمادى وتتساءل كيف لهذا الجسم النحيل والقلب الصغير أن يحملا هذا الألم الضخم وهكذا حب؟ كيف لي أن احمل هكذا غصة؟ هذه الغصة التي تتجاوزك وتتجاوزني وتتجاوز كل شخص وكل شيء؟ أتسألني كيف دخلت ؟ ومن أين جاءت ؟ وكيف تراكمت وتجمعت حتى أصبحت بهذا الحجم الذي لا أستطيع معه أن ابتلعها فارتاح أو أن اقذفها خارجا فأستريح؟؟؟!!!.
ويستمر الجدل بين سؤال وتساؤل، وتهمة واتهام، وفعل وردة فعل حتى تتدخل روح العالم وإذ بالقمر يغرس قوسا في قلبي أيقظني بكلماته مفادها أنني لم اعد طفلا وباني الآن كبير ومع الكبر تكبر الأمنيات والآمال والأحلام ولكن أيضا تكبر الهموم والمآسي والآلام. أصحو مفزوعا ومذعورا كي أمطر ذلك السراب الجميل بوابل من الكلمات مفادها انه حلمي الكبير وانه أسطورتي الشخصية، ابلغت السراب ان روح العالم أمرتني أن أعيش حلمي، وهل أجمل منك حلم؟! إن الذي لا يوجد له حلم لا يستحق الحياة، إن الهامش يتسع للملايين ولا أريد أن أكون واحدا من هذه الملايين، اسمع أيها السراب، ما رايك ان اذهب معك إلى السماء؟ دعني انثر بقايا حلمي، دعني احقق أسطورتي الشخصية.
يسألني السراب مستهجنا، ولكن هل تستطيع أن تنثر مالا تملك؟!
انه الإصرار يا صديقتي، إصرار فيه قوة، تفوق قوة تحقيق الأسطورة والحلم الذي لا املك. غريب ما أقول؟
عما تبحثين داخلي؟ تعالي إلى عالمي ألورقي أو الالكتروني أو الوردي، ستجدين نفسك هناك بكلمات ابسط دون أي تعقيد، كما قلت لك البارحة داخلي مبعثر ولن تفهمي تلك البعثرة، تعالي دعي زهر اللوز يسقط علينا فنحن في ايار، تعالي اقرأ لك روايتي، تعالي فانا أتمزق.
تعالي أيتها ........، أريد أن أسمعك روايتي، أريد أن أقص عليك حكايتي، فحكايتي بدأت منذ أن وضعت في صحراء قلبك مرساتي، عندها أعلمني القدر بعمق ماساتي، ها أنا اجلس وحيدا تفترسني نظرات عيناك الملائكية، تطاردني صوت ابتسامتك التي جسد الخالق قدرته من خلال صنعها، ها أنا جالس أتخاصم مع آهاتي وأحزاني، ولكن المأساة تكمن في قناعتي بان الموت يحلو في سبيل عينيك، إني أتلذذ وأتذوق سكرات الموت فيك، دعيني دون رحمة اغرق في بحر لوعاتي، سأتذكرك دائما وأذكرك بأنك أجمل حكاياتي، فيك تحلو أزهاري يا أجمل باقاتي.

أنت حلمي الكبير وأسطورتي الشخصية:
يكبر الحلم معك وبك يا سيدتي
الحلم الذي طالما انتظرته، إنني الآن أنتظره أن ينتهي ولكن المأساة هي معرفتي بان نهاية الحلم تكون البداية لعذابي
عذابي الذي قابلته من بعد ما قابلتك وأصبح رفيق دربي الجديد
يا سيدتي
احتلالك واجتياحك لقلبي طال، وأنا على يقين بان بعدك عنه أصبح من المحال
فمتى تحرريني؟ أما طال الانتظار؟
أليس من الصعب عليك أن تريني احتضر؟ أليس من الصعب علي أن أعيش هكذا وضع باستمرار؟
عشقتك أنا
فلماذا هذا العقاب؟ هل هو لأنك أنثى شرقيةّّّّ تفتخر عندما ترى الرجل ينهار تحت قدميها لتشبع غرورها؟
لا أعرف .. فالإجابة لديكِ وعندك أنتِ .. يا سيدتي
أم ذلك لتأكدك بأني سوف استمر بالحلم ومتابعة أسطورتي الشخصية؟!
إلي أن تنتهي.. أو تنتهي حياتي وأرتاح؟



#محمود_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنجان قهوة
- أبداً لن يكون هناك من فشل كوني لا امتلك اي مساحة للفشل
- ما بين الممكن والمستحيل
- دون معنى
- الى الذي
- دور الثقافة والتعليم في تعميق وترسيخ الازمة الانسانية
- توأم الروح... أنشودة المطر
- أيها الألم المسافر ما بين أحلامي وبيني
- كل الأشياء قد تتعب .........
- تناقضات نفس ..........
- لا تقل كيف !
- صلاة في معبد العشق
- بؤس ثقافة
- فوضى إحساس
- ارحل أيها الثلج
- ارحل أيها العيد
- ضياع
- أوقفوا ثقافة الموت والكراهية قبل أن يلعنكم التاريخ وتبصق علي ...
- تنمية الموارد البشرية ودور التعليم في رفع فعاليتها في الأراض ...
- حراك اجتماعي أم عراك ثقافي؟!


المزيد.....




- الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا ...
- الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي ...
- -تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار ...
- مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني ...
- تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة ...
- “Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة ...
- اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن ...
- والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود نزال - ثرثرة عفوية