أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - اولمرت.. كم أنتَ مسكين!















المزيد.....

اولمرت.. كم أنتَ مسكين!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2296 - 2008 / 5 / 29 - 10:22
المحور: كتابات ساخرة
    


اولمرت ليس بمسلم؛ ومع ذلك نلعنه؛ لأنَّ الله لعن الراشي والمرتشي والرائش. ودولة إسرائيل ليست بالدولة الديمقراطية؛ لأنَّها بحسب ميزان علاقتها بالشعب الفلسطيني، وبحقوقه القومية والسياسية والإنسانية، تُفْقِد ديمقراطيتها كثيراً من الوزن الحقيقي للقيم والمبادئ الديمقراطية، التي إمَّا أن تكون عالمية عامَّة وإمَّا أن تتلاشى وتُمْسَخ وتُشوَّه بعصبية دينية أو قومية أو عرقية..، ويكفي أن تظهر وتتأكَّد "يهودية" الديمقراطية في إسرائيل حتى تَفْقِد جوهرها العالمي العام. وشعبها ليس بالشعب الحر؛ لأنَّه يضطهد شعباً آخر؛ وكل شعب يضطهد شعباً آخر لا يمكن أن يكون حراً، وإنْ توهَّم ذلك.

ومع ذلك، وبعد ذلك، نحسدهم، فالحاكم عندهم، ومهما خدمهم، وعمل من أجلهم، يظل مواطناً، يشبه كثيراً كل مواطن في ما له من حقوق، وفي ما عليه من واجبات، ولا يمكن أن يعلو على القانون، وأن يصبح في منزلة "البقرة المقدَّسة"، فيجوز له ما لا يجوز لغيره من المواطنين، ولو كان هو الذي أخرج شعبه من الظلمات إلى النور.

اولمرت رجل يميل إلى التنعُّم والتوسُّع في ملاذ الدنيا وشهواتها، يُحِبُّ الفنادق الفخمة، والسيجار، والأقلام والساعات الثمينة، فكيف له أن يقاوِم الرشاوى، ما عَظُمَ منها وما صَغُر، أو أن يقف ضد "دجاجة الفساد" وهي تبيض له ذهباً؟!

وحتى لا نظلمه نقول إنَّ الرشوة، التي هي ما يُعطى لقضاء مصلحة أو لإحقاق حقٍّ أو إبطاله، لم تذهب كلها إلى اولمرت شخصياً، فبعضٌ منها كان يموِّل به حملاته الانتخابية، ويؤلِّف القلوب السياسية للناس، فالمال الشرعي والقانوني الذي لديه لا يكفي لـ "إقناع" الناخبين بـ "مزاياه القيادية"؛ وكيف له أن يكفي ما دام مُنْفِقَه لا يملك شيئاً يعتد به من مقوِّمات القيادة السياسية؟!

على أنَّ اولمرت كان يقظاً حذِراً نبيهاً، فهو رفض تلقي الرشاوى من رجل الأعمال اليهودي تالانسكي في شكل شيكات، بدعوى أنَّ إنفاقها يكون أسهل إذا ما كانت نقداً؛ ولكنَّه أخطأ إذ تلقَّى رشاوى تالانسكي عبر المديرة السابقة لمكتبه، بوصفه رئيساً للوزراء، فلقد كان خيرٌ له أن يتسلَّمها مباشرة من هذا "المُحْسِن الكبير"، الذي أحبَّ اولمرت، قبل أن يصبح رئيساً للحكومة، فأحبَّ أن يساعده مساعدةً غير مغرضة، على ما أوضح، وكأنَّه لا يريد منه جزاءً أو شكورا!

واولمرت، قياساً بحجوم ما تلقَّاه من تالانسكي من "مساعدات"، ليس بجدير بعد بأن يكون عضواً في نادي كبار وعِظام المرتشين، فأكبر مبلغ من "المال الحرام" الذي تلقَّاه كان 150 ألف دولار، فهذا الرجل المُحب للدنيا بوصفها "متاع الغرور"، لم يكن لديه من الكرامة ما يمنعه من طلب، أو قبول، مبالغ صغيرة من هذا المال (3 أو 8 آلاف دولار) ولكن نقداً.

اولمرت إنَّما هو "الرذيلة" بعينها؛ أمَّا أشباهه في عالمنا العربي (أشباهه من حيث النوع وليس من حيث الكم) فَهُم الذين فيهم، وبهم، تحقَّقت واكتملت وخلصت "الفضيلة".

إنَّهم، وما أكثرهم، محبُّون لكل ما تِسْتَكْرِهه "الفضيلة"، يسعون إليه بأقدامهم ورؤوسهم. إنَّهم مع كل "مصلحة عامة" تتَّسِع لمصالحهم الشخصية والعائلية والفئوية، فإنْ كانت غير ذلك، أو بدت مضرِّة بمصالحهم، فإنَّهم لن يكترثوا لها، وقد يناصبونها العداء.

مسكين اولمرت، فهو قطرة في بحر أشباهه عندنا من محبِّي المال، جمعاً وكنزاً واستثماراً وإنفاقاً..، والذين لا يربأون بأنفسهم عن الأخذ بمبدأ "الغاية تبرِّر وتسوِّغ الوسيلة"، فالحاكم العربي له حقٌّ معلوم في أموال غيره، وفي "المال العام"، ويحقُّ له (مع أفراد عائلته) أن يستثمر ماله كما يستثمر أباطرة المال في بلده أموالهم، فأمواله تذهب (في داخل الوطن وفي خارجه) إلى حيث معدَّل الربح يُغْري بالاستثمار.

وما يتمتَّع به من سلطان على رعيته لا أهمية له إذا لم يُتَرْجَم بمزيد من الثراء له ولعائلته، ولو استعان على قضاء حوائجه بالكتمان، وبما يشبهه من وسائل وطرائق، فسؤال "من أين لكَ هذا؟" يجب أن يظل مفتقراً إلى مبرِّرات وحيثيات طرحه عليه؛ وتوصُّلاً إلى ذلك لا بدَّ له من أن يتَّخِذ "التَّقِيَّة" مبدأً له (ولعائلته) في سعيه إلى الثراء، وإلى مزيد من الثراء.

إنَّه محبٌّ للرغد من العيش، يأكل من طيِّبات ما رزقه الشعب، أبناؤه يدرسون ويتعلَّمون في خارج الوطن الذي يحب، فإذا مرض فلا علاج يتلقاه إلا في خارج الوطن، الذي في خارجه أيضاً، وخشية أن يأتي "يوم أسود"، يخبِّئ جُلَّ ما يملك من "قرش أبيض".

وهو محبٌّ للنكاح والنساء والليالي الحمراء (ولو كان مُسِنَّاً أو مريضاً) ويملك كل ما يمكِّنه من تملُّك "القوارير"، وما يستلزمه هذا التملُّك من حيوية جنسية.

وهو محبٌّ لـ "العَظَمَة المطلقة"، يرينا، ويري العالم، أُفْقاً له يسع كل شيء ولا يسعه شيء، فهو ليس بحاكم فحسب. إنَّه المفكِّر المبدع الذي يرى رأياً سديداً رصيناً في كل شيء، والذي ينبغي لكل مجالسيه ومستمعيه أن يشهدوا أن لا عبقرياً إلا هو، ولو سعى في إظهار عبقريته في قول من قبيل "إنَّ الفرق بين المرأة والرجل يكمن في كون المرأة تحيض والرجل لا يحيض"!

لا تسألوه عن "الحق" و"الحقيقة"، فـ "الحق" هو كل ما يراه حقَّاً؛ و"الحقيقة" هي ما يفكِّر فيه الآن. ولا تسألوه عن "شرعيته في الحكم"، فهو ما أن اغتصب السلطة حتى منحه الشعب شرعية البقاء فيها وممارستها إلى الأبد، فإذا أقصاه الموت عنها حقَّ لورثته (من أبنائه الذكور) أن يرثوا عنه حتى "الدولة".

أُنْظروا إليه؛ ولكن ليس من خلال عينه هو، أي من خلال "الإعلام"، فهو في "المرآة الإعلامية" الخادم لشعبه، المتفاني في خدمته، يأكل مما نأكل، ويشرب مما نشرب، يصلِّي معنا، وكما نصلِّي، يتحدَّث كما نتحدث، وفي اللهجة التي نحب، يشبهنا في عادتنا وتقاليدنا..، ولولا موكبه، وحراسه، وما تقتضيه حراسته من إجراءات وتدابير لقلنا إنَّه منا ومثلنا.

أجل، إنَّه يظل "خادماً" للرعية ما ظلَّت كالغنم يسوقها الراعي إلى مرعاه، فهي لا تملك حق تغييره؛ أمَّا هو فلديه كل الحق في أن يغيِّرها بما يبقيها في صلح دائم مع مصالحه.. فكم أنت مسكين يا اولمرت!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب نصر الله في ميزان الخطأ والصواب!
- الأُميَّة الديمقراطية!
- مفاوضات للسلام أم لاجتناب مخاطر حرب؟!
- -الأمن الغذائي- أوَّلاً!
- القوميون العرب الجُدُد!
- عندما -يُعرِّف- الرئيس بوش الدول!
- سنة فلسطينية حاسمة!
- إنَّما -التعريب- كلمة يراد بها -التدويل-!
- ذاك انقلاب.. أمَّا هذا فلا!
- -قصة التيه- في نسختها اللبنانية!
- ليس صراعاً بين عليٍّ وعُمَر!
- كيف تُشْعَل الحروب.. لبنان مثالاً!
- لو كان اقتصادنا الحُرُّ.. حُرَّاً!
- -المسخ عبر التعريف- في مفاوضات سرية!
- حرب حكومية على -أفيون الفقراء-!
- فوضى الكلام عن السلام!
- أما حان لعمال العالم أن يتَّحِدوا؟!
- تعريف جديد ل -المرأة الزانية-!
- -حماس- تتحدَّث بلسانين!
- من بروكسل جاء الجواب!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - اولمرت.. كم أنتَ مسكين!