سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2296 - 2008 / 5 / 29 - 10:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حالة "الطوارئ" كما يفهم من إسمها أمر "استثنائى" و"عارض". لكها اكتسبت فى مصر صفات تتنافى مع طبيعتها حيث استمرت لأكثر من ربع قرن بدون انقطاع. أى أن "الاستثناء" تحول إلى ما يكاد أن يكون هو "القاعدة"، والأمر "العارض" بات "دائماً".
وهذا وضع غير طبيعى يجب أن يتغير.
ولا يوجد من يدافع عن بقاء هذا الوضع غير الطبيعى. فحتى أقطاب الحزب الوطنى الديموقراطى الحاكم يقرون ويعترفون بضرورة وضع حد لهذا التاريخ الطويل من فرض حالة الطوارئ. وكان المفترض أن تكون نهاية هذا الشهر هى نهاية هذه الحالة غير المرغوب فيها . لكن الحكومة تلكأت فى إعداد قانون الأرهاب الذى كان إقراره شرطا للتخلص من حالة الطوارئ.
وهذا لغز آخر يضاف إلى لغز تحول "العارض" إلى "دائم" و"الاستثناء" إلى "قاعدة"، فما هو السبب القهرى الذى حال دون إعداد هذا القانون فى الفترة المنصرمة، خاصة وأن الحزب الوطنى له أغلبية عددية جاهزة فى مجلس الشعب والشورى تمكنه من تمرير أى مشروع!
والآن.. عدنا إلى المربع رقم واحد، حيث وافق البرلمان – استناداً إلى الأغلبية العددية للحزب الوطنى – على مد حالة الطوارئ حتى عام 2010أو سن قانون مكافحة الإرهاب أيهما أقرب!
وهى نفس الدوامة السابقة والتى كان مفترضاً أن توضع لها "نهاية سعيدة" مع نهاية هذا الشهر.
وليس المهم أن نتوقف أمام ما فات.. الأهم أن نكسر هذه الدائرة الشريرة بحيث نصل إلى صيغة تحقق التوازن بين أمن الوطن وبين أمن المواطن، بين سلامة البلاد وبين الحريات وحقوق الإنسان.
وفى رأيى أن ذلك يمكن تحقيقه دون حاجة إلى سن قانون جديد للإرهاب يُخشى ان يحمل فى طياته انتهاكاً للحريات العامة والخاصة.
بدلاً من ذلك يمكن اقتراح تعديل دستورى يتم بموجبه تقنين إعلان حالة الطوارئ لفترة زمنية محددة وفى منطقة جغرافية محددة لمواجهة أى خطر يهدد سلامة البلاد. وعلى سبيل المثال إذا توفرت أدلة قوية على الشروع فى ارتكاب عدد يزيد أو يقل من الأفراد لعمليات إرهابية فى منطقة ما، ولتكن سيناء مثلا، فإنه يمكن إعلان حالة الطوارئ لمدة أسبوع أو أسبوعين فى شبه جزيرة سيناء فقط.
بهذا النحو يمكن ضمان سلامة البلاد وفى نفس الوقت ضمان الحريات العامة والخاصة، لأن تطبيق حالة الطوارئ لن يمتد أكثر من الفترة الزمنية المعلنة ولن يشمل مناطق خارج منطقة الخطر.
هل نفكر فى هذا الاقتراح؟!
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟