أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسام محمود فهمي - الإلهاءُ العامُ...














المزيد.....

الإلهاءُ العامُ...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2296 - 2008 / 5 / 29 - 02:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تذمرٌ، إحباطٌ، غضبٌ، اختناقٌ، رفضٌ، اكتئابٌ، حالُ المصريين الآن، المعيشةُ أصبحت ضنكاً، اقتصادياً وسياسياً. الجيوبُ خاويةٌ، البطونُ فارغةٌ، العقولُ مطحونةٌ، لا أملَ ولا عملَ، الشعورُ بالاستغفالِ عامٌ، استغفالُ من يحكمون بوهمِ ذكائهم وألمعيتِهمِ وهطلِ الشعبِ. الحكمُ للقلةِ، وأيضاً الرزقُ، المشاكلُ تتأزمُ، تحاصرُ من يحكمُ، لا مفرَ له إلا بالأمنِ، بالقمعِ، بالتحايلِ، بالتحاذقِ.
مصرُ تعيشُ أغربَ علاقةٍ بين حاكمٍ ومحكومٍ، علاقةٌ لا تقومُ علي احترامِ الحاكم للمحكومين، والنتيجةُ عنترياتٌ في السياساتِ والتعييناتِ والتصريحاتِ. مصر لم تتقدم صناعياً ولا زراعياً ولا اجتماعياً، بل علي العكسِ، احصاءاتُ التقدمِ الاقتصادي لا يقابلُها إلا منتهي الضنك المعيشي والتدهورِ في التعليمِ، والهروبِ الجماعي للشعبِ إلي دنيا الخرافاتِ والخزعبلاتِ والتعلقِ بأهدابِ ماضٍ لم يُر لعلَ فيه الخلاصُ. أزياءٌ سوداءٌ قاتمةٌ وجلاليبٌ بيضاءٌ قصيرةٌ لبيئةٍ صحراويةٍ جرداءٍ قاحلةٍ، ليست البيئةَ المصريةَ، لكن يُتوهمُ فيها الخلاصُ، لما لا وفيها الآن المالُ وعقودُ العملِ التعسفيةِ التي يُشتري فيها الإنسانُ مقابل تغيير عقيدتِه أو التشددِ فيها.
الحكمُ لا يعشقُ إلا الاستمرارَ علي السلطةِ، أُصيبَ بجنونِها، أدمنَ الألوانَ والأضواءَ والميكروفوناتِ، في الفارغةِ وما أندرَ الملأنةِ. لتأبيدِ الاستحوازِ علي السلطةِ لا بدَ من صرفِ العيونِ عن النظرِ إليها أو البحلقةِ في شاغليها، لا بدَ من شغلِ الشعبِ، حتي لا ينظرَ إلا فيما يُنغصُ حياتَه، المفتاحُ إذن تنغيصُ الحياةِ. كيف؟ بممارساتٍ تثيرُ الجدلَ والقلقَ. قوانينٌ جدليةٌ، للانتخاباتِ وللمرورِ وللطفلِ وللنقاباتِ وغيرِها وغيرِها، انتخاباتٌ هزليةٌ وضربٌ وسحلٌ، إدعاءُ تطويرِ التعليمِ، بالتلاعبِ بعددِ سنواتِ المرحلةِ الابتدائيةِ والثانويةِ العامةِ، بالتقويمِ المستمرِ من خلالِ أعمالِ السنةِ، بتقليلِ المقبولين بما يُسمي كلياتِ القمةِ تحت حجةِ ضغوط مافيا النقاباتِ المهنيةِ المتباكيةِ علي المهنةِ وما هو إلا بكاءٌ علي رزقٍ وفيرٍ للأقليةِ من أعضائها. أما تعييناتُ المسئولين فهي مفتاحُ المفاتيحِ، شخصياتٌ جدليةٌ في طباعِها وأفكارِها تثيرٌ المشاكلَ بطبيعتِها، فينشغلُ المتأثرون بها في صراعاتٍ معها يستحيلُ أن تنتهي، ما أكثرَ الترصداتِ والتراشقاتِ مع وزراءٍ ما تميزوا غير في فلتان اللسانِ وجموحِ التصرفاتِ وشطحاتِ ما في الدماغِ. إن لم يكن المسئولُ فلتاناً، فما المانعُ أن يكونُ صورةً مهزوزةً، تهزُه كلمةٌ أو شكوي كيديةٌ، يقررُ بأذنِه قبل عقلِه، مرعوبٌ مرتجفٌ، يجعلُ المتعاملين معه في حالةِ استنفارٍ دائمٍ، لا بدَ أن ينظفوا دماغَه مما دخلَها أولاً ممن سبقَ في الوصولِ إلي أذنِه. مناخٌ كئيبٌ، الكلُ متوترٌ متحفزٌ مستنفرٌ، لا وقتَ ولا مزاجَ للنظرِ لفوقِ، لمن أخذوا السلطةَ وأدمنوها ويتناقلنوها فيما بينهم.
علاوةٌ وهميةٌ تلتها زياداتٌ مخططةٌ في الأسعارِ، مع كلِ العمدِ والإصرارِ، نموذجٌ لعلاقةٍ مع الشعبِ تبعدُ تماماً عن تقديرِ عقلِه وفهمِِه، تتصورُ أنه لم يفهم أسبابَ الإعلانِ عن العلاوةِ، وكأن اليومَ بلا غدٍ وأن مقلبَ الآن سيكونُ بلا ردٍ!! الشعبُ فعلاً مشغولٌ بمفاتيحِِ التنكيدِ عليه، لكن إلي متي؟ يستحيلُ أن يستمرَ مخططُ الإلهاءِ، الاخفاقاتُ كثيرةٌ، تخطت حدودَ التحملِ، للصبرِ حدودِ، مصرُ علي صفيحٍ ساخنٍ، طيورُ الظلامِ تتأهبُ، استر يارب،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبكةُ حزبِ الله..
- علاوةٌ أم نقمةٌ؟
- تصعيد المرأة .. بين الشعارات والاعتبارات
- متي تنتفض الكراسي؟
- التعليمُ -المميز- وتدميرُ الكلياتِ
- هل تصبحُ مصرُ خليجيةً؟
- المدير الزغنن
- مُغتصَبةٌ جانيةٌ .. وإعلامٌ خائبٌ
- عندما يُحرَضُ الطالبُ علي المؤسسةِ التعليميةِ
- لجان الترقيات بالجامعات..جولة جديدة؟!
- الجودة في التعليم .. الصراحة راحة وأمانة
- الحق في الميليشيات
- شركات تخريب الجامعات
- كركر يكسب
- الدينُ للهِ
- من القاتلُ؟
- رؤساءُ أقسامٍ معينون .. الحكايةُ من الأخِرِ
- ورجعَ الطاقمُ الطبي البلغاري
- عروضٌ عسكريةٌ
- غزو بريطانيا العظمي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسام محمود فهمي - الإلهاءُ العامُ...