أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد النور إدريس - جمجمة - الداخل














المزيد.....


جمجمة - الداخل


عبد النور إدريس
كاتب

(Abdennour Driss)


الحوار المتمدن-العدد: 2295 - 2008 / 5 / 28 - 09:44
المحور: الادب والفن
    



على جهة النزف الطفولي، ربما حنّت الوردة إلى حقيقة القطف، وإن بدا أنها صامتة كالقبر المنسي... كانت شفاعة الضحك توقظ حزن الورد وقد تدحرج أريجه بين ارتعاشة الفَراش ذات ربيع شهي، ويد مكلومة في حب راقد ينبت في ضيق الغبطة، تجترحه مواجد الأرض...
ها قد سار الانسان في طرق مظلمة ...قد يبررها بأنها طرق بديلة لحياة مشرقة ..يحمل مخاوفه كلقطات حياة مرعبة بدون سيناريو..
دون إغفال محتوىالقصة التي تقول بأن السارد يبدو كشخص فقد جمجمته للتو، لجمجمتي شخصية أمام المرآة بالرغم من أن مظهري الخارجي مقرف من دونها.. لحظة وقفت مسمرا أمام النافذة وقد أطلق آذار سراح المطر، حينها أدركت أن داخلي يستغيث من جمجمتي التي تعيش في حجرة واحدة مع باقي مخاوفي، صورة الباطن وظاهري توأمان..ولا أدري لحد الآن إن كانت تلك المخاوف تعلن بصدق انتمائي إلى عالم الظاهرعالم الجنون أم العقل...أحداث هذا المساء لم تعجبني بتاتا ففكرت أن أفجر تلك الجمجمة- اللعبة التي لم تسأم من سماع بؤس التلفاز...وقد بدأ الإشهار في رمي سلعته على الأرض...البيضة ..البطيخة.. ثم الخودة.. هاها ها.. يا لجمجمتي بين هؤلاء.. مشروخة طبعا في واقع يشج الرأس بكثرة الغلاء..
توقفت أمام خبر لفح مسامعي على عجل ..لم تكن التفاصيل تعبر عن المأساة الحقيقية التي تعرض لها صاحب جمجمة- الخارج وهي الحالة التي وصفتها معلقة الأخبار ب " حالة حب تدعو للرثاء " ... يا للهول !!!!! هذا الوضع يهمس بالخوف ، متلفع بجسد ممصوص من بداية النهار، مخيف أن تستفيق جمجمتك يوما ما لتجد شاهد القبر في انتظارك عالق بين الأسود والأحمر والوجه الرمادي..فللأمكنة عشقها للأبيض والأسود خاصة وهما يتنادمان على التشكيل اللوني للفضاءات..
- تبحث شرطة الآداب في أسباب وجود كلمة " رصاص" في قصيدة / شاهد القبر التي أوصى بها صاحب جمجمة / الداخل.. وتدرج معلقة الأخبار فحوى القصيدة.. بعدها تعلن بأن النقاد اعتبروها من أسباب الارهاب التي يعرفها العالم المعاصر-
تدحرج نزيف الرصاص...
في جسدك..
لون الطلقات أسود
لون العينين أسود
بقايا اللحاظ أسود
لون المطر على السرير أسود
ثورة الفصول جافة سوداء
ووو
لون العشق أحمر
ووجه حبيبتي لا يتسع للأرجواني
كي يعبر ..
بأسودنا الساكن في العينين...
جلست جمجمة- الداخل تحدّق في لا شيء، فوجدتْ في الوداع الأخير مُتسع للبكاء...مخيف هو التفكير في لا شيء لأنه يأخذ لنا موعدا مع الفراغ ومع كل الأشياء التي تحدد معنى النهاية..
مخيف أن تُقَدِّمَ صورةُ " القبر" نفسَها على أنها تمثيل لوضعية النهاية كحالة هاربة من سياقاتها الخرساء...مخيف أن يصير السارد في قصتي عصفورا ضلَّ الطريق أو وردة مُحرَّمة منذ تنفسَتْها أنثى بدون موعد ، واستسلمتْ نافرة ومتحجرة لمصيرها بين طيّات جريدة ممصوصة من الحبر فأصبحت صالحة لتلفيف النعناع...ومقدونس السوق المحلي...
زمن متغير لا يخضع لقياس..علم جمجمتي الحِيل التي تزرع الشكوك الصغيرة في صمتي الطويل .. وتُحيل الدقة لذاكرتي بدل الواقع..تلك الوقائع التي لا أستوعبها وهي تتطفل على الحس المشترك ..ولكونها عمودية في مقام التنويعات أُدرِكها في الأعماق كما بالمرتفعات..
مخيف أن تأخذ الأشياء شرعية التداول الفني إلا من خلال البُعد الإيحائي والضمني..
وليس مخيفا أن تُنتزَعُ الفتنة من تقابل الألوان وهي تشرب نخب عمرها في مدارات العشق...
وليس مخيفا كذلك أن تشُجَّ رأس السارد لتَيْنَعَ نكهة الحياة في كلمة حالمة التناقض .
مخيف بعد هذا أن تقف البطلة أمام شاهد القبر وهي تعرف أن يأس الموت يوقف عالمها عن الدوران ..تُبيِّض سواد هذه الجمجمة الحزينة..
شهلاء لو تعرفين أن النهار أسود يشِعُّ فقط لموت الشعراء.. وأن الليل أبيض تسوده الفوضى دون امرأة حزينة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن أحمد في03/05/2008
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاركت بهذه القصة في مهرجان بيت الأدب المغربي الوطني للشعر والقصة القصيرة بابن أحمد



#عبد_النور_إدريس (هاشتاغ)       Abdennour_Driss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلقات بنادق فارغة إصدار جديد للقاص إبراهيم أوحسين
- جمجمة في خريطة الميثولوجيا
- عشق اللبلاب قصة قصيرة
- عشق اللبلاب
- com .تمزُّقات عشق رقمي .www ديوان جديد ل عبد النور إدريس
- لك نبيذ التاج يا سيدة البجع
- الراهن السياسي بالمغرب ، حوار مع الباحث السوسيولوجي عبد النو ...
- ثمة عشق في تقاسيم الكلام
- الهُوَّة الرقمية والإقليم العربي بين الثابت السوسيولوجي والم ...
- الباحث المغربي عبد النور إدريس في حوار مع الأستاذة إيمان حام ...
- ثلاث قصائد وجسد من النبيذ العاري
- حوار مع الكاتب المغربي عبد النور ادريس
- معجم ممنوع من الصرف الأنثوي
- أنثى موزعة الحقيقة بين الجاهلية والإسلام
- أفول الأصنام )2) قضية سقراط لفريدريك نيتشه
- أنثى من أقاليم الصهيل المُستنوَق...
- تراتيل صوفية...
- عقلنة الجنون ... شعر
- دهشة مشروخة المطر...
- آليات الخطاب الديني


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد النور إدريس - جمجمة - الداخل