سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 2295 - 2008 / 5 / 28 - 08:28
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
العراق الآن في طريقه إلى العافية و الديمقراطية، لكن لبنان الذي احتله نصر الله و حزبه العروبي منذ أمدٍ بعيد و رغم انتخاب البرلمان اللبناني رئيسا جديدا إلا أن لبنان مقبل على حرب قادمة جديدة، فنصر الله و حزبه لم يتخليا لحظة واحدة عن مشروع التخريب و التدمير تحت شعار "المقاومة"، و مصيبة الرجل نصر الله أنه لم يكتفي بمحاولة التنظير لمشروعه "القومي العروبي التخريبي" في لبنان فقط، بل تعداه إلى العراق و ها هو في خطابه في ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان يرسل نداءاته "المقاومة" المزعومة في العراق.
لحد الآن لم يفهم نصر الله ماهية "الوطنية" و بالتالي هو يستمر في خطاب الصراع و المواجهة و إبقاء عقلنا الشرقي مشغولا عن الفكر بالضغط على زناد الكلاشينكوف و الـ RPG و الكاتيوشا و غيرها من الأسلحة التي تدمر مجتمعاتنا القائمة على الكذب و الدجل و تسويق المقدسات الدينية و الشعارات القومية، و لا بد لنا من أن ندرك أن كل الإرهاب الطائفي الذي استهدف العراق و لبنان و حتى باكستان هو من نتاج هذا الخطاب العنفي، و عضو القاعدة الذي يقوم بقتل الشيعي و السني و المسيحي هو من أكبر المستفيدين من خطاب نصر الله و أمثاله من مروجي ثقافة الكراهية.
خلال السنوات الماضية حينما كانت قنوات الإعلام العروبي تروج أشرطة و بيانات الزرقاوي المقبور و تنظيمه الذي كان يعمل في العراقيين تقتيلا و ذبحا و تنفجر في وجوه المواطن العراقي ألف سيارة مفخخة و مفخخة، كان مسئولوا حزب الله يلوذون بالصمت المطبق ـ و الصمت علامة الرضا كما يقول المثل ـ بل و أكثر من ذلك قاموا بدعم هؤلاء الإرهابيين بالمال و السلاح و فتاوى التحريض و العنف.
و الجدير بالملاحظة أن حزب الله و إيران و من خلال إعلامهما الفاشي يطلقون لقب "شـــهيد" على الانتحاريين الإرهابيين من جماعة حماس و الجهاد الإسلامي، لكن حينما يتحدثون عن الضحايا العراقيين الذين يسقطون جراء العمليات الإرهابية فإنهم يصفونهم ب"القتلى" أو يستعملون عبارة "مصرع" في إيحاء خبيث بأن العراقيين يستحقون القتل و بالأخص حينما يكونون من الشيعة، و لأني أرفض المصطلحات الطائفية فإنني استعملها هنا مضطرا و ذلك لأن حزب الله يتبنى الطائفية حينما يحتاج إليها، لكن العتاب كل العتاب يقع على الإعلام العراقي و بكافة قنواته "العراقية ـ بلادي ـ تلفزيون المســار الذي استوحى اسمه من المنار التابع لحزب الله ـ قناة آفاق و غيرها" التي تمجد نصر الله و فضل الله الذين يروجان الآن لقتل العراقيين و يريدون من الشعب العراقي أن يصبح حطبا لنار طموحاتهم العروبية و العنصرية.
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟