في لحظة خارج زمنها،
سمعنا الرصاص،
وقد ترك أحافير سوداء بين أضلع اللهيب،
وغدت الصورة بلا صوت،
وحركات شفافة لأمواج اللون ،
بسمات ترتسم على شغاف القلب،
آخر نظرة،
عينان تتأملان الأفق الرحيب لأفئدة تنز،
وعلى الجوانب ظلال ساق زهرة تمرغت في التراب
لكنها تنبض بالحياة في أحضان الموت.
رائحة التراب
لحظات الموت تبحث في عينيك عن مصباح ،
تطوف في وجهي هالته،
عتبة وراءها رقص السراب، والبدر حاضر ،
بوابات المدينة تنفتح على مصاريعها،
تفوح من جسد رائحة تراب ملطخ بالدم.
القمر يدور في دوراته،
مغنون قد بحت أصواتهم،
طبالون تعبون،
وأياد توزع رؤوسا في عتمة الليل ،
إنهم يمرون في نور القمر.
صلاة البلبل الأخيرة
البوابة مفتوحة على مصراعيها،
أسمع رنين الجرس الذهبي،
أهلاً بكِ في جنينتي،
لنشرب نخب الشيطان.
تهز كلبتي ذيلها احتفاء بكِ،
تؤدي أعشاب ونباتات البستان صلاة الأصيل،
والشمس تستجيب لدعواتها،
في السماء الحمراء لليل الأزرق،
ينطفئ الزمن في قصيدﺓ،
يبحث الراعي عن نجمته،
لقد تم فك لغز النار السحرية،
فلا عودة إلى متاهاتٍ تركناها خلفنا،
دموع تنقع سقف الطفولة،
ويشدو البلبل، ليموت قرير العين.
سارق النار
إلى سليم بركات
في ممرات الكهوف العميقة،
عيون ترصد،
وتشهد من القمم هروب العميان،
تنشر شباكها بين جذوع الأشجار،
تطير كغبار الأزهار فوق المروج،
تجدف في سفن من ورق فوق الماء
في الكهف الأم تدفأنا،
خلعنا أزياء الانحطاط
أدرنا وجوهنا عراة صوب الشمس،
إلهي! لقد خلقتنا أيضا على شاكلتك!
***
شمس تطفو فوق المحيط داميةً
أمطار ماسية تركت وراءها عالماً من رماد،
وقف الرجال على التلال المطلة على البحر
مشاعلَ صامتةً تستمر في الاشتعال
تبللها قطرات الندى في الصباح، نازلة على الشعلة العطشى
فالنهار حقيقة الظلام
الليل أحلام الظلام.
***
أنيرت النجوم ثانية ،
استعادت المشاعل شعلتها،
ألسنتها تلمس عيون الشمس الحديدية،
فلم تعد بعدها دموع تسقط على نار بروميثيوس الأزلية.
متاهة
كنا نسير في غروب آخر لقاء ،
كان الصمت رفيق دربنا،
تقاسمنا غربتنا مع مجذومين،
عادت يومياتي دون تواريخ
أنا الطفل الهاجع في سلة تتقاذفها الأمواج.
لقد سرتُ
كنتُ بعيداً عنكِ وعن ربوعي
في كلمات ولغات وجمل مفككة،
نخوض صور غد ممزقة،
كنا نسير غريبين.
* كتبت تلك القصائد في شتاء 2000