أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريم عبد - المرأة في أروقة الدولة العربية !!














المزيد.....


المرأة في أروقة الدولة العربية !!


كريم عبد

الحوار المتمدن-العدد: 712 - 2004 / 1 / 13 - 05:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


 لا حضور حقيقياً للمرأة في أروقة الدولة العربية، ولا دور لها في مراكز اتخاذ القرار حتى عندما يكون هذا القرار متعلقاً بشؤون حياتـها ومستقبلها !! وكأن الدولة، وهي صيغة مؤنثة لغوياً، قد أصبحت مجالاً للرجال لتأكيد استئثارهم بـهوية المجتمع بصفته مجتمعاً رجالياً، وبـهوية الدولة بصفتها انعكاساً لهذا النسق الثقافي – الاجتماعي . فهي بدورها دولة رجالية تحمل تزمّت الرجال وولعهم بالأوامر والنواهي خاصة عندما يتعلق الأمر بأمن الدولة واستقرارها غير المتحقق في أغلب الحالات حيث القلق والمفاجآت هي جزء من إيقاع هذه الدولة وطبيعتها !!
وبحكم هذه الطبيعة فلا دور للنساء هنا ولا حاجة إلا إذا كنَّ جزءاً من مشهد فلكلوري تستدعيه بعض المناسبات أو العراضات ليصبحن متمماً لديكور لا يكتمل، كحالة سائدة، إلا باطلالتهن المقرونة بالزغاريد، إذ بدون الزغاريد ربـما أستدعى وجودهن التساؤل !! أما حين نـجد امرأة مستوزرة في هذه الدولة أو تلك، فلا يعدو الأمر أكثر من مـحاولة ( تقدمية ) للتغطية على ظاهرة استبعاد المرأة من مراكز القرار .  
لا حضور ولا دور للمرأة في طبيعة عمل الدولة العربية لأن هذه الدولة لم تروّض نفسها ديمقراطياً بعد. والسبب هو أن الثقافة الحقوقية التي تعتمدها هذه الدولة هي ثقافة أُحادية الجانب، معروفة المفاهيم ومحددة الدلالات. لا مجال للاجتهاد أو التعددية فيها، فهي حتى في مرجعيتها الرجالية ذات لون واتجاه واحد لا يحتمل الاختلاف أو التباين، فيصبح إبعاد المرأة ونفيها هنا نوعاً من تأكيد الذات الرجالية وعنفوانـها الذي يعني في الواقع غطرستها وضيق أفقها. فكيف يمكن توقع دور للمرأة حيث لا عمل ولا تأثير لها في ظل هذه المواصفات ؟!
يحدث هذا رغم إن النساء في البلاد العربية احتللن مواقع علمية وإبداعية وتربوية مرموقة ومؤثرة لا تحتاج لشهادة أو تشجيع من أحد . لكن الغريب هو إن معادلات السياسة عندنا تختلف عما هي عليه في البلدان !! فلا أهمية عندنا لدور الإنسان العلمي أو مؤهلاته أو كفاءاته الثقافية. فالمواقع السياسية ومراكز القرار توزع حسب نتائج صراع غالباً ما يخضع لمعادلات القوة والغلبة وتالياً الاستزلام. فتصبح ( شهادة الدكتوراه ) في العضلات أو إلقاء الخطب الطنانة أو الأدلجة المتخلفة أو في تكديس الثروات، أهم من كل الشهادات العلمية والكفاءات الإدارية أو الثقافية. فأصحاب المواهب والإمكانيات بوسعهم أن يشتغلوا كموظفين تأتيهم القرارات من فوق ولهم أن ينفذوا ويؤكدوا الطاعة والولاء كي يستمروا في وظائفهم. وهنا يصبح الرجال أنفسهم في هذه المعادلة في مراتب متباينة لتأتي النساء في إحدى تلك المراتب البعيدة عن مراكز القرار وقلما تحسنت مواقعهن في حالة توفر كفاءات خاصة تمكنهن من منافسة الرجال في اختصاصات معينة !!  
ومن زاوية معينة نجد أن تأريخ هيمنة الرجال لا يقتصر على الدول العربية حصراً، فحتى حين تصدرت المرأة المشهد السياسي في بلد عريق الديمقراطية كبريطانيا حيث أصبحت مارغريت ثاتشر رئيسة للوزراء وطبعت السياسة البريطانية بطابعها منذ بداية الثمانينات ولأكثر من عقد، وبغض النظر عن موقفنا من الثاتشرية التي هي جزء من محور دولي وتوازنات عالمية. فإن هذا الحدث لم يـمر دون تأثير أو ردة فعل من قبل الإعلام البريطاني  المهيمَن عليه رجالياً هو بدوره رغم تعدديته وديمقراطيته التي لا تنكر والتي لا تخلو من عثرات أيضاً . إذ كانت المبادرة ذات دلالة جديرة بالتأمل حقاً، فهو لم يترك لنسوية أو أنوثة ثاتشر وقتاً لتطرية عالم الرجال الرسمي، إذ سرعان ما قام هذا الإعلام (برفعها ) الى مقام الرجال فأصبحت تسمى ب( السيدة الحديدية ) أو تـهكماً ( الرجل الوحيد في حكومة المحافظين ) !! ويبدو إن هذا المناخ الرجالي بميراثه التاريخي قد استهوى ثاتشر نفسها فكانت لها صولات وجولات في حروب وسياسات معروفة أين منها عنفوان الرجال وصولاتهم !!      
وعلى كل حال فبالنسبة لنا يبقى الأمر مختلفاً، فنحن لدينا دولة حديدية ليس بوسع أية امرأة أن تقتحمها حتى لو كانت ( أخت رجال ) أو حديدية الطبع كالسيدة ثاتشر، فهناك دائماً من هو أقوى وأمتن، ... ناهيك عن قول ( القائد الضرورة ) وهو يخطب في مؤتمر نساء العراق : ( نحن نحترم المرأة لأنـها أقرب المخلوقات الى الرجل ) !!



#كريم_عبد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المضطرب يُنتج أفكاراً مضطربة عن نفسه وعن الآخرين
- طبيعة السلطة وتأثيرات النسق الثقافي – الاجتماعي
- في تحولات الثقافة الإنسانية : العودة إلى الغابة !
- العالم موضوع فرجة والإنسان كائن متفرج !!
- الضحية تشتاق إلى جلادها، حمزة الحسن نموذجاً
- ثلاثُ مراثٍ لرياض إبراهيم
- قصيدة حب
- القناع المقدس والعنف الرسمي !!
- إلى موفق محايدين : شيوعيو ( مجلس الحكم ) أنبل بالتأكيد من قو ...
- الموتُ رمحُُ طويلُُ ُ تكسَّـر في قلوبنا !! - من أجل شريف الر ...
- الدولة والثقافة ومصير الإنسان !!
- نداء إلى جميع الكتاب العراقيين الشرفاء
- أزمة الثقافة العراقية في سياقها العربي ( 1 & 2 ) :ثقافة سعدي ...
- كتاب لا يتحدث عن العراق لكنه ضروري جداً للعراقيين !!
- من أوراق المنفى : رسالة إلى حسين كامل !!
- الإعلام المصري والمسؤولية الأخلاقية !!
- رداً على مناقشة حسين بن حمزة ونجم والي إبداعات المنفى العراق ...
- الحزبية الثورية ، في المعارضة أو الحكم


المزيد.....




- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...
- كيف يمكن للمرأة العربية الاستثمار في الذات لتحقيق النجاح؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريم عبد - المرأة في أروقة الدولة العربية !!