أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - خدمة بعد النشل














المزيد.....

خدمة بعد النشل


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 11:54
المحور: الادب والفن
    


قصة من الواقع المعيش

في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الماضي، كعادتها ركنت نهاد سيارتها البيكانتو الحمراء التي صممت للفتيات الأنيقات من جيلها أمام باب مكتبها الوثير الرائع ، ثم سارعت نحو الدرج برشاقة وزة وخصلات شعرها الدليق تنسدل بدلع فوق العينين الشهلاويتين ، كان صدى فرقعات حذاء زميلتها الأسود ذي الكعب الحاد العالي ، يصلها بوضوح وهو يضرب بعنف لذيذ درج العمارة الفسيح إنذارا بقدوم وصيفتها الأولى ثوان قبلها .
كبست نهاد بنعومة زر الإغلاق بجهاز تحكم عن بعد . وما إن أطلقت السيارة إنذار استجابة حتى باغتها شابان غاية في الأناقة والنبل ، حياها احدهما على طريقة النجوم الكبار وهو يقطر مرحا ونشوة .
- الابتسامة يا نهاد الجميلة شعارنا الرسمي في خدمة الزبناء هذا الصباح ..وتابع في ثقة والبسمة لا تغادر محياه:
- المحفظة ، بلا صراخ وإلا رسم هذا السكين الجائع أخدودا بعمق 7 سنتم على خدك الجميل الفاتن أيتها الرشيقة... ؟؟؟
كان الشاب يطلق ابتسامة صفراء كما لو في الأحلام ، فيما الشارع قرص مدمج يعتمل بمقطوعات بشرية تسبح في فضاء هادئ سيار . طبطبت نهاد فوق خديها و أحشاؤها تكاد تغادر بطنها من فرط الذهول..
- ويلي..ويييلييي ، خذ اخويا.. المحفظة..خذ لفلوس واتركني...بل، خذ كل شيء..ولا تعنفني رجاء..ثم أمسكت المحفظة من قعرها وسكبتها على وجه الشاب ثم طفقت تبكي في صمت .
رن هاتف مكتب نهاد ، التفتت جهة مكتبها الذي لا يبعد عن جسمها المرفوع كنخلة والمحطم كسيارة مفخخة سوى بأمتار، و أطل أمن نهاد الخاص من شرفة مكتبها متأهبا كعادته ، ويده على أذنه في إشارة الى أن هاتفا خاصا ينتظرها ، وظل يراقبها للحظات، كان نصل الخنجر مسددا بأناقة جهة الخصر ، لكن نهاد تضحك.
- ابتسمي نهاد ..أيتها الأنيقة . لحظات.. وينتهي كل شيئ..نعتمد تفهمك وصبرك ... عاود أمن مكتب نهاد إطلالته الروتينية ، هاتف المكتب يرن ، نهاد تبتسم ...وأمن نهاد الخاص يحصل على مزيد من الثقة. إذ، بدل أن تساهم بسمة نهاد غير المعتادة في تحقيق النجدة ، ها هي ذي تحرم نفسها من خدمة حماية تدفع آلاف الدراهم من اجلها من غير جدوى.
كان اللص محترفا ذكيا ، مخططا بارعا ، لقد ظل يوهم المارة والعابرين إن الأمر يتعلق بإنجاز صفقة تجارية بين مقاولين شابين ناجحين ، تحابا على هامش صفقة العمر ،ليس أكثر، وهما على وشك الافتراق على مضض الحب.
للحظة، نادى أمن نهاد:
- سيدتي هاتف عاجل في انتظارك...
اللص يرد مبتسما: لحظة من فضلك ...نهاد قادمة ، ثم أضاف للتوهيم بصوت مسموع من هاتفه المحمول
الرجاء الاتصال بمكتب الشركة فورا على الرقم الصحيح..لا تنس تثبيت تكاليف الاستيراد ، الخدمة بعد النشل ...مفهوم . ثم اغلق الهاتف على طريقة النجوم .ثم ودع نهاد بحميمية مبالغ فيها وانصرف .
على بعد أمتار من شارع كينيدي فتح اللصان محفظة نهاد الجلدية المصنوعة من جلد التماسيح الشهيرة ، عثرا على وثائق ثبوت شخصية وأوراق نقود من فئة 500 أورو، فضلا عن مساحيق تجميل وهاتف نقال من طراز رفيع .

15دقيقة كانت كافية كي تستعيد نهاد وعيها وتستفيق من هول الصدمة..ارتمت فوق كرسيها الوثير ..تحسست خذيها .. ونسقت شعرها في ارتباك ثم خاطبت المستخدمين العشرة:
-أختكم سرقت " تكريسات".. أتفهمون؟
لم تفلح نهاد في شرح ما حصل إلا بعد ساعة من وقوع الحادثة ، لقد ظل عقلها تائها كما لو تسبح في بركة من بخار.
وفيما همت بإشعار الشرطة ، اقترح مدير أعمالها الاتصال بالخاطفين وديا .إجراء من المحتمل أن يفضي الى حل في مثل هذه الحالات . ركبت نهاد رقم هاتفها من ثابت مكتبها ور ن هاتفها على الطرف الآخر .
آلو ، الأخ من فضلك.. أنا نهاد ، صاحبة البورطابل ..أهنئك على ذكائك ، شوف آخويا .. خذ 500 أورو ، ورد إلي "البيس" قائمة عناوين هواتف العملاء من فضلك.موافق..لن انس لك هذا الجميل .تصور لم اخبر الشرطة ولن أقوم بذلك حتما.
لم يتأخر الرد:
--الجميلة نهاد..اخبار الشرطة من عدمه شأنك الداخلي .. نحن شباب عاطل ، بلا أفق ، أتفهمين بلا أفق ، تعرفين مرارة البطالة ، منذ يومين لم ندخن ولو "جوان" واحد "سيجارة محشوة" أرجو الصفح عنا .. مثلك من يتفهمن ظروفنا القاسية التي أجبرتنا على القيام بذلك"..صمت لحظة ثم أضاف:
-طيب ...هات عنوان مكتبك من فضلك نهاد..
سلمته العنوان...
في صباح اليوم التالي وجدت نهاد فوق مكتبها الراقي غلافا اصفر، فتحته أظافرها الأرجوانية لتجد "البيس" وجملة تقول = الى نهاد فاروق مع الشكر =.
تأملت الشارع الهاجع، مسحت الأرصفة الحزينة الصامدة والبشر هوام في عز الظهيرة. تأملت كريم فتى أمنها الخاص وهو يدلق شعره المسبسب والمقلوب الى الخلف بكريم شعر رخيص .ثم فتحت كوة أمل اندست عبرها الى عالم الأحلام. عزيز باكوش



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتنكر الصحافي لمبادئه
- - متعدد لوجه واحد - جديد القاص والشاعر المغربي احمد القاطي
- هذا جناه الشعر علي - ديوان شعري جديد للشاعر المغربي عبد السل ...
- حملة تسريح جماعية تطال المتعاونين مع جريدة المساء المغربية
- نجدة جيسيكا ماك فلور/ متابعة سينمائية
- صاحب - يتبعني صفير القصب- محمد بودويك يمتطى صهوة الشعر على م ...
- الأعمى الذي يبصر
- فاس /المغرب نيابة مولاي يعقوب تنظم ملتقى إقليميا تناقش فيه ت ...
- جميعا من اجل الانسانية
- عناوين الصحف متشابهة
- 43 ألف نسخة ل :500 مليون عربي في القارات الست بمعدل نسخة لكل ...
- إعلامنا متخلف أم افتراءات الإعلام الغربي ؟؟
- لا أرخص من أن تكون صحفيا
- المدرسة المغربية :انجازات حقيقية واختلالات ما تزال قائمة
- الإعلام العربي ..تلك الصورة النمطية
- تقرير في تسع كلمات لاحتلال الشرق العربي
- الأمريكي لا يبكي على شاشة التلفزة.. لماذا؟
- عاهات الكترونية2/12
- تبرع للموقع ..
- الشاعر المغربي بوجمعة العوفي يطرز البياض الذي يليق بسوزان


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - خدمة بعد النشل