أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان حسين أحمد - الفنان الكاريكاتوري كفاح محمود لـ - الحوار المتمدن















المزيد.....



الفنان الكاريكاتوري كفاح محمود لـ - الحوار المتمدن


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 712 - 2004 / 1 / 13 - 05:38
المحور: مقابلات و حوارات
    


• حاوره: عدنان حسين أحمد/ أمستردام
• بمناسبة فوزه بجائزة أفضل عمل كاريكاتوري في مهرجان الكاريكاتور الكوري الثاني عشر
• الفنان الكاريكاتوري كفاح محمود لـ ( الحوار المتمدن )
- أريد أن تبقى أعمالي مقروءة في كل الأوقات كما تُقرأ القصة أو القصيدة

ينتمي فنان الكاريكاتير العراقي كفاح محمود إلى جيل الثمانينات من القرن الماضي الذي يمثله كل من خضير الحميري، عباس فاضل، كريم سعدون، شهاب الحميري، ومجموعة أخرى كانت تمزج بين فن الكاريكاتير ورسوم الأطفال ومن بينهم منصور البكري، كاظم شمهود ، وعلي المندلاوي الذين كانوا يعملون في مجلتيْ  ( المزمار ) و( مجلتي ). ولابد من الإشارة إلى أن جيل الثمانينات قد تأثر بجيل السبعينات تحديداً أمثال بسام فرج ومؤيد نعمة وضياء الحجار وعبد الرحيم ياسر، وأديب مكي ورائد نوري. على الرغم من أن البدايات الحقيقية لفن الكاريكاتير في العراق تعود إلى أوائل الأربعينات أيام ظهور أولى نتاجات فنان الكاريكاتير عبد الجبار في الصفحة الأولى من جريدة ( حبزبوز ) البغدادية . فنان الكاريكاتير ينبغي أن يكون ساخراً، ومتهكماً، وفكهاً في ذات الوقت. وهذا لا يمنع من أن تنطوي بعض أعماله على ( نكتة سوداء ) أو سخرية تفوح منها رائحة المرارة، بدل الفكاهة والمرح. ففي كثير من الأحيان يعرّي فنان الكاريكاتير الآخرين سواء أكانوا أفراداً أو مسؤولين أو مؤسسات دولة، وقد تفضي هذه التعرية إلى إسقاط الأقنعة عن الوجوه الزائفة أو المشوَّهَة التي تتحكم بمصائر الآخرين. هنا تكمن حساسية هذا الفن وقوته في آن معاً. فهو ليس فن المجاملة، وإنما هو فن المواجهة بامتياز. وكفاح محمود هو فنان من الطراز الثاني الذي قرر أن يضع روحه على راحة يده منذ انغماسه في العمل عام ( 1983 ) في مجلة ( الثقافة ) مجلة الفكر العلمي التقدمي التي يمتلكها د. صلاح خالص ( طيب الله ثراه ). ومن هناك كانت انطلاقته إلى مجلة ( ألف باء ) التي كرسّت له زاوية خاصة أسمها ( إسبوعيات حمدان ) ثم عمل في أغلب الصحف العراقية مثل ( الثورة ) و ( الجمهورية ) و ( العراق ) ومجلتي ( وعي العمال ) و ( المرأة ) كما عمل  في صحيفة ( المحرر ) الباريسية. وعندما غادر إلى عمان تلقفته صحيفة ( الدستور )، بينما كان يزاول عملا إضافياً في جريدتي ( شيحان ) و ( الأهالي ) الإسبوعيتين. وحينما استقر به المقام في العاصمة الهولندية أمستردام بدأت أعماله تظهر بشكل منتظم في صحيفة ( الزمان ) الدولية، ومجلة ( الزمان الجديد ) اللتين تصدران في لندن. كما وينشر أعماله في مجلة ( Inzet  ) وبعض الصحف الهولندية الصادرة في أمستردام. أقام عدداً من المعارض الشخصية والجماعية في بعض العواصم والبلدان نذكر منها بغداد، أمستردام، بلجيكا، إيطاليا، تركيا، إيران،والقاهرة. وفاز بالجائزة الخامسة  في مهرجان الكاريكاتير العالمي الذي أقيم كوريا. كما فاز هذا العام 2004 بجائزة أفضل عمل فني كاريكاتوري في مهرجان الكاريكاتور الكوري الثاني عشر الذي يقام سنوياً في العاصمة الكورية سيئول. وللتعرف على أبعاد تجربته الفنية إلتقاه موقع ( الحوار المتمدن ) وكان لنا معه هذا الحوار:

• بوصفك رساماً كاريكاتيرياً، هل تتبعت جذور الكاريكاتير في العالم؟

- يجمع المؤرخون على أن قدماء المصريين هم رواد الكاريكاتير السياسي. حيث بدأوه منذ قرابة أربعة آلاف سنة. وقد حفلت أوراق البردي والمسلات الفرعونية بلوحات كاريكاتيرية بالغة الدلالة مثل ( الذئب الذي يرعى الإوز، الأسد الذي يلعب الشطرنج مع الحمل، فرس النهر الذي يقف على رأس شجرة، بينما يحاول طائر الصعود على الشجرة بواسطة السلّم، أسرى على هيأة حزمة بصل يحملهم فرعون من شعرهم، ويوسعهم ضرباً بالسوط. ) وفي إحدى البرديات المصرية القديمة تظهر القطة التي ترمز إلى الإنسان المصري القديم وهي تقدّم الشراب إلى الفأر الأقل أهمية والأقل قيمة والذي يرمز إلى الأجنبي النازح إلى مصر والطامع في ثرواتها. وهناك ما يدل على أن هذه الأعمال لم تأتَ عن طريق المصادفة، وكأن وجودها مقصوداً لانتقاد أوضاع تاريخية معينة خاصة في ظل حكم دولة الرعامسة عندما شغل الأجانب أغلب المناصب العامة في البلاد. ولأن هذه الرسومات كانت قبل عصر الطباعة فقد ظلت أعدادها قليلة لأنها منسوجة باليد، ويتداولها قلائل، وبقية محصورة في دائرة الرسام ذاته، وخلطائه المقربين. ومن المعروف أن المصري القديم كان يعبد ( بسي ) إله المرح والضحك  والسخرية، ويعتبره من ضمن مقدساته. لكن المحاولات الفنية لم تتعدَ هذه الحدود، إذ لم يجرؤ الفنانون على السخرية من الكهنة والملوك والسادة المحليين خوفاً من بطشهم. وقد اعتمد الفنانون في تقنيتهم على إعطاء شكل حيواني للشخص المقصود. وتوجد بالإضافة إلى الرسوم الفرعونية في مصر بعض الرسوم القبطية. وعلى الرغم من أنه لم يكتشف أي عمل مماثل للفنانين الأغريق حتى الآن لا أن أرسطو قد ذكر في أحد كتبه مُصوراً يونانياً اسمه ( يوزون ) عُرف برسمه لمشاهير عصره بشكل يثير الضحك، ورغم معاقبته على ذلك عدة مرات إلا أنه استمر في إنتاجه الفني بنفس الطريقة. وقد وُجدت بعض المنحوتات الرومانية ذات المعنى الساخر، ولكن من دون استخدام أية مبالغات في النسب التشريحية كما هو معروف ورائج في هذا النوع من الفنون. ثمة من يرى أن الفنان الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي ( 1452-1511 ) هو أب الكاريكاتير السياسي في العصر الحديث، ومنذ النصف الأول من القرن السادس عشر بدأ في استخدام الكاريكاتير السياسي حيث وظفه الزعيم الديني الألماني الذائع الصيت مارتن لوثر في نشاطاته الداعية إلى التحرر من الفاتيكان. فلقد كانت ألمانيا في ذلك الحين منقسمة إلى عدة مقاطعات تعيش تحت وطأة الحكم الديني، ومحاولات البابوات في فرض السيطرة على هذه المقاطعات الأمر الذي أدى إلى انتشار بيع صكوك الغفران، وهي عبارة عن صك مسجل ومختوم يكتبه البابا لصاحبه نظير مبلغ من المال ويعطي لحامله الحق في دخول الجنة! وفي وسط كل هذا ظهر القس مارتن لوثر، وذهب إلى البابا، وطلب أن يشتري كراسي النار مقابل مبلغ من المال، وبعد أن حصل على ما أراد علّق هذا الصك على باب الكنيسة حتى يقرأ الناس هذا النبأ العظيم، ويعرفوا أن جهنم البابوات أصبحت كاملة العدد بعد أن تمّ حجز جميع الكراسي هناك، وبذلك أعفى الناس جميعاً من دخول النار أو السعي إلى طلب الجنة! وعندما تنبّه رجال الدين إلى حقيقة هذا المقلب خرجت الكنيسة واتهمت لوثر بالهرطقة واعتبرته من المارقين!

• متى خطر الكاريكاتير في ذهنك أول مرة؟

- لم أكن أتخيل أن الرسومات التي كنت أخطها على جدران منزلنا من الخارج أو الجدران المجاورة له بقطع الطباشير أو الفحم سوف تصل في يوم ما إلى الصحف والمجلات. كنت أسخر من الصبية في المحلة التي نعيش فيها في مدينة الزبير وخصوصاً عندما تحصل خصومات أو صراعات بيننا، عندها يتحول الجدار إلى وسيلة للنيل منهم، ولم أكن أعرف أن ما أقوم به يقع تحت مسمى كاريكاتير إلا بعد أن شاهدت بعض الصحف والمجلات العراقية والعربية التي كانت تنشر شيئاً شبيهاً بما كنت أرسمه على الجدران. في المدرسة كنت أتشوّق لعمل نشرة جدارية تحمل رسوماتي وأفكاري وفعلاً نجحت في ذلك بعد أربع سنوات من دخولي المدرسة وأصدرت نشرة جدارية تحمل رسوماتي الكاريكاتيرية البسيطة آنذاك وأسميتها ( الشروق )  ولم أكن أعرف أن هذه هي الخطوة الأولى نحو عالم الصحافة والكاريكاتير.

• متى دخلت عالم الصحافة، وكيف وجدته أول مرة؟

- دخلت عالم الصحافة وكنت سعيداً بذلك. وقتها كنت طالباً في كلية الفنون الجميلة في بغداد، وقد منحني الكاريكاتير شهرة لا بأس بها خصوصاً من خلال زاويتي الشهيرة ( أسبوعيات حمدان ) في مجلة ( ألف باء )، لكني لم أتوقع أن يكون سقف الحرية الصحفية أقل بكثير من سقف الحرية التي كنت أمارسها على جدار المنزل عندما كنت طفلاً، عندها كانت الصدمة الأولى، فهناك الكثير من الممنوعات والمحرمات التي تفرضها الدولة والمجتمع، وهذا طبيعي جداً في مجتمع يعتبر النقد شيئاً أقرب إلى المسبّة والإهانة. والاختلاف طبعاً يفسد للود قضية وليس العكس، والغريب أن هناك صراعاً دائماً ومستمراً في المجتمع لتذويب الشخصي في العام. كذلك نحن نعيش في مجتمع يلبس قناع الوقار، ويرفع شعار ( الضحك من غير سبب قلة أدب ) يصعب أن يولد رسام كاريكاتير بسهولة، وعادة ما تكون الولادة صعبة وعسيرة،وتكون النهاية في بعض الأحيان مأساوية. فإما أن يقتل كما حصل مع رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، أو يموت من الكآبة كما حصل مع رسام الكاريكاتير المصري صلاح جاهين، أو يعيش منزوياً، وبعيداً عن الأنظار، ومنسياً كما حصل مع رسام الكاريكاتير العراقي والرائد في هذا المجال غازي عبد الله الذي يعتبر أحد أهم رواد الفن الكاريكاتيري في العراق، أو مهاجراً إلى أرض غريبة كما حصل معي أو مع بسّام فرج أو رائد نوري أو عامر رشاد والقائمة تطول. الكاريكاتير مهمة ليست مطلوبة في مجتمعنا لا من قبل الحكومة ولا من قبل الشعب، وهذا ينطبق على كل الفنون التي تمتهن النقد والسخرية الهادفة. مهنة الكاريكاتير مهنة شاقة وصعبة، لكن الأصعب منها أن تصمت. ألا تفصح عما في داخلك، وأن تتعامل مع الشر كما تتعامل مع الخير، وتتعامل مع الجمال كما تتعامل مع القبح. أن ترى الكارثة من جانبك وأمامك ومن خلفك وتمر من وسطها مغمض العينين، معتقداً أنها لن تصيبك بأذى. إنها عملية صحية رغم صعوبتها أو قساوتها فأنا أمارسها لأنها تمنع عملية التراكم السلبي الداخلي التي تعصف بنا كبشر من جراء معايشتنا للأحداث المتسارعة والسوداء التي تعصف بحياتنا كل ساعة. كذلك فإن مهمة رسام الكاريكاتير هي إزالة الأقنعة عن الوجوه لإظهار الحقيقة، وهذه مهنة صعبة لفنان يعيش في مجتمع يعشق لبس الأقنعة، ويحب أن يلبس  الآخرون ما يريده هو من أقنعة أو ما يتمناه. كشف الأقنعة عن الوجوه مهمة صعبة لمجتمع لا يحب أن يرى التشوهات والبشاعة والقبح الذي هو عليه.

• لماذا لا ترتبط أعمالك بزمان ومكان محددين هل لأنك تريد أن تقفز من الموضوعة المحلية إلى الموضوعة العالمية الأكثر شمولاً؟

- أعمالي الكاريكاتيرية لا ترتبط بزمان ومكان محددين، لأني أريد للوحاتي أن تكون أكثر شمولية. أنا لا أرسم الحدث اليومي كما هو، لأنني لست مراسلاً صحفياً ينقل الأخبار والأحداث اليومية إلى القراء يوماً بيوم كما يحدث مع رسامي الكاريكاتير في الصحف اليومية. أنا أقوم برسم روح الحدث. أريد أن تبقى أعمالي مقروءة في كل الأوقات كما تُقرأ القصة أو القصيدة. صحيح أنها مرتبطة بالحالة التي أعيشها حالياً، ولكن ديمومة اللوحة وإستمراريتها شيء مهم بالنسبة لي،وهذا هو الفرق بين الكاريكاتير المباشر والكاريكاتير غير المباشر الذي لا يعتمد على التعليق، ففي النمط الأول يقرأ المشاهد المادة المكتوبة، ومن خلال تعامله مع المادة تصل الفكرة ونضحك على النكتة المكتوبة. وقد لا تتعامل العين في الأغلب مع الرسم الموجود أو لا تركز في تفاصيله. أما الكاريكاتير غيرالمباشر، فالقارئ مطالب بقراءة الرمز الكاريكاتيري، وهذه مهمة صعبة لأن القارئ لم يتعود إلا على قراءة المادة المكتوبة فقط، أما عند مشاهدته للوحة كاريكاتيرية بدون تعليق، ففي أحيان كثيرة يضيع القارئ، ولا يستطيع التوصل إلى نتيجة، وفي الأغلب فهو يرفضه. ومع ذلك فأنا أمارس الرهان على النوع الثاني لأن رسام الكاريكاتير يرسم لوحة ربما ستمثل أكثر من مرحلة زمنية أو تنتقد أكثر من شخصية لأنها لا تخضع لمكان أو زمان محددين، ولا توجد شخصيات معلومة يعرفها القارئ مسبقاً. أي أن اللوحة ناقصة وعلى القارئ إكمالها بعقله. إذاً، فأنا أراهن على اللوحة وعلى قارئ واع يستطيع أن يستخدم عقله في التفكير والتحليل، ولا أرسم لقارئ متلقٍ فقط. إذاً، أنا أبحث عن قارئ يكمل معي رسم اللوحة، ولكن بعقله. أحاول أن أضع حياة الناس تحت المجهر بكل ما تحمله من نشاطات سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها، ومعالجة الأخطاء بتضخيمها بعض الشيء، والسخرية منها بعد ذلك.

• لماذا يقوم رسام الكاريكاتير بتضخيم الخطأ رغم بساطته؟

- إن معظم المشاكل تبدأ صغيرة جداً جداً ثم تكبر. . وتكبر . . وتكبر كالبالون، وبعد ذلك ما تلبث أن تنفجر بوجوهنا. أنا اضخّم الخطأ وبعد ذلك أفجّره بوجه المشاهد بشكل فني افتراضي، ولا أنتظر أن ينفجر بشكل واقعي. لكن مع الأسف ابتعد رسام الكاريكاتير عن أداء دوره الكاريكاتيري الصحيح، وصار هناك تشابه في طريقة وأسلوب الطرح الفني في أغلب الصحف العربية، والسبب هو أن الكاريكاتير بدأ كتابع للصحافة، ورسام الكاريكاتير مجرد منفذ لأفكار رئيس التحرير. ولعد وجود فرسان لهذا الفن فقد اعتمد رؤساء تحرير الصحف في بداية ظهور هذا الفن على بعض الرسامين الاعتياديين الذين ليس لهم علاقة بفن الكاريكاتير، وكانوا مجرد منفذين لأفكار رئيس التحرير، واستمر الحال كما هو علية لحد الآن لأن المزاج العربي في أغلب الأحيان هو مزاج دكتاتوري، ووجود نمط من هذا القبيل يُسعد رؤساء التحرير، ويُرضي غرورهم. يعني المطلوب من رسام الكاريكاتير أن ينتزع رأسه ويرميه في سلة المهملات، ويضع مكانة حذاء رئيس التحرير، وبعد ذلك عليه أن يعرض نتاجه الهزيل على الرقيب الذي سيزيده تخلفاً وغباءً. أنا ضد أن يتحول رسام الكاريكاتير إلى عرضحالجي ( أي كاتب للعرائض ) يجلس عند مدخل المحكمة ليساعد الناس في كتابة وصياغة مشاكلهم بعبارات بسيطة وجميلة ومناسبة لكي تُعرض على المسؤولين. وهذا هو ما نشاهده الآن حيث أن رسامي الكاريكاتير تحولوا من دون أن يشعروا إلى كتاب عرائض، أو مجرد قلم بيد رئيس التحرير. فنان الكاريكاتير أكبر من ذلك، أو أن هذا الدور المناط لرسام الكاريكاتير هو إلغاء لمهمة الفنان. يُطلب مني أحياناً أن أرسم فكرة لصديق أو زميل لي في الجريدة. العملية تسير كما لو كنت خياطاً، يأتيك شخص ما ليطلب منك تفصيل بدلة على مقاسه، أو صنع حذاء على مقياس رجله. قد يتبادر إلى الذهن أنني أتحدث عن صحف الحكومة ورؤساء تحريرها فقط. كلا طبعاً فهذا يحدث مع الجمهور حكومة ومعارضة. وعملية إلغاء الآخر يمارسها الجميع بتلذذ ووحشية عجيبة. هناك حالة ترويض مستمرة للإنسان العربي منذ اليوم الأول لولادته وحتى اللحظات الأخيرة من حياته! إنه صراع دائم بين العقل المستنير والعقل الذي تحوّل إلى مستنقع للمياه الراكدة حالما ترمي فيه قطعة صغيرة من الحجر أو فكرة جديدة تتطاير منه كمية كبيرة من الحشرات، والبعوض، وتنطلق منه الروائح الكريهة التي لا حصر لها. في النهاية أنا أرسم الكاريكاتير لأرضي نفسي، وعندما يُرضي، ما أرسم، الآخرين فهذا شيء رائع. وفي عالم الصحافة التي هو عبارة عن حقل للشوك مهمتي أن أزرع وردة في هذا الحقل، ولا أضيف لحقل للشوك أشواكاً جديدة.

• هل لك أن تصف لنا كوابيس الخوف التي كانت تطاردك ليل نهار، وتقض مضجعك في كل لحظة. هل كانت هذه الكوابيس بسبب تجاوزك للخطوط الحمر المحرمة. وما هي المحرمات التي لا ينبغي لرسام الكاريكاتير أن يتجاوزها في العراق؟

-  هناك خيط رفيع فاصل بين أن تموت أو أن تحيا في عراقنا الحبيب، فأن تموت هذا يعني أنك سيئ الحظ للغاية، وأن تعيش فهو العكس. . لا شيء آخر. ولأننا لازلنا على قيد الحياة فهذا يعني أن في العمر بقية، ولأن الحظ رافقنا طوال تلك الفترة العاصفة التي قضيناها مكرهين في وطننا العزيز، لا تستغرب حينما تحضر للصحيفة التي تعمل فيها وتكتشف بأن أحد العاملين قد أُعتقل والتهمة جاهزة وهي إما انتماؤك لأحد أحزاب المعارضة أو كونك عميلاً لأي شيء يخطر على البال، فمرّة للصهيونية، ومرة للاستعمار، ومرة للإمبريالية. وجو الإعتقالات والإعدامات هذا ليس في الوسط الصحفي فقط، بل في كل الوظائف والمهن. وبين فترة وأخرى ينفذ حكم الإعدام بحفنة من سيئي الحظ ليبقى الخوف هو السيد والمسيطر في كل مكان. بالنسبة لي كرسام كاريكاتير كان الهم مضاعفاً، والمشكلة كبيرة لأن العمل الكاريكاتيري يفسّر بأكثر من تفسير، ويعطي أكثر من معنى خصوصاً إذا كان من دون تعليق. كانت هناك خمسة ممنوعات مهمة محرم الاقتراب منها وهي: الرئيس وعائلته، والوزراء، ووزارة الدفاع، ووزارة الصحة، ووزارة الأوقاف. هذا بالإضافة إلى أنك محاط بعدد كبير من الموظفين الحكوميين المرعوبين والمُرعبين في الوقت نفسه. كان لدينا في المجلة 4 سكرتير تحرير، كل واحد منهم يشاهد الكاريكاتير ويعطي رأيه فيه حتى يصل في مرحلته الأخيرة إلى رئيس التحرير. وعلى هؤلاء المرعوبين الخمسة أن يوافقوا حتى يرى الكاريكاتير الضوء. في الأزمات السياسية، وعندما يتصاعد الموقف كنت أرسم الكاريكاتير وأبقى خائفاً لمدة طويلة قد تمتد إلى شهر في بعض الأحيان ترقباً لما سيحصل، وانتظاراً لزوّار الفجر. كنت أرسم ما بين 30 إلى 50 كاريكاتير لا يقبل منها إلا القليل، وكلما ازدادت كمية المرفوض تزداد الممنوعات في الرأس حتى وصلت في آخر مرة قبل خروجي من العراق، أي بعد الانتفاضة إلى ( 5 ) من أصل ( 50 ). وتخيّل عندما يُرفض لك ( 45 ) عملاً في يوم واحد، فهذا يعني أن هناك ( 45 ) ممنوعاً دخل إلى رأسك مرة واحدة حتى لم يعد هناك مكان للممنوعات. لقد صار الرأس عبارة عن سلة ممنوعات، وما عادت هناك فسحة لأي فكرة أو مشروع فني فأصبحت عاجزاً عن الرسم. تخيل أن تصحو من النوم مفزوعاً وتكتشف أنك نسيت كل شيء. . محاولة تلو الأخرى، ثم تسأل نفسك ماذا حصل حتى أصابعي ما عادت قادرة على الإمساك بالقلم. أنه الخوف، ما عاد هناك شيء آخر غير الخوف. الهروب هو الحل الوحيد. الخروج من الوطن يعني الخلاص من رؤية هذا الكابوس الطويل المعتم. كان ذلك في 24-09-1991 عندما يممت وجهي نحو الأردن التي قضيت فيها ( 3 ) سنوات.
• كيف يهرب فنان الكاريكاتير من الرقابة طالما أن موضوعاته شديدة التماس بالقضايا والشخصيات الأساسية في الدولة والمجتمع؟

- كنت أتناول الشخصيات الاجتماعية من خلال شخصية كاريكاتيرية صنعتها في تلك الفترة، أي في عام 1984 عند بدايتي النشر في مجلة ( ألف باء ) والتي أسميتها ب ( أسبوعيات حمدان ). كان حمدان هذا يتناول في كل أسبوع ظاهرة اجتماعية معينة مرسومة بسيناريو صغير، ومختزل، ومكوّن من أربع صور كاريكاتيرية، ولا يتجاوز النقد أكثر من هذه الحدود. أما عن نقد الحكومة فكان هذا هو المُحال بعينه، ولكن بمرور الزمن حوّلت الحكومة إلى امرأة متسلطة تضرب زوجها ليل نهار، وتكسر رأسه ( بالطالعة والنازلة ) والحمد لله فقد انطلت على الحكومة والناس، وصارت القضية نقداً لظاهرة اجتماعية ضاحكة ليس إلا. أما عن الكاريكاتير السياسي فكما هو معروف أو متعارف عليه في الصحافة العربية، هو شتم إسرائيل وأمريكا التي تكيل بمكيالين كما يقولون، ولا أدري بكم مكيال يكيل المواطن العربي وحكوماته العبقرية. لقد هرب معظم رسامي الكاريكاتير، فأنا الآن في هولندا، وخضير الحميري، زميلي في مجلة ( ألف باء ) يعمل الآن في الأردن، وزميلنا الثالث عباس فاضل انتقل إلى رحمة الله عن عمر يناهز ال ( 48 ) عاماً. . مات همّاً وكمداً. أما عامر رشاد، رسام جريدة الثورة فهو الآن مقيم أو مشرّد في تونس، ولم يبق في العراق إلا الذين تقطعت بهم كل السبل، وصار السفر أمامهم من سابع المستحيلات.

• بوصفك رسام كاريكاتير مبدع، وتستطيع أن تقرأ ما وراء السطور. ما هي أسباب تأخر ظهور فن الكاريكاتير في العراق؟

- هناك خمسة عوامل، من وجهة نظري الشخصية، ساهمت في تأخر ظهور فن الكاريكاتير في العراق. العامل الأول هو أن  فن الكاريكاتير دخل متأخراً إلى الصحافة العراقية، وكان دخوله في نهاية الأربعينات وأوائل الخمسينات على يد اثنين من الرسامين، الأول يُدعى عبد الكريم، وكان مجرد رسام عادي يرسم ما يمليه عليه صاحب مجلة ( حبزبوز ) . وبعده، أي في بداية الخمسينات ظهر رسام الكاريكاتير العراقي غازي عبد الله وهو بالأصل خطاط. ومقارنة بفن الكاريكاتير المصري الذي كان أول ظهور له في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على يد نخبة من الفنانين الأجانب مثل سانتيس الإسباني، وصاروخان الأرمني، ورومانوس الفرنسي، وسبب هذا التأخر طبعاً الانفتاح المحدود على ثقافات الآخر. والعامل الثاني هو اعتبار فن الكاريكاتير ملحقاً بالصحافة، وتابعاً لها، وليس فناً مستقلاً بذاته كباقي الفنون الصحفية، وعليه فأن رؤساء التحرير اعتمدوا منذ البداية على رسامين فقط، أما الأفكار فكان يقررها رئيس التحرير الذي كان يحدد فكرة وملامح اللوحة الكاريكاتيرية، ولم يكن للرسام أي دخل في الموضوع، لذلك فإن الرسام تتغير أعماله من اليمين المتطرف إلى اليسار، وحسب توجه الجريدة التي يعمل بها صباحاً، والأخرى التي يرسم لها مساءً. أما العامل الثالث فهو أن طبيعة العراقي الجدية نوعماً، والتي لا تتصف بروح الدعابة والمرح، واعتبار النقد نوعاً من أنواع الشتيمة. العامل الرابع هو تأخر دخول الطباعة إلى العراق. وكان هذا العامل سبباً في تأخر ظهور الصحافة العراقية، وأثّر ذلك بالنتيجة على تأخر ظهور فن الكاريكاتير في العراق الذي هو بالأساس فن صحفي. وعلى العكس من ذلك ما حصل في مصر. فالطباعة دخلت إلى هناك مع مجيء الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت. أما العامل الأخير من وجهة نظري فهو قلة عدد المجلات أو المطبوعات الهزلية التي تهتم بالكتابة الساخرة وبفن الكاريكاتير مقارنة بالعدد الكبير نسبياً من المجلات التي ظهرت في مصر .
• هل لديك إحصائية بعدد وأسماء المجلات المتخصصة بالكتابة الساخرة وفن الكاريكاتير طالماً نحن بصدد الحديث عن فن الكاريكاتير في مصر؟
- نعم، لدي إحصائية بعدد من هذه المجلات، وربما تكون هناك نسبة أكثر بكثير من المجلات التي سأورد ذكرها الآن، وهذه المجلات هي: مجلة ( أبو نظارة زرقاء ) يعقوب صنوع 1877، ( النظارة المصرية ) 1879،( أبو صفارة ) 1880،( أبو زمارة ) 1880،( الحاوي ) 1881،( التنكيت والتبكيت ) 1892،( الأستاذ ) 1892،( الأرغول ) 1894،( الظرائف ) 1895،( الصاعقة ) 1897،( الحيلة الكدابة ) 1898،( الفكاهة )1898، ومجلة ( حمار منيتي ) 1899. وأول مجلة ساخرة ظهر فيها رسم كاريكاتيري هي مجلة ( الكشكول ) عام 1920، والتي كان يرسم فيها الفنان الإسباني سانتيس الذي كان يعمل أستاذاً لفن الحفر في مدرسة الفنون الجميلة في القاهرة.

• ما هي أسباب عدم تطوّر فن الكاريكاتير في العراق؟

- هناك سبعة أسباب من وجهة نظري الخاصة وهي:
1-التعامل بحذر مع فن الكاريكاتير لأنه فن شعبي ومقروء من قبل الجميع، وأول مادة يطالعها القارئ في الصحيفة أو المجلة. لذلك بدأ المسؤولون في الصحافة بتحديد الفنان بالكثير من الممنوعات لسببين اثنين وهما:
I- خوفاً من النتائج التي سيجلبها هذا الكاريكاتير من مشاكل مع السلطة بكل أشكالها الموجودة في المجتمع.
II-  محاولة عدم إبراز فنان الكاريكاتير والسماح له بأن يتبوأ كرسي النجومية على حساب الكتاب والمحررين الآخرين، لذلك فإن مسؤولي الصفحات في الصحف اليومية كانوا يستحوذون على كل الهامش المسموح به في الصحافة، ولا يسمحوا إلا بالقليل من الحرية لفنان الكاريكاتير، وبازدياد عدد الممنوعات تلاشى هذا الفن الجميل، وبدأ يضمحل شيئاً فشيئاً.
2- تخلف الذائقة الجمالية أو انعدام الحس الجمالي الفني لدى الكثير ممن تولوا مناصب متقدمة في إدارة الصحف والمجلات العراقية. وبقيت هذه المشكلة تلاحقنا حتى في الصحف والمطبوعات التي صارت تصدر في منافينا المتعددة. فالقيمة الأولى للكلمة المقروءة. أما اللوحة الكاريكاتيرية فهناك أميّة وتخلف واضح في التعامل مع هذا الفن.
3- هيمنة العقلية الحزبية والنفس الاستبدادي على الصحافة العراقية والذي حد بالنتيجة من روح المرح والفكاهة والسخرية التي يمتاز بها هذا الفن المشاكس.
4-اقتصار الصحافة العراقية على العاصمة بغداد، أما بقية المحافظات العراقية فظلت مهملة من الجانب الإعلامي، وأدى ذلك إلى إهمال العديد من المواهب الشابة الموجودة في هذه المحافظات، ومن يريد أن ينشر إبداعاته فعليه أن يهاجر إلى العاصمة، ويعيش على مقربة من الصحف والمجلات ودور النشر الموجودة هناك.
5-التركيز على رسام الكاريكاتير في أغلب الصحف العراقية على حساب فنان الكاريكاتير المبدع المفكر.فالأول هو مجرد حرفي وصانع جيد يقوم بتنفيذ ما يملى عليه من أفكار تقليدية في الصحيفة، والثاني هو الفنان المبتكر المجدد والباحث دائماً عن آفاق جديدة لهذا الفن، فهو غير مرغوب فيه أو غير مطلوب التعامل معه لأن فنه سيكون الحجر الذي سيحرك المياه الراكدة في مستنقع العقول المتحجرة.
6-تحول فنان الكاريكاتير إلى رقيب يمارس الرقابة على نفسه بقسوة شديدة خوفاً من الرقيب المسلط على رأسه، والآخر المزروع في داخله، فيصير الرقيب وبمرور الوقت يبدأ بالتلاشي شيئاً فشيئاً، ويصبح في يوم ما هو الرقيب، بل وأشد رقابة منه على نفسه، وحتى على زملائه الآخرين، وبذلك ينتهي الفنان ويحل محله الرقيب.
7-عدم وجود الكتب والمطبوعات أو الدراسات التي تهتم بدراسة هذا الفن.

• ما هي أسباب أفول نجم الكاريكاتير العراقي سريعاً، وتعثر انتشاره على المستوى العربي؟

- أعتقد أن هناك أسباباً كثيرة من بينها:
1- عدم وجود وطن مستقر، ومؤسسات إعلامية وطنية لها صفة الثبات والاستمرار تمكن فنان الكاريكاتير من الاستمرار في عمله حتى بعد حصول التغيير في نظام الحكم. والصحافة المصرية خير مثال على هذا الثبات والاستقرار، والدليل واضح أمامنا فجريدة الأهرام لازالت مستمرة في الصدور بعد مرور أكثر من ( 120 ) عاماً على أول ظهور لها، وكذلك الصحف الأخرى التي لم يتغيّر فيها إلا الاسم بعد ثورة يوليو 1952. واذكر هنا مثالاً على ذلك رسام الكاريكاتير المصري أحمد طوغان الذي لازال يعمل منذ ما يقارب ال ( 60 ) عاماً، وتحديداً في جريدة ( الجمهورية ) التي رأس تحريرها الرئيس الراحل أنور السادات في بداية حياته السياسية. وكذلك رسام الكاريكاتير جورج بهجوري الذي بدأ العمل في مؤسسة ( روز اليوسف ) ومجلة ( صباح الخير ) منذ عام 1952، واستمر في العمل والنشر فيها حتى بعد خروجه من مصر واستقراره في باريس، ومعاداته لمسيرة السلام الساداتية، ولازال يعمل في هذه المؤسسة الصحفية إلى يومنا هذا.
2-  صعوبة استمرار الفنان بالعمل والعطاء واضطرار معظم الفنانين العراقيين للهجرة والسفر إلى الخارج ومثال على ذلك بسّام فرج الذي يعيش في بودابست/ هنغاريا، ورائد نوري الذي غادرنا إلى أمريكا، وكلاهما تركا العراق في نهاية السبعينات، ومع انقطاع أخبارهم عنا فهناك جيل بأكمله لم يسمع بهذين الاسمين. وهناك أسماء أخرى لم تغادر العراق، ولكنها للظروف الصعبة التي يعيشها البلد تركت العمل الكاريكاتيري.
3- دور الصحافة العراقية التي لم تتخط حدود العراق إلى الدول المجاورة، وأحياناً لم تغادر العاصمة بغداد إلى بقية المدن العراقية الأخرى. والعكس تماماً مع الصحافة المصرية مثلاً التي كانت موجودة على امتداد الوطن العربي، ولذلك فأنا كرسام كاريكاتير تأثرت بفناني الكاريكاتير المصريين الذين كنت أشاهد أعمالهم وأنا طفل صغير في معظم المجلات المصرية التي كانت موجودة في كل ركن من أركان المنزل مثل ( روز اليوسف ) و ( صباح الخير ) و ( المصور ) وغيرها، وانعدام المجلات العراقية التي ما كانت تستطيع أن تتجاوز حدود العاصمة بغداد إلى المحافظات الأخرى.
4-  عدم وجود وطن بديل ( وأقصد على المستوى العربي ) يتبنى الفنان، ويساعده على الاستمرار في عمله وعطائه كما حصل مع فنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي الذي تبنته الصحافة الكويتية، ومنحته مطلق الحرية لنشر إبداعاته وأفكاره، ووقتها كانت الصحافة الكويتية تتمتع بحرية كبيرة تسمح لرسام الكاريكاتير أن يقول ما لا يستطيع أن يقوله في مكان آخر من الوطن العربي.
5-  كثرة الممنوعات في الصحافة العراقية التي ساهمت في تقزيم فنان الكاريكاتير وإلغائه في أحيان كثيرة، وعدم الضرورة لوجوده على صفحات بعض الصحف العراقية لأنه في أغلب الأحيان مصدر قلق للرقيب الحكومي.
6-  محاولة تحجيم الفنان والمثقف العراقي وعدم السماح له بالظهور بشكل واسع لسببين أساسيين:
I- العامل المحلي: النجم الوحيد في البلد هو الدكتاتور، ولا نجومية تعلو على نجوميته. وبصورة عامة فبلد مثل العراق لا يصنع نجوماً، فضلاً عن أسباب أخرى لا مجال لذكرها الآن.
II-  العامل العربي: تحجيم دور الفنان والمثقف العراقي ومحاصرته في كل مكان، وبدا ذلك واضحاً بعد حرب الخليج الثانية التي نتج عنها حالة جديدة من العداء السافر ضد الشعب العراقي بصورة عامة، وضد فنانيه وأدبائه بصورة خاصة.
7- طغيان الحس الإقليمي، وانكفاء كل بلد عربي على نفسه، ووجود حالة من عدم الانفتاح الثقافي بين الدول العربية، ومحاولة كل بلد لإبراز فنانيه حتى ولو كان ذلك على حساب المستوى الإبداعي أو القيمة الفنية.
8-  عدم وجود صحافة متخصصة في فن الكاريكاتير على مستوى العالم العربي باستثناء مجلة ( صباح الخير ) المصرية التي صدرت عام 1956 والتي بدأ نجمها بالأفول بعد هزيمة مصر عام 1967 حيث أُضطر بعض رساميها للهجرة خارج الوطن، والبعض الآخر فضّل الانسحاب والابتعاد نحو مهن أخرى أقل خطورة كالرسم للأطفال مثلاً. وهناك أيضاً جريدة ( المحرر ) الباريسية التي انحرفت عن خطها الأول الذي اختطته لنفسها منذ البداية كصحيفة للكاريكاتير يعمل فيها أكثر من ( 14 ) فنان كاريكاتير عربي إلى صحيفة عادية جداً.
9- الحساسية من وجود رسام كاريكاتير من قطر عربي في بلد عربي آخر يقوم بدور الناقد الساخر للحياة السياسية والاجتماعية في البلد.
10-  محدودية المساحة التي تُمنح لرسامي الكاريكاتير والتي لا تتجاوز العشرة سنتيمترات مربعة في معظم الصحف والمجلات مقارنة بعدد الصفحات وعدد المقالات والتحقيقات التي تنشر فيها كل يوم.
11-  العلاقات العربية- العربية السيئة والمتوترة دائماً، والتعامل مع الآخر، أي ( العربي ) بعين الشك والريبة والتخوف من كونه جسماً غريباً مزروعاً في داخل البلد.
•  الفنان في سطور
•  من مواليد الزبير- البصرة عام 1962 .
• بدأ عمله في الصحافة العراقية من خلال مجلة ( الثقافة ) لصاحبها د. صلاح خالص.
• عمل في مجلة ( ألف باء ) عام 1984 واشتهر من خلال زاويته الكاريكاتيرية المعروفة ( أسبوعيات حمدان ).
• تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة- قسم الفنون التشكيلية عام1985  .
• عمل كرسام كاريكاتير في صحف ( القادسية )، ( العراق)، ( الجمهورية )، ( وعي العمال )، ( المحرر الباريسية )، و ( مجلة المرأة ) بين الأعوام 1986-1991.
• غادر العراق إلى الأردن، وعمل هناك لمدة ثلاث سنوات (1991-1994) في صحف ( الدستور )، ( شيحان )، ( الأهالي ).
• يقيم في العاصمة الهولندية أمستردام منذ عام 1994 .
• أقام عدداً كبيراً من المعارض الشخصية والجماعية في عدد من العواصم والبلدان العربية والأوربية منها بغداد، هولندا، بلجيكا، إيطاليا، رومانيا، تركيا، إيران، إنجلترا، القاهرة.
• فاز بالجائزة الخامسة لمهرجان الكاريكاتير العالمي الحادي عشر في كوريا.
• عضو في لجنة الكاريكاتير الهولندية ( DE TULP ) وعضو في لجنة الكاريكاتير الأوربية ( FECO ).
• ينشر رسوماته الكاركاتيرية في صحيفة ( الزمان الدولية ) ومجلة ( الزمان الجديد ) وبعض الصحف والمجلات الهولندية ومنها ( Inzet Magazine ) الصادرة في أمستردام.

 



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الشاعرة الأفغانية زاهدة خاني
- القاص إبراهيم أحمد- الكلمات ينبغي ألاّ تفيض أو تشح عن المعنى
- بلجيكا تمنع إرتداء الحجاب والرموز الدينية في المؤسسات الرسمي ...
- مسرحية ( ليلة زواج ) محاولة لاستنطاق الغياب
- حوار مع النحّات والتشكيلي حسام الدين العقيقي
- حوار مع القاص فهد الأسدي
- حوار مع الفنان التشكيلي فاضل نعمة
- حوار مع الفنان والمخرج راجي عبد الله
- ندوة ثقافية في لاهاي عن حق الاختلاف والكتابة الجديدة
- الفنان التشكيلي منصور البكري لـ- الحوار المتمدن
- الفنان والمخرج الكردي بكر رشيد لـ- الحوار المتمدن
- المخرج د.عوني كرومي ل - الحوار المتمدن
- حوار مع المخرج د. فاضل السوداني
- الروائية السورية حسيبة عبد الرحمن ل - الحوار المتمدن
- جاذبية المخيّلة الجمالية وبنية النص بوصفة ( وثيقة نفسية ) في ...
- الروائي نجم والي يتحدث لـ(الحوار المتمدن) الكاتب ليس كائناً ...
- إحتجاجاً على الموقف المتخرّص، والمدلّس لإتحاد الأدباء والكتا ...
- الشاعر السوري حسين حبش لـ - الحوار المتمدن
- الشاعر محمد أمين بنجويني لـ - الحوار المتمدن
- فحيح النزوات المنفلتة


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان حسين أحمد - الفنان الكاريكاتوري كفاح محمود لـ - الحوار المتمدن