أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - حامد حمودي عباس - قتلوها ورموها في مياه نهر الفرات غسلا للعار .. شهادة اخرى على جريمة قتل النساء بذريعة جرائم الشرف














المزيد.....

قتلوها ورموها في مياه نهر الفرات غسلا للعار .. شهادة اخرى على جريمة قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 03:20
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


في وقت كان فيه النهار قد شارف على الانتهاء ، وقرص الشمس بدأ يهبط متخفيا وراء بساتين النخيل الممتده على ضفاف نهر الفرات ، كنت ومجموعة من صبية المنطقة التي نسكن فيها نمرح ونتجاذب اطراف احاديث مختلفة لا يوحدها شيء عدا عن كونها حكايا مراهقة جلها بلا معنى .. ونحن كذلك واذا باصوات تتعالى من مكان ليس بالبعيد عن الضفة القريبة من النهر ، جرينا باتجاه مصدر الضجيج واندفعت انا نحو نقطة كان يشير لها الجميع الى الاسفل من مكان وقوفهم ، وراعني ما شاهدت .. انها جثة بشرية تطفو فوق الماء ، وحين اقتربت اكثر وجدت بانها جثة لامراة شابه لم ولن انسى تلك الملامح الجميلة على وجهها رغم كونها بلا حياة .
لقد كانت تطفو على قفاها ووجهها يقابل السماء وكأنها تشكو لربها ما حل بها من حال . كانت الجثة الجميلة قد استقرت قرب الضفة بهدوء بعد ان قذف بها التيار الى موضع لا يتحرك فيه ماء النهر ، وبدت لي خصلات شعرها طويلة تنساب على جانبي وجهها تداعب الماء بحركة متموجة تعكس طيفا من الوان تركتها عليها صبغة الحناء ، وبدت وكان اسنان المشط الخشبي قد مرت بها للتو لتجعلها خيوطا حريرية براقه . انني اتذكر ولحد الان كيف ان الجسد الممتليء لتلك الفتاة كان يوحي بانها قد فارقت الحياة منذ ساعات فقط لفتنة محياها .. سمعت احدهم يصيح بالقرب مني ( انظروا .. هناك اثار لاطلاقات ناريه في الجانب الايسر من صدرها ) .. ركزت نظري الى حيث اشار فلاحظت وجود ثقبين يلفهما سواد مشوب باللون الاحمر بالقرب من المنطقة التي تعلو ثدي الفتاة .. دفعني احدهم الى الخلف ليفسح المجال لنفسه وللاخرين لانتشال الجثة ، ورايت احدهم يخلع ملابسه بتاني وكانه يمنح نفسه مزيدا من الوقت قبل ان يقفز الى الماء ، وبعد لحظات نزل الرجل الى حيث تطفو الضحيه واقترب منها على مهل وسط صمت حل بالمكان .. رشق وجهه بالماء ومن ثم مد يديه اسفل ظهر الفتاة ليحملها الى الاعلى .. حينها التفت لمن حوله قائلا ( ليست فيها رائحة كريهه ) .. حملها بعناء ظاهر وعندما ارتفع جسدها مال راسها الى الاسفل وخصلات شعرها الصفراء الحريرية تتدلى متارجحة يقطر منها الماء . استنجد بالاخرين لمساعدته فقفز شاب اخر فورا حيث لم يخلع ملابسه عنه لضيق الوقت ، وبعد حين كانت الفتاة مسجاة على بقعة يكسوها عشب اخضر ، تحاور الجميع على عجل .. وتقرر ان يذهب احدهم لابلاغ الشرطه ، وتم نقل الجثة الى المستشفى لايداعها هناك لتنتهي فصول الحكايه .. ويعود الرجال الى بيوتهم حاملين في نفوسهم لوعة حزينة يلفها الاسف على تلك الجميلة المجهوله .
لقد قتلوها ولم يشفي صدورهم قتلها فالقوا بها في النهر .. نعم .. هكذا هي العزة والشهامه ، وهكذا هو الثار للكرامة الضائعه ، وهكذا هو العرف البالي ، بل هكذا يريدون اولئك المتربعين على عروش مزيفة اركانها فقه مزيف وتعاليم سخيفة وعرف هو عرف المجرمين القتله من طلاب غسل العر .. لم تفارقني صورة تلك الضحية الشابه حتى ادركت بعد نضج اكسبني اياه العمر بانها كانت ضحية ذلك الناموس الذي وضعه ورسخه في عقولنا اولي امرنا من المتفقهين ولابسي عمة الدين زورا وبهتانا ، وبقي السؤال الملح ينطلق من داخل اعماقي .. ان كان هناك متنورين من رجال ديننا الحنيف ومن يدعون حمل لوائه العالي ، فاحلوا لانفسهم قضم ارزاقنا وهتك اعراضنا واحتلال نفوسنا وفرضوا علينا الجزية بدون حق ليكونوا نوابا غير منخبين للرب في ارضه ، ان كانوا كذلك فلماذا لا يبثوا تعاليم الله كما هي في عقول رعاياهم ؟ .. وعلى ذمة من ازهقت كل تلك الارواح الطاهرة البريئة لنساء طاهرات بريئات باسم عار ( غسل العار ) ؟ .. لماذا تربع القتلة الحقيقيون ممن اسموا انفسهم فقهاء بالدين على صدور الناس وتركوا حبل العباد على الغارب وتفننوا باللهو بمصائرهم بحجة قربهم من نسب نبي المسلمين تارة وبالرفعة في المنزلة بحكم المعرفة باصول الفقه الكاذب تارة اخرى ؟ .. وان كان هناك حقا يوم للحساب والعقاب فاين يمكن ان يكون مصير هؤلاء الفجرة من مدعي حمل لواء الدين بعد ان حملوا جريرة مليء عقول القراء بتعاليم هي من صنع خيالهم وافكارهم المريضة وليس للرب فيها من دخل ولا علاقه .
انها ذمم سيتوقف عندها التاريخ يوما ما .. ويضع بيده اليمنى شارة الحكم بالعار على هؤلاء ممن رسخوا في دواخل البشر ضلالات الدين وليس تعاليمه السمحاء .




#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون قبل غيرهم أولى باعمار بلادهم
- السفارات العراقيه .. وعلاقتها بخلق تجمع سليم للعراقيين في ال ...
- العمل الدبلوماسي بين الاحتراف والتجربه - مساهمة في تشخيص الب ...
- أنا شاهد على ازهاق ارواح صبايا ثلاث بسبب عرف ( غسل العار )
- ألمياه الجوفيه في العراق .. بين الاهمال والحلول المنتظره
- حلم في غرفه
- صيف وحب وخيال
- رساله مفتوحه اخرى الى السيده رحاب الهندي .. مع خالص التحيه
- لنعمل معا من اجل نصرة حقوق المرأة في العراق
- من افاق الذكريات


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - حامد حمودي عباس - قتلوها ورموها في مياه نهر الفرات غسلا للعار .. شهادة اخرى على جريمة قتل النساء بذريعة جرائم الشرف