أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الدراجي - نزوة شجرة














المزيد.....


نزوة شجرة


عدنان الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 04:59
المحور: الادب والفن
    



إلى صديقي الناقد د.ثائر العذاري

امتطى قدره كما ادعى وشمخ بأنفه متسلقا أجداث أحلامه,وطأ دون اكتراث قيوده الذهبية التي طالما تباهى بها,سأمضي إلى حيث تجدل ضفائر الفرح وتراق النشوة تحت أقدام الشقاة,سأمضي دون كيف ولن أقف حتى احتسي ثمالة الأحلام وليحدث بعد ذلك الطوفان.
انتبه إلى تململ ضميره فانتهره صارخا, لم يكن في أي يوم من أيام حياته الماضية على وفاق تام مع ضميره إلا انه أحب رفقته و احترم آرائه وانصاع لنصائحه قدر المستطاع أما الآن فقد بدأ يضيق باعتراضاته السمجة, كان يعلم ان جفاء ضميره لم يحدث صدفة لهذا فقد عمل على إصلاح ذات البين بكل جهد حتى مل ويئس وعلى كل حال فنهاية الود بينهما لن تكون مأساة فهو طالما خاض معاركه منفردا.
مضى لا يلوي على شيء إذ تناهى إلى خياله إنها دنت وتدلت فلم الانتظار؟.اخترق تظاهرة لحاملي المظلات فلسعته هتافاتهم لضوء الشمس ولعناتهم لبالعي القمر, فسخر منهم ثم ضحك مليء شدقيه إذ تذكر كم تغنى بجمال الشمس و القمر قبل ان يقذف بمظلته إلى كومة قمامة .
بدأ ينوء بأشعة الشمس المتعامدة على هامته فتوقف ليلتقط أنفاسه. لاحت له شجرة منبوذة في أقصى مدى بصره توسد ذراعه في فيئها الفقير وأغمض عينيه, لم يمض على غفوته الكثير وإذا بصوتها يناديه يا ضيف لك علي حقوق لا املك منها إلا ظلي وقصة ان شئت أقصها لك قال نعم حدثيني فحكت الشجرة الشائخة أنها عاشت طويلا سعيدة في واحة غناء تتنشق هواء رائقا مفعما بالسلام وتحت ساقها تمرح قطيرات الغدير مع انعكاسات الضوء المتلألئة تؤنسها زقزقة العصافير ومداعبات الفراشات الملونة الحالمة حتى حل يوم قائض حط فيه غراب غريب على غصن شجرة ساذجة حنون, لم يرق لي الغراب فتصنعه يثير الارتياب إلا انه نجح في إغواء فضولي بحديث عن تربة بكر غنية لم يدنسها جذر ولم يفضح سترها معول, كان الغراب هائما بشمائلها, تحدث عن طيبها وعراقة أرومتها وصفائها حتى لم يدع فضيلة لم ينسبها اليها وبين الفينة والأخرى كان يقول أما مللت خشونة الحصباء وصلادة الحجر؟ ويلك لا تضيع فرصة العمر من يديك, أدن منها ودع جذورك الشقية تلعق تربتها الغناء,كان يعيب إحجامي ويتأسى لبلادتي وشيئا فشيئا تحركت رغباتي وتراخى إعراضي فهويت في هواها.
كانت قريبة مني واعرف جل القاطنين في جحورها,كم أثار عجبي احتضانها لأعشاب نامية على سطحها بعبثية ظاهرة لكني لفرط هيامي المفاجئ عميت عن كل شيء,أقبلت يسوقني عشق مجنون لا يرعوي فتمنعت هي بغنج لتسلب رشدي وتغتصب قيادي ولم أزل حتى انزلقت عن تربتي غير عابئ بأوراقي الذابلة وتقطع بعض جذوري,وفي النهاية أسرتني وقذفتني إلى حيث تشاء.
وبعد ألوان العذاب قدت قيودي معجزة قاهرة لكن أواني قد مضى فذويت منبوذا يطاردني حنيني لواحتي ورهاب ان أسجى بمواقد الشامتين.
حزن لقصة الشجرة حزنا عميقا وما كان لينام لولا التعب الذي هده وقبيل الفجر ماجت السماء واستعرت عاصفة هوجاء فصار يتأرجح بين الأرض والسماء حتى وقع على جذع شجرة ممزقة الأوصال فنجا.

د.عدنان الدراجي
[email protected]



#عدنان_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة أنفاس الفجر
- قصة رائحة بلدي
- نبتة الخلود


المزيد.....




- دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
- مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي ...
- ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك ...
- مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
- مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب ...
- انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني- ...
- الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج ...
- -شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
- مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا ...
- هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الدراجي - نزوة شجرة