|
(وزارة الكهرباء... أين هي الكهرباء)
محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 09:06
المحور:
كتابات ساخرة
نشرت الصحف العراقية مؤخرا،عن مصدر في وزارة الكهرباء،أن الوزارة بصدد زيادة أسعار الوحدة الكهربائية المجهزة للمواطنين،وتم أعداد خطة لزيادة أجور الجباية،وأن هذه الزيادات ستكون طفيفة لا تثقل كاهل المواطن،وتوفر مبالغ لا بأس بها لتنفيذ خطط الوزارة في تحسين مستوى الخدمات التي تقدم للمواطن،" كلام جميل....كلام معقول"كما تقول الأغنية العربية،ولكن هل أن مشاريع الوزارة الكريمة متوقفة على هذه الزيادة الطفيفة لتحسين أدائها وقدرتها على تحسين الكهرباء إلى المواطن،ألا تعلم الوزارة الجليلة"وهي سيد العارفين"بأن الوزير الأسبق وطاقم وزارته الجميل قد سرقوا مليارات الدولارات،بحجة شراء معدات وهمية أو تالفة،أو صفقات مشبوهة أجريت على الورق فقط،وعين آلاف الحراس الوهميين بحجة حميات محطات الكهرباء والخطوط الناقلة لها،وكانت مجرد أسماء على الورق يستلمها الوزير وزبانيته نهاية كل شهر،،وعندما ظهرت(الريحة) أحيلت بعض الملفات إلى القضاء العراقي الذي أصدر حكمه القاسي على الوزير الأمين بالسجن لمدة أربعة وعشرون شهرا،وربما أودع في أحد الفنادق من ذوات النجوم الخمس،التي لا يستطيع المرور بجوارها الفقراء أمثالي،ووفرت له من مستلزمات الراحة ما لم يتوفر لملايين البؤساء،ثم هيأت له في عملية الهروب لكبير التي أثيرت حولها ضجة كبيرة ثم وضعت على الرفوف العالية، ،وكما يقول المثل (أجه يكحلها عماها) فقد جيء بوزير محترم آخر،إلى هذه الوزارة المحترمة،وكان الوزير الجديد من رجال الله الصالحين ،فكان يقرأ المعوذتين،ويقرأ أدعية العباد المتبتلين ،متصورا أن أدعيته ستغني الناس وتجعلها تعيش في النور،لذلك جاء وهو فاتح فمه لابتلاع الكهرباء بمكائنها وتخصيصاتها،مؤملا أن تقوم الملائكة المقربين بإصلاحها ويمتع هو بأموالها، وزاد الوزير الكريم الطين بله،فقد زاد الفساد في أمارته، وتفاقمت الأزمة حتى وصلت نهايتها، وقام في الشهر الأخير من نهاية ولايته على أمارة الكهرباء بسرقة(آخر غرفة) من أموال الشعب العراقي المسكين وعبر(الحاج شلش)الحدود بجواز سفر دبلوماسي يجتاز به السماوات السبع والأرضيين السبع، رغم علم الحكومة بذلك،وتنبيهها من قبل الكثيرون عبر القنوات الرسمية ووسائل الأعلام،ومنها جريدتنا "طريق الشعب " في حكايتي التي بعنوان"مثل بلاع الموس"العدد 176 ،ولكن الحكومة السابقة أصمت أذنيها عن سماع ندا آت الأعلام،وهيئت له الأسباب للالتحاق بعائلته في بلاد الضباب،التي لا تستطيع العيش في العراق الملوث بالغازات السامة، ووسط المفخخات والعبوات وأزيز الرصاص، وتعيش في البلاد الأوربية مع (الكفار) الذين يعيشون حياة مترفة قد نجدها في السماء. وجيء بوزير أخر قيل أنه من التكنوقراط،ولعن الله القراط والتنكو وأسكنهم تحت الجينكو،فالوزير الجديد تظاهر ضده حتى منتسبي وزارته محملينه الأخفاق في أنجاز المشاريع،فقد تردت الكهرباء في أمارته ،ولم ينفع فيها القراط وسقراط ،وظهر للناس ان كل(الحجي) ضراط وعفاط،فلا هو قادر على الإصلاح ،ولا يقول الحقيقة (حتى الناس ترتاح) وأول ما عمل أشاع أنه بسبيل رفع سعر الوحدة الكهربائية، وأنا لا ألوم الوزير الجديد على قراره هذا،فهو الحق الذي يجب الاعتراف به،فأن الأسعار السائدة دون الكلفة،وليس لها مثيل في الدول الأخرى،ولكن يا سيدي الكريم،هل تبيعنا الهواء؟ وأين هي الكهرباء التي تطالب بزيادة أسعارها،هل تدري أن بعض المناطق لا تصلها الكهرباء نهائيا،لأن الحماة الأباة سرقوا الأسلاك الكهربائية والمحولات،في الكثير من القرى والمجمعات ،وأن أسلاك وزارتكم تباع بالكيلووات لدى تجار(السكراب) والمساكين يعيشون في ظلام دامس ،ومناطق أخرى فيها أعطال كثيرة بحيث لا يحصلون على كهرباء متواصلة سوى ساعة واحدة في اليوم الواحد،وعند مراجعة دائرة الكهرباء يعتذرون بعدم توفر المواد في الوزارة،ومناطق أخرى تعاني من أنقطا عات يومية تصل إلى(20)ساعة في اليوم،فأين هي الكهرباء حتى تطالب بزيادة أسعارها،هل تعلم أن أصحاب المولدات يرفعون أسعارها شهريا،حتى أصبح سعر الأمبير الواحد عشرة آلاف دينار،باشتغال لا يزيد عن الأربع ساعات يوميا،وهل تعلم أن بعض البيوت إضافة للكهرباء (اللاوطنية) يشتركون في مولدات الأحياء،ومولدة خاصة،وعاكسة كهرباء،والفقراء أمثال كاتب السطور يعيشون على ضوء (اللالة) أو (الفانوس) أو (النفطية) التي لم تسمع بها أو تراها في حياتك الكريمة،وهل تعلم بأن وجوهنا تحولت إلى السواد بفضل(السخام) المتولد عنها،لقد جعلت الكهرباء أيامنا كلها (كرس مس) فهي ظلام في ظلام،ولعن الله أهل الظلام،والقوى الظلامية التي تقف خلف الظلام،وجعلت الناس يعيشون بظلام في بلاد الظلام. ضحك سوادي من قلبه هذه المرة وقال :( أريد أحچي وأخاف الناس يگلون، فقد عقله العراقي وصار مجنون،والله راح أتخبل من العراق وطلايب العراق،ولكم هاي الكويت بصفنه ،هجمها صدام وما خله طابوگه عامره،وبناها أهلها بست أشهر،والكهرباء ردت الهم بوره أسبوع،وأحنه من هجموا بيوتنه الأمريكان سنة1991 لليوم لا كهرباء ولا ضوه،ولا عدنه ماي ولا هوه،وإذا طلعوا أهل الشوارب بالتلفزيون أخذ جلخ ،كلها تصيح (العراق العظيم)ولكم وين العظيم،إذا أحنه سباطعش سنه عايشين بالظلام،وما گادرين نصلح عيوبنه،ونتنه تجينه الملايچه حتى تبني بلدنه،وأحنه ما نعرف غير الطلايب،واحد يشمر الآخر بالحجار،وما عدنه غير القيل والقال،وفلان كذا وفلتان كذا،وخلصنه عمرنه بالسوالف ألما توكل خبز،وما بينه ألحسبها زين،ويا هو اليلزم الدف يگوم يغني،ويطيح بينه بوگ،فر هود مال المگرود،وچنه نگول على طاهر يحيى أبو فرهود،هسه أچم أبو فرهود عدنه، الله اليعرف عددهم،بأيام النضال طلعوا ربعنه رسموا كاريكاتير، الطاهر يحيى يگل لناجي طالب(هاي ألغرفه إلي،ولغرفه ألثانيه ألك) اليوم إذا ردنه نكتب أشنكتب،ما أدري،والله حيطان العراق كلها ما تكفي لأهل الفرهود الأجونه ما أدري منين ما منين....!!!
#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفحات من ذاكرة شيوعي قديم/1
-
الشهيد الباسل طالب باقر(أبو رياض)
-
هل هناك هدف أخر وراء رفع الحصانة البرلمانية عن مفيد الجزائري
-
أريد الله يبين حوبتي بيهم
-
شعيط ومعيط وجرار الخيط
-
ألا أني أكلت يوم أكل الثور الأبيض
-
الدروس الخصوصية وتأثيراتها الجانبية
-
شرب من ميهم وصار منهم
-
إذا أكلت بين عميان ناصف
-
الشيخ أحمد عبد الله الشيوعي الروزخون
-
أبو سارة وحكاياته ألفلاحيه
-
الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها
-
من بطولاتِ الشيوعيين العراقيين... مع قصة نفق سجن الحلة
-
قصة النفق والهروب من سجن الحلة
-
ما هي الآليات والوسائل لإنجاح نداء مدنيون
-
نفق سجن الحلة يطرق الذاكرة مرّة ً أخرى
-
الرفيق كريم أحمد في ضيافة البغدادية
-
مسمار المطير،براس الفقير
-
كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط/6
-
كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط/7
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|