أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - مَسْرىً آخر لمَغاورها















المزيد.....

مَسْرىً آخر لمَغاورها


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 05:01
المحور: الادب والفن
    



V
كما غيثٌ طمثُ ، يبتدُهُ إجفاءَ أعضاءٍ مُراهقة ْ
كما كمأة خزٌ ، تعرّيها صرخة رعدٍ ، شبقة :
هوَ ذا دمٌ أول على العالم !

دمٌ قربانٌ في قِبْل ٍشقيق ٍ إنصاحَ سِفاحاً زنبَقهْ
( دمُ المحارم ، قربانٌ مردود )
جحيمٌ فردوسٌ ، أوحى لحيّة الطردِ إزدلافَ
طريدتها بثمرة مُحرّمة
( جحيمُ المنفى ، فردوسٌ مفقود )

دمُ الأخ القتيل ، أتاريخٌ أمْ خرافة ؟
دمٌ عريقٌ فيكَ وفي أعراق الجبل ِ؛
في الدرّاج والحجل
في الزرزور والسَمرْمر
في الضبّ والسمندل ؛
في العندليب والحنطبِ
في الأترج والنارنج
في دمع أيوب وعنب الذئبِ
وفي ريحان أفغى .

دمٌ أول :
قربانٌ أخيرٌ على مسقط رأسكَ
( جنة المأوى )
يالبُراق أسحقَ بكَ ، مُتبرّماً ، في الهاجرة
مُتخللاً مِطرَف غمام ، ما فتأ نسَاجو الخلاء
يَرْفونَ ظهارته بمسَلة شمس الظهيرة
( ذاكَ زمنٌ وَليّ ، وَلّى )
يا للصخور ، يا للمرقى
يا لأوابد وأراقيم ، آبقة !
لِمِزق زياراتٍ هولاتٍ ؛ لدرّاعاتها ، لأنقابها ، لقِسْيها
لحاشياتها ودبّوساتها ومَغارفها ؛ لممخضاتها النّحاس
( المُستخلِصَة منَ الكائن ، زبدَهُ الأنقى )

دمٌ على حَجَرها :
ركامٌ دَيْرٌ ، أسْجَى الفمَ المُنمنم طوبىً للشفة الظمياء
الأقلّ سمرةٍ إذ راوَدَها سرابٌ أخلبٌ ؛
ركامٌ مقامٌ ، على طغرائه النغلة كوّرَ عراقة مُعَممة
وعلى جبينها الصخريّ ، المُتغضن قليلاً ـ
( سِفرَة اليتامى )
كانت الطفولة تكحّل بإثمد الصّخب ، هُدباً رخيّة
ساجيَة بهيّة ، للعين الرماديّة السرمديّة ؛
عين " مغارة الدّم " .

VI
هذا برقٌ أفقه أفقَ أفّاق ٍ ، شامَ السّفح الخلاء برمحه ،
موشياً صخوره شاماتٍ رؤىً ، أينها مُنتهكة ً المحارمُ
والزمنُ زمن السِفاح الكبير ؛ لا بأس عليها إلا بوَصل
يَتصلُ بأسباب أوبئة وحروب ، أو مقابر
( تماهَتْ فيها ، يا أفّاق ، رمماً رمماً المخاصِمُ ! )

هذا برقٌ طريقه طريقَ حجّام ، إلى الدّم المذهّبِ
وصاعقه باكورة آيةٍ في غسَق غار الندم الأزليّ
مؤانساً إحتبى وحشة خلوة خلود الأبِ
خفيفاً خفيّاً يتوقلُ في دهاليز عوراتٍ أغرّةٍ نبيّة
بَعْلها اُخذ منْ معدن أخذ عنه ذو قوّة :
" عندَ ذي العرش مَكين "
يُراود الملائكَ مَلَكٌ عاص ، في حانةٍ
( تضّرمُ أنبذتها ، يا حجّام ، والخابيَة مجدليّة ! )

هذا برقٌ بَريقه بَريقَ عَطار ، حاوط الحضورَ الملاكَ
شديداً على جوهره النار غِبنُ الخزفِ ، يتنزلُ مُحمّلاً
السلوانَ ، مُخلفاً جنحَهُ بطنفِ الكهفِ
صولجانُ عسيله يجني به حفنة ً حفنة عقاراً ناجعاً
من أخلاطٍ غلوىً ؛ أعواد الندّ والوجّ وأعشبة من
عسلج وعلوكٍ وعشرق وعود الحيّة وعروة الدلو
والعينون والطومريون ، وحشيشة الخطافِ
( برقتْ زمعاتها ، يا عطار ، ككرْم الرّدفِ ! )

هذا برقٌ إبريقه إبريقَ خمّار ، يُمحّص السالكَ
من درَن الشبهة ، سالباً إياه رقّ داره الأولى ،
إلى موافاة مراتبٍ تحفلُ بها محافلُ نزلةٍ اخرى
مراتبُ إرتقاءٍ لمعَتْ أشفارُها بوميض الشمس
ومسالكُ أربابها تشتط في الغروب ، إذ الرعدُ
نذيرَ النهايات المتوسّط طريقا أعظمَ ، يُعاصِفه
بشوْمَل شبق أمْطرَ سُحبَهُ بوابل وَجْدٍ ، وصَبّ
( مصبّها نهرٌ ، يا خمّار ، فيه حُورٌ وفتى ! )

بَرقٌ بُراقٌ هوَ ذا ، وذاكَ معراجٌ مسرى
وأنتَ الساري إلى حقيقتكَ ، لكأنكَ حَقّ
ووحيٌ ورسولُ ؛
جوهرٌ خيالٌ ؛ واسطةٌ غايةٌ ؛ وجهٌ قناعٌ
تتنزلُ منكَ عليكَ آياتٌ
هيَ
أسئلةٌ
جواباتٌ
تأويلُ
( وأنتَ ، " كهف جبريل " ، كفلٌ تنوّقه إحليلُ ! )

VII
لا مَسْرى بَعدُ
قلتَ يا قلب ، تلكَ الرؤى مَنفى
رؤىً مواجيدُ
الغيّ فيها داعيَة ، وأنتَ مريدُ !
للغيّ مَراتبٌ أكوانٌ ،
( كما لشامِكَ أسوارُهُا وأبوابُهُا السبعة )
للتواجد غير المُرائي ، مفتاحُهُ السرّ .
رُحماكَ ، كيفَ إلى درجاتٍ عصيّة سبيلُ
ولم يُشذبَ شوكَ مرقاها أحَدٌ صَمَدُ ؟

وأنتَ ، أيّها المَنفيّ ـ كنبيّ
أنتَ الأكثر إرتخاء في هذا الربيع الرَخيّ !
لكَ أوانُ الوَرد إبتزغ وإتسَقتْ منه ألوانُ ؛
ها في مَسْكبتكَ ، أخيراً ، إزدهَرَ وَجْدُ
( تلكَ الرؤى مَنفى ، لا مَسْرى بَعْدُ )

كذاكَ سِرّ إنتكسَ عن محْجوبٍ ، مدفوعاً بعلامتهْ
سرّ بلا إسم ولا رَسم ، إنتسَبَ لنفسه
فأضحَى سرَّ سرِّهْ :
غريباً كنتَ ، أيّها الخفيّ
تنأيَنَ عنكَ غريبُ !
أغبَرَ ، أشعَثَ ، تسْلكُ حَفياً المسالكَ البرازخَ ؛
لكَ الأعالي هِمّة ُ باز ٍ ، طاو ٍ
أشْغرَ عن مساقِطِ جيَفٍ تباهَتْ بها رفقتهْ .

يا لجنحكَ البُراق !
ريشَ منه ريشة ُ سَهْم ٍ ، وَليّ
دليلاً ـ كنجم المَجوس ، إلى كهفِ الطفل الإلهيّ .

يا لرسْمكَ !
رسم الخالقْ ،
ليسَ يَلتمِسُ ألوانَ خلائق ٍ علائقْ

كلّ ما منكَ عليكَ حِجَاب
تضافرَتْ فوقه توريَة ُ حِجَابْ .

كأنكَ شرّيبٌ
إستهَجّ بخمرة سِرّهْ ،
فأبصرَ ما لم يُبصرُهُ غَيره .

كذاكَ رغيفٌ عَبْهرٌ ، غالى تخميرَه خبّازُ المجازاتِ
رغيفٌ قربانٌ ؛ إحتفاءُ جسََدِ المُخلّص والدّمُ نبيذُ :
كثيفاً كنتَ ، أيّها الغريبُ
منكَ ضاحَتِ الكثافة ُـ كخسّ ٍ في صَلصَة العَبَث !
رغيفكَ ، ماؤهُ نهرُ الذهَبِ
عجينه ، سمسمه ، وحبّة البَرَكة
حصادُ بيدر الدجاجة المجرّة ، ذاتَ غروبٍ
حاشَدَ بروجاً ونيازكَ في جبهةِ العَماءْ .

أولمي ، " مغارة الجوع " ؛
أولمي سِماطكِ الحَجَريّ مأدبَة ً للأخفياءْ !
هؤلاءُ ، من وَعَرَتْ عليهمُ طريقهُمُ
وهيَ سهلة ٌ ، لو شاؤوا ؛
من أبرزهُم الوجودُ إلى الثريا
ورَسى بهم لغزٌ للثرى ؛
أولوْ بقيّةٍ من عَفص عنيدٍ
في أرض أجفأتْ أو غرّقها طوفانُ ؛
أولئكَ هُمُو ، طوبى طوبى :
" وربطنا على قلوبهم إذ قاموا "
طوبى للغرباء الشهداءْ
المنازلُ ترابط والطواغيتُ تطوى

( لا مَسْرى بَعْدُ ، تلكَ الرؤى مَنفى )

* " سِفرة اليتامى " : صخرة مقدّسة في جبل قاسيون
* " نهر الذهَب " : نعتٌ إغريقيّ لنهر بردى

[email protected]



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقاليمٌ مُنجّمة 10
- أقاليمٌ مُنجّمة 9
- غربُ المَوت ، للشاعر الكردي دانا صوفي
- أقاليمٌ مُنجّمة 8
- عزلة المبدع ، قدَر أم إختيار ؟
- مسْرىً لمَغاورها
- أقاليمٌ مُنجّمة 7
- قراصنة في بحر الإنترنيت
- أقاليمٌ مُنجّمة 6
- النصّ والسينما : - كرنك - علي بدرخان
- أقاليمٌ مُنجّمة 5
- أقاليمٌ مُنجّمة 4
- كما كبريتكِ الأحمَر ، كما سَيفكِ الرومانيّ
- أقاليمٌ مُنجّمة 3
- أقاليمٌ مُنجّمة 2
- آية إشراق لنبيّ غارب ٍ
- أقاليمٌ مُنجّمة *
- مَناسكٌ نرجسيّة 6
- سطوٌ على المنزل الأول
- مَناسكً نرجسيّة 5


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - مَسْرىً آخر لمَغاورها