صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 05:01
المحور:
الادب والفن
خنجرٌ في صدغِ بيروتَ يحبو
في خاصرةِ الرُّوحِ
في باكورةِ العمرِ
في ضياءِ الشَّرقِ
خنجرٌ في شاطئِ البحرِ
في أعصابِ الأزقَّةِ
في أعماقِ البراري
في طينِ الحضارةِ
خنجرٌ في جباهِ المدائنِ
في ألعابِ الطفولةِ
في خدودِ الأمَّهاتِ
في لواعجِ العشَّاقِ
خنجرٌ في رنينِ النواقيسِ
في قبّةِ المآذنِ
في نضارةِ الشَّفقِ
في بهجةِ الحلمِ
خنجرٌ في نسغِ الاشجارِ
في طموحِ الرِّجالِ
في جموحِ المراهقاتِ
في مهودِ الأطفالِ
خنجرٌ في تجلِّياتِ الخيالِ
في أنغامِ المساءِ
في حفاوةِ الصَّباحِ
في بهاءِ الاقاحي
خنجرٌ في مهدِ القصائد
في بوحِ اليراعِ
في بسمةِ الأطفالِ
في أعناقِ الجياعِ
خنجرٌ في شموخِ الأرزِ ينمو
في حبلِ المودّةِ
في مآقي الأصدقاءِ
في أغصانِ الوفاءِ
خنجرٌ من بريقِ الجنونِ
من طيشِ المخيخِ
من أجيجِ النَّارِ
من غليانِ البحارِ
خنجرٌ في مساءِ الفقراءِ
في أجنحةِ العشقِ
في أرجوحةِ الشِّعرِ
في حلقِ المصيرِ
خنجرٌ في مسارِ الأحرارِ
في شموخِ الجبالِ
في هدوءِ المزارِ
في حنينِ التِّلالِ
خنجرٌ في وداعةِ اللَّيلِ
في نعمةِ النُّورِ
في براءةِ الصِّغارِ
في مستقبلِ الكبارِ
خنجرٌ في ضياءِ الشَّمسِ
في همسةِ القلمِ
في بياضِ المهدِ
في عذوبةِ الشَّهدِ
خنجرٌ من لونِ البكاءِ
من وهجِ النَّارِ
من طيشِ العنادِ
من شراراتِ الغباءِ
خنجرٌ في صباحِ العيدِ
في ضريحِ الشَّهيدِ
في أقاصي غربتي
في شهقةِ الوليدِ
خنجرٌ مملوءٌ بالخشاخيشِ
يمحقُ ضياءَ الفوانيسِ
في طلاسمِ السياساتِ ينمو
في أغوارِ الجراحِ
خنجرٌ في ندى الخميل
في انسيابِ السلسبيلِ
في مرامي النَّبيلِ
في أنغامِ التراتيل
خنجرٌ في نورِ القناديلِ
في جدثِ القتيلِ
في ظهرِ الخليلِ
في نقاوةِ الهواءِ العليلِ
آهٍ .. هطلَ البكاءُ علينا
جرحٌ بليغٌ يُضافُ إلى مآسينا
ترعرعَ الفقرُ في أوجِ برارينا
ماتت الحكمةُ من ربوعِ أراضينا
وحدُه الشِّعرُ من جنونِ النَّارِ يحمينا!
ستوكهولم: 8 ـ 5 ـ 2008
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
www.sabriyousef.com
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟