أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد الشهابى - حوار مع أمين عام مجلس الكنائس العالمي لوسط وشرق إفريقيا سابقاً‎ ‎!!















المزيد.....


حوار مع أمين عام مجلس الكنائس العالمي لوسط وشرق إفريقيا سابقاً‎ ‎!!


محمد الشهابى

الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 04:08
المحور: مقابلات و حوارات
    


هذا الحوار مع السيد أشوك كولن يانق وهو أحد أهم الشخصيات الكنسية فى إفريقيا سابقا ويكشف لنا مايجرى داخل الهيئات والمنظمات التبشيرية العالمية.

أشوك كولن يانق في سطور‎:

‎- ‎ولد في السودان في مدينة‎ ‎يرول، منطقة البحيرات جنوب السودان، ‏وتلقى تعليمه الابتدائي في المدينة‎ ‎نفسها‎.

‎- ‎تلقى تعليمه الثانوي والعالي في أوغندا‎.

‎- ‎درس في ولاية‎ ‎تكساس الأمريكية علم اللاهوت‎.

‎- ‎كان والده مسؤول الكنيسة في شرق ووسط‎ ‎إفريقيا ومقرها أوغندا‎.

‎- ‎حصل على عدة دبلومات في مجالات التخطيط وإدارة‎ ‎التعليم الكنسي، ‏والتنصير، وتنمية المجتمع من النرويج وكينيا والخرطوم‎.

‎- ‎حصل على ماجستير في مقارنة الأديان جامعة أكسفورد بريطانيا‎.

‎- ‎تقلد العديد‎ ‎من المناصب الكنسية منها: ( مدير المنظمة النرويجية ‏للعون الكنسي، مدير المنظمة‎ ‎النرويجية لرعاية الطفولة‎ ).

‎- ‎مدير منظمة درء الكوارث عن السودان وهي منظمة‎ ‎سويدية دانماركية ‏هولندية‎.

‎- ‎قسيس في الكنيسة الأسقفية بالخرطوم‎.

‎- ‎مدير برامج الإنماء في الصومال وهي تابعة للأمم المتحدة‎.

‎- ‎الأمين العام‎ ‎لمجلس الكنائس العالمي بشرق ووسط إفريقيا (1992 ‏‏1993م‎).

‎- ‎مسؤول التعليم‎ ‎الكنسي العالمي في وسط وشرق إفريقيا‏‎.

‎- ‎مدير كلية النيل للاهوت في‎ ‎السودان‎.

‎- ‎أمين عام منظمة الشباب المسيحي عام 1987 - 1988م‎.

‎- ‎أمين‎ ‎عام منظمة التضامن المسيحي في إفريقيا‎.

‎- ‎اعتنق الإسلام عام 2002‏‎ ‎م‎.

‎- ‎وحالياً أمين عام منظمة التضامن الإسلامي لتنمية وإعمار السودان‎ ‎‎2003‎م‎.



كشف أمين عام مجلس الكنائس العالمي لوسط وشرق إفريقيا سابقاً‎ ‎أشوك كولن يانق أبعاد المخطط الذي تتبعه آلاف المنظمات الغربية ‏الكنسية في تنصير‎ ‎المسلمين، عبر وسائل وأساليب متعددة منها الغطاء ‏الإنساني، وسلاح المعونات، وممارسة‎ ‎الضغوط على الحكومات العربية ‏والإسلامية حتى تستجيب للمطالب الغربية‎.

وأكد‎ ‎أشوك في حوار موسع مع مجلة المجتمع أنه شارك في مؤتمر ‏سري عقد في ولاية تكساس‎ ‎الأمريكية لدراسة أوضاع كل دولة إسلامية ‏على حدة، واتخاذ الإجراءات المناسبة من أجل‎ ‎تنصير أبنائها، أو إبعادهم ‏عن دينهم‎.

وقال: لقد كلفت بمهمة تسلم مبلغ مليون‎ ‎و800 ألف دولار من الكنيسة ‏الهولندية، وتسليمه إلى نظيرتها المصرية بهدف إنفاقه على‎ ‎الحركات ‏العلمانية، وبعض الأفراد في جهاز أمني رفيع لضرب حركة الإخوان ‏المسلمين،‎ ‎والزج بأعضائها في السجون والمعتقلات حتى لو وصل الأمر ‏إلى تصفية‎ ‎رموزها‎.

وأوضح أن أموال المؤسسات الاستثمارية الغربية العاملة في العالم‎ ‎العربي والإسلامي تذهب لرعاية الأنشطة التنصيرية، لافتاً إلى أن جميع ‏الدول‎ ‎الإسلامية تشهد موجات واسعة من التنصير، وفيما يلي تفاصيل ‏الحوار‎:

ما الدور‎ ‎الذي تقوم به المنظمات الغربية الخيرية في إفريقيا خاصة، ‏والعالم العربي والإسلامي‎ ‎بصفة عامة؟‎

هي في حقيقتها منظمات كنسية تعمل تحت غطاء إنساني، لكن جوهر‎ ‎عملها تنصير المسلمين، أو إبعادهم عن دينهم بأساليب مدروسة ‏ومتنوعة‎.



كم عدد المنظمات التي يرعاها مجلس الكنائس العالمي؟‎

هذا‎ ‎العدد من الصعب إحصاؤه، لكن أستطيع القول إنه بالآلاف، ‏والسودان وحده يعمل فيه أكثر‎ ‎من 500 منظمة كنسية‏‎.



كيف تقوم المنظمات الكنسية بأعمال‎ ‎التنصير؟‎

المنظمات الكنسية أو بالأحرى التنصيرية لا تعمل عشوائياً، وإنما‎ ‎وفق ‏دراسات وأبحاث دقيقة، فهي تدرس الدولة أو المنطقة المرشحة للتنصير ‏من حيث خريطة‎ ‎أديانها وعددها، ومدى تمسك الناس بدينهم، ونوعية ‏الأجناس، وتحديد احتياجات المنطقة‎ ‎من مال وغذاء، وتعليم وخدمات ‏صحية وغيرها‎.

وأساليب التنصير كثيرة، وهي‎ ‎تختلف حسب دين الشخص المستهدف، ‏ومدى تمسكه به، ومدى احتياجه إلى المال والصحة‎ ‎والتعليم وغير ذلك، ‏فاللادينيون تدفعهم الحاجة إلى اعتناق المسيحية دون عناء إذا ما‎ ‎توافرت لهم احتياجاتهم، أما المسلمون فالمنظمات الكنسية تعمل في ‏اتجاهين: إما‎ ‎تنصيرهم، أو إبعادهم عن دينهم، وأساليب تنصير المسلمين ‏تقوم على الترغيب والتدرج‎ ‎والمرحلية‎.



وكيف كنتم تبعدون المسلم عن دينه؟‎

إذا كان‎ ‎متديناً كنا ندخل إليه من خلال بوابة الشهوات كالشهرة، أو ‏التعليم، أو المنصب، أو‎ ‎النساء، وبأن يقوم أحد المنصرين بمصادقته، ‏والوقوف على احتياجاته، والعمل على حل‎ ‎جميع مشكلاته حتى يصبح ‏أسيراً له، ومعتمداً عليه بدرجة أساسية، ومن ثم يتحكم فيه،‎ ‎ويتحول ‏تلقائياً إلى النصرانية، أو يبتعد عن دينه‎.



وإذا فشلتم في‎ ‎تحقيق أهدافكم في بعض البلاد ماذا كنتم تصنعون؟‎

إذا فشلنا في تحقيق مرادنا‎ ‎كنا نلجأ إلى أساليب أخرى كثيرة، منها ‏الضغط على الحكومات التي لا تأخذ بتوجيهات‎ ‎الكنيسة عن طريق دول ‏بعينها في الغرب، ونهدد بوقف الخدمات التي نقدمها لشعوبهم،‎ ‎وتلك ‏الخدمات التي أصبحت لا غنى لهم عنها، ولا يستطيعون العيش من ‏دونها، أو الخيار‎ ‎الآخر وهو فرض العقوبات عليها، وإثارة فتن ‏واضطرابات داخلية‎.



ماذا‎ ‎عن مصادر الأموال التي تنفقها المنظمات الكنسية؟‎

يوجد في الدول الغربية عرف‎ ‎سائد بموجبه يتم اقتطاع 5% من مرتب ‏كل موظف للتنصير، هذا فضلاً عن أن معظم المؤسسات‎ ‎الاستثمارية ‏الغربية العاملة في إفريقيا وآسيا هي مؤسسات كنسية بالدرجة الأولى، ‏أي‎ ‎أن أموالها تذهب لصالح أنشطة الكنيسة، وبدورها تقوم الكنيسة ‏برعاية أنشطة التنصير،‎ ‎فالكنيسة المصرية مثلاً كانت ترعى أكثر من ‏‏10 آلاف طالب من جنوب السودان، وتعمل على‏‎ ‎تأهيلهم لكي يصبحوا ‏منصرين وقساوسة‎.



من الملاحظ أنك تقلدت العديد‎ ‎من المناصب الكنسية الرفيعة كيف كنت ‏تعيش في ظلها؟‎

المنظمات الغربية كانت‎ ‎تغدق علينا الأموال بلا حساب، وكانت توفر لنا ‏كل ما نحتاجه من سيارات فارهة، ومساكن‏‎ ‎فاخرة، وأسفار إلى كل دول ‏العالم، وكنا ننفق ببذخ شديد، ونعيش في ثراء وترف، غير أن‎ ‎كل ذلك لم ‏يكن ليشعرني بالاستقرار النفسي، فكنت دائماً أشعر أن الأعمال التي نقوم‎ ‎بها غير متلائمة مع فطرتي، الأمر الذي كان يشعرني بالقلق‎.



كيف تركت‎ ‎كل هذا الترف وتحولت إلى الإسلام؟ وكيف اقتنعت به؟‎

الحمد لله لقد تركت‎ ‎للكنيسة كل شيء، وشعرت أنني ولدت من جديد، ‏ومستقر نفسياً، بعد اعتناقي الإسلام عام‎ 2002‎م رغم ما أعيشه الآن ‏من شظف العيش، وقد تحولت إلى الإسلام عبر دراستي لمقارنة‎ ‎الأديان ‏في مرحلة الماجستير، وخرجت بالنتائج التالية‎:

القرآن لا يحمل اسم‎ ‎مؤلف كما هو حال كل الأناجيل‎.

القرآن هو كلام الله - تعالى- فهو يتناول سيرة‏‎ ‎الرسل من سيدنا آدم ‏وحتى سيدنا محمد‎.

السيرة النبوية تؤكد أن الإسلام هو أول‎ ‎دين وآخر دين‎.

جميع الرسل نادوا بالتوحيد اتساقاً مع الإسلام‎.

كل‎ ‎رسول كان لديه مهمة محددة، وأُرسل لقوم بعينهم، بينما جاءت ‏الرسالة الإسلامية للناس‎ ‎كافة‎.

الكتب السابقة لا نستطيع أن نميز فيها بين كلام الله وكلام الرسول‎ ‎وكلام ‏المؤلف، فكل ما قرأناه قال يوحنا وقال بطرس وقال‎...

كلام الله في‎ ‎الإسلام واضح، وأقوال الرسول وأفعاله معروفة، وسيرة ‏النبي محددة، وهذا يدل على حفظ‎ ‎الله لهذا الدين‎.

الإسلام فيه عدالة ومساواة بين جميع المسلمين، ووضوح رؤية،‎ ‎أما في ‏المسيحية فهناك أشياء كثيرة كنت أخجل منها بسبب عنصريتها، إذ كنت ‏أخجل من‎ ‎لون بشرتي السوداء، فضلاً عن أن البشر في ظل المسيحية ‏مستويات ودرجات، فالسود يصلون‏‎ ‎وحدهم، والبيض يصلون وحدهم، ‏ففي الكنائس الأمريكية لا يستطيع الأسود أن يصلي في‎ ‎كنائس البيض، ‏فوزير الخارجية الأمريكي نفسه كولن باول لا يستطيع أن يدخل كنيسة‎ ‎البيض ويخاطبهم، أما في الإسلام فلا يوجد هذا التمييز، فمن يسبق إلى ‏المسجد يصلي في‎ ‎الصف الأول، والناس أمام الله سواسية، ويمكن أن ‏يكون الإمام أسوداً أو أبيضاً لا‎ ‎فرق‎.



كيف تلقت الكنيسة خبر إسلامك؟‎

انزعجت بشدة، وعملت جاهدة‎ ‎على ارتدادي عن الإسلام بشتى الوسائل، ‏ومن ذلك جاءت إلي وفود ولجان كثيرة من داخل‎ ‎السودان وخارجه، ‏ومارست ضغوطاً كبيرة، وقدمت في سبيل ذلك إغراءات لا حدود لها، ‏غير‎ ‎أنني بإسلامي الذي اعتنقته عن دراسة واقتناع أصبحت قوياً، ولم ‏تنجح هذه المحاولات‎ ‎في إعادتي إلى النصرانية، ولما فقدت الكنيسة ‏الأمل في ذلك هددتني بالتصفية الجسدية،‎ ‎وجندت بعض أتباعها لاغتيالي ‏غير أنها لم تنجح في ذلك، وأنا الآن لا أسافر إلى الدول‎ ‎الغربية حتى لا ‏أتعرض للقتل، كما‎ ‎أن موقعي القبلي يحميني، ففي إحدى المرات التي‎ ‎تعرضت فيها للقتل - وكتب الله لي النجاة - دافعت عني القبيلة، ومنذ ‏إسلامي وأنا‎ ‎أشعر أنني في حماية الله - تعالى-، كما أنني كمسلم أصبحت ‏مقتنعاً أن الموت حق، ولست‎ ‎خائفاً منه، فمن يمت دفاعاً عن إسلامه ‏فهو شهيد، وأجره عند الله عظيم، أما‎ ‎المسيحيون واليهود فهم يحرصون ‏على الحياة‎.



بعد أن أسلمت كيف رسمت‎ ‎مستقبلك؟‎

ألفت بعض الكتب منها ( لماذا أسلمت؟ )، وكتاب عن سماحة الإسلام،‎ ‎وآخر عن البدع المسيحية الحديثة، وتفرغت لدعوة غير المسلمين ‏للإسلام، والمشاركة‎ ‎الفعلية والمنتجة في بناء السودان من خلال منظمة ‏التضامن الإسلامي لتنمية وإعمار‎ ‎السودان التي أترأسها‎.



كتاب لماذا أسلمت ما أهم محاوره؟‎

عقدت‎ ‎فيه مقارنة بين الإسلام والأديان الأخرى، وكشفت عن التناقضات ‏الموجودة في هذه‎ ‎الأديان، وتحدثت عن ثوابت الإسلام، وقد بهرني نظام ‏توزيع المواريث في الإسلام،‎ ‎فالميراث في اليهودية موجود لكن بصورة ‏غير مرضية وغير عادلة، وهو في المسيحية غير‎ ‎موجود أصلاً، أما ‏الإسلام فقد عالجه بدقة وعدالة غير مسبوقة، حتى إن قبيلة الدينكا‎ ‎التي ‏أنتمي إليها وهي قبيلة مسيحية طبقت نظام المواريث في الإسلام، ‏ووجدت في ذلك‎ ‎حلاً لجميع نزاعاتها التي دامت فترات طويلة‎.

كما تحدثت في كتابي عن شمولية‎ ‎الإسلام لكل مناحي الحياة، وكيف أن ‏الإسلام ينقل من يعتنقه ويؤمن به قولاً وعملاً‎ ‎نقلة كبيرة تسمو به، أما ‏بقية الأديان ففيها صراعات بين تعاليم الأديان والثقافات،‎ ‎فهذه الأديان لا ‏تغير من ثقافة من يعتنقها، حيث يمارس الشهوات والملذات كما يشاء،‎ ‎ولا حظ له من هذه الأديان إلا الاسم‎.



ما عدد الذين اتبعوك بعد أن‎ ‎أسلمت؟‎

بفضل الله أسلم على يدي أكثر من 150 ألفاً،‏‎
ومن القيادات الكنسية‎ ‎أسلم أكثر من 2500 من كبار القساوسة ‏والمنصِّرين،‎
وجميعهم من جنوب السودان وجبال‎ ‎النوبة ومنطقة الأنجسنا‎.



وكيف أقنعت هذا العدد الكبير‎ ‎بالإسلام؟‎

من السهل جداً إقناع غير المسلم بالإسلام لأنه فارغ تماماً، ومن‎ ‎ثم فقد ‏أوضحت لهم أن الإسلام دين لا شك في حقيقته،‎
وهو دين مميز عند الله‏‎
‎(( ‎إن الدين عند الله الإسلام ))( آل عمران :19‏‎ )‎،‎
ويخاطب جميع البشر،‎
وهو دين‎ ‎يعالج جميع مشاكل الحياة،‎
كما أنني وجهت عدداً من الرسائل لكل من آمن بالمسيح‎ ‎وأحبه وأثبت ‏فيها ما يلي‎:

إن الله واحد لا شريك له،‎
وأن الله ليس ثالث‎ ‎ثلاثة‎.

أن عيسى إنسان ورسول أرسله الله - عز وجل - إلى قومه، وليس إلهاً ‏أو‎ ‎ابن إله‎.

أن عيسى رسول الله لبني إسرائيل،‎
وأن رسالته ليست عامة لكل‎ ‎الإنسانية،‎
وأنه ليس ابن الله الذي نزل ليضحي بنفسه للتكفير عن خطيئة البشر، ثم‎ ‎عاد مرة أخرى إلى السماء ليجلس على يمين أبيه‎!.



لكن ألم تثنك أوضاع‎ ‎المسلمين المتردية عن الدخول في الإسلام؟‎

لقد ذهلت عندما اعتنقت الإسلام‎ ‎ووجدت أن المسلمين لا يطبقونه في ‏حياتهم، فقد حدد الله - تعالى- في الإسلام مصدرين‏‎ ‎للحياة المدنية ‏والسياسية هما القرآن الكريم والسنة النبوية، ومع الأسف فإن‎ ‎المسلمين ‏لا يحتكمون إليهما، والحكومات في الدول العربية والإسلامية لا تلتزم‎ ‎بالمنهج الإسلامي، ولهذا فإن ضعف المسلمين جاء نتيجة الابتعاد عن ‏دينهم، وضعف‎ ‎إيمانهم، ولو تمسكوا به لقويت شوكتهم‎.



هل ثمة علاقة بين المنظمات‎ ‎الكنسية والصهيونية من واقع خبرتك؟‎

لقد زرت "إسرائيل" عدة مرات في إطار‎ ‎العلاقة الوطيدة التي تربط بين ‏المنظمات الكنسية والدفاع عن "إسرائيل" وحمايتها،‎ ‎حتى إنني أصبحت ‏أتحدث العبرية بطلاقة، وليس هناك فرق بين هذه المنظمات ‏و"إسرائيل‎"‎،‎ ‎فالأهداف مشتركة وهي الحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية ‏مسلمة في المنطقة حتى لا‎ ‎يشكل ذلك خطورة على مستقبل "إسرائيل" ‏في المنطقة، ولهذا فإن الهجمة الغربية الآن ضد‎ ‎الإسلام والمسلمين ‏تصب في مصلحة الصهيونية، وتعمل على حمايتها، ومن ثم فالدول‎ ‎الأقرب للإسلام مستهدفة من الغرب مثل: إيران، وأفغانستان، والسودان، ‏وإذا رفضت‎ ‎الانصياع للغرب فإنها قد تتعرض للعقوبات‎.

والمساعدات التي تقدمها أمريكا‎ ‎لمصر لا تحصل عليها أية دولة أخرى ‏لماذا؟‎

بسبب موقع مصر الاستراتيجي،‎ ‎ودورها في حماية "إسرائيل"، ولهذا لا ‏تستطيع مصر أن ترفض طلباً لأمريكا لأنها أصبحت‎ ‎أسيرة مساعداتها، ‏وأذكر أن أمريكا فرضت على مصر أن تفتح سفارة إسرائيلية رغم رفض‎ ‎الشعب المصري بكل فاعلياته، وأستطيع القول إن الغرب والكنيسة ‏و"إسرائيل" اتحدوا على‎ ‎مواجهة الإسلام، ولكل طرف مهمة محددة في ‏هذه المواجهة، فالكنيسة تقوم بدور التخطيط،‎ ‎والمنظمات الغربية تقوم ‏بدور التنفيذ، واذا فشلت في مهمتها التنصيرية فإنها تلجأ‎ ‎إلى الحكومات ‏الغربية لكي تمارس بدورها الضغوط على الحكومات الإسلامية لتنفيذ ‏مقاصد‎ ‎الكنيسة‎.


نود أن تحدثنا عن بعض الممارسات الكنسية التي شاركت فيها ضد‎ ‎الإسلام والمسلمين؟‎

في عام 1981م عقد مؤتمر سري في مركز الأبحاث‎ ‎الاستراتيجية بولاية ‏تكساس، وكنت أحد المشاركين الفاعلين في هذا المؤتمر، وكان‎ ‎شعاره ‏كيف نواجه المد الإسلامي؟، وتم تقسيم الدول الإسلامية إلى دول أكثر ‏فاعلية،‎ ‎وأكثر تطوراً مثل: مصر والعراق وباكستان، ودول أكثر حباً ‏للإسلام مثل: إيران‎ ‎وأفغانستان وطاجيكستان والشيشان والسودان وتشاد ‏وتركيا‎.

وأخضع المؤتمر كل‎ ‎دولة للدراسة على حدة، وأجابت الدراسة عن سؤال ‏مهم هو كيف يمكن الدخول إلى شعوب هذه‎ ‎الدول والعمل على تنصيرها؟ ‏فإذا لم يتحقق هذا الهدف تلجأ الكنيسة إلى خلق النزاعات‎ ‎الأهلية والفتن، ‏وقد نجحوا في تحقيق ذلك في أفغانستان، وقسموا البلاد إلى جماعات،‎ ‎وأشعلوا الحرب فيما بينها، وقدموا جميع أشكال الدعم لكل مجموعة دون‎ ‎أخرى‎.

وحاولوا ذلك في إيران، ولعبوا على وتر الطائفية حتى لا تتحد الشيعة‎ ‎والسنة، وما توتر العلاقات بين الشيعة والسنة الآن في إيران ودول ‏الخليج إلا نتاج‎ ‎للممارسات الكنسية، وحينما جاءت الكنيسة إلى السودان ‏وجدت أن الإسلام هو الدين‎ ‎السائد في الجنوب، ووجدت أن السودان ‏يجاور عدداً من الدول الإسلامية، فأمر الحاكم‎ ‎العام الإنجليزي للسودان ‏في ذلك الوقت بسن قانون المناطق المكفولة، وهو القانون‎ ‎الذي يمنع ‏السودانيين الشماليين من دخول الجنوب، والعكس حتى يتسنى نشر ‏المسيحية في‎ ‎الجنوب، واستئصال الإسلام، وظل هذا القانون إلى عهد ‏الاستقلال عام 1956م، وكان لهم‎ ‎ما أرادوا، والكنيسة الآن تخطط ‏لضرب الحركة الإسلامية الحاكمة في السودان،‎ ‎لاعتقادها أنها تقف في ‏مواجهة المد التنصيري‎.


وكيف خططت الكنيسة للنيل‎ ‎من الدول التي صنفتها ضمن الدول الأكثر ‏تطوراً في هذا المؤتمر الذي شاركت فيه عام‎ 1981‎م؟‎

من هذه الدول العراق ومصر وباكستان، وقد وضعها الغرب بإيعاز من‎ ‎الكنيسة تحت المجهر للتحكم فيها، وذلك من خلال خلق المشكلات ‏والنزاعات الداخلية من‎ ‎ناحية، وبين هذه الدول وجيرانها من ناحية ‏أخرى، وكان الهدف من ذلك وقف التقدم‎ ‎العلمي والتكنولوجي في هذه ‏البلاد حماية الكيان الصهيوني، وبخصوص العراق فقد جاءت‎ ‎بريطانيا ‏المستعمر القديم للعراق، وأقنعت صدام حسين بموجب بعض الخرائط أن ‏الكويت من‎ ‎محافظات العراق، وشجعوه على ذلك، وكان لأمريكا دور كبير ‏في إغراء صدام باحتلال‎ ‎الكويت، وبعد أن تورط صدام في احتلال الكويت ‏لعبت أمريكا عدداً من السيناريوهات ما‎ ‎زالت تطبق حتى اليوم، وقد كان ‏لها ما أرادت‎.


ما الدور الذي اضطلعت به‎ ‎شخصياً وما الجهات التي كنت تتعامل معها؟‎

لقد أوصى المؤتمر بضرورة استخدام‎ ‎العلمانيين في ضرب الحركة ‏الإسلامية عن طريق دعم المجموعات العلمانية، والضغط على‎ ‎إحدى ‏الحكومات العربية للزج بأعضاء الحركة الإسلامية في السجون ‏والمعتقلات، ولو وصل‎ ‎الأمر إلى تصفية رموزها‎.

وانحصر دوري في هذا الشأن في تسلم وتوصيل مبلغ‎ ‎مليون و800 ألف ‏دولار من الكنيسة في أمستردام (هولندا) إلى الكنيسة في هذا البلد‎ ‎العربي، بهدف إنفاقه على بعض الأفراد في جهاز أمني رفيع، وعلى ‏الحركات العلمانية،‎ ‎لضرب حركة الإخوان المسلمين على وجه التحديد، ‏وكان ذلك خلال عامي (1996م 1998م‎) ‎وكانت ترد إلينا تقارير أولاً ‏بأول، وكانت الجهات التي شاركت في هذا المخطط لا تعرف‎ ‎بعضها ‏البعض‎.


ما الأشخاص والجهات التي شاركت في هذا‎ ‎المؤتمر؟‎

ممثلون عن الكنائس في الدول العربية والإسلامية والكنائس الغربية،‎ ‎وكان محور أعمال هذا المؤتمر: كيف تتحكم الكنيسة في جميع الدول ‏العربية والإسلامية،‎ ‎إما عبر الغطاء الإنساني، أو الضغط على الحكومات ‏أو غير ذلك من الأساليب التي‎ ‎ذكرتها سابقاً‎.


ألا ترى أن هذا الكلام الذي تقوله خطير وقد يعرض حياتك‎ ‎للخطر؟‎

أدرك ذلك، لكنني أردت أن أكشف حقيقة ما يدور في الدهاليز والأروقة‎ ‎الكنسية من استهدافات للإسلام والمسلمين، خاصة بعد أن أصبحت ‏مسلماً، وأنا لم أعد‎ ‎أخشى الموت خاصة إذا كان دفاعاً عن دين عظيم ‏كالإسلام‎.


أي البلاد‎ ‎العربية والإسلامية توجد فيها حركات تنصيرية؟‎

معظم البلاد العربية‎ ‎والإسلامية تشهد موجات عاتية من التنصير، ولكل ‏دولة برامج خاصة بها، ويستطيع الغرب‎ ‎أن يبني أي عدد من الكنائس ‏فيها، وله في ذلك أساليب مختلفة‎ ‎ومتنوعة‎.
في إطار مكافحة ما يسمى بالإرهاب الدولي يبدو أن هناك‎ ‎مخططاً لضرب ‏العمل الخيري الإسلامي كيف ترى سيناريوهات هذا المخطط؟‎

تنامي‎ ‎المد الخيري الإسلامي أزعج المنظمات الكنسية، ومن ثم فقد ‏اتخذت العديد من التدابير‎ ‎والإجراءات لوقفه ومنها ما يلي‎:

توجيه الحكومات العربية والإسلامية لإيقاف‎ ‎نشاط المنظمات الدعوية ‏والخيرية الإسلامية‎.

العمل بكل السبل على وقف‎ ‎المنظمات الإسلامية حتى تخلو الساحة ‏للمنظمات الكنسية لتعمل بدون منافسة حقيقية في‎ ‎مجال التنصير‎.

تنمية دور المنظمات الغربية التي تعمل تحت الغطاء الإنساني‎ ‎للقيام ‏بمهمات استخباراتية، وجمع معلومات‎.

إذا فشلت الكنيسة في تحقيق‎ ‎مقاصدها تجند بعض الأتباع والعملاء ‏لإحداث الفتن والتخريب، وزعزعة‎ ‎الاستقرار‎.
في تقديرك لماذا هذه الهجمة الغربية الشرسة ضد الجمعيات‎ ‎والهيئات ‏الخيرية الإسلامية؟ ومتى بدأ هذا المخطط؟‎

لأن انتشار الإسلام بهذه‎ ‎السرعة الكبيرة يخيف أمريكا وأوروبا، ولهذا ‏فإن الكنيسة تعمل على منع المنظمات‎ ‎الإسلامية من ممارسة العمل ‏الخيري، وتجفيف منابعه، وتحجيم نشاطاته، وهذا المخطط بدأ‎ ‎منذ 20 ‏عاماً، ونحن الآن في المراحل الختامية لتنفيذه، وإغلاق جميع المنظمات‎ ‎الخيرية ذات الطابع الإسلامي، لأن هذه المنظمات لها دور كبير في نشر ‏الإسلام،‎ ‎وتحصين المسلمين ضد التنصير، وتوفير احتياجات الفقراء ‏والمنكوبين، في الوقت الذي لا‎ ‎تعمل فيه المنظمات الكنسية إلا في مناطق ‏الفاقة والحاجة والكوارث، والآن أصبح سيف‎ ‎الولايات المتحدة الأمريكية ‏مسلطاً على الحكومات العربية والإسلامية لتحجيم العمل‎ ‎الخيري ‏الإسلامي، وتجفيف مصادر الدخل والدعم حتى تتوقف هذه المنظمات ‏الإسلامية عن‎ ‎أداء دورها الرسالي‎.


وما الرسالة التي تحب أن توجهها‎ ‎للمسلمين؟‎

إلى إخواني المسلمين أقول: لقد أنعم الله - عز وجل - عليكم‏‎ ‎بالإسلام فلا ‏تهجروه، ولا تفرطوا فيه، لأنه ثروة حقيقية مستهدفة من الغرب ‏المسيحي،‎ ‎وإن طبقتم الإسلام في حياتكم فسوف تكونون أقوياء، وسوف ‏يخشاكم الغرب، وما عليكم إلا‎ ‎أن تهتموا بالعلم من أجل بناء قاعدة علمية ‏تمكنكم مادياً وعلمياً من مواجهة‎ ‎المؤامرات والفتن، وفي تقديري لو ‏طبق المسلمون 10% من دينهم في حياتهم لتفوقوا على‎ ‎الغرب، ‏وتجاوزا كثيراً من مشكلاتهم، فما بالنا لو طبقوه كاملاً‎.‎



#محمد_الشهابى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى دعاة مناهضة الإضطهاد الدينى ... نظرة بإنصاف !!
- قصة الفداء والصلب في الديانة المسيحية
- ماذا لوحدث ذلك...؟ (3)
- ماذا لوحدث ذلك...؟ (2)
- ماذا لوحدث ذلك...؟ (1)
- هل المسيح إبن الله..؟!
- هل مصر دولة قبطية...؟!
- هل سينقرض الإسلام ؟
- الرد على مقال الأستاذأسعد أسعد:قضية صلب السيد المسيح
- رد على مقال الأستاذ صباح إبراهيم -هل ما يقوم به الغرب من اله ...
- رد على مقال الزميلة وفاء سلطان -نبيّك هو أنت، لا تعش داخل جب ...
- شيزوفرنيا....
- قصة ميت!!
- هل مايقوم به الغرب من هجوم على الإسلام مبررا؟
- نهاية شمشون!!
- الوهم الكبير...
- أهلا بأم المعارك...
- إلى دعاة تحرير المرأة... دعوة للإطلاع
- حوار هادىء مع .. بهائية مصرية !!


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد الشهابى - حوار مع أمين عام مجلس الكنائس العالمي لوسط وشرق إفريقيا سابقاً‎ ‎!!