أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهلول الكظماوي - محاصصة مخاصصة















المزيد.....


محاصصة مخاصصة


بهلول الكظماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2290 - 2008 / 5 / 23 - 03:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( بغداديات )
كتب عمرو بن العاص جواباً لمعاوية ردَاً على استفساره عن النسبة العددية لمعارضي حكمه في مصر .
وجاء في كتاب عمرو بن العاص ما مفاده :
انهم ( ولاة مصر) قد اخصوا كل المعارضين للحكم الاموي بقيادة معاوية بن ابي سفيان و اراحوا البلاد و العباد من شرهم و من نسلهم و ذرياتهم مستقبلاً.
تعجًب معاوية من كتاب عمرو بن العاص , اذ لم يطلب منه سوى احصاء المعارضين لحكمه و ليس اخصائهم.
و بعد بحث و تمحيص تبين ان كاتب معاوية عندما كتب كتابه لعمرو بن العاص طالباً منه الاحصاء سقطت سهواً من قلمه قطرة صغيرة من الحبر فوق الحاء فاصبحت خاءًً و نتيجة لتشكل حرف الخاء كان فحوى الطلب الاخصاء و ليس الاحصاء.
وألآن عزيزي القارئ الكريم:
تأتي المحاصصة نتيجة لتبيان الاحصاء , و تعني المحاصصة التقسيم للحصص بأن يأخذ كل فريق حصته التي تحق له فيما اذا كانت هذه المحاصصة خاضعة للعدالة و للوضع الطبيعي السليم بحيث لا ينتج عنها الغاء لحصص و حقوق الآخرين والا صارت مخاصصة ليس الا.
و بما ان محاصصتنا التي نحن عليها ليست عراقية صرفة, وليست بعيدة عن المؤثرات الخارجية و تدخل دول الجوار و دول القرار .
فانها حتماً ستنتج مخاصصة ( اي اخصاء الآخرين ) كما فعلها عمرو بن العاص استجابة لنقطة معاوية المغلوطة بدون تريث او وازع من ضمير.
عزيزي القارئ الكريم :
لا نحتاج الى كل ذلك الجهد و العناء لأكتشاف حقيقة المحاصصة المخاصصة الكبرى لدول الجوار و القرار ليس بالشان العراقي فحسب , بل بثروات و خيرات العراق , فهي واضحة و جلية من خلال ما كتبناه بالامس القريب حول ابتلاع الاردن و تنعمه بالنفط العراقي المحروم منه شعبنا المظلوم .
و اليوم يصرح نائب رئيس الجمهورية السيد عادل عبد المهدي في القاهرة بان العراق الذي يمتلك فائض بالميزانية قدره اكثر من سبعين مليار دولار يرحب بالاستثمارات الاجنبية , ويحث المصريين على الاستثمار بالعراق لبناء مساكن للمواطنين العراقيين , هذه المساكن التي حتماً ستسقط على رؤوس ساكنيها نظراً لآن الاخوة المصريين ضربوا ارقاماً قياسية في الابنية التي تسقط على رؤوس ساكنيها حتى وصلت حقيقتها الى الافلام و المسرحيات المصرية, وكأنما هذا ما كان ينقصه شعبنا العراقي اليوم ( حتى تكمل السبحة).
بعد ذلك صرح الاخ فوزي الحريري , وهو الوزير المرافق لعادل عبد المهدي , صرح بان العراق بحاجة الى مليون عامل مصري لبناء العراق .
و التصريحان , سواء ما صرح به عادل عبد المهدي او فوزي الحريري مفعوليهما اخصائي و ليس احصائي و يتصور من يستمع او يقرأ هذين التصريحين ان العراق خال من البطالة و ان الايدي العاملة العراقية شحيحة,وان اصحاب رؤوس الاموال العراقية منهمكون باستثماراتهم و لا مجال لديهم لاستثمارات اخرى مما يستدعي جلب مستثمرين من خارج القطر .
و لا ادري هل اقتطع الوفد الاقتصادي العراقي هذا , هل اقتطع من وقته لتفقد حال الرعايا العراقيين المقيمين في القاهرة هرباً من الاوضاع المزرية بالعراق أم لا وجود لمتًسع من الوقت لدى الوفد الموقر بسبب تزاحم الواجب ؟ ( فيما اذا كان تفقد حال الرعية واجب ؟ ) تزاحم هذا الواجب بواجب اكبر منه هو المحاباة و المجاملة لمن جعل من خيرات شعبنا بقرة حلوب تدر اثدائها لبن لا ينضب للآخرين بالوقت الذي يحرم شعبنا من درها المعطاء.
عزيزي القارئ الكريم :
اوجه كلامي للسيدين عبد المهدي و الحريري قائلاً لهما :
ياسيد عبد المهدي : المعروف عنك انك قبل ان تصبح شيوعياً ( من جماعة الكفاح المسلح ) ثم انقلبت الى اسلامي مجلسي , قبل ذلك كله كنت بعثياً , وفي صبيحة الرابع عشر من رمضان المصادف يوم الجمعة الثامن من شباط من سنة 1963 حملت الرشاش ( الغدارة ) من ماركة بورسعيد المصرية الصنع و وقفت مع رفاق سلاحك البعثيين في قاطع الكرادة الشرقية للانقضاض على اول جمهورية بالعراق و زعيمها عبد الكريم قاسم.
فاسألك بالله أن تأخذ العبرة من قتيلكم المغدور الزعيم عبد الكريم قاسم:
لقد كان بامكان عبد الكريم ان يوكل مهمة بناء مساكن مدينة الفقراء , مدينه الثورة ( الصدر حالياً ) الى مقاول واحد ( كبالة ) دفعة واحدة او الى بضع مقاولين .
و لكنه آثر ان تبنى هذه المدينة بيد ابنائها الفقراء , فاعطى سند تمليك قطعة الارض الى المستضعف اضافة لاعطائه ( دبل طابوق ) ستة الاف طابوقة لكل قطعة ارض و عشرة اطنان من الاسمنت و فوق ذلك كله مائة دينار نقداً لكل صاحب قطعة ارض و جعله يتصرف كيفما يشاء في بنائه لمسكنه .
و لما سؤل الزعيم عن السبب قال : اولاً ان هذه المدينة ( و يقصد مدينة الثورة – الصدر ) التي سيسكنها الفقراء هي مؤقتة و لمدة لا تزيد على العشرة سنوات ريثما يتم بناء مدن لهم ارقى و احسن و ارفه منها .
و ثانياً تشجيع الايادي العاملة , فسيعمل لبناءها بنائون و حدادون و نجارون و زجاجون و صباغون ....الخ .
ثالثاً: جراء هذه النهضة العمرانية و العمالية ستسري السيولة النقدية بايدي العمال و المهنيين فترفه عوائل و تنتعش الحالة الاقتصادية للبلد و للمواطنين.
اما نصيحتي لك يا سيد الوزير فوزي الحريري : اذا اردت ان تحصل على المليون عامل فستجدهم في مدينتي الصدر و الشعلة , ففي هاتين المدينتين المستضعفتين يوجد ما يزيد على المليون عاطل عن العمل كلهم يتمنون ان يحصلوا على قوتهم اليومي بشرف و بالحلال , وبذلك ستكون ( مركتنا على زياكنا ) كما يقول المثل الشعبي العراقي , والاقربون اولى بالمعروف كما تنص عليه الشرائع الدينية و المثل الاخلاقية .
و انا هنا لا مصلحة لي في قطع ارزاق الاخوة العمال المصريين , فيشهد الله كم اتمنى ان يشبع عمال العراق و يستكفوا عن الحاجة من حلالهم و بعد ذلك فاهلاً و سهلاً بالعمالة العربية و الاسلامية و كل المستضعفين , و بالاخص منهم العمال المصريين الذين تعودنا عليهم و تعودوا علينا ازمنةً و احقاباً.
فلقد جاب العمال المصريين كل دول الخليج فلم يجدوا غير المذلة و المهانة الا في العراق حيث شعروا انهم بين اهلهم و ذويهم فاهلاً و سهلاً بهم , و لكن بعد ان يشبع العراقيون و يكتفوا , فالمثل الشعبي يقول : الحجارة التي يحتاجها بيتك تحرم على الجامع .
و دمتم لأخيكم : بهلول الكظماوي .
امستردام في 21-5-2008
E-mail:
bhlool2@hotmail.com
Bhlool2@gmail.com



#بهلول_الكظماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهاني كئيبة
- نصيحة متواضعة
- أولاد المسفار و المصياف و المسيار
- طيور الجنة
- البستان / الحلقة الثانية
- البستان / الحلقة الاولى
- دود الخل منه او بيه
- عذره انجس من فعله
- ردناك عون
- هاون السم
- دالغة ابو مطشر
- من اول عزه
- الرحلة الشامية _ الحلقة الخامسة و الاخيرة
- الرحلة الشامية _الحلقة الرابعة
- الرحلة الشامية _ الحلقة الثانية
- ابو كريوه
- بالمكلوب
- الغربان السود
- الشيني
- ما بين كريّم و صديّم


المزيد.....




- قاربت سرعتها 140 كيلو مترا في الساعة.. شاهد ما سببته رياح عا ...
- فيديو يثير الغضب يظهر مؤثرة أمريكية تنتزع صغير حيوان -الومبت ...
- رئيس الوزراء العراقي يعلن مقتل -والي العراق وسوريا- الإرهابي ...
- هل يمكن لبولندا وألمانيا امتلاك أسلحة نووية؟- التايمز
- حماس: سنفرج عن رهينة وأربع جثامين ومستعدون لاستئناف المفاوضا ...
- روته: -الناتو- لن يشارك في ضمان وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- -زلينيسكي بين ضلعين غير متساويين-
- ترامب: تحدثت مع بوتين يوم أمس وطلبت منه الرأفة بقوات كييف ال ...
- فرانس24 في السودان: سلسلة ريبورتاجات ترصد تداعيات الحرب الأه ...
- جدل بشأن وثيقة التفاهم الموقعة بين السويداء ودمشق


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهلول الكظماوي - محاصصة مخاصصة