أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم غيلان - محمد الغريب.. ضمير جيل














المزيد.....

محمد الغريب.. ضمير جيل


كاظم غيلان

الحوار المتمدن-العدد: 2290 - 2008 / 5 / 23 - 05:52
المحور: الادب والفن
    


(ايموت شاعر.. يعلك السلطان شمعه )
علي الشباني من قصيدته(خسارة)

السلاطين وحدهم يحتفلون بموت الشعراء، هذه المعادلة ارددها مع نفسي كلما رحل شاعر عراقي عن الدنيا، لأنه يرحل وفي نفسه غصة تسبب بها السلاطين، انهم اعداء لحريته واحلامه وعشقه المطلق للحياة والوجود الفعلي كانسان .. محمد الغريب رحل عنا بصمت يشبه قامته الصامتة ولا ادري لماذا اضع الآن صورته الى جانب صورة محمد الحمراني الروائي الذي رحل عنا على عجالة ، انها حيرة حقاً فلربما تقاربا بالسن والقامة الابداعية، الا ان الغريب تعذب أكثر في رحلة المرض التي انهكت قواه وهو الذي لايقوى على تحمل العذاب للحد هذا، فقد تعذب من قبل كثيراً وروى لي العديد من الاصدقاء كيف تغيرت ملامحه مع انني على يقين بذلك فهذا ابسط ماتفعله اللوكيميا بالانسان، وأي انسان، انه شاعر رقيق كالنسمة العذبة .
استرجعت شريط ذكرياتي الطويل المثقل بالخسارات ، وتوقفت عند محطة أثيرة في روحي اسمها ( الباب المعظم) أيام عملي في مكاتب الاستنساخ، كانت أيام .. لا سنوات غابرة قاهرة، وكان يزورني معظم ان لم أقل جميع اخواني الشعراء الشباب حتى أصبحت محطة لهم، نسر بعضنا البعض مآسينا وويلاتنا، واتذكر ان الغريب كان يصغي لما اقوله أكثر من الجميع، فارتبطنا مهنياً حين غدت ثقافة الاستنساخ المحظورة في اوج مراحلها، كنت ازوده بالكتب الممنوعة التي نقوم باستنساخها وايصالها بواسطة العديد من الاصدقاء الى سوق المتنبي، كان الغريب يقطر كدحا وشرفاً وشعراً
أطل ابو سمر ذات مساء علي كالعادة وهو يحمل مظروفاً فهمس لي أن مجموعة شعرية بداخل هذا المظروف يتمنى صاحبها ايصالها للشاعر مظفر النواب، حين فتحت المظروف وجدتها مجموعة الصديق الشاعر علاوي كاظم كشيش(تدوين الدم كربلائيا) وقد ثبت اهداءها للنواب.. طمأنته: (ابو سمر اعتبرهه وصلت).. وحققت له ما اراد اذ ارسلتها بواسطة حسام شقيق مظفر. هكذا كان أمينا دافئاً صادقاً مع ذاته ومع قضية الشعر، ولأنه هكذا فقد خسرناه. محمد الغريب من نتاج واحدة من اخطر مراحل الحياة العراقية، مرحلة عاصفة، يبدو الخلاص منها قريباً من المستحيل، انها الحرب الدامية التي دارت طواحين الموت فيها وهرست الآلاف من الشباب العراقيين، خاصة الذين في عمر الغريب، واسقطت ثقافة العنف فيها قوافل من الكتاب والفنانين، وشوهت ملامحهم ، وكانت طرق التخلص من هكذا ورطة شبه مستحلية أيضاً، الا ان الغريب نجا بأعجوبتين، الاولى نجاته من الموت، والأخرى تخلصه من طوابير المداحين والرداحين، مع انه عاش في وسط يضج بالمؤامرات الدنيئة، وسط ابتلي بالمخبرين وكتبة التقارير وباعة الضمائر، لكن انحيازه للحقيقة وولعه الدائم بها كان السبيل الوحيد أمامه لهكذا تخلص، وولعه بالمعرفة.. هنا اتوقف قليلاً، لربما هنالك من يسأل عن علاقة المعرفة بالتخلص، وهنا اشير لمسألة غاية في الأهمية، الغريب شاعر يكتب العامية ومن جيل الشباب، ومعظم هذا الجيل اتهم بقلة الوعي وأحياناً بالجهل والأمية، وهكذا احكام لايمكن ان تنطبق علي جميع ابناء قافلة هذا الجيل، كان الغريب من الاستثناءات النادرة، فهو لم يتقوقع شأنه شأن الآخرين داخل دائرة الشعر العامي، بل راح يعيش في قلب وسط ثقافي، يقرأ فيديم وعيه، ويقرأ المحظور فيزداد صلابة لأنه يكتشف طبيعة تكون دولة فاشية اجهزت على العراق أرضاَ وشعباً، فأسهمت كل هذه العوامل بنجاته ونجاحه الشعري، هذا الأمر ينطبق تماماً على محمد الحمراني المجايل للغريب والفقيد الآخر.برهن الغريب تفوقه من خلال منجزه الشعري الذي بتنا الآن مطالبين باظهاره ليبقى بيننا، فالنواح ماعاد مجدياً في تقاليد الوفاء، الى ذلك حري بنا أن نخضع هذا المنجز لدراسة نقدية من شأنها أن تنجز لنا كشفاً عن البنى الابداعية في شعر محمد الغريب. وأخيرا.. هل سنكون اوفياء حقاً.. هذا ماسنراه لاحقاً.



#كاظم_غيلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياحة في بقايا قصر الطاغية
- عواد ناصر: ادعو الى اطلاق مبادرة تتعلق بتأسيس (ثقافة الاعتذا ...
- النزعة العدوانية التي خلقتها الاغاني التعبوية
- مازن لطيف علي: ظاهرة المهرجانات تعيد إلى أذهاننا الصورة المو ...
- من يعتذر لمدينة الأسماء الأربعة ؟
- إذا لم تعتذر
- علي حسن الفواز: النقد الأدبي لايمكن ان يتعاطى مع نصوص عابرة ...
- الفنان الملتزم والسلطة الواعية
- يوسف المحمداوي .. مشكلة مجلس النواب
- ألشمس أبقى من قطيع الغيوم ..قراءة في قصيدة السبعينات ج4
- تحت كرسي السياسة
- المناضلة الشيوعية سميرة مزعل تدلى بجرأة افادتها امام محكمة ا ...
- الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج3
- علي الشباني...موهبة المغامره ومغامرة الموهبه
- الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج2
- اعادة ترتيب...!!
- نعم يارحيم الغالبي الشمس ابقى من قطيع الغيوم
- أستغرب من رعاية ألموسسات وألكيانات للابواق ألصدئه..حوارمع رح ...
- بعد منتصف النوم


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم غيلان - محمد الغريب.. ضمير جيل