|
ثقافة التغيير
ناصر عمران الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 2289 - 2008 / 5 / 22 - 10:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
التغيير هو التحول والتبدل وفي مصطلحات (الفيزيائي )هو تغيير عناصر المادة بكليتها او تحولها الى عنا صر جديدة أو هو شيء بين هذا وذاك ..،وحين عصفت رياح التغيير كانت (صدمه وذهول ) ليس بالمعنى ( الحربي) حسب التسمية العسكرية الامريكية وإنما بالموقف المجتمعي الذي افقدته الصدمة توازنه وادخلته مضطراً عند مجاهل الذهول ،وحين أراد ان يجمع شتا ت ما تنا ثر،بدأت اشياء كثيرة بالظهور لم يألفها لكنها ظهرت وكان عليه ان يتعامل معها بذات المنحى عبرقنوات ذهوله وصدمته ،وما وجد ابداً غير التضحيات وهي دائما في حياة العراقيين حاضرة ثم الركون الى عنصر الزمن الذي كان قاسياً جداً،الا انتم منحهم استيعاب عنا صر التغيير ومحاولة قبولها من جديد والتعامل معها على اسس جديدة أسس الراهن والتداعيات ثم النتا ئج وبعدها التحليل والمعالجة ،فبعد التغيير النيساني في 9-4-2003 أنهارت الدولة انهياراً مروعاً لم يتوقع العراقيون أن يكون بهذه القسوة ,كأن الدولة كانت مشيدة على أعمدة ملحية ذابت بامواج بسيطة قبل مجيء الطوفان ،هذا السقوط المروع جعل التعامل مع الواقع على اساس رد الفعل والقبول بما تمليه التداعيات ،والتداعيات التي إبتنت كثيرا من أشيائها على نتا جات السلطة ،وأذا علمنا إن خطوط أدارة السلطة هي خطوط الظلم والاضطهاد والمغامرات الجنونية التي أنى اتجهت خلفت ورائها ألما ودما ودموع وطابور كبير من الارامل والثكالى والمشردين،لعَلمنا أي مصير ينتظر دولة أغتصبتها بشهوة مقيته نزوات السلطة ،والسلطة تختلف كما هو معروف عن الدولة ،فالسلطة تدار باجندات ورؤى لفرد أو حزب أو مجموعه اوبرامج سيا سيه رأى دعاتها انها الاصلح لادارة السلطة ،وحين تدار السلطة تمسك بمقود الدولة ,واذا أمسك بمقود السلطة فرد شرق وغرب ، وأدار البلاد وصار هو الدولة والدولة هو ،بذاته وكينوته وبمنطق الاول والمقدس والقائد،هذه العلل هي التي أستعمرت جسد الدولة وحين أختفت السلطة بأسرع من الضبا ب ظهر جسد الدولة معتلا ومصاباً بعمى الالوان وعند اول شعاع شمس فقد بصره وتهاوى ليصبح مستبا حاً على وهنه لكل من هب ودب ،فصارت مؤسسات الدولة صيدا سهلا للصوص والمجرمين ،الذين يظهرون كلماإختفت مظاهر النظام والقانون وسادة الفوضى ، ولأن ترك الامور على عواهنها لايؤدي الغرض والهدف ولا يهب البناء ،كانت التضحيات كبيرة وصار عرابو الدم والمتدخلون والغرباء كثيرون ايضاً ،ولانهم لايمكن ان يعيشو الا اذا خلقو منا خات يتنفسون من خلالها لذلك مابرحو يخلقون اشياء كثيرة مثل الطائفيه والتعنصر القومي والديني والاثني والمناطقي ،وصار جسد البناء الاجتماعي يعاني التفكك ،و ليس هذا فحسب وإنما صارت الاستعانه بما وراء الحدود سمة القوة لاجزاء هذا الجسد الواحد،..ورغم مرور فترة قليلة على الانتباه واليقضة والصحوة الوطنية فأن الامر يستدعي إعادة حسابات البيادر والحقول ،والبحث عن المشتركات التي تعب كل الفرقاء حتى وصلوا ليقتنعوا مؤخرا ً انها الحل الاخير،وإزاء ما تحقق لابد من بحث عن القواعد والأسس في بناء الدولة وتشييد مؤسساتها الدستورية ،ويختفي الكثيرون وراء اشياء عديدة لدى الوقوف عند هذه النقطة متناسين إن الاساس في بناء الدولة هو الثقافة وبناء منظومة ثقافية دعونا نسميها( منظومه ثقافة بناء الدولة )،تنطلق اولا :من ثقافة الفرد ورؤيته لادارة الدولة ،فعلى الجميع ترسيخ الفكرة المهمه والخطيرة جدا الا وهي أن يؤمن الفرد والاخر _ السلطة_ ان هناك (عقد اجتماعي) وقعه الفرد وتنا زل فيه عن حقوقه للاخر الذي يدير الدولة بالمقابل تعهد الاخر على مجموعه من الثوابت التي يجب ان يحققها ويعمل جاهدا على تحقيقها ،وهي برنامجه الانتخابي الذي على اساسه صارت مفاوضات التعاقد ،وحين لا تحقق السلطة هذه الثوابت من حق الفرد ان ينقض اتفاقه معها وعليها حين ذاك ان تتنحى ليحل الاخر البديل ضمن مبدأ مهم الا وهو (التداول السلمي للسلطة ) وحتى لاتكون السلطة سادرة في غيها فمن حق أي مواطن جرها الى ساحة القضاء الذي لابد ان يكون بمستوى حدث التغييرا ت الجديدة بعد معالجة شامله لقوانينه التي مر عليها وقت طويل وصارت لا تنا سب المرحلة الوضعية الحالية ،ان مثل هكذا ثقافة مُفعلة ومُستخلصة هي من تنهي الى الابد داء احتكار السلطة وبالتالي قض مضاجع الدولة ،وإن مثل هكذا ثقافة يراد لها قنوات على كل المستويات لعل اهمها القنوات الاعلامية التي لما تزل تعاني ضجيج دوار التغيير وما استلمت زمام امور هيكليتها فالاعلام الوزارة التي اسلمت نفسها الى الكيانات المنحلة لما تزل تعيش كحالة وجود لدى الاعلام والاعلاميين ولم يستطيعوا الى الان البحث عن فضاءات الاعلام الحر ،وكان لرأس المال الحر الاثر الكبير في تحجيم وتجنيد الاعلام لمصلحته ولأهدافه كما ان ثقافة السلطة والدور الوعظي لما يزل يحتل من ذاكرة الاعلامي الشيء الكثير ورغم كل ذلك لما تزل نقابة الصحفيين العراقيين وبعد فقدها للكثير من اعلامييها تحاول التصنيف عبر الفترة الزمنية لانتماء للنقابة ،وكأن السبق الى التسجيل في بناية النقابة مع الفترة الزمنيه هي المعيار في اعتبار الصحفي الاول والصحفي الاخر وفات النقابة مثل ما فات اتحادات الادباء والفنانين إن هناك الكثير من الصحفيين والادباء والفنانيين لم ينتموا الى النقابة والاتحاد لكنهم يمثلون معلما مهما كا علاميين وككاتب وكفنانيين ، إ ننا نتسائل متى تستطيع النقابات والاتحادات ان تخرج من بيروقراطيتها الكونكريتية وتعمل على ان تكون هي التي تبدأ بدعوة الاديب والفنان والصحفي والاعلامي الى الانتماء في النقابة او الاتحاد ،او أن تا خذ منجزه الاعلامي بمجرد تقديمه للنقابة .....! ،ان بلورت اعلام حر يأمن بالكلمة المؤثرة الخلاقة التي تتسامى لتشكل سلطة رابعه هو عماد مهم من اعمدة بناء الدولة ، ووجود ثقافة تتسم بالبناء الجديد في ضوء تلاقح زماني ومرحلي مع التغييرات التي شهدها العالم ،وأن تكون الوزارة التي عهد اليها ان تكون منظمة مهمه لصورة الثقافة الجديدة ثقافة التغييربمستوى ما عهد لها،لا ان تهلك نفسها وايراداتها على ذات ادران الماضي وكأن لاوجود للمؤسسات الثقافية سوى اقامة كرنفالات مهرجانات خاليه الغرض والمضمون وتدخل من ضمن ( الترف الثقافي )إذا جازت التسمية ،أن الثقافة ليست القصة والشعر والكتابة النقدية وليست الفن ، الثقافة هي الحياة صحيح ان الشعر والقصة والفن والنقد جزء من آليات الهيكلة الثقافية لكنها بالمطلق لا تستغرق مفهوم الثقافة التي أوسع من ذلك بكثير ،إن ادران كثيرة رافقت التغيير لعل اولها طريقة التغيير العسكري وللا سف ايضا كان البناء العسكري وكأن مجتمعنا لم يشبع من عسكرتا رية النظام السابق ، إن العمل على هذه الثوابت ، ثقا فة سياسية تتجسد بالفهم الكبير لحجم الدولة وحجم الفرد داخل بنائها ، ومسا حات الحجوم والمسافات يضعها القانون الذي هو الان بحاجة جدا الى ان يعرف نفسه بشكل مكثف ،وللا سف ان الثقافة القانوية ليست بمستوى التغيير الذي يعقدُ أمله و بشكل كبير على الوعي والثقافة القانونية التي تشد الفرد اليها وشد الفرد اليها على حساب ثقافات اخرى يؤدي الى الارتباط بالقانون والمؤسسه وهما الدولة وارتباطه بالدولة يعني المواطنه ،والمواطنة المدركه لحقيقة ذاتيتها ضمن سقف الدولة والقانون ،وهي جوهر ثقافة التغيير التي هي مسؤلية الجميع دون إستثناء لأنها ثقافة الوطن الجديد ...
#ناصر_عمران_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آليات تفعيل دور الادعاء العام في ظل التحولات القانونية في ال
...
-
قانون العفو العام بين الرؤية القانونية ومتطلبات المرحلة الدي
...
-
هل المراة العراقية حاضرة في البرلمان ......؟
-
الاعتقاد والمعرفة ثنائية التضاد الية الجمع
-
الاستراتيجيات الامريكيةومشروع الشرق الاوسط الكبير
-
آليات انتاج الهيمنةالفكرية
المزيد.....
-
إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب
...
-
الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال
...
-
الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف
...
-
الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم
...
-
الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها أغام بيرغر تلتقي والديها
-
-حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م
...
-
-الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
-
ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا
...
-
خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في
...
-
الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|