أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مستخدم العقل - النظرة التشريعية للأنثى في فقه المواريث الإسلامي














المزيد.....

النظرة التشريعية للأنثى في فقه المواريث الإسلامي


مستخدم العقل

الحوار المتمدن-العدد: 2288 - 2008 / 5 / 21 - 10:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من المعروف أن القرآن قد حدّد حق الإبنة الأنثى في الميراث بنصف حق الإبن الذكر وذلك عملاً بالآية 11 من سورة النساء التي تقول (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ)، وكذلك فقد حدّد القرآن حق الأخت الأنثى في الميراث بنصف حق الأخ الذكر وذلك عملاً بالآية 176 من سورة النساء التي تقول (وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ). وقد انبرى العديد من الدعاة الإسلاميين للدفاع عن تلك التفرقة الواضحة في حق الإناث وذلك بقولهم إن الإناث عليهن مسئوليات اقتصادية أقل من الرجال وبالتالي فهنّ أقل حاجة للمال. وبالرغم من أن ذلك التفسير لايصلح لكل المجتمعات ولا لكل الأزمنة إلا أنه لايعطي تبريراً للتفرقة بين الذكر والأنثى في حالة ثالثة وهي حالة وفاة الزوج (أو الزوجة) حيث تقول الآية 12 من سورة النساء (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ)، ومعنى الآية ببساطة أن الزوجة يجب أن تنال دائماً (في حالة وفاة زوجها) نصف ما كان يستحق لزوجها (في حالة وفاتها هي). ففي حالة وجود زوجين لديهم أولاد فإن القرآن يحدّد للزوج رُبع ماتتركه زوجته من مال في حالة وفاتها بينما يحدّد للزوجة فقط ثُمن مايتركه زوجها من مال في حالة وفاته. أما في حالة عدم وجود أولاد فإن القرآن يحدّد للزوج نصف ماتتركه زوجته من مال في حالة وفاتها بينما يحدّد للزوجة فقط ربع مايتركه زوجها من مال في حالة وفاته.

وبالطبع فإن التمييز ضد الأنثى واضح للغاية في هذه الآية التي تعطي مثل ذلك الحكم الجائر. فإذا وافقنا على مايذهب اليه الدعاة الإسلاميين في تفسيرهم لميراث الأبناء والأخوات فإن تفسيرهم ذلك يعتمد بشكل كبير على حقيقة أنه في العديد من المجتمعات نجد أن معظم النساء يعتمدن بشكل كبير على دخول أزواجهن (وذلك بسبب بقائهن في المنزل أو اكتفائهن بأعمال خفيفة ذات دخل بسيط بهدف رعاية الأبناء) وفي تلك الحالة فإن وفاة الزوج تحدث هزة اقتصادية شديدة في حياة الزوجة الأرملة وبالتالي فهي أحوج للمال الذي يتركه زوجها والذي غالباً ماتكون قد ساعدته في جمعه. ولكن القرآن - للأسف الشديد - يعطيها الحق في ثُمن هذا المال فقط والذي لن يكفيها بالتأكيد . وبالطبع فإن الدعاة الإسلاميين قد لايعدمون الحيلة فيقولون إن تلك الزوجة الأرملة غير مُلزمة بالإنفاق على نفسها وأنها يجب عليها أن تجد قيّماً ينفق عليها سواء كان أخاً أو إبناً أو والداً أو حتى وليّ أمر المسلمين ( في حال عدم وجود أقارب من الرجال)، ولكني أتساءل في المقابل عن السبب الذي يدعو القرآن لاعتبار المرأة هي شخص قاصر لايستطيع الإنفاق على نفسه ولايؤتمن على مالٍ كافٍ للإنفاق على نفسه. بالتأكيد فإن السماح للأرملة بالإنفاق على نفسها يجعلها أكثر احتراماً لنفسها بدلاً من استجداء المال من أخ أو أب أو حاكم، وخصوصاً أن القرآن يُفترض فيه أنه قد نزل على بشر لهم أخطاؤهم وهفواتهم وبالتالي فقد يكون ذلك القيّم الذي سينفق على تلك الأرملة بخيلاً أو غير أمين في الإنفاق عليها مثلما ستكون هي أمينة على نفسها.

الأدهى من ذلك هو أن الفقه الإسلامي يفرّق في المعاملة بين الأقارب من نفس الدرجة في حال لو كانت هناك أنثى في صلة القرابة. فطبقاً للإسلام فإن وجود أنثى في صلة القرابة يُخرج الوريث في معظم الحالات من دائرة ذوي الفروض والتعصيب (المستحقين لنصيبٍ معروف من الميراث) الى دائرة ذوي الأرحام (الذين يستحقون نصيباً أقل بكثير وقد لايستحقون على الإطلاق). وبالتالي فطبقاً للشريعة الإسلامية فإن ميراث ابن العمة يختلف تماماً عن ميراث ابن العم، وميراث ابن الخال يختلف تماماً عن ميراث ابن العم، وميراث ابن الخالة يختلف تماماً عن ميراث ابن العم، وميراث ابن الأخ يختلف تماماً عن ميراث ابن الأخت، وميراث الحفيد (ابن الإبنة) يختلف تماماً عن ميراث الحفيد (ابن الإبن). والسبب في كل تلك الاختلافات هو وجود أنثى في صلة القرابة. وبالتالي فإن تلك الأمثلة من فقه المواريث لاتترك أي مجال لما يقوله الدعاة الإسلاميون حول تكريم الإسلام للأنثى.









#مستخدم_العقل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن للشريعة الإسلامية أن تجد لها مكانا بين القيم العلمان ...
- جهاد الرسول مع بني قينقاع - صورة أخرى لثقافة الإرهاب التي تس ...
- ثقافة الإرهاب تحاصرنا في المدرسة والمسجد
- الحور العين هي إهانة للشعور الإنساني
- نقد النص المقدّس هو طريقنا الحقيقي للقضاء على الإرهاب


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مستخدم العقل - النظرة التشريعية للأنثى في فقه المواريث الإسلامي