حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 2294 - 2008 / 5 / 27 - 10:56
المحور:
الادب والفن
أعرف بوضوح ودقّة,ما أكرهه أو لا أريده أو أنفر منه.
ماذا أحبّ_بكلّ كياني_ ولا يتغيّر....لا يسكن باللقاء ولا ينطفئ مع الزمن,...ما هو؟
.
.
أصدقائي كثيرون وأشعر بالضجر.
هذا اليوم لا كأس ولا طريق.
قبل الحمّام الصباحي حلقت ذقني,ولم يتغيّر المزاج.
ملعقة عسل مع تفاحة,وبعدها ركوة قهوة...وعدة سجائر,ولم يعتدل مزاجي.
سأبقى هنا إذن.
لا أحب أن ألتقي بأحد,في حالتي النفسية هذه.
.
.
أوراق بيضاء وقلم,حاولت القراءة في مجموعات شعرية....خضر الأغا,سامر أبو هواش,إيمان أسيري,....عقلي مشّوش وفارغ,لا استطيع التركيز.
على البلكون المفتوح أسفل بسنادا وغرب وادي الأحمر,...أحاول الاسترخاء.
*
عادة قديمة صمدت للزمن,....أبسط حالتي الشعورية على ورقة بيضاء,واليوم صارت صفحة الكمبيوتر أسهل وأكثر سعة,سهولة في التعبير وسهولة أكبر في المحو.
.
.
لو انتهت حياتي اليوم,لما ذكرني أحد بعد سنة.
والله متفائل,بعد شهر....بعد أيام,يطويني النسيان مثل بعوضة أو فرخ دوري, أو حجرة أو عشبه في وادي الأحمر.
فائض على الحياة,مجرّد رقم....بلا عائلة أو موقع أو عمل,ثرثرة في الهواء.
كيف أفرغت حياتي من الجدوى والمعنى....كل هذه السنين!
ورقة في مهبّ الريح.
لن تتذكّرني جميلة ولا قبيحة,لن يفتقد غيابي أحد.
أليست الحرية التي تنشد؟
رجل بلا اسم بلا ظلّ بلا ملامح؟
*
اللذين أحبّهم.....
كيف يشعر بالضجر من يحبّ؟
أشتاق إلى تلك المشاعر,التي فتّتها ثم محوتها,ذرّة بعد أخرى.
الغضب,الحزن,الشهوة,التنافس....الهوس بالجديد.
ماذا عن المعرفة يا حسين؟
أليست المعرفة هي الملاذ الأخير للكائن الحميمي_كما تردّد مع أصدقائك!
.
.
أفرغت حياتي من العداوة والأعداء,ولم أنتبه لشدّة حماستي وقصر نظري, أنني أفرغها من الحبّ والجدوى والمعنى,ولم أستعدّ بما يكفي لمواجهة هذا الفراغ.....
*
هل صحيح أنني أكره العنف!
هل صحيح أنني خرجت من التنافس والمنافسة,برغبتي الواعية والإرادية؟
.
.
لم أتحمّس على طباعة "بيتنا" في نسخ محدودة,ولم أعترض.
.
.
لم أجد الحبّ في طريقي,ولا أسعى إليه...
_هل تتذاكى أم تتبالد؟
*
بدأت أمعائي تتشنّج وتطلب الطعام,...بسرعة,هدّئها, بكسرة خبز...بأي شيء.
.
.
انتصف النهار ومالت الظهيرة,وأصابعي تعبث بالمربّعات البلاستيك.
أسلق بيضة,هذا أسهل الأمور, ألفّها في قطعة خبز,وامضغها ببطء وتلذّذ...
ألا يوجد الحبّ هنا أيضا؟
على سفح وادي الأحمر,تتحاذى الأشياء والأحياء وتتشابه.
لا جمال ولا قبح. لا تعلّق ولا نفور.
نسمات تعبث بورق الزيتون,وتهدهد روحي المتعبة.
*
أنا وهي.
رغبت أن أحبّها على طريقتي.
وأرادت شيئا آخر,لا أفهمه ولا أعرف كيف يكون.
.
.
على ضفّتي الهاوية,نتأرجح,
نلفّ وندور ,ونصرخ
.
.
من يقوى على الإصغاء!؟
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟