أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان حسين أحمد - حوار مع الشاعرة الأفغانية زاهدة خاني















المزيد.....

حوار مع الشاعرة الأفغانية زاهدة خاني


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 711 - 2004 / 1 / 12 - 04:59
المحور: مقابلات و حوارات
    


• حاورها: عدنان حسين أحمد
• الشاعرة الأفغانية زاهدة خاني لـ ( الزمان )
  -  لست أفغانية تماماً، ولست أسترالية. أنا مزيج من الاثنين معاً.

لعبت التجربة الحياتية المريرة دوراً مهماً في تفجير الطاقة الإبداعية الكامنة لدى الشاعرة الأفغانية زاهدة خاني التي عانت من فواجع الحرب ومآسيها وهي طفلة في سن الرابعة. وقبل أن تغادر بلدها كانت القنابل قد تفجرت في ذاكرتها قبل أن تتفجر في المنازل والطرقات والأحياء المكتظة بالناس البسطاء. كما عانت زاهدة من الإقصاء والتهميش والتشرد مدة خمس سنوات في الهند كلاجئة هي وعائلتها الصغيرة قبل أن تغادر الأسرة بكاملها إلى سدني. وهناك تفتحت أمامها أبواب الحياة الحقيقية، فشرعت في إتمام دراستها، وتخرجت من قسم الصحافة والإعلام. وهي اليوم منغمسة في دراستها العليا، وسوف تقدّم بعد أشهر قليلة أطروحة الماجستير عن ( فن الكتابة ). زاهدة خاني تكتب الشعر والقصة القصيرة أيضاً. كما تكتب النقد الأدبي والفني. وفضلاً عن ذلك فقد أجرت الكثير من الحوارات مع أدباء وفنانين ومفكرين أفغان نشرتها في مجلة ( لمار أفتاب ) التي تصدر باللغة الانجليزية، وبعض الصحف والمجلات الأدبية الأفغانية التي تصدر في الخارج. تشغل زاهدة منذ عام 1998 منصب نائب رئيس تحرير ( لمار أفتاب ). وللتعرف على أبعاد تجربتها الإبداعية والحياتية إلتقتها ( الزمان ) وكان هذا الحوار:

• أتون الروع

• هل لكِ أن تتحدثي لنا عن بداياتك الأدبية في تجربة الكتابة الإبداعية؟ وهل بدأتِ شاعرةً أم كاتبة قصة قصيرة كونكِ تكتبين نوعين أدبيين في آنٍ معاً؟ ومن الذي حفّزكِ على فعل الكتابة؟
• لا أتذكر تحديداً كيف بدأت الكتابة، ولكنني كنت أرغب في الكتابة منذ ذلك الحين الذي استطعت فيه أن أتذكر. لقد بدأت من خلال الرغبة في أن أكتب رواية سيروية متكاملة. أتذكر عندما كنت شابة يافعة اشتركت في مسابقة للقصة القصيرة. قصتي الوحيدة أصبحت ملحمة لأنها كانت تتناول تجاربي الشخصية. كان عمري قرابة إحدى عشرة سنة. ثم تأكدت، بالتدريج، بأنني أحب صوتي الشعري أكثر من صوتي القصصي، وأنا كشاعرة أستطيع أن أكتب نصوصاً أكثر أصالة وإبداعاً. لا أستطيع أن أتذكر أن هناك كاتباً معيناً قد ألهمني، أو حفزني على الكتابة. إن فكرة الكتب كانت تقذفني في أتون الروع أو الخشية من أن كون قادرة على الكتابة. في السنوات الأخيرة قرأت الكثير من الكتب، بحيث تأثرت بعدد من الكتاب الكلاسيكيين أمثال جان جاك روسو، إلى كتاب ال ( بيتْ )، فكتاب الصوفية في العالم الشرقي.

• بين ثقافتين
• هل لكِ أن تتحدثي لنا عن طفولتك في أفغانستان والهند؟ وهل أفدت من وجودك خارج حدود الوطن في تجربتك الأدبية،خصوصاً وأنك قد عشتِ في الهند واستراليا؟
• غادرت أفغانستان عندما كان عمري أربع سنوات. وذكرياتي عن الأمكنة ما تزال حية. أتذكر جيداً أفغانستان بجبالها وجداولها وأشجار فاكهتها. أتذكر كيف كنت آكل الرمان والعنب والتين. وبالمقابل، كانت هناك تجارب الأعمام المريرة الذين يُعدَمون، وبيوت الأصدقاء التي تنسف، وأحداثاً أخرى كالتي وصفتها في عملي النثري المعنون ( أفغانستان ). الحياة في أفغانستان هي حياة التغير والإقصاء والتشرد، لأنني كنت أمام بلد جديد، مدرسة جديدة، أناس جديدين، ولغة جديدة. كل شيء كان غريباً بالنسبة لي. كنت متعلقة بفكرتي المحببة عن أفغانستان، والعائلة، والحياة التي خلّفتها هناك. الكتابة من خلال التجربة هي مسألة مهمة بالنسبة لي، لذلك فأنا أؤمن بأن تجاربي في أفغانستان، الهند، وأستراليا كلاجئة قد أثرت في مسار كتابتي. إن العيش بين ثقافتين شرقية وغربية قد علمتني بأن أجرّب في اللغة بحرية أكبر.

• الكتابة نشاط ذهني
• ما هي الدوافع الكامنة خلف فعل الكتابة؟ هل ثمة حاجة روحية أم أنها فعالية ذهنية؟

• في البداية كانت الكتابة حاجة عاطفية بالنسبة لي. اعتدت أن أكتب كي أتعاطى مع العالم. وفي اللحظة التي أفرّغ فيها أشيائي على الورق أشعر بالانقسام والانتصار على المشاعر التي تؤذيني وتربكني، وتنوّرني وتلهمني. تأكدت في الحال بأن هناك عدة انفعالات ممكن أن يكتب من خلالها الإنسان. وإذا كانت العاطفة فقط هي التي تهيمن على كتابتي فأنا أعد نفسي محدودة ومقيّدة. لذلك بدأت أنظر إلى الكتابة من خلال التجربة. الحياة مليئة بالتجارب اللامحدودة، وهي تقدّم فرصاً لا نهائية للتعبير عن هذه التجارب. لذلك فقد أصبحت الكتابة حرفة حيث أصنع بوعي قرارات في أبنية الجمل على سبيل المثال. أنا أؤمن الآن بأن الكتابة قد أصبحت نشاطاً ذهنياً مزيناً بحاجة روحية لأتواصل مع العالم المحيط بي.

• قبل أن تهرب الفكرة
• هل تحتاجين إلى جو خاص لكتابة نص شعري أو قصصي؟ وهل لك أن تصفين لنا لحظة التوهج الإبداعي؟

• هناك طريقتان تدهماني في الكتابة. الأولى لحظة خاصة، غالباً ما تتقد من خلال حدث أو تجربة، ولكنني حقاً لا أستطيع أن أحدد متى سوف تحدث هذه اللحظة. أنا لا أحدد أي نوع من الجو كي أكون مُلهمة لكي أكتب في مثل هذا الوقت. الأفكار تدهمني عندما أكون في القطار، أو عندما أطهي الطعام، عند القراءة أو التنزّه أو الحديث مع شخص آخر. الطريقة الأخرى عندما أريد أن أكتب عن مهمة أو هدف محدد. هنا أحتاج لأن أجلس في مكان هادئ، وأفكر بالاتجاه الذي ينبغي عليّ أن أسلكه لكي أختلق حدثاً. هاتان الطريقتان تنتهيان بمسوّدة لا أحبها في الغالب، لكنها تثيرني لأنني أكون فيها قد كتبت جوهر الفكرة قبل أن تهرب مني. السبب الذي يثيرني هو أنني دائماً أنسى الأفكار خلال الثواني التي تنبثق فيها من المخيلة. وفي أغلب الأحايين أكون بحاجة ماسة إلى قلم وورقة في الأمكنة غير المناسبة تماماً لأنني أنسى دائماً جملاً وأفكاراً تخطر في بالي مصادفة. فإذا لم أدونها في الحال فإنني سوف أفقدها بكل تأكيد. بعد المسوّدة الأولى تبدأ عملية التحرير التي أستخدم فيها عقلي لكي أبني جملاً وأصنع قرارات عن النتائج والمؤثرات من خلال اللغة.

• تجليات الأنوثة
• قصيدتك الجميلة ( امرأة ) تعتمد على الحس الايروتيكي. أو دعينا نقول إنها قصيدة حسية في بنيتها العميقة. ما هي الدوافع الكامنة خلف لغة الجسد؟

• كنت أشعر دائماً بأن هناك شيئاً حسياً في أن أكون امرأة. لأنا أعتقد أن كتابة النص الشعري هو صياغة لأفكاري في كلمات. القصيدة تتأثر بفكرة ( الطبيعة الأم ). الأرض الأم هي امرأة. والأرض تشير إلى تجليات الأنوثة. في الأرض التلال كنهود مثلاً.

• أود أن أعرف مرجعياتك الثقافية الآن. هل نستطيع أن نقول بأن ثقافتك هي ثقافة أفغانية إسلامية، أم أنها ثقافة أوربية؟
• لابد من القول بأنني لست أفغانية تماماً، ولست أسترالية تماماً. أنا مزيج من الثقافتين معاً.

• هل أن الشخصيات في قصتك القصيرة ( أفغانستان ) هي شخصيات حقيقية أم خيالية؟ لقد خالطني الشعور وأنا أقرأها بأنك قد كتبت قصة قصيرة واقعية؟
• ( أفغانستان ) هي قصة اعتمدت على حدث حقيقي عندما كنت طفلة في سن الرابعة. وما لم تعتمد هذه القصة على حدث حقيقي فلن يكون لدي الصبر لأن أكتب قصصاً قصيرة وروايات.

• كيف تصفين لنا المشهد الأدبي داخل أفغانستان وخارجها؟


• لست خبيرة في المشهد الأدبي داخل أفغانستان. ما أعرفه عن الأفغان في أستراليا هم يعرفونه أيضاً. أي يعرفون الأدباء الكلاسيكيين مثل بلخي ورومي. من خلال عملي في ( www.afghanmagazine.com ) عليّ أن أعرّف بالكتاب الأفغان في كل أنحاء العالم، وأتحدث عن مواهبهم.

• عناصر الإلهام
• أنت تعيشين في أستراليا منذ عشرين عاماً. هل أفدتِ من الأمكنة والأجواء الأسترالية؟ هل أفدت من الأبعاد الاجتماعية، والأحداث التاريخية الأسترالية، وما إلى ذلك في كتاباتك الأدبية؟
• كما قلت قبل قليل أنا أفضل أن أكتب عن تجربة. تقريباً كل كتاباتي ذات طابع سيروي. هناك لقطات سريعة عن المشاعر والوجوه والأمكنة التي رأيتها من حولي. لذلك فجوابي: نعم، لقد أمدتني الحياة الأسترالية، أو الحياة عموماً بالكثير من عناصر الإلهام.

• ما هي حدود الأحلام والفانتازيا في قصائدك؟ أما زلت تبنين قصوراً في الهواء؟
• لقد اعتدت أن أنغمس  في الكتابة عن العالم الفنتازي، ولكن قدماي في السنوات الأخيرة لامستا الأرض في غالب الأحيان. وهذا التبدل في أسلوبي في الكتابة يتعلق بانتقالي من الكتابة العاطفية إلى الكتابة النابعة من التجارب الحياتية. في السابق استخدمت الأحلام في الشعر، بينما في السنوات القليلة الماضية لم أجد في الأحلام متعة أو مصدر إلهام كما في السابق.


• أنت تكتبين النقد الأدبي، وتقومين بإجراء بعض المقابلات الصحفية. متى ستكرسين وقتك للنصوص الشعرية والقصصية؟

• لو كان الأمر يتعلق بي، فسوف أتخلى عن كل أشكال الكتابة اليوم. أنا لا أفكر أنني أستطيع أن أعيش من خلال كتابة القصائد الآن. الحوارات الصحفية والكتابات التي تراها في مجلة ( لمار أفتاب )  هي ربما أسوأ الكتابات التي كتبتها أنا. لسوء الحظ أنا منهمكة بمشاغل أخرى بحيث أن كتابتي في ( لمار ) ليست جيدة كما ينبغي أن تكون. بعد الانتهاء من أطروحة الماجستير عن ( فن الكتابة )، وعندما أشعر بنضج عملي، فسوف أتابع مهنتي العملية بشكل أكثر حماسة.

• أنت مولعة بالكتابة عن الفنون البصرية. ما هي العلاقة بين الصورة الشعرية في القصيدة، والصورة اللونية المموسقة في اللوحة الفنية؟
• أنا منجذبة إلى أي شيء إبداعي، وإلى أي مبدع. أنا أعتقد أن قماشة الفنان هي ورقة الشاعر البيضاء. إن ضربات فرشاة الفنان هي كلمات الشاعر المنتقاة.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاص إبراهيم أحمد- الكلمات ينبغي ألاّ تفيض أو تشح عن المعنى
- بلجيكا تمنع إرتداء الحجاب والرموز الدينية في المؤسسات الرسمي ...
- مسرحية ( ليلة زواج ) محاولة لاستنطاق الغياب
- حوار مع النحّات والتشكيلي حسام الدين العقيقي
- حوار مع القاص فهد الأسدي
- حوار مع الفنان التشكيلي فاضل نعمة
- حوار مع الفنان والمخرج راجي عبد الله
- ندوة ثقافية في لاهاي عن حق الاختلاف والكتابة الجديدة
- الفنان التشكيلي منصور البكري لـ- الحوار المتمدن
- الفنان والمخرج الكردي بكر رشيد لـ- الحوار المتمدن
- المخرج د.عوني كرومي ل - الحوار المتمدن
- حوار مع المخرج د. فاضل السوداني
- الروائية السورية حسيبة عبد الرحمن ل - الحوار المتمدن
- جاذبية المخيّلة الجمالية وبنية النص بوصفة ( وثيقة نفسية ) في ...
- الروائي نجم والي يتحدث لـ(الحوار المتمدن) الكاتب ليس كائناً ...
- إحتجاجاً على الموقف المتخرّص، والمدلّس لإتحاد الأدباء والكتا ...
- الشاعر السوري حسين حبش لـ - الحوار المتمدن
- الشاعر محمد أمين بنجويني لـ - الحوار المتمدن
- فحيح النزوات المنفلتة
- ذاكرة الأسلاف


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان حسين أحمد - حوار مع الشاعرة الأفغانية زاهدة خاني