أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - الكهف 2














المزيد.....


الكهف 2


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2288 - 2008 / 5 / 21 - 03:36
المحور: الادب والفن
    


مدخلـُهُ فمٌ أدردٌ
لسعلاةٍ دون وجهٍ
أتت الأنا من قسوةِ الجوع ِ في أحشائهِ
رُسِمَتْ على الصخر في أضلاع ِجَوادٍ حَرونْ
هذه الجدرانُ قد شهـِدَتْ غزالاتٍ كانت تشلـُّها
ضربة ٌ على الرقبة
من يد الدُبٍّ الخبير
فتبقى حية ً طازجة
ليوم جوع ٍجديد؛
حين رضَيْنا البقاءَ على قيد الحياةِ بمخِّ العظام
وفروةِ الدبِّ وقتل ِالرضيع
ولم تكن إذ ْذاك سحائبٌ لغبار ٍفي أي قلبٍ
ولا قـُذِيٌّ في أيِّ روح ٍ
إنـّما النيرانُ في الرئتين؛
وكان الخوفُ الحقيقيُّ ذئاباً إذا اجتمعتْ
إذ يهبـِط ُ ثلجٌ أسْوَد
يغطي أفواهَ الليلِ
ويحجُبُ ضوءا ً نعرِفـُه
وتسقـُط ُ الأحلامُ، تغفو في هبوبٍ
قادم ٍمن بحيراتِ جليد
فمن كان يجئُ ليلاً إلينا
سوى مَنْ على راحتيه حجارتان؟
وأيُّ حبيبٍ كان حَبيسا ً
وأيُّ قـَحْطٍ كان يَمتصُّ حبوباً ما زُرِعَتْ
فالطيبة ُفي ذاك الزمان ما كانت
والآنَ قد رحلتْ من القـُرى أيضاً
وللقحطِ كانت معان
ولم يكنْ للموتِ من معنىً كبير
وإنْ جاء مبكراً؛
وجاء الدينُ من الكـَهْفِ لحىً عشْماءْ
تـُطوّقُ الأرواحَ،
شاتلاً من الخوفِ شتاءاً بغاب
فما زالتْ تـُعَوِّي في الرياح ِ ذئاب
ويغطـّي ثلجٌ داكن
شبابيكَ الليالي كلـَِّها
كلَّ الشبابيكِ بكلِّ الليالي
فيغيبُ نورٌ بعيدٌ قبلَ وصولهِ
وتسقط ُأحلامٌ تغيبْ
بمحيطاتِ جليد
فمن جاءَ في الليل بصيصاً
بليل الكهوف
أو جاء فانوساً بليل ِقـَريتـِنا
وآمالا ً كبيرة ً
وميزاناً صغيراً
كان غريبْ؛
فليس من رُزٍّ بعْدُ في صوامِعِ الطين الصغيرة ْ
والطيبة ُكالحبِّ
بأضلاع ِأصنامِ الخشب
وتأتي السَّعالى
جائعة ًمثلَ أفواهِ الكهوف،
فمن يستجدي قطعة َلحم ٍمنها
بليل كهفٍ كبير
سيؤكل في الغداة.

بالثلج الليلي ضَمَّخـْتُ رأسي
وسال حولي ما يحمل وجهي من العشب والماءْ
ثم جاءت تماثيلٌ من الصَّلصال تطوّق الروحَ ثانية ً،
فرمَيْتُ سلاحَ الصمت بأرض الكهف
صاح الفرح:
سنفترقْ؛
يا تماثيلَ اللحوم ِجئتم بالمطارق الحجرية
لعزفِ ثواني العذاب
بدهور ٍأبدية.

وُلـِدتُ ثم ذبحتُ حبلَ سُرّتي
رمَيْـتُ مشيمتي للعواصف
بليل هذا الشتاء الطويل
ثمَّ تصخـَّرْتُ من عجين ِأمان ٍتـَخِيبُ
وماءْ
تذبذبَتْ مطارقـُكم على روحي اسرع من ثواني الدهر،
فكم قـَدَحَتْ شراراتي هباءاً
آه ْ
كم قـَدَحَتْ شراراتي هباءْ.

الكهف -1 -

أتذكرونَ لما كنـّـا في الكهـْفِ سويـّـا؟
تآمرْتـُم في قعر الكهفِ علــَيَّ
وأشارتْ عيونـُكم في الظلام إليَّ
سرقتموني من فم الكهف، (كنتُ جالساً على الثلج ِفي ليلٍ مشمس)
جرّني الظلامُ والأيدي
كـَمْ طعنةٍ بالشظايا السـود
ونصال الحَصى
أغرقـَتـْـني بحزن ٍأبديٍّ!
ولما التهمتم كبـِدي (نيئة ًبالطبع، قبل ان اموت تماما)
(وكانت قدماي ترفسان الأرض؛)
سالت دمائي
على لحاكم؛
أكلتم فخِذيَّ نيئتين كذلكْ
شويتـُمُ الأضلاع،
ومن أمعائي (وقد خاست من الجوع)
جدلتـُمُ يأسا ًوفيرا ً، (كان سيكفي لعصور قادمة)
وفي جلدة ظهري قرَعْتـُم طبولَ الخوف (ظلت دمدمة طبل الحرب
في الغاب طويلا جدا)

وبعد ألفيّاتٍ أهزلها السِّباخُ واليَـباب
لقيتكمْ سَعالىً تـُطوِّقـُني
ذئبية َالوجهِ والشعرِ والرائحة
رمتني في قدرٍ تغلي
ومَضَتْ ترقص حول النار
صرخْتُ: قد انتهى زمنُ اللعبة،
غَسَلـْتـُهُ بالأحاديث كثيرا، بالقـَصص،
رَوَيْتـُهُ على جمرتين بقاع ِكـَهْفٍ في العراق
رسمتـُهُ جيادا ًعلى الجدران
جيادا كاملة،ً بذيولها
وعيونها الكبيرة الحوراءْ
(كانت فـَرَسي حمراء)
يكاد جلدُها الشفـّافُ عند ارتعاشة صدرها
يَكـْشِفُ أضلاعا ً بعمق ِ الصَّدْرِ
وعمقِ الصَّخـْرِ
وهي ترعى وتدفـُر الأرضَ
وتزفِـر دغدغة َالزُّؤان ِ
عن أنوفِها الرطـْبةِ الكبيرةِ السوداءْ.

لقـِيتـُكمْ
في البقاع ِالتي أنقـَعَها السرابْ
كما لقيتكم بكل طين الأرض
لمّا تـَهْطِلُ كلُّ المياهِ على كلِّ الترابْ
تذكرْتُ لعبة َاللهِ لمّا يَـنـْفـُخُ من أحشائهِ
في طين ِأوصالي
فأ ُسائلُ طيني
وتجفيفَ روحي
لأني أنا الذي أسرى العروقَ فيَّ
وأجرى الدِّما في شراييني
أنا الذي تركتُ دمية ََالطين
هشَّمْتُ شرنقة َالصَّلـْصال ِوجئتكم
بالحبِّ
وشئ ٍمن الصدق ِوالعدل
لقـِِيتـُكم في الحدودِ من خارطةِ الودِّ
وجدتكـُمْ في الحرب في كل حدِّ
في أنانيات الجوع والموت
في دخانِ أجسادٍ وكتبْ
في حرائق العواصم
وأريافِ الرماد
لقيتكم.

التقينا؟
بل لا نكاد نفترق!
متى سنفترق؟
متى سنفترق؟
هل سنف....؟

( مقاطعٌ من مطوّلةٍ بعنوان تداعيات من العصر الغباري الوسيط)



#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت معنى (مقاطعٌ من مرثاة بعنوان - كريم -)
- مقاطع من مطولة بعنوان -كريم- (
- مقاطع من مطوّلة بعنوان - كريم -
- مداعبات مهموم - 4 - حيوان كاتب
- ملاحظات في الكتابة عن الدين. 1 - المقالات المعادية وحرية الر ...
- مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية - الجزء الثالث
- مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية - الجزء الثاني
- مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية
- أمتعة
- الجِزَم
- شاهد عيان:- ساهمتْ زوارق السفارة البريطانية في دجلة بانقلاب ...
- -ما يستترُ به الصائدُ-: السبب والذريعة في اللغة والتأريخ
- إنهيارُ القارّات
- حَيْرة
- قلعة صالح - شمسٌ وريحٌ ونهرٌ ونخيلْ
- الأمم المباركة والأمم المارقة!
- عمى الجهات
- تغيُّر الدِّيلَما
- من يوميات مفتش بسيط
- الخسارة -3- (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري ...


المزيد.....




- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - الكهف 2