لبنان ودولة حزب الله

جمال هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 2289 - 2008 / 5 / 22 - 10:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

سمح حزب الله لنفسه بقرصنة البلد بأكمله وذلك باسم المقاومة فهو يعلن الحرب متى شاء ويقرر السلم متى شاء ، وينشيء جيشه الخاص ويسلحه بمساعدة إيران وسوريا ويهدد كل منافسيه بقطع أيديهم ، وينشيء شبكة اتصالاته الخاصة التي تغطي كل لبنان ، وذلك بإمكانات تقنية ومالية تتجاوز إمكانات الدولة نفسها ... أما من سولت له نفسه أن ينتقد تصرفات هذا الحزب ، فهو خائن وعدو للمقاومة وعميل للإمبرالية ... إنه حزب الله ومن عارضه فقد عارض الله ، فهو لايعترف إلا بنفسه ولاينضبط إلا لتوجيهات طهران ودمشق . لقد حاول هذا الحزب الأصولي الشيعي الركوب على المقاومة لإضفاء مسحة من القداسة على سلوكه السياسي وتحركه داخل لبنان ،كما استغل حالة الإرتباك والحرب التي عاشها هذا البلد إبان التدخل السوري كي ينشيء دولته الموازية الخاصة التي تستقل بجيشها وإدارتها واقتصادها ووزاراتها ، ورفض التعامل مع الدولة الشرعية وقام بتخوين كل المعارضين له ، ورغم أن الحرب انتهت منذ زمان ووجود القوات الدولية على الحدود قام الحزب خلال صيف 2006 باستفزاز إسرائيل باختطاف جنودها فكانت النتائج مدمرة للبنيات والمنشآت وللإقتصاد اللبناني الهش أصلا ، ومع ذلك أقام الحزب مهرجانات تنفيسية احتفالية تدعي النصر ... لقد تبين للجميع أن سوريا لم تغفر لمن أجبرها على الإنسحاب من لبنان وتركت مسمار جحا باتفاق مع إيران فبدأ حزب الله يتحرك بالوكالة عن هذين النظامين اللذين حولا لبنان إلى ساحة للصراع مع إسرائيل وأمريكا ، وكان قرار الحكومة اللبنانية الأخير برفض شبكة اتصالات حزب الله بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس رغم أن القرار سيادي يرتبط بهيبة الدولة ويسعى إلى ضرب الإزدواجية التي فرضها حزب الله الرافض لأية رقابة قانونية ، فقد وصل به الأمر إلى التحكم الأمني في المطار الدولي لبيروت ومراقبة القادمين والمغادرين لهذا المطار . هكذا سيحتل مقاتلو حزب الله بيروت بقوة السلاح وسيقتلون معارضيهم لفرض شروط مفاوضات جديدة من موقع القوة والإطاحة بالحكومة بعد تعطيل البرلمان من طرف رئيسه الشيعي وتعطيل انتخاب رئيس جديد للدولة ورفض المبادرة العربية السابقة .وبدل المقاومة أعلن حزب الله حربا أهلية نتج عنها من جديد تدخل الجامعة العربية لتهدئة الأوضاع وإطلاق مفاوضات الدوحة التي ستسعى إلى إقرار اتفاق جديد لإعلان هدنة مؤقتة سيسعى حزب الله إلى استغلالها لفرض شروطه على الأجهزة الدستورية للدولة وكل ذلك باسم المقاومة المقدسة ....
جمال هاشم
[email protected]

#جمال_هاشم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات