أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - كاشف العورات














المزيد.....

كاشف العورات


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2286 - 2008 / 5 / 19 - 10:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


المكان معسكر عش غراب الواقع بمدينة بيت ساحور الفلسطينية والذي انسحب منة جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل ما يقارب السنة، الزمان 15-5- 2008 ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني الكبرى، الساعة العاشرة والنصف صباحا، الحدث العشرات من غلاة المستوطنين الذين جمعوا أنفسهم وعقدوا العزم على إقامة بؤرة استيطانية في معسكر عش غراب وبحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.

بلمح البصر كانت وكالات الأنباء والزملاء الصحفيون في الموقع، حيث عربد المستوطنون وأعلنوا أنهم بصدد إقامة بؤرة استيطانية في المنطقة التي تعتبر المتنفس الوحيد لمدينة بيت ساحور وبلديتها التي عقدت العزم على إنشاء مشاريع خدماتية في جبل غش غراب وقد نجحت بذلك حيث العمل يجري على قدم وساق إلى أن باغت المستوطنون عمال المشروع.

هذا المشهد الاستيطاني ليس غريبا، لان دولة الاحتلال تضع كل ثقلها لبناء الوحدات الاستعمارية وتدعم المستوطنين بلا حدود، وتصادر أراضي أصحاب البلد الأصليين لإقامة المزيد من المستوطنات في ظل مهزلة تسمي المفاوضات ووعود كاذبة بإقامة الدولة الفلسطينية على ما تبقى من الضفة الغربية بمعزل عن مدينة القدس المحتلة التي تخضع للتهويد وتغير المعالم على مدار الساعة.

الغريب في هذا المشهد الاستيطاني أنة صادف ذكرى النكبة الفلسطينية، حيث الاستنفار في أوساط الذي يطلقون على أنفسهم قيادة العمل الوطني الفلسطيني، هؤلاء الذين كثفوا شعاراتهم في الأسبوع الأخير حول حق العودة والجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق الأرض والإنسان والشجر والحجر، بمعنى آخر، لقد رفعوا سقف الشعار الغير مدعوم بممارسة عملية، لا أريد أن أسهب في الحديث عن هذه الشريحة التي باتت عبئا على الشهب، وسأعود لاستعيد المشهد في عش غراب حيث وقف المحامي فريد الأطرش وحيدا يقارع المستوطنين وجيش الاحتلال.

حضر إلى المكان رئيس بلدية بيت ساحور السيد هاني الحابك، بقي لبعض الوقت وغاد، ثم حضر المحافظ صلاح التعمري والنائب فؤاد كوكالي، طلب منا التعمري أن نطلق نداء عبر المحطات المحلية لكي يتوجه المواطنين والفعاليات إلى الموقع، أطلقنا النداء، ولكن لا حياة لمن تنادي، وكأنك تخاطب جثث، وبعد حين حضر المحامي فريد الأطرش الناشط في الهيئة المستقلة لحقوق المواطن، وكان الوحيد الذي لبى النداء، لحظة وصولة توجه إلى حيث يقف جيش الاحتلال وطلب منهم أن يخرج المستوطنين، وبالطبع لم يصغوا إلى كلامه، وإذا بشاب يافع يأتي بالعلم الفلسطيني، انتزعه منة الضابط الإسرائيلي، إلا أن الأطرش تدافع مع الجنود واستعاد العلم ورفعة في وجوههم، بعد دقائق مرت سيارة للمستوطنين، وقف الناشط في مجابهة الاستيطان ضرب بيده على السيارة بقوة وأمرهم بالرحيل، تكرر المسهد مع سيارة ثانية وثالثة، إلى أن حضرت شرطة حرس الحدود.

طلب حرس الحدود من المتواجدين وهم قلة مغادرة المكان، وإذا بسيارة أخرى تستقلها مستوطنة تقترب من المكان، واجهها المحامي الأطرش، صرخ بالمستوطنة طالبا منها المغادرة، لحظتها انقض علية عشرة جنود سحبوه بقوة إلى جيب عسكري، قيدوا يديه وبعد ساعات اقتادوا إلى معسكر كفار عصيون ليوجهوا له تهمة الاعتداء على جندي وأطلقوا سراحه بكفالة مدفوعة بقيمة إلف شيكل"270 دولار.

ما فعلة المحامي الأطرش عاديا يقوم بة المئات من المواطنين الفلسطينيين المنتميين إلى أرضهم وقضيتهم في قرية بلعين يرام اللة وأم سلمونة ببيت لحم وفي مدينة الخليل وكل أنحاء الوطن الفلسطيني المحتل، ولكن الغير عادي أن يقف هذا الرجل وحيدا في مواجهة أكثر من مئة مستوطن وجندي إسرائيلي، الغير عادي أن محافظة بيت احم تتجاوز المائة والثمانين ألف مواطن، والمفارقة أن الحدث وقع في ذكرى النكبة حيث الحشود الجماهيرية التي دعت إليها لجنة إحياء ذكرى النكبة.

لقد اسقط المحامي الأطرش الذي قاوم وحيدا العشرات من غلاة المستوطنين المحميين من جيش الاحتلال ورقة التوت وكشف عن عورات من المدعيين الذين ينظروا ليل نهار للوطن وثوابته، واثبت أن النضال في أيام أصبح مدفوع الأجر، فهناك من تمتلئ جيوبهم وتتضخم حساباتهم في البنوك الاجنية، وهناك مثل الأطرش الذي يدفع ثمن مقاومة للاحتلال والاستيطان من جيبه الخاص، وبالمناسبة تحدثت مع الصنف الأول الذي اتخم على حساب الشعب للمساعدة في دفع الكفالة المالية"1000" شيكل، وكان أنهم " قطعوا أياديهم وشحدوا عليها".



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء فلسطين في طاحونة التطبيع
- كيف ولماذا: ستون عاما على النكبة
- عمال فلسطين قهر ما بعدة قهر
- اليسار الفلسطيني في بيت الطاعة
- لاجئون من المهد إلى اللحد
- أنا الشرعية والشرعية أنا
- من المسئول عن تصفية الوطنيين في الضفة المحتلة
- مرحى للتطبيع الإعلامي !! مات شناعة
- عطوفة المحافظ : العين بالعين
- موتى على أسرة الشفاء
- الحكومة الفلسطينية وتراكم الفشل
- متى ستنضم إسرائيل للجامعة العربية
- القطط السمان والعذر الأقبح من ذنب
- إعلان صنعاء وتجار المرحلة
- الشعب الفلسطيني يريد العنب
- قيادات من ورق
- أسئلة بطعم الدم
- الهجوم على الجزيرة بسيف من خشب
- حول التكفير والإلحاد والفتاوى الهابطة
- المرأة الفلسطينية والاضطهاد المركب


المزيد.....




- -الحرّيفة- عائدون بـ -الريمونتادا-
- صحفي أمريكي -يضحي- بيده اليسرى لأطفال غزة (فيديو)
- قصة الرئيس المصري الذي اغتيل في ذكرى انتصاره
- مراجعة عام من الحرب: أهداف نتنياهو بين النجاح والفشل
- توتر يسبق ذكرى 7 أكتوبر.. زعماء غربيون ينددون بـ -الكراهية- ...
- روسيا تعتزم إطلاق الصاروخ رقم 2000 من طراز R-7 بحلول نهاية ا ...
- أسباب الأكزيما وطرق علاجها
- مصر.. بدء تركيب مصيدة قلب المفاعل النووي بالضبعة في ذكرى نصر ...
- الكويت.. إحالة كل من روّج أخبار منع دخول المويزري للبلاد إلى ...
- مستشار أوكرني سابق يحذر زيلينسكي من -تمرد مسلح- بعد الانسحاب ...


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - كاشف العورات