|
في جباليا أول مواجهة جماهيرية مع القوات الحمساوية ؟؟
عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)
الحوار المتمدن-العدد: 2288 - 2008 / 5 / 21 - 03:21
المحور:
القضية الفلسطينية
على بعد أمتار قليلة من المكان الذي استشهد فيه الشاب ( حاتم السيسي ) أول شهيد في انتفاضة 1987 حيث كانت المواجهة الجماهيرية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا ، من ثم عمت باقي المناطق الفلسطينية على امتداد الوطن من رفح حتى جنين .. في نفس المكان وبنفس الطريقة لكل من شاهد الحدث تم قمع مسيرة حاشدة للجماهير الفلسطينية التي كانت تعبر عن الذكرى الستين للنكبة ، لكن القوات هذه المرة كانت القوة السوداء التابعة لحكومة حماس التي تحكم غزة بالحديد والنار .. حيث استخدمت هذه القوة الهراوات والعصي الكهربائية في هجومها على المواطنين وتم الاعتداء على النساء والأطفال والشيوخ والشبان وملاحقتهم حتى داخل البيوت ، ومن المؤكد كان هناك إصابات في صفوف المواطنين ، وقبل يوم اعتدى هؤلاء على مسيرة شموع للأطفال في مخيم جباليا أيضا ومدينة بيت لاهيا ، وأعتقل عدد من كوادر هيئة العمل الوطني ( فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ) بعد الاعتداء عليهم بالضرب وأطلق صراحهم بعد منتصف الليل من مركز شرطة بيت لاهيا بسبب احتمال قصف المركز من قبل القوات الإسرائيلية ... يا للعجب ! حماس لا تريد غير أيدلوجيتها وسياستها في الساحة الفلسطينية ، وما تؤكده ممارساتها منذ انقلابها الدموي وسيطرتها على غزة هو : طمس ودفن النضال الوطني في التراب ..؟ والأغرب من ذلك كله غياب وسائل الإعلام عن هذه الأحداث ويبدو أن الأمر مخطط له مسبقا لمنعها من دخول جباليا ، كما منعوا الكثير من المواطنين الذين قدموا من مناطق أخرى للمشاركة في إحياء ذكرى النكبة .. في الوقت الذي تحتفل به إسرائيل بتأسيس كيانها على أراضينا المغتصبة ؟! في حالات التوغل لقوات الجيش الإسرائيلي مؤخرا للأراضي الغزية لم نلاحظ قوات بهذا الحجم تتصدى للجيش الإسرائيلي مثلما تتصدى للمواطنين لأنهم يحتجون على استمرار السياسة الإسرائيلية وتعنتها .. منطق مقلوب وسياسة غريبة تمارسها حركة حماس ، المقاومة التي أعطتهم الشرعية أصبحت مرفوضة لأنها قد تعطيها لغيرهم ؟! سلاح المقاومة أصبح يستخدم ضد الشعب وضد المقاومين إذا كانوا من أطراف أخرى .. أي سياسة وأي شرعية هذه التي تمارسها حماس بحق الشعب الفلسطيني ؟ أية ديماغوجية كبيرة يمارسونها من على منابر الله وكأنهم خلفاؤه في الأرض .. في مخيم جباليا انكشف المستور ، واكتشف الناس افتراءاتهم ، شاهدوا اعتدائهم على المناضلين الذين كانوا يحتجون على الاحتلال .. وسمعوا منهم الناس أقذع الشتائم وكلام ضد النساء لا يخرج من أفواه المؤمنين .؟! كل هذا بحجة أنهم يريدون ترخيصا من منظمين المسيرة أو المهرجان ، يا سلام ! إحياء ذكرى النكبة سنويا يحتاج إلى ترخيص من حكومة حماس ! في الوقت الذي كانوا يقمعون فيه مسيرة جماهيرية كانت مكبرات الصوت التابعة لهم تنادي للمشاركة في مسيرتهم بذكرى النكبة أيضا ؟ كل شيء هنا أصبح مقلوبا وغريبا ،لا أحد يفهم ما هي الأهداف المتوخاة من وراء ذلك ؟ يطلبون من الناس ربط الحجارة على بطونها ، وبطونهم تكاد أن تنفجر بكل أنواع المأكولات .. أحد المؤذنين كان ذاهبا ليؤذن لصلاة الصبح قبل الفجر فشاهد سيارة كانت توزع أنابيب الغاز المعبأة ، فطلب منهم أسطوانة كي يستطع أهل بيته من إعداد الطعام ، فأجابوه بأن الأنابيب للكبار ؟ ذهب إلى مسجده وحكى للإمام عما جرى معه .. لم يتوانى الإمام من اتهام المؤذن بإشاعة الفتنة ! وفيما بعد أقصوه من عمله .. هكذا يفعلون ! ليس كما كان يفعل أمير المؤمنين عمر في سباقه إلى الخير مع أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنهما .! زعماء حماس لم يتوقفوا لحظة في المشاورات والمفاوضات مع الأشقاء في مصر بخصوص التهدئة والحلول مع الجانب الإسرائيلي ، جميل ورائع أن تستمر الحوارات والمشاورات ، لكن ما جدوى ذلك أمام التعنت الإسرائيلي ؟ وهل طلب الأخوة في حماس من أشقائنا المصريين بأن أهل غزة لم يستطيعوا توفير الخبز والطعام لأبنائهم بسبب انقطاع الغاز والوقود من الجانب الإسرائيلي خاصة أن الغاز المصري بدأ يتدفق إلى إسرائيل ؟ هل يمكن للمصريين أن يطالبوا الإسرائيليين بإمداد غزة بما تحتاجه من الغاز وبأسعار معقولة ضمن الصفقة التي بيع بها الغاز ؟ هل يمكننا أن نسأل حماس وكذلك حكومة عباس أين الغاز الغزاوي المكتشف في بحرهم ؟ أين ذهب ولمن يباع ؟ هل يعقل أن يعيش الغزاويون بدون وقود وهم يملكون كميات هائلة من الغاز لا أحد يعرف أين تذهب وأين تباع ؟ أو هل يعقل أن يشتروا الغاز بأعلى سعر في العالم وهم يملكون ما يمكن أن يغنيهم ويقوي صمودهم وصبرهم ؟ يا حماس ! قولوا لنا ماذا تريدون ؟ ما هو مشروعكم ؟ ما هي خياراتكم ؟ هل هو مصيرنا بعد كل هذه التضحيات هو : تهدئة أو هدنة طويلة مع الاحتلال ... لماذا تريدون تراخيصا للمقاومة من الفصائل التي كانت تقاسمكم الخندق ؟ هل أصبحت غزة إمارة لكم حتى تطلبون تراخيصا ؟ ماذا تسعون من وراء الهدنة مع إسرائيل ؟ هل يكون ذلك مقابل توطيد حكمكم الرشيد ؟! افعلوا ما تشاءوا فغزة عصية على حكامها ولن تقبل بحكم لا يحترم شعبها ويقدم لها ما يحتاجه شعبها من صمود وكرامة .. يمكن لشعب غزة أن يجوع ويمكنه أن يسكت مؤقتا على الفساد ، ويمكن أن تفرض عليه حلولا مغشوشة ، ويمكنه أن يتحمل الحصار وكل ملحقاته .. لكنه لا يقبل التفريط بحقوقه وأولها كرامته وشرفه وصموده ومواجهة إرادته سوف تلاقى بردود وانتفاضات لا تحمد عقباها ، وما حدث في مخيم جباليا في ذكرى النكبة ما هو إلا أول المواجهات إن استمرت حماس بفرض سياستها وسيطرتها على غزة ، فهل من عقلاء يتدبرون ..؟! حالما انتهيت من كتابة هذه المقالة بلغني أن قوة كبيرة من قوات حماس تهاجم المواطنين المعتصمين في المسجد الألباني في مخيم جباليا ودارت بينهم وبين المواطنين اشتباكات عنيفة ، وقبل يومين فرضوا سيطرتهم على مسجد في نفس المنطقة ..!
#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)
Abdelkarim_Elyan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور مؤسسات المجتمع المدني في إنهاء حالة الانقسام وتعزيز المو
...
-
التقاليد المجيدة للشيوعيين توحد اليسار الفلسطيني
-
سرقة الأمل من أهلنا في غزة ؟!
-
أيها الناس ! احترسوا على أموالكم وأنفسكم من الجوال ..!
-
الرسوم الحكومية فرضها الاحتلال الإسرائيلي بقيت كما هي وزادت
...
-
مملكة الغربان
-
هزمتك يا موت الفنون جميعها .. هزمتك يا موت الأغاني
-
قطاع غزة قطاع لليأس والموت ..؟!
-
قراءة سريعة لنتائج امتحانات الفصل الأول لمدارس وكالة الغوث ف
...
-
أين اليسار الفلسطيني ..؟؟
-
لماذا حذفت الفلسفة والمنطق من المنهاج الفلسطيني ؟؟
-
غزة والبحث عن المفقود ..؟
-
حصار السلام ..؟!
-
انقلاب حماس هدفه تدمير الديمقراطية وعدم إقامة دولة فلسطينية
-
حركة حماس .. وكهف أفلاطون !؟
-
سيمفونية الحج رواية
-
ليلة حلم في فضائية ( LBC )
-
من عرفات وغزة ..!
-
يا شعبي في غزة ..!
-
يا حماس ويا فتح ويا كل التنظيمات : ابتعدوا عن أطفالنا ..!
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|