محمد شحات ديسطى
الحوار المتمدن-العدد: 2288 - 2008 / 5 / 21 - 02:45
المحور:
الادب والفن
يجلس القرفصاء على سريره ...يتكور .... لايستطيع النوم .... إنها ليلة إمتحان الســنة النهائية .... تتضارب الأفكار فى عقله ...يعيش فى قلق لانهائى ...يخشى العواقب ...ففى الإمتحان يكرم المرء أو يهان ...يحاول أن ينام ...يتمتم بآيات قرآنية ...لكن القلق يحطم رأسه ...وبرغم هذا الجو المشحون يتذكرها ...ربما وجد فى تذكرها خروجاً من القلق الذى يعانيه ...يود أن يصنع لنفسه نجاحاً باهراً ليكون جديراً بها ....طيفها يمر عليه ... إنها ذات العيون السود الذى راح ضحية حسنهما ...تذكر مواقف كثيرة ...كم هائل من الايماءات والنظرات المشجعة والابتسامات ... دون أن يبوح لها بشىء ....مما استرعى إنتباه رفاقه ....حتى رموه بعشقها ....إنها الفرصة كى يفاتحها فى الغد ...فى طريق الوصول إلى الإمتحان .... ولاسيما أن لجنة إمتحانها بجوار لجنتة....أخذته سنة من النوم .....إستفاق بعدها على صباح يوم الامتحان .....قام مهرولاً من سريره ...جمع أوراقه واستكمل هندامه على أحسن ما يكون حتى يكون على مستوى اللقاء ....فى الطريق قابل الرفاق ...تركهم عندما لمحها بطرف عينية تركب الإتوبيس ....تعمد أن يركب خلفها نفس الأتوبيس ...كانت غاية فى الرقة والعذوبة .....ترتدى أحلى الثياب ....وكأنها أحست بلهيب شوقه ... تبادلاً الحديثً ...أخبرته أنها ستمتحن معه فى نفس المكان....خفق قلبه ...إنها اليوم أقرب ماتكون إليه ....سوف يطرق بابها فى طريق الإمتحان ..... لحظات تمر وهو فى نشوى لم يبلغها من قبل .....تكلفت عدة مرات أن ترفع يدها على المقعد ...لم يبال فى بادىء الأمر ...لكن الأمر إسترعى إنتباهه ...وجد فى يدها دبلة الخطوبة ....صعق من هول المفاجأة ... لقد أجهضت وليد الحب فى قلبه ...لم يشعر بمن حوله ...وضع رأسه بين يديه ... غاب عن وعيه ...أفاق على صوت الرفاق ينادونه بالأسراع ...لقد وصلوا جميعاً إلى الإمتحان ...تركوه عندما رأوها تنتظره ... مشيا صامتين فى طريق كم تمنى أن يسيرا فيه ...ولكنه كالطير الذبيح ...يترنح ...حتى أوصلها إلى طريق الإمتحان ...قال لها بصوت مخنوق وهو يودعها : ألف مبروك الخطوبة ...أتمنى لك التوفيق والنجاح ....تركها ...إنحدرت دمعة ساخنة من عينيه ....لقد أخفق فى هذا الأمتحان ...مر الوقت بطيئاً كالجبال ...دخل الإمتحان الآخر ...تساوره الآمال أن يكرم فيه بعدما .......... فى الإمتحان الأول!! .
#محمد_شحات_ديسطى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟