أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - درويش محمى - الخيانة الوطنية على الطريقة اللبنانية














المزيد.....

الخيانة الوطنية على الطريقة اللبنانية


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 2286 - 2008 / 5 / 19 - 03:36
المحور: كتابات ساخرة
    


الشيخ سعد الحريري من حقه ان يقول"حزب الله لم يحتل بيروت الا بتغطية اسرائيلية" فالرجل لم يقل الا الحقيقة, واسرائيل من حقها كذلك, القيام بتغطية عصيان حزب الله, عبر التخفيف من طلعات طائراتها الحربية في سماء لبنان طوال فترة الانقلاب, والتغاضي عن تحركات جحافل مسلحي حزب الله وزحفهم في وضح النهار باتجاه بيروت انطلاقاً من جنوب لبنان, ومن حقها اسرائيل الادعاء بأن مايجري في لبنان هو شأن داخلي, ومن حق النظام السوري هو الاخر اتخاذ نفس الموقف, فالجار السوري مثله مثل الجار الاسرائيلي, لا يطيق رؤية لبنان "سويسري" ديمقراطي حر مسالم ومزدهر.
لاسرائيل الحق كل الحق بعدم الانسحاب من مزارع شبعا والابقاء على تلك المزارع في عهدتها لاجل غير مسمى, حتى تبقي على الحجة الوحيدة لحزب الله في الحفاظ على ترسانته الحربية المستوردة من ايران, وللمساهمة قدر الامكان في اتمام المشروع السوري ¯ الايراني ببناء دولة داخل دولة, كما ان سورية من حقها عدم الاعتراف بلبنانية مزارع شبعا حتى لاتخرج اسرائيل مضطرة من تلك المزارع, وليستمر حزب الله في الحفاظ على سلاحه "الانقلابي غير المقاوم" ¯ من الان وصاعداً ¯ فتقاوم سورية بدورها المحكمة الجنائية الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري.
من حق الطرفين السوري والاسرائيلي اللعب في الساحة اللبنانية, فكلا الطرفين له مصالح حيوية استراتيجية في لبنان, ومن حق ايران وموزامبيق وهونولولو وساحل العاج وحتى جزر فوكلاند التدخل في الشأن اللبناني, لكن ليس من حق اي لبناني يحمل الجنسية اللبنانية, دفع هذا البلد الجميل المسمى لبنان لحرب اهلية جديدة.
كلنا يعرف ان السيد نصر الله وفر دائماً تغطية كاملة لحروبه المتكررة, معتمداً في ذلك على الدعم المطلق من الحلال الايراني والحرام السوري, والانقلاب العسكري الاخير لحزب الله على الدولة اللبنانية, لا يشكل استثناءاً من القاعدة, فالتغطية الاسرائيلية التي ذكرها الشيخ سعد الحريري, بالاضافة للتغطية الواسعة السورية ¯ الايرانية, رافقتها تغطية اخرى اخطر واوسع من داخل لبنان نفسه, من قبل حركة امل والسيد نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني, المجلس النيابي المقفل بأوامر شخصية من رئيسه, والجنرال الماروني الطموح الحالم بكرسي الرئاسة في لبنان, الكرسي الصعب المنال على ميشيل عون, والكثير من الحركات والاحزاب السياسية التابعة والممولة من سورية, واسماء لبنانية كبيرة دعمت جهراً الانقلاب او سكتت عنه, وحزب الله هذا المارد الذي لايقهر لم يكن ليتجرء على القيام بانقلابه على الدولة اللبنانية, دون دعم هؤلاء احزاباً كانو ام اشخاصا.
مساء يوم الخميس, وبعد جهود حثيثة للجنة الوزارية العربية, تم الاعلان عن وثيقة تفاهم بين حزب الله والحكومة اللبنانية, تقضي بتراجع الحكومة المنتخبة ديمقراطياًعن قراريها السابقين, بخصوص شبكة الاتصالات التجسسية وضابط امن مطار بيروت, مقابل تراجع حزب الله عن انقلابه على الدولة اللبنانية والتعهد بسحب مسلحيه من شوارع بيروت وازالة كافة مظاهر العصيان, لاشك انها خطوة مباركة نتمنى لها النجاح, لكن تعهد حزب الله "بأزالة كافة مظاهر العصيان", تعهد ناقص ومردود عليه, فلا حزب الله ولاقيادات حزب الله قادرة على تنفيذ مثل هذا التعهد, فمن بالله عليكم قادر على اعادة الروح الى العشرات من ابناء لبنان الذين وقعوا ضحية الانقلاب الدموي واعادتهم الى ذويهم, ومن بامكانه اعادة الامور الى ما كانت عليه قبل الانقلاب, بعد ان ادرك اهل بيروت واهل لبنان وكل من لايتفق واراء نصر الله, ان بيوتهم واعراضهم واملاكهم قد تكون عرضة لانقلاب جديد في المستقبل البعيد او القريب.
لعله ليس بجديد القول, ان السيد حسن نصر الله يتحمل المسؤولية الكاملة لما جرى مؤخراً في لبنان, لكن ماذا عن الاخرين الذين شاركوا في الانقلاب الدموي بشكل مباشر او غير مباشر? واذا كان السيد نصر الله له اسبابه المعروفة التي دفعت به الى العصيان على الدولة اللبنانية, كون الرجل مجاهد عقائدي يقود حرب طويلة مع الاخر الكافر, وحربه او بالاحرى حروبه الابدية القاسية تتطلب دائماً المزيد من الدماء والشهداء والضحايا والقرابين, لكن ماذا عن الاخرين الذين لا يملكون اي مبرر لما اقدموا عليه? وبربكم الا يستحق هؤلاء "الاخرين" الحكم عليهم بالخيانة العظمى وسحب جنسياتهم اللبنانية وتجريدهم من حقوقهم الوطنية والسياسية قبل تجريدهم من حقوقهم المدنية والانسانية, ليكونوا عبرة للعالمين.



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصر يعلن الحرب على لبنان
- وسنبقى نغني
- في رحيل احمد الربعي
- الصراع بين الكمالية والديمقراطية في تركيا
- فيروز...لإشعار اخر
- ياعيب الشوم يانظام
- الكويت ولبنان...أوجه الشبه والاختلاف
- لقاء سوري لبناني عابر
- الغايات الامريكية من خطف عبد الله اوجلان
- انحطاط الدبلوماسية السورية
- الازمة على الحدود العراقية التركية
- عبد الناصر صديق الكرد
- البرغماتية الكردية ضرورة ملحة
- الفوضى واللامسؤولية على الطريقة الكردية
- المملكة السورية الدستورية
- اتق الله في ارقامك يا فيصل القاسم !!
- هل تفعلها المملكة ؟
- التذكير بالارهاب الاسلامي الخطير
- عراق الطوبة ام عراق الحروب؟؟
- الاسد والاشهر المقبلة


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - درويش محمى - الخيانة الوطنية على الطريقة اللبنانية