|
عبد الرحمن الراشد ومنطق العصبية
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 2286 - 2008 / 5 / 19 - 02:25
المحور:
كتابات ساخرة
كنت في الماضي القريب أقول: إن عبد الرحمن الراشد وغيره من الكتاب والإعلاميين هم بناة الليبرالية في المملكة وفي منطقة الخليج ، وكنت أنطلق في قولي هذا من قناعتي يوم كان الراشد يؤلب الناس والعرب وأمريكا على صدام حسين السُني ، كان ظني حينها إنه ينطلق في هذا من حرص أكيد على بناء شرق أوسط جديد ، لا من نوايا غامضة غير معروفة لنا نحن معشر الليبراليين . لكنني اليوم أبدو واهماً في كل ماذهبت إليه من حُسن نياتي وقناعتي ، لأني اليوم أقرء له مقالات في الشأن اللبناني مختلفة ومحرضة ومستفزة ولا تنسجم مع روح وأدبيات الحس الليبرالي الحصيف . إذ ليس من العدل بمكان في زمن الإضطراب الدعوة والعمل لغير وحدة الصف وتقريب وجهات النظر بين المتنازعين ، والكلام هنا عن لبنان وماجرى فيه من أحداث مؤسفة في الإيام الماضية ، لبنان هذا هو غير العراق في الكيفية والماهية ، وهو مختلف عنه في الوعي العام والمزاج الشعبي ولغة التخاطب ، لذلك فليس من الحكمة أن يحشر البعض منا أنفه في قضايا داخلية خاصة ، في منطقها وماهيتها وفي شعارات أهلها وماهم مختلفين فيه .
أنا وبتواضع أقول : يجب على كل من يدعي الليبرالية ان لا يلبس لباس التطرف ورجال الدين المتخلفين ، لان هذا الإتجاه يضر ولا ينفع ولا يخدم الغرض الذي من أجله يكتب ، إذ ان الحديث في السياسة متقلب دائماً من حال إلى حال لايضبطه ميزان ولا يعول عليه .
وأنا أقول له ولأمثاله إن يبتعدوا في الزج بأنفسهم في مستنقعات السياسة سواء أكانت في العراق أو في لبنان ، لأن الزج على هذا النحو فيه إشكالية أخلاقية وأدبية ليس من السهولة تجاوزها ، والنهي منا لكل عاقل كي لا يكون طرفاً في تأجيج العصبيات القبلية والنزعات الجاهلية .
ونقول : إن التحريض المُبطن على الشيعة أستعداء لا مبرر له ولا يمكن فهمه وتفسيره ضمن مقاسات العمل الليبرالي النزيه ، كما إنه عدوان ومشاركة في جريمة الدم التي تراق في شوارع بغداد والبصرة والموصل ، كما إن التنادي بالفعل الذبياني وفعل الرشيد والمهلل والحجاج وذي القلاع دعوة جاهلية نرفضها ويرفضها كل شريف في هذا العالم الكبير ، كما لايجوز التندر ببطولات أهل السُنة في العراق وإعمالهم ضد القوات الأمريكية أمر لا نعلمه وجديد بالنسبة لنا !! ، والمعلوم عندي ان الأعمال التي تُفتعل في العراق هي إرهاب منظم ممنوع ولا يصح جعله مثلاً فيما يجب فعله في مناطق أخرى [ فما حدى مما بدى ياراشد ]
فهل أصبحت مقاوماً من القاعدة أو من بقايا فلول البعث النشامى ؟ !! .
وأنت تعرف إن القضية في العراق ولبنان هي سياسية بأمتياز ، ويجب ان تظل في محلها هكذا ، أي لايجب علينا إن نرفع سقفها فوق هذا الحد .
فهل تقول لنا إن ما يقوم به رئيس الوزراء في العراق بضرب الشيعة في البصرة وبغداد وكربلاء هو قتل موجه للسُنة في العراق مثلاً ؟ !! ومع ذلك فكلنا نؤيد رئيس الوزراء في معركته تلك ، نؤيده لا لأنه يقتل أهل السُنة ، بل لأنه يحارب الأرهاب والفوضى والمليشيا الخارجة على القانون والنظام العام ، ولنقل إنه يُحارب من أجل سيادة القانون والنظام ، وبناء أسس الدولة الصحيحة الخالية من الطائفية والكراهية ، وأظنك تدري بل تعلم ان جيش المهدي وتيار الصدر هو من جاء بالمالكي لرئاسة الوزراء !! ، فهل يجوز لنا تأليب الصدريين في البصرة و كربلاء وبغداد على الحكومة والمالكي ؟ هل يجوز لنا ذلك من وجهة نظرك الطائفية ؟ .
ثم من أين جاء ظنك بأن ماجرى في بيروت كان عملاً موجهاً ضد السُنة في معناها ومُرادها ؟؟ ومن أين لك ان تقول إن حزب الله هو الشيعة وإن ابن الحريري هو السُنة ؟ ،
أنت تدري ونحن كذلك ندري طبيعة المعركة كيف بدأت وكيف أنتهت ومن هم أبطالها الحقيقيين ؟ ، لهذا نرجوا ان تكون في هذه اللحظة التاريخية اكثر حنكة في إطلاق الأحكام ومداولتها ونشرها ، ودع أهل لبنان يجرون حواراً هادئاً ونافعاً لعلهم في نهايته يصلون إلى حلول ممكنة وواقعية .
كما نود تذكيرك بإن أمريكا لم تهزم صدام لأنه كان سُنياً ، بل إنها هزمت مشروع التخلف والكراهية والعدوان ، و صدام هذا حين غزى الكويت كان سنياً حتى النخاع ، لأنه كان قد قاتل قبلهم الفرس المجوس لأدخالهم في الإسلام ، أليس كذلك ؟!!!
الإعلام العربي الملتزم : نريده ان يعمل من اجل الخير والعدل والسلام والحرية والمساوات ، نريده إن يحقق لنا قدراً من المصداقية في تعاطيه مع القضايا ذات الصلة ،
1 - نريده ان لا يشارك في تغذية النزاعات والعدوان وخلق بؤر التوتر .
2 - ونريده دائماً ان يهيئ الأجواء المناسبة لخلق قيم الواقعية السياسية والثقافية والقبول بالآخر .
وهذه رسالة يجب إدراكها الجميع في ظل المتغير الدولي الضاغط .
ثم إن القول بان السُنة مسالمين هكذا على إطلاقها فقول لا نؤيده تدل عليه الوثائق التاريخية والواقع في مصر والحرب على الأقباط وفي تركيا الحرب على الأكراد ، وإذا كنت تريد من قولك ماكان في تأريخ الملوك والسلاطين فهذا ليس لهم بل عليهم ، لأنهم كانوا حكاماً فهم لذلك ليسوا بحاجة لغير لغة وخطاب المسالمة .
ولكن أنظر إلى القاعدة كيف تحصد أرواح الناس في العراق وفي السعودية وامريكا واوربا ؟ فهل تعني إن هؤلاء ليسوا من السُنة والجماعة ؟ وهل تقول لنا إن أمريكا اليوم تحاور القاعدة لكي يكونوا حكاماً للعراق ؟ أم إن الذي تحاورهم أمريكا هم من يؤمن بالعراق الواحد المتسالم المتسامح ؟ و هذا هدف الجميع كما تعلم الشيعة والسنة والأكراد وجميع القوميات والفئات العراقية .
أرجوا لك ولأمثالك ان لا يغردوا بكلام نشاز ، في زمن نجهد لنكون فيه سواء !!
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رؤية مغايرة للكتاب المجيد
-
نساء من أجل الحياة
-
إسلامنا بحاجة إلى إعادة نظر
-
السماء لا تمطر ذهباً
-
أين الكتاب العربي ؟
-
تأسيس علم أصول جديد – ح4
-
تأسيس علم أصول جديد – ح3-
-
تأسيس علم أصول جديد – ح2 -
-
تأسيس علم أصول جديد
-
( لازلتُ أبحثُ عن الإسلام )
-
الليبرالية حوار بين الله والإنسان
-
الرسوم المسيئة للرسول محمد
-
شاء الله ان يراك قتيلا .. !!
-
الجزء الرابع : من كتاب إشكالية الخطاب في القراءة التاريخية ل
...
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|