أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ماهية الإبداع














المزيد.....

ماهية الإبداع


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 709 - 2004 / 1 / 10 - 04:23
المحور: الادب والفن
    


يكاد الإبداع ، اياكان , يغدو بمثابة اللغز المحير المستعصي على الفهم و التحليل النهائيين ، بالنسبة إلى الانسان ، منذ  بداية تاريخ الإبداع ، والى الآن ، وهذا ما حدا بكثيرين منذ القديم لأن يتقصوا أسبابه , ومكوناتّه ، وراحوا يسألون :ترى ، أو يمكن لأي إنسان كان ، ان يجعل من نفسه مبدعاً في ما بعد ، بمجرد الرغبة في ذلك ،ودون ان تتوافر فيه المقومات التي تؤهله  كي يكون مبدعاً ...؟!

 بيد انه قد تشكلت لدى الإنسان فكرة , أولى ,بصدد فهم الإبداع ألا وهي ان الإبداع حالة معقدة  ,تدخل في تكوينها عوامل  تكاد تكون  معروفة مثل : الثقافة – الدربة والمران – بيد ان هناك  عوامل اخرى سرعان ما تظهر للدارس  أثناء التمحيص مثل: الموهبة – الفطرة ـ الذكاء .... و لا نقول : العبقرية...

ولقد تبين للمهمتين بشؤون الإبداع , ان الموهبة وحدها غير كافية كي تخلق إبداعا , وليس أدل على هذا الكلام ، من ان كثيرين ممن توافرت بذرة الموهبة في نفوسهم . لم يستطيعوا ان يقدموا إبداعياً  أي شيء , لانشغالهم عن الثقافة , وعدم اشتغالهم في مجال موهبتهم ، و عدم تطويرهم لها ،لعدم وجود ما يعمق هذه الموهبة , ويعززها , بل والدافع الذي ينجح هذه الموهبة ، يقول امرسون : الموهبة وحدها لاتخلق كاتباً , يجب ان تكون ثمة مأساة عظيمة وراء الموهبة – ولابد من التأكيد هنا : ان المأساة العظيمة نفسها لاتستطيع أن تشعل فتيل الموهبة ’ مالم تتكئ على ثقافة كافية , بل تجربة حياتيه ثرة في الوقت ذاته ..

واذا كان امرسون يشير الى ضرورة المأساة ،كي تتفتق الموهبة , وتحلق عالياً في سماء الإبداع , إلا انّ اتساع دائرة المعرفة لدى المرء :مبدعاً أو غير مبدع ؛ يدفعه الى لجة المأساة , والتلظى بالهبتها المستعرة دائماً، .. هو ذا هوراس  يقول : " كلما ازدادت معرفتي ازدادت أحزاني " ولعل هذا ما يذكرنا بقول الشاعر العربي :ذو العقل يشفي في الجحيم يعقله    واخو الجهالة في الشقاوة ينعم

ورغم اننا نجد بين ظهرانينا على الدوام – الصورة المستنسخة – عن الابداع ، هذه الصورة التي تقدم ذاتها- غالباً – على انها تمتلك من المقومات ما لايملكه النص الابداعي الأصيل ـ للأسف ، ولعلنا جميعاً ، وتحت سطوة دوافع شتى – تطوب هذه الأسماء الزائفة ، ظناً منا بأنها سوف تستطيع اتخاذ المسار الصحيح ، بيد انها وبأسف –تكمل طريقها في المدارات الخاطئة ، ولعلنا نتذكر هنا ماقاله شكسبير ذات يوم : بعض الناس يولد عظيماً ، وبعضهم يحقق العظمة ، أما بعضهم الآخر فيجد العظمة تلقى على كتفه ..!!، وكأني ب -شكسبير – يتحدث عن أدعياء – اليوم – ممن حلموا في أحد مساءات مراهقاتهم أن يكونوا شعراء ، وكتاباً ، وروائيين ..و ..، وبعد أن قرأوا كتاب – كيف تصبح مبدعاً في خمسة أيام ؟ـ الذي تطوع كثيرون منا وكتبوا فصولاً منه ، دون أن يدروا ، فتحقق لهؤلاء ما أرادوه ،وكل ذلك تم في غياب المعيار النقدي الدقيق ،والمضي خلف أهواء العاطفة والنوايا الطيبة ..!

عموماً ، ان حصيد الابداع في كل طور يظل – على صعيد آخر – ذلك المعيار – الذي يمكن الاحتكام اليه أثناء تتبع مراحل التطور في سائر المجالات ، فهو العلامة الفارقة بالنسبة إلى أية تجربة شخصية ، أوعامة ، وهو دليل عافية في حياة الشعوب أيضاً ، وأن غيابه يجعل الحياة قاحلة ، عجفاء ، لا مسوِّغ لها ، وهو بالتالي ذلك الخيط الذي يجعل هذه الحياة جميلة ، جديرة بالعيش .. كما قال ذلك ناظم حكمت ذات يوم ..

رغم انه لا يمكن الاطمئنان النهائي إلى تحليل ماهيته مخبرياً ، لمعرفة سائر عوامل تكوينه ، ذلك لأن هناك بعض مثل هذه العوامل يبقى في الجانب المعتم ، أثناء التحليل ، بعيداً عن متناول أية دراسة دقيقة ..□



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الخطأ
- نوستالجيا إسلامية بسبب الموقف من القضية الكردية
- نصوص - قصص طويلة جداً
- المثقف والسلطة ثنائية الوئام والتناحر - الاستعلاء علي المثقف ...
- أزمة العقل العربي -دلالة الموقف من الدكتاتور أنموذجا
- خاطرة بين المسافات - دليل العاثر إلي برج الناشر
- مدائح البياض
- غيوم ابو للينير بين نهر السين ونهر الحب - شاعر فرنسي..المرأة ...
- أضواء - استرخاص الألقاب
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة المنسي - غواية المدن في اصطياد شاع ...
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- مئوية الشاعر الكردي جكرخوين - تجول في الفيافي مع الرعاة ليكت ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة الشعرية المنسي- 2/2
- في ذكرى رحيله : بلند الحيدري رائد الحداثة الشعرية المنسى 12
- لصوص قانونيون في دوائرنا ومؤسساتنا باسم : لجان المشتريات! نه ...
- هيمنة الانترنت تطفئ جذوة الايحاء ومنظمة اليونسكو تقرع الأجرا ...
- استنطاق الحيوان كشكل للدلالة علي تازم العلاقة بين المثقف وال ...
- الحوار المتمدن دعوة جادة إلى حوار جاد
- المواطن السوري: معط أو مستعط...!ووظيفة الدولة والشركات الخاص ...


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ماهية الإبداع