30يوم فى سجن المرج (2)

فتحى فريد

الحوار المتمدن-العدد: 2290 - 2008 / 5 / 23 - 04:07
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

وبعد قضاء ليلة ساخنه جداً داخل إحدى العنابر بتخشيبة الخليفة وسط ضوضاء الجنائيين وطفح المجارى ورخامة الناموس ليطلع علينا النهار متكاسلاً وكأنه يعلم بمصيرنا المحتوم فرفض أن يطلع سريعاً حتى يمهلنا بعض الوقت ونحن نتذكر نعيم الحرية وتأتى إلينا سيارة زرقاء اللون وهى نفسها التى تعودنا عليها بالأمس لتأخذنا إلى النيابة مرة ثانية لتقرر ما أرادة النظام ولكن الأمن كان أكثر جبناً هذه المرة ورفض خروجنا من هذه السيارة الصفيح التى حاصرها وحاصر أهل عابدين معنا بجيوش الأمن المركزى وهنا تردد علينا المريدون من أهل وأصدقاء وأحبه الكل ينادى على من له وأنا وحدى أنتظر أن أسمع أسمى ولكن لم أسمعه ولن أسمعه فأصبر نفسى قائلاً لعل أحدهم يذكرنى الأن بخير أو سؤ ولكن المهم إنه يذكرنى وبعد برهة من الوقت تعالت الهتافات فى الخارج وسمعت أسمى وهو يردد على ألسنه الجميع الحرية لفتحى فريد وللحق لم يكن هذا الهتاف خصيصاًَ لى ولكن كانوا يهتفون بإسم جميع المعتقلين وهنا بدأنا ننهار من بكاء من فى الخارج وعدم وجود تهوية جيدة وأن الشمس هى الأخرى كانت تلعن من يعذبنا فصبت غضبها على من كانوا يقمعونا ولكننا نلنا قسطاً من العذاب وهنا قررنا أن نهتف نحن الأخرون من داخل السيارة حتى نرعب من حبسنا ونقلق من سجننا وبالفعل تعالت الهتافات من داخل السيارة مطالبة بإسقاط النظام معلنه عدم خوفنا من الحبس والإعتقال متحديين كل هذه الظروف بأنه لن يرى أحد نظرة الخوف فى أعيوننا وهنا إهتز عرش الداخلية ومن كان حاضراً منها وصعد أحدهم إلينا ليهدئنا ويسـأل عن مطالبنا ويقسم بالله أن النيابة لم تطلبكم للعرض عليها ولكننا عرضنا عليه مطلب من أتفه ما يكون ولكنه كان ينتظر الأوامر فكان مطلبنا بالنسبة إليه هو أصعب ما يكون هل تعرفون ما هو مطلبنا الذى مكثوا يتشاورون عليه قرابة ال30 دقيقة أردنا أن نشرب الماء وندخل إلى المرحاض حينها تذكرت قول الشاعر عندما قال ( حين دخول المرء للمرحاض يحتاج قرار ) وبالفعل سقطت أوامر الداخلية أمام صمدنا وإصرارنا ونزلنا من السيارة لندخل الحبس خانة ونحن نهتف يتحا مصر مصر العشة مش القصر وبعد حوالى الساعة قضيناها فى الحبس خانه أمرنا الأمن بأن نصعد إلى السيارة مرة أخرى وهنا تعالت هتفاتنا التى كانت ترج كل ركن فى هذا الحى العتيق وعندما بدأت تتحرك السيارة دون أن نعرف القرار حينها تعالت الهتافات من داخل السيارة وعلا الصراخ من الخارج ماذا يحدث ؟ إنهن فتيات أمنوا بوطنهم فزادهم نضالاً على نضالهم إنهن نمن أسفل السيارات ليمنعوها من أن تتحرك رفضوا أن نرحل عنهم ظلماً وعدواناً هنا رأيت صفا سليمان يغشى عليها وهى تنادى قائله : شادى فتحى رامى ورأيت تلك البطلة جانيت عبد العليم الصحفية بجريدة الكرامة وهى تفترش الأسفلت وكأنه بمثابة سرير من ريشة نعام وهى تهتف بإسم زوجها رامى يحى صاحب مدونة ( أوراق من دفتر صعلوق ) كانت تهتف قائلة : حسنى مبارك يخرب بيته حبس الواد إللى أنا حبيته فكانت كلماتها تردد بإذنى فتارة ما أضحك وأخرى كنت أبكى ولكن أمام صمود هؤلاء الفتيات والشباب إنهار الأمن والسلم وأزاحوا من فى طريقهم من خلال العصا المركزية والكهربيه وتحركت السيارة بعد نصف ساعة من النضال الحقيقى الذى نبش فى قبر جيفارا قائلاً له أفيق من ثباتك فهناك من على الدرب يسلك نفس الطريق وتحركت بنا السيارة وجابت شوارع ومدن حتى وجدنا أنفسنا على طريق السويس ومرة أخرى بمساكن الشيرتون ومرة بطريق الإسماعلية الصحراوى والخاتمة كانت بسجن المرج وبعد حفلة الإستقبال وشد همم الرجال تم تسكيننا فى العنبر الخاص بنا وتم إرسال المراتب والبطاطين من قبل إدارة السجن بل أرسلوا إلينا الطعام المتبقى وهم يقولون معذرةً فلم نكن نعلم بقدومكم ومن هنا بدأت حياة جديدة لى على وجه الخصوص تعلمت منها الكثير والكثير دخلت هذه الزنزانة وأغلبها أعز أصدقائى وخرجت وهم أعدا أعدائى رأيت هناك معنى الطهارة القلبية والفطرة دون التكلف أو التحفظ فى صورة بائسة لشاب مصرى على درجة جيدة من الوعى والمعرفة ولكنه دفن نفسة داخل علبه معينه وداخل قالب الموظف المطحون الإ وهو أحمد بدوى مهندس الكهرباء الذى فاز داخل العنبر بلقب بدوى قاهر الناموس وللحديث بقية عن الشخصيات المحورية القادمة : كبوتة رمز المضخة - وليد صلاح المكشر دائماً - محمد أحمد صالح والشهير ببولاقى - إيمن شوقى الجنائى المسيس - محمد الأشقر ولعب الكون كان - شادى العدل واليبرالية الجديدة إنتظرونى قريباً لعل فى العمر بقية ندون فيها عن تلك الإيام الخوالى ...

#فتحى_فريد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات