ترجمة حميد كشكولي
نعم أنا هي ... أسافر هذا المساء،
معذرة , فأنا ماضية إلى الرقص هذا المساء،
لن أنسى أن البس بلوزتي البرتقالية،
لن أنسى أن اكحل عيوني بالشمس،
لن أنسى أن أضع قرطين في أذني بلون العذرية،
لن أنسى أن أفتعل الغضب من العصافير الناعسة مخاطبة إياها : هيا يا بنات! , هلم نسرع !
أنا هي .. تلك التي لن تنسى أنها مسافرة هذا المساء،
و أنها على يقين أن من كان على سفر, يجب عليه أن يتعلم الصمت كالحجر،
يكون على حذر ودراية فيعرف كيف يرى علامة في الأفق البعيد،
و أين يرتاح،
أين يروي طرفة،
أنى يحب،
وكيف ينتحر ومتى يخر صريعا،
وأين يكلم نفسه :الهي ما أتعبني وما أوحدني
أنا على يقين أن العشاق وحدهم على سفر ،
فمن لا يعشق لا يقدر على الطيران،
فالعشاق وحدهم لا يبتغون أن يكون أحد بانتظارهم في المحطة الأخيرة،
و العشاق وحدهم يحملون معهم قطعا من السماء تعويذة،
فانهم مذ وجدوا كان لهم بيتان .. بيت في الصحراء ،
وبيت بجنب المطر.
فمعذرة! لقد ألهيتكم بكل هذه الجراح،
بهذه الآلام و الدماء التي تتدفق من الفتوة و ليلة القتلة و تاريخي،
آلامي عظيمة فبودي لو أصرخ بكل جوارحي لأذهل بلادكم الباردة وأكسّر صقيعها .
حديقتان داميتان تأويان تحت جناحي ،
فقلبي محتقن فلا ادري إن كنت ذاهبة إلى الموت أم أريد أن أتكلم و أمطر دون توقف حتى مطلع الفجر .
فأنا هي .. تلك التي كتب عليها أن تكون على سفر دوما،
كتب عليها أن تسلم مدى الحياة على النساء اللائى منذ الخليقة يلطمن الخدود و ينهشن الجسد،
اللائى في مخاض دوما،
يُذبحن و ينتهكن،
و ملؤهن دوما الغضب و العياط و الانتظار و النقر على الأبواب.
نعم أنا هي .. تلك التي كتب عليها أن تصبح رفيقة روح للنسوة اللائى ملأت البحار الميتة عيونهن ,
حناجرهن تسكنها حمامات ناحبة،
أسماعهن مليئة بهمس غريق,
و قلوبهن معبأة ببطاقات ممنوعة,
فأنا هي, عاشقة على سفر طالما أنا هي.
2512001
*كان مساء 2112001 لحظات حزينة في السويد و جرحا عميقا في وجداننا حيث وقعت عملية قتل الفتاة الكردية فاطمة شاهيندال( 26عاما) ضحية للتقاليد العشائرية البالية بعد أن تحدت إرادة العشيرة واختارت العيش بحرية كصديقاتها وعشقت فتى سويديا . هذه المأساة هزت مشاعر الكثير من الشعراء ... قصة حب مأساوية تتشابه إلى حد كبير مع " روميو وجوليت " شكسبير و ملحمة" مم و زين" لأحمدي خاني . ح.ك