يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 06:55
المحور:
الادب والفن
لأنه لا شيءَ يملأ جداولَ قـلب الـقـرويّ
بكـوثـر الفـرح
كحفـيـف الشـجـر ِ ورنيم ِ الـنـاعور ..
وليس ما يُـغـوي ربابتي بالشـدو
كـهَـديـل الحمـائم ..
فقد قررتُ الـعـودة َ إلى قـريـتي
هاربا ً من حضـارة الإسـفـلت
في عصر ٍ يتوجَّبُ فيه على الصعـلوك
أنْ يـتدلـى من سـقف الـمدينة كالوطواط
أو أنْ يَـقـِفَ على رأسـه
ليرى الأشـياءَ
في وطـن ٍ يمشـي بالمقـلوب ...
سـأعـود إلى حـقـلي المهجور
وإذا لم أجدْ مِـحـراثي الـقـديم
فسـأحرث أرضي بأظافري وأضلاعي ..
لذا :
أعـرضُ فوق الرصيف أغـراضي القديمة ..
إليَّ ... إليَّ أيـها الهمجيون ..
عندي وَرَقٌ يصلح لكتابة رسائـل العـشـق
ولصَفـَقـات ٍ سـريّـة ..
عندي أقـنِـعـة ٌ ..
ولِـحى ً كـثـّة ٌ تصـلح للجهاد المـفـخـّخ ..
وخـوَذ ٌ فـولاذية ٌ
كالتي دَفـَنـَهـا " الأشاوس " تحت الرمال
قبل أن يَـفـرّوا إلى بغداد
لاسـتِلام " أنواط الشجاعة " ..
وعندي بندقية صالحة للإسـتخدام
إشـتريتها من جندي عراقي نبيل
لا بالدنانير ... إنما
بوجـبـة عشـاء و" دشـداشـة " قديمة
حين قـرّرَ الهروبَ من " الجبهة " ..
إليَّ ... إليَّ أيها الهـمجـيّـون ..
عندي فِـتـَنٌ ... ومـعـارضـون للإيجار ..
وشِـعارات ٌ تـكـفي لاتـّسـاخ جدران المدينة ..
وعندي " دم / قـراطيـة ٌ " بالتـقـسـيط :
" دمٌ " حيـن دفع أول قسـط ..
و " قراطية " حين دخول التابوت !
***
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟