|
أريد الله يبين حوبتي بيهم
محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 2305 - 2008 / 6 / 7 - 09:24
المحور:
كتابات ساخرة
حكايات أبي زاهد
في ظل الظروف المتعثرة التي عاشها العراقيون عبر قرون وقرون،وما نالهم من تعسف وجور،عندما تسلطت عليهم أنظمة شمولية،وفي ظل غياب الوعي ،وهيمنة الجهل والتخلف،انتشرت الكثير من الأفكار والمفاهيم الضارة،وهيمنت الرؤى الأتكالية التي تدعوا لإبقاء الأمر على ما هو عليه،والرضوخ للواقع الفاسد،وقد روج لهذه الأفكار،دعاة السوء ووعاظ السلاطين،الذين استفادوا من أبقاء مثل هذه الأنظمة، دون السعي لتغييرها،وراجت في مأثوراتنا وأمثالنا الشعبية ،الكثير من المفاهيم والأفكار الضحلة،الداعية إلى الخنوع والاستسلام،من قبيل(أيد ألما تشابچها بوسها)و(الياخذ أمي يصير عمي) و(ألما تگدر تعابيه ،حيل الله عليه) و(أحفظ مجنونك،لا يجيك أجن منه) و(شين ألتعرفه أحسن من زين ألما تعرفه) و(إذا كثرت همومك نام الها) و(أقنع تشبع) و(ثلثين المراجل بالهزيمة) و(صاحي صحيب مرتك،حتى يگضي وكتك) إلى غير ذالك من الأمثال التي لو أوردتها ،لاحتجت إلى حيز واسع لا يكفيه ما خصص لحكايتي. وبهيمنة هذه الأفكار،تمكن الحكام الظلمة من أطالة أمد بقائهم في السلطة، والسيطرة على مقدرات البلاد،إلى أن قيض للفكر التحرري الرافض أن يؤتى ثماره،فانتشرت الأفكار الداعية إلى الثورة على الواقع الفاسد،والتي تدعوا إلى تغيير الوضع دون الاكتفاء بتفسيره،وهو ما كان يطلق عليه في وقتها بالفكر اليساري،الذي شن عليه هؤلاء الحكام أعتا هجمة شرسة قوبل بها فكر آخر،بواسطة دعاتهم المستفيدين من الجهل والتخلف،فبثوا الكثير من الأراجيف والطعون التي استندت إلى أمور ما أنزل الله بها من سلطان،وتدل على إفلاس سياسي وفكري لتلك القوى المساندة للظلم والتسلط،وفي وقتها عرف الكثير من الناس، الهدف من وراء هذه الأراجيف،ونظروا باحتقار واستهجان لمروجيها والداعين إليها،من فقهاء السلطة،وخدم الحكام،فأخذت هذه الأفكار طريقها إلى الأذهان،مما أدى إلى نجاح الثورة الفتية،وقيام الجمهورية الخالدة،التي أخذت جانب الكادحين والفقراء،مما دفع أولئك لمحاربتها بأسلحتهم الرخيصة والدنيئة،وأخذوا يكيلون التهم الباطلة،لكل ما هو أجدر بالبقاء. واليوم نلاحظ أن بعض الأصوات الناهقة،أخذت بالتعالي لمحاربة الوطنية الجادة،المخالفة لفكرهم المريض وإضفاء الكثير من النعوت الباطلة،التي لم يزكيها الواقع التاريخ ،رغم المواقف الرائعة لطليعة اليسار الديمقراطي الحزب الشيوعي العراقي،المتسمة بالعقلانية والانضباط،والداعية لما فيه خير ومصلحة البلاد،في ظل أعتا هجمة شرسة تحاول إجهاض كلما هو خير ونبيل،وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء،وهيمنة الفكر ألظلامي الذي أثبت فشله عبر مئات السنين. فقد طفت على السطح فقاعات،أخذت تتمدد وتتصدر وجهات العمل السياسي دون أن تمتلك المؤهلات التي تؤهلها لخوض هذا الميدان،مما جعل الأمور تسير من سيء إلى أسوء،وظهرت ممارسات ضارة جعلت العراقيين يتمنون العودة إلى القديم القاتم ،رغم ما أذاقهم من ويلات ومآسي،وما لاقوا في ظله من محن ومصائب،لا حبا بالقديم لأنه قديم ولكن لأن الجديد لم يتمكن من إيجاد البديل المناسب ليحضا بالقبول والرضا من الآخرين،فالأزمات الخانقة التي تمر بها البلاد في ظل التخبط الذي تعاني منه الوزارات لعدم وجود مؤهلات كافية للوزراء الحاليين ،واعتمادهم على مراكزهم الحزبية أو هوياتهم الطائفية التي لا تغني في أعادة البناء والأعمار أو الإدارة الناجحة فيقال عن أحد كبار المسئولين الذي لا يمتلك أي مؤهل علمي او شهادة دراسية ،انه طولب ذات يوم بشهادة الإعدادية حتى يكون مؤهلا لأشغال منصبه السامي وهو الحد المقبول في النظام الجديد،فقال لهم أنه لديه اعلا من الدكتوراه ،لانه يؤمن بحب ...... ضحك (سوادي الناطور)وقال: ألبيك ما يخليك،ألف مره گتلك،عيف الحچي ألما يفيد وأحچي بالمفيد،وخلي سوا لفنه عن الأمن والخدمات،ورفع المستوى ألمعاشي للمواطن،والمتقاعدين،ورواتب الموظفين ،والكهرباء ألما شفناها لليوم،وعيف الطلايب الماصخه ألما وراها غير ضيجة الخلگ أوجع الرأس،لو تحچي مناه الباچر،حسبالك ذوله يبطلون سوالفهم البا ذره،ذوله طول أعمارهم عايشين على هاي السوالف ألمكسره،لن ما عدهم ولا يعرفون غيرها، ولسه عايشين على أيام المز بن،وما يدرون الوادم گامت تشرب چرود،وحسبا لهم صدگ الدينار يحچي،وما يدرون هاي السوالف بعد محد يشتريها بقمري،وتالي يظلون بصخام وجوههم،لن سرحوا الوادم بالگنافذ،والوادم كلشي گامت تعرف،وما تقشمرها هاي المسحگات،مو حسبالهم على گبل إذا حچه واحدهم الوادم تفك حلوگها،هسه الوادم گامت تعرف،وما تسكت على الغلط،وذني الأمثال الگلتهن بعد ما يمشن،ولا يطبن بعب واحد،الوادم هسه تگول:(أضرب بالسيف واگعد بظلاله) و(الحگوگ تريد حلوگ) و(أتحزم للواوي بحزام ذيب) و(حارب الخوف تأمن) و(اللي يرشك بماي رشه بدم) و(ما يگص الرأس أله ألركبه) وهاي أمثالك عتيگه والوادم ذبتها بالزبالة،وآني ما عندي وياهم غير أگول( أريد الله يبين حوبتي بيكم)..!!
#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شعيط ومعيط وجرار الخيط
-
ألا أني أكلت يوم أكل الثور الأبيض
-
الدروس الخصوصية وتأثيراتها الجانبية
-
شرب من ميهم وصار منهم
-
إذا أكلت بين عميان ناصف
-
الشيخ أحمد عبد الله الشيوعي الروزخون
-
أبو سارة وحكاياته ألفلاحيه
-
الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها
-
من بطولاتِ الشيوعيين العراقيين... مع قصة نفق سجن الحلة
-
قصة النفق والهروب من سجن الحلة
-
ما هي الآليات والوسائل لإنجاح نداء مدنيون
-
نفق سجن الحلة يطرق الذاكرة مرّة ً أخرى
-
الرفيق كريم أحمد في ضيافة البغدادية
-
مسمار المطير،براس الفقير
-
كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط/6
-
كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط/7
-
كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط/8
-
كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط/9
-
كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط/10
-
حي ميت هندال أنريده
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|