نقرة السلمان وذاكرة العراق (معتقل الاحرارالعراقيين)

عباس الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2284 - 2008 / 5 / 17 - 10:25
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

معتقل السلمان او هاوية السلمان أو أي تسمية تعني من يزور هذه المنطقة لايتأمل الخروج منها أو الخلاص منها ، تسمية تشير الى هلاك صاحب الامتياز في الزيارة شبه الابدية اوالى الابد000 معتقل لاقرار يشمله لاعفوا يصدر على من يسكنه من الذي يعفي صاحب المصيبة التي تعنيه0
في لهجه العراق الدارجة (اخدود) او حفرة ، حفرته ازمنة القسوة في ذاكرة العراق الجريح وقد أصابت اللهجة العراقية مبتغى الدلالة في اسم او وصف (نقرة السلمان) فهي نقرة الظلم في قلب العراق ثم هي في سياق الادلة والبراهين تعني انها " القبر في ذهن العراقيين" وذلك ان مثل هذه النقرة هي الحفرة الصغيرة في اللغة وليست الصغيرة التي تمتزج باديمات القبر في تلك الاذهان0
في هذه النقرة من الصحراء القاحلة جفت واحة الامل والحياة والخضرة الدائمة التي كانت فيها ، وانحسرت عنها منافذ الخلاص من اجل الحياة المطمئنة المزدهرة 0
تلك هي عبرة السجين السياسي في دروس نضاله وبقدر (النفي) الذي احاطه الطغاة بهذا الانتماء ، فأنهم صنعوا له المنافي في الشتات ،000 ومعتقل السلمان وهو احد تلك المنافي او السجون في الوطن المستباح بأدعاءات الدكتاتور وهزائمه ، فعلى ابواب هذا المنفى ترتسم متاهات ودهاليز القدر المحتوم وخلف جدرانه يحل ويقبع التوجس والترقب والخوف الدائم من انتظار المجهول الذي ينتظره وفي اروقة هذا المعتقل ودروبه ينتظرهم الجلاد مع شتى أنواع السياط فهذه احلام الحرية تتحقق على أخاديد الدماء على اجساد ً خاوية وعارية الامن
(الشرف والوطنية ) هي من بصمات الدكتاتور أو أمضاءة مستبدة لايحسن غير الوقيعة بشعبه ، وهندسة السجون وتيه المنافي ويوم هدت انظمة خاوية على عروشها وانشق فجر الحرية وتسنمت ارض العراق نسائمه ، انفكت هذه النقرة عن تاريخه وتحرر من قيوده واوزاره وصار شاهد ينطق بالحق على من طغى واستكبر ، صار وثيقة تدمغ كل ادعاء زائف وشهادات زور ببرائة الدكتاتور ونظامه بما لحق بالعراق وشعبه في سنوات محنته وقبضة البعث الجائر ويبدوا ان بقايا هذا النظام وسلطته الغابرة تسعى الى طمس معالم واطلال ذلك الجرم المشهود وازالة ادلته الجرمية بواسطة التخريب المتعمد والمقصود في بناية هذا المعتقل (نقرة السلمان ) اضافة الى سجن القلعة في قضلء تاقلعة السلمان ايضاً0
فقد تم سرقة الابواب والشبابيك الحديدية وجميع القواطع الفاصلة بين زنزانات المعتقل لاوقاعدته المعروفة بالتعذيب والترهيب وكذلك تعرضت سقوفة الى الهدم وبانتظام حتى لايبقى منه معالم تشير الى معانات السجينداخل مثل هذه الزنزانات 0
ومما يؤكد نية هذا العمل التخريبي والعدواني المبيتة هو قيام اولئك المخربون بمسح اسماء وملاحظات السجناء المثبته على الجدران وبشكل منظم والغرض الظاهر منه هو منع نشرها لانها تفضح ممارسات النظام البائد القمعية وهي ذات اهمية كبيرة في توثيق مرحلة مهمة من تاريخ العراق الحديث والمعاصر 0
اذن كيف تكون حقوق السجين السياسي الذي كان في (نقرة السلمان)0

#عباس_الخياط (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات