باقر الفضلي
الحوار المتمدن-العدد: 2283 - 2008 / 5 / 16 - 07:57
المحور:
الادب والفن
أتَيْتُكَ لبنان.. وقتَ الضُحى
وعندي مِن الشَوقِ ما يُنَْتَظَرْ
حَسِبْتُ الزَمانَ يَقِفْ بُرْهَةً
فَمَرّتْ سنينُُ وجائَتْ أُخَرْ
وذِكْراكَ في القَلبِ.. ريانةُُ ُ
سَقَاها هَوى العشقِ والمُنْحَدَر*
فلا أنا بالعادِمِ الذكْرَياتْ
وليس مِنْ السرِ ما يُسْتَتَر
خُيوطُ القُلوبِ خُيوطَ الحَياةْ
وفي كل خَيْطٍ لهُ مُسْتَقَر
*****
حَبَتْهُ الطَبيعَةُ حُسْنَ الجَمال
فَأبْدَعَ مِنها.. بَهِيَّ الصُوَرْ
جميلُُ ُ وإن داهَمَتْهُ الخُطوبُ
مَكِينُُ وإنْ ضايقته الحُفَرْ
لَهُ أمْسُهُ زاهِراً في الحَياةْ
كنَجْمِ الثُريا إِذا ما ظَهَرْ
تَشِعُ على الشَرْقِ أَضْوائُه
فتَعْكِسُ للغَرْبِ أَحْلى العِبَرْ
ويأمَنُ في دِفْئِهِ الوافِدون
كما تأمَنُ الطَيرُ وَقْتَ السَحَرْ
*****
فلبنانُ هذا الذي نَحْتَفي
لَنا اليومَ في شأنِه ما خَطَرْ
طريحاً وفيه الجِراحُ
وليس لهُ في جُرحِهِ ما وَزَرْ
تَقاذَفُهُ.. عادِياتُ الزَمانِ
شَمالاً وشَرقاً وخَلْفَ النَظَرْ
ويَنْكِرُهُ.. أَهْلُهُ الأَقْرَبُونَ
وتَشْمَتُ فيهِ.. رُعاةُ البَقَرْ
تُدَكُ ثَناياهُ دَكَ المَنونْ
ويُطْفأُ في العَينِ.. منه البَصَرْ
*****
فيا حَسْرةً أَنْ تُراقَ الدِماءُ
ويا حَسْرَةً أَنْ يَعُمَ الخَطَرْ
ويا أَلَمَاً أَنْ يَكونَ الفَعِيلُ
أَخا الدارِ أو صُنْوَهُ المُعْتَبَر
فيا مِحْنةُُ ُ أُشْعِلَتْ نارُها
ويا أملُُُ ُ ضاعَ بينَ الجُفَرْ
صِراعُ الكِبارِ غَدَا لُعْبَةً
يُقادُ الى المَوتِ فيها البَشَرْ
وفيها تُدارُ دَواهي الحُروبِ
ومنها يَعُمُ الخَرابُ الحَضَرْ
*****
فها هي لبنانُ بين المُتونِ
وبيروتُ قد طالَ فيها السَهَرْ
فََمَنْ يبتغي أَنْ تُراقَ الدِماءُ
لِيُبْحِرَ فيها الشَقِيُ الأَغَرْ
فواللهِ ما هيَ إلا البَسُوسُ
إذا ما بَدَت فِعْلَها.. لا تَذَرْ
وليسَ الى السلمِ مِنْ مَدْخَلٍ
إذا طالَ فيكُمُ وخْزُ الإِبَرْ
فهاتوا إِجْنَحُوا.. للسَلام
فليسَ مَعَ الحَربِ ما يُنْتَظَرْ
___________________________
الاثنين، 12 أيار، 2008
(*) المنحدر : الطريق من الجبل الى بيروت
#باقر_الفضلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟