الإرهاب فيه وفيه ( الجزء السادس )

اسماعين يعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2284 - 2008 / 5 / 17 - 10:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

كانت من إحدى سياسات الاستعمار الفرنسي الغاشم لمجموعة من الدول اعتماد سياسة الأرض المحروقة في محاولته للاستيلاء على اغلب مناطق العالم. تلقى اثر ذلك ضربات موجعة من المقاومة المسلحة في شكل دول ، قبائل ، جماعات وأفرادا في بعض الأحيان .
كانت الضربات موجعة وكبدت الاستعمار خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ،
حاول الاستعمار التصدي للمقاومة وتمكن من ذلك لكن دون ان يقتل روح المقاومة التي تظهر بين الفينة والأخرى.
كان المقاومون يضحون بكل شيء من اجل الوطن والأرض والماء والحيوان ، كانوا يتركون عائلاتهم وذويهم ويفرون بأرواحهم لينظموا المقاومة في أماكن بعيدة عن أنظار الاستعمار الغاشم .
اتضحت الرؤيا للعدو, فعمد إلى تغيير سياسة مطاردة المقاومين وأصبح يعاقب الأهل والأحباب وفي بعض الأحيان القبيلة معتمدا في ذلك على بطش القواد والمتعاونين مما أرغم بعض المقاومين على تسليم أنفسهم حفاظا على الزوجة أو الأم أو القرية المهددة بالإحراق .
كانت تلك من أقسى طرق الانتقام وقد شهدنا في المغرب الحديث أمثلة ساطعة على ذلك كالعقاب الجماعي لمجموعة من المدن والقرى أو اعتقال عائلة الجلاد اوفقير لمدة تفوق 20 عاما إلى غيرها .
كانت الممارسات الأولى ، ممارسات دولة تستعمر أقطارا لاستغلالها ، وكانت الممارسات الثانية ممارسات دولة تستغل شعبا لصالح طبقة الملاكين الكبار والبرجوازيين .
قد يتساءل البعض عن علاقة كل ما كتب لحد الآن بالإرهاب وبالإرهابيين الذين سبقت الإشارة إليهم في المقالات السابقة .
العلاقة واضحة وضوح الشمس ، فقد عمدت المجموعة الإرهابية إلى منع عبد اللطيف – الأخ الأصغر لرضوان الذي تعرض لمحاولة اغتيال على يد العصابات الإجرامية – من متابعة دراسته لما يفوق الثلاثة اشهر ، وبعد ذهابه أمس إلى الجامعة (13/05/2008) ، تعرضت له هاته العصابات وانهالت عليه ضربا وشتما- على الساعة 11:15 صباحا - أمام مرأى مجموعة من الطلبة وقامت باستفزازه بقاموس حيواني لم نسمع مثله إلا في كواليس استنطاقات مناضلي السبعينات من: قرعة ....
وبعد كل هذا الضرب تعرضت له مساء بحي الزيتون وسلبته من الأموال التي كانت لديه, وجددت تهديدها له وحملته رسالة إلي باني المستهدف القادم وأنهم سيقومون بحرق سيارتي و...
تساءلت عن الخيوط الرابطة بين الاعتداءين السابقين والاعتداء المستقبلي علي ، فوجدت أن الأول هو ناتج عن اختلاف في الرأي يحسم بطريقة استالينية الذي يؤكد على ان " اغتيال شخص هو كارثة ( أي اغتياله ) واغتيال الملايين هو مجرد إحصائيات " . أما الثاني فهو محاولة من المجرمين الضغط على أخيه للتراجع عن مواقفه والرضوخ لطلباتهم, في حين الثالث يندرج في كوني أخوهم ، واني قمت بنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج والى المحكمة لوضع شكاية لدى الوكيل العام للملك لمحاولة الاغتيال لازالت سجينة الرفوف الباردة .
هكذا إذن ننتقل من اختلاف في الرأي إلى محاربة اسرة ثم قبيلة ثم إلى محاربة عرق وقد تمت الإشارة إلى ذلك من طرف العصابة حيث اتهمت عبد اللطيف بأنه يتكلم مع الامازيغ .

مرة اخرى اقول لكم بصوت مرتفع: إذا كنت قد وضعت حياتي بين أيديكم من اجل الحرية والكرامة فما بالك بسيارة تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع .

يتبع

#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات