علاء الكاشف
الحوار المتمدن-العدد: 2283 - 2008 / 5 / 16 - 03:10
المحور:
مقابلات و حوارات
كيف يمكنني أن اقنع الأطفال بأنني لا املك المال لإعطائه لهم عند توجههم إلى المدرسة ؟ وكيف نستطيع ان نسد رمقنا ورواتب الحماية الاجتماعية لا تكفي عدة أيام؟ ، بهذه التساؤلات أوجزت مواطنة عراقية معاناة أسرتها بعد غياب الرجل الحامي والمعيل ؟؟!!....
وفي ظل الأوضاع المعاشية الصعبة التي يعيشها الشعب العراقي ، تصارع الآلاف من اسر وعائلات الشهداء بصمت من اجل البقاء والحفاظ على تماسكها، ويزيد من تفاقم أوضاعها سوءا ارتفاع اسعار المواد الغذائية وتقليص البطاقة التموينية وربما يصل الأمر الى إلغاؤها , بين هذه الحالة وتلك اضطلعت مؤسسات حكومية وأهلية بانتشال هذه العوائل من الفقر والعوز الذي لحق بها بعد فقدانهم رب البيت , بعض هذه المنظمات استمرت وحافظت على موقعها بينما البعض الآخر انحسر وتلاشى لأسباب عدة منها قلة التخصيصات او انعدام الدعم , مؤسسة الشهداء العراقية أحدى هذه المؤسسات التي ساهمت وبشكل كبير في رفع معاناة البعض من ذوي الشهداء ورغم انها مؤسسة فتية لم يمر على تأسيسها عامين لكنها استطاعت ان تحتضن العديد من ذوي الشهداء وللتعرف أكثر على هذه المؤسسة وطبيعة عملها والمهام الملقاة على عاتقها كان لمؤسسة شفق هذا الحديث مع السيد فارس عمر نائب رئيس مؤسسة الشهداء
* متى تأسست مؤسسة الشهداء ؟ وما طبيعة عملها ؟ وماذا تقدم للمتضررين من ذوي الشهداء ؟
- بناء على ما أقرته الجمعية الوطنية طبقا لأحكام الفقرتين (أ- ب) من المادة الثالثة والثلاثين من قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية واستنادا الى أحكام المادة السابعة والثلاثين من قانون إدارة الدولة قرر مجلس الرئاسة بالأكثرية بجلسته المنعقدة بتاريخ 8/1/2006 إنشاء مؤسسة عامة باسم مؤسسة الشهداء ذات شخصية معنوية مستقلة واستقلال مالي وترتبط برئاسة الوزراء . ولكن التاريخ الفعلي بدأ بعد سنة من تاريخ صدور القرار أي في نهاية 2006 باشرت المؤسسة بالعمل والمؤلفة من 19 عضوا والمكونة من جميع أطياف الشعب العراقي والأحزاب العريقة التي قارعت النظام العراقي .
اما عن طبيعة عملها فقد كان الهدف من أنشاء المؤسسة هو معالجة الوضع العام لذوي الشهداء وتعويضهم ماديا ومعنويا بما يتناسب مع حجم التضحيات التي قدمها الشهداء والمعاناة التي لقيها ذويهم بعد استشهادهم وللفترة المحددة من 1968 ولحين سقوط الصنم في 2003 والعمل الذي نقوم به بتسجيل عوائل الشهداء للحصول على حقوقهم وحقوق عوائلهم وبذل كافة الجهود لإسعاد هذه العوائل ونحاول بشتى الوسائل من تقليل الظلم الذي لحق بعوائل الشهداء وهناك عدة جوانب خدمية تقدم لذوي الشهداء منها تخصيص سكن وقطع أراضي ومنح راتب تقاعدي لعوائل الشهداء ومنح الزمالات الدراسية والنقل مجاناً ومعالجة المرضى والمصابين بأمراض مستعصية ودخول عوائل الشهداء الى دورات مختصة ولهم الحق في السفر مرة واحدة في السنة على نفقة المؤسسة وبعض الامتيازات التي نسعى اليها في المستقبل بما يتناسب مع حجم التضحيات التي قدموها من اجل العراق .
* كل الخدمات والدعم المادي والمعنوي الذي يقدم لذوي الشهيد هل استطاع انصاف الشهيد ؟
أننا نستند على قوانين المؤسسة وقوانين الحكومة العراقية والمؤسسة لها لجنة خاصة هي عبارة عن سلطة قضائية في مؤسسة الشهداء وهي تتألف من خمسة عناصر يترأسهم قاضي من مجلس القضاء الأعلى وممثل من وزارة المالية وممثل من وزارة الداخلية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية وممثل من مجلس الرعايا هذه اللجنة هي التي تبت بمعاملة الشهيد وانصافه ونحن جهة تعمل وفق القانون الذي شرع من قبل الجهة التشريعية , وهناك مستمسكات مطلوبة لكل متقدم على المعاملة ومن المستمسكات اسم الشهيد وورثة الشهيد وتاريخ الاستشهاد وحجة الوفاة ونحن على ضوءها نعتمد على انصاف الشهيد واذا ثبت انه من الشهداء فعلا عند ذلك الوقت تصادق عليه لجنة خاصة وترفع بكتاب خاص الى الجهة المعنية كوزارة المالية ودائرة التقاعد
* العديد من المنظمات والهيئات التي أنشئت بعد سقوط النظام فقدت مصداقيتها ولم تحقق أية أنجازات تذكر ترضي طموح ذوي الشهداء فماذا تستطيع مؤسستكم ان تقدم لهذه الشريحة ؟
نحن في بداية أنشاء هيكلية المؤسسة ولكننا والحمد لله استطعنا فتح العديد من المديريات في كافة محافظات العراق ولدينا حاليا مديرية في البصرة والفرات الأوسط وكركوك وتكريت والموصل وبغداد وفي صدد افتتاح فروع في الأنبار بعد تحسن الوضع الأمني هناك ونحن الجهة الوحيد المرتبطة برئاسة الوزراء ولدينا قانون وأمر ديواني من رئاسة مجلس الوزراء وقانون صادر من قبل الجمعية الوطنية تثبت كل ذلك بأننا الجهة الحكومية الوحيدة التي تعني بعوائل الشهداء , والمنظمات التي تشكل حاليا هي في طور منظمات المجتمع المدني والدعم الذي يقدم لها هي دعم محدود بالنسبة لمؤسستنا فلدينا دعم وتخصيص مالي من قبل وزارة المالية ومجلس الوزراء وبدأنا بمنح كل عائلة شهيد صادقت المؤسسة على معاملته 500 الف دينار شهريا وهناك منح اخرى تمنح لهم مع ذلك اننا بصدد تقديم مكافأة مالية لعوائل الشهداء الذين يرغبون بالزواج بما يقدر ب 2500 دولار فضلا عن استحصال قطع الأراضي .
من أين تحصل المؤسسة على الدعم المادي علما أنها من المؤسسات الاستهلاكية ؟
المؤسسة لديها تخصيص مالي من قبل رئاسة الوزراء والميزانية تأخذ من وزارة المالية والمؤسسة في المستقبل تحاول ان تحصل على تمويل ذاتي ونحن بصدد بناء مشاريع استثمارية بعد موافقة الجهات المعنية في وزارة المالية ووزارة التخطيط وان شاء الله يكون هناك عن قريب انباء سارة عن نشاطات استثمارية لعوائل الشهداء .
* ما هي ابرز المعوقات التي تواجه عملكم ؟
ان المعوقات التي واجهتنا كثيرة ومنها ان الناس لم يكن لديها ثقة بعمل المؤسسة في تقديم العون والخدمات لهم والان بدأت الناس تثق بالمؤسسة بانها معتمدة من قبل الحكومة وتعمل من اجلهم كذلك الوضع الامني المتردي الذي كان يعاني منه البلد قبل عدة اشهر وصعوبة التنقل وفتح المديريات التابعة للمؤسسة في بعض مناطق العراق فضلا عن القانون الذي تعمل عليه المؤسسة والذي يحتاج الى تغيير وتعديل على بعض بنوده لكي يتلائم مع المتطلبات الحالية وسنعمل في المستقبل القريب ازالة جميع هذه المعوقات
* المواطنون يتذمرون من الروتين الذي تعتمده المؤسسات التي تعني بالشهيد فضلا عن المطالبات بالوثائق والمستمسكات الرسمية والتي غالبا ما تكون مفقودة مع الشهيد في المجازر والمقابر الجماعية انتم كيف تتعاملون مع هذا الأمر؟
- من أحدى الاشكاليات التي تواجه اللجنة الخاصة هي فقدان المستمسكات المطلوبة ولكننا اخذنا الموافقة من رئاسة مجلس الوزراء ممن لم توجد لديه المستمسكات المطلوبة يحتاج الى تأييد بلدي من مركز المحافظة او شهود اثنين يقسمون على ان الشهيد هو فعلا من المقابر الجماعية او ممن اعدمهم النظام المباد واذا ثبت ذلك فنحن نعتمد على هذا الكتاب ونصادق عليه .
* على الرغم من اضطلاع مؤسسة الشهيد بالشهداء والعمل على أنصافهم الا أن العديد من ذوي الشهداء يرون في المؤسسة أنها تحقق مصالح شخصية لأعضائها ولا تخلوا من الواسطة والفساد ؟
- هذا الكلام لا اعتقد انه منصف , ولكن استطيع ان اؤكد لك بأن المؤسسة دؤوبة ومستمرة يومياً ممثلة بمجلس الرعايا واعضائها على انجاز المعاملات وتقديم الخدمات لذوي الشهداء ولا اعتقد ان اعضائها لهم مصالح شخصية يرومون تحقيقها على حساب الشهداء ونحن لدينا موقع الكتروني وصندوق شكاوي في كافة دوائرنا ومن لديه ملاحظات نتمنى ان يقدم لنا شكوى ابتداء من رئيس المؤسسة ونائبها الى أي عضو في المنظمة ولحد الان لم نجد بشكل ملموس أي حالة فساد .
* هل هناك خطة لتطوير عمل المؤسسة ؟
- ما زالت مؤسستنا في طور التشكيل والنمو ونحن في ضوء العلاقات مع المنظمات الدولية والمنظمات المهنية الأخرى في في تطوير عمل المؤسسة ولدينا اتفاقات مع الجهات المختصة والمعاهد الخاصة لتطوير العمل داخل المؤسسة وفتح دورات التطوير ومشاركة موظفي المؤسسة في هذه الدورات وفي كافة الجوانب الخدمية والمهنية حتى يقدمون افضل الخدمات لعوائل الشهداء .
* ما آلية شمول ذوي الشهداء في مؤسستكم؟
ـ تعتمد هذه الآلية على طلب مقدم من ذوي الشهيد (احد والدي المتوفى او زوجته او أولاده وفي حالة المتوفى الأعزب يقدم الطلب من قبل احد والديه وفي حالة وفاتهم يقدم من قبل احد أخوته )
مع مجموعة من المستمسكات هي:
1- قسام شرعي لورثة المتوفى
2- صورة رسمية لشهادة الوفاة أو حجة الوفاة
3- قرار الحكم الصادر من المحكمة أن وجد ( مقتبس الحكم )
4- صورة قيد الأحوال المدنية للمتوفى وافرا أسرته مثبت فيها كافة التأشيرات .
5- في حالة عدم وجود أوراق ثبوتية للمتوفى صادرة في زمن النظام المباد على ذوي الشهداء جلب تأييد من المجلس البلدي للمنطقة التي يسكنها ذوي المتوفى ويؤيد فيها ان الاستشهاد بسبب معارضته للنظام السابق موقع من قبل شاهدين ومختار المحلة مع تثبيت هويات وعناوين الشهود وتوقيع رئيس المجلس البلدي وعضوين من أعضائه .
6- جلب شريط خلاصة الخدمة للمتوفى ان كان المتوفى من منتسبي دوائر الدولة مثبت فيها تاريخ تعيينه , عنوان الوظيفة , تاريخ الانقطاع , سبب ذلك وهل تم تسوية حقوقه التقاعدية .
7- سند العقار المصادر ان وجد او رقمه عند التعذر.
8- أية وثائق او أدلة تطلبها الجنة الخاصة.
9- مستمسكات مقدم الطلب .
10- شهادة الجنسية العراقية للمتوفى او والده او شقيقه .
11- وسند العقار المصادر ان وجد او رقمه عند المتضرر واية وثائق او ادلة تطلبها اللجنة الخاصة.
12- اضافة الى المستمسكات الشخصية لصاحب الطلب (هوية الاحوال المدنية والبطاقة التموينية وشهادة الجنسية وبطاقة السكن) ويقدمها الى المديرية التابعة لمؤسسة الشهداء في منطقتهم وبدورها ترفعها الى المؤسسة المركزية والى اللجنة الخاصة للمصادقة عليها..
* هل هناك فروع للمؤسسة في المحافظات العراقية ؟
لدين فروع في جميع المحافظات في البصرة في حي الجزائر قرب مستشفى ابن غزوان , وفي صلاح الدين في قضاء بلد ومركز صلاح الدين , وقريبا في سامراء , في ميسان حي الناصرة , وذي قار في منطقة الادارة المحلية في مركز المحافظة , وواسط مقابل مديرية التربية , والموصل حاليا في مركز الموصل ناحية برطلة , وديالى في ناحية جديدة الشط , ونحن حاليا وصلنا الى المراحل النهائية لفتح فرع في قضاء خانقين , في بغداد في مدينة الصدر منطقة جميلة وفي الكرخ منطقة الكاظمية مقابل مكتبة الكاظمية , وكركوك في منطقة التسعين قرب مركز التوظيف , وبابل في حي الماشطة , والديوانية في قائممقامية الديوانية , وكربلاء في حي النقيب والمخيم , اما الانبار فالان نحن في المراحل النهائية قريبة من مركز المحافظة , وفي المثنى هناك مركز في ناحية الحيدرية , النجف كلية الآداب...
#علاء_الكاشف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟