|
السلام عليكم ايها الفقراء -4 (الانحدار)
جواد الحسون
الحوار المتمدن-العدد: 2283 - 2008 / 5 / 16 - 07:44
المحور:
الادب والفن
الى ... عبد الله ... مع تحية واحده مهلا يا عبد الله .. فليس من صعود يبدأ من القمة فقط هو الانحدار .. التدحرج ولا شيء يبدأ منها سوى الس افق من حلمك الذي طال .. فليس من حقيقة جاهزة .. انما هو الوهم يمكن ان تجده دفعة واحدة في أي زمان وفي أي مكان . لا تتعب نفسك يا عبد الله في البحث طالما يمكنك ان تجد كل شياء الانسان المفقودة .. عين .. انف .. فم .. اذن .. كف ... قدم .. او حتى رأس .. كلها يمكن العثور عليها لكن لايمكن ان تجد الانسان !! هلا استذكرت معي زمنا ولى ..؟ كنا نبجل تجار الحقد وصناع الكلمات الموبوءة بالغدر .. جهل وتحفي .. اقدام شققها ملح الارض البور .. كنا نطرق اعتاب الموت .. نبحث عن ملك نهديه هموم الزمن المنهوب .. ننبش في اكداس نفايات بيوت الحجر المفخور .. نلملم اقذار النبلاء .. نبحث عن طرق التوبة .. هل استذكرت معي ؟ كنا جرحى نغسل نزف الجرح بفيض الدمع .. نستلف حصاد السنوات المجهولة .. قطعا ما عادت ذاكرة الناس تفيق او تستذكر سنوات الذل .. فقد نزعت من جوف الرأس سجلات القحط .. سجلات المنع .. سجلات الموت . راجع وتذكر .. لا ينبغي لك ان تنسى لغة السوط وسوق الذل المفتوح لبيع جميع كرامات الناس وبالمجان .. وكثيرا ما كنا نخسر ماء الوجه .. دعني استرسل .. استذكر واذوب .. امهلني وقتا كي تأخذ مني مخطوطات الزمن الغابر..فأنا مثلك ما عدت اطيق مواويل الصبر يا عبد الله .. عبثا نجتهد .. نبحث عن قبر آمن نخلع فيه الكلمات .. ونكسر طوق الصمت .. ونمزق رداء الماضي .. ونعري ايام الزمن الحاضر .. ونهجر انشودة البائسين .. الصبر مفتاح الفرج .. ونردد للصبر حدود .. للحزن حدود .. وللبحث حدود .. وللعمر حدود . اعرف ان طريقك اطول .. طريقك اخطر .. طريقك العن .. وقد يعترضك الجوع.. الذل .. وحتى القتل يمكن ان تجده مجاناً .. لكن هيهات ان تعترضك فرصة حظ او قطعة نقد او حتى بعض فتاة الخبز المنثور على بيوت النمل يا عبدد الله . تتعلل بالصبر ..؟ وليس لك الحق بكل الحق .. هل انت معي يا عبد الله؟ حذاري ثم حذاري ان ترسم ..اوتكتب..او تقرأ كراسا يا عبد الله..فذلك ممنوع ..ان تلبس ثوبا ورديا يعكس لون الشمس.. ان تعزف..ترقص.. تفرح..ممنوع. في آنية الماء الساخن ترمى الاجساد.. تضرب ..تسحق.. تعرى وتجوع ..ممنوع ان تشكو..ممنوع ان صوتك يعلو..ففي المدينة مقصلة عمياء تقطع كل رقاب الحب,, فيغدو الموت بلا حدود..وتكبر مقبرة الاحلام..لغة المشانق والمقاصل سائدة هناك في مدينتي التي اصبح كل شئ فيها منقوص. ان تعشق.. ان تشرب ماء المطر النازل من غيم الطيب..ان تحلم.. تتمنى ..اسف..فذلك ممنوع ممنوع..ممنوع . في ليل الحب يكون الموت كبير..تفتح زنزانات السجن.. تدخلها افواج افواج..من غنى..من صفق .. من قال تهانينا.. يدخلها تلك الزنزانات الهمجيه. ماذا بعد يا عبد الله؟ خمسون عاما مضت وانت مازلت عبدا ولا شيء سوى التعثر بالخوف .. التعثر بالقحط .. خمسون عاما " وانت تنتظر ... وترى .. (من يرتقي ليس الرجال ذوي الفعال .. بل يرتقون ذوو المقال !! يسعى الرجال الطيبون بجدهم .. ولم يفز الا الخبيث من الرجال .. والراقصون على الحبال) !! وانت يا عبد الله تدور بك الايام من حال الى حال. تمهل فما دمت على اعتاب العقد السادس !.. وامامك اكداساً .. من المهم .. واكداساً .. من الظلم .. وكما هائلاً من الصمت والصبر .. لا تتعجل فامامك اقل ما يمكن من العمر. اصهر كل خلايا العقل .. وواصل نزفك فوق الورق المصقول ..رشح من دمك الطيف الشمسي لترسم لوحات الفقر ولوحات القهر.. وبعض انين الفكر المنخور .. واياك اياك ان تجهر بالقول او الفعل فأنت بذلك .. مجنون او مقتول او .................معلول . اكتب ما شئت .. وارسم ماشئت .. واعزف حتى ينقطع الكف .. فلا احد سيقرأ.. اوينظر ..او يطرب ..ولا احد سستذكرك غير مثواك . اوصيك يا عبد الله بان لا تأمن لغدك .. لا تأمن لظلك .. لا تأمن لصدقك او لصديقك .. لا تأمن حتى لوسادة نومك .. فقط تخلى عن سمعك وبصرك ولسانك لتكون ابعد ما يمكن من اسيجة السجون الممتدة حتى اخر الحدود الارض . اعرف انك حملاً يا عبد الله .. ومصيرك مشور بين مخالب ذئب وسكاكين الجزارين الأحد من بصر ا لطيور ..
واعرف ايضاً ان الذي تشتهيه بعيد .. ليس بعداً زمنياً انما هو بعد آخر لا يعرفه سواك . عبثاً تجتهد .. عبثاً تكابر وليس لديك خيار سوى الجوع .. اضحك .. اضحك يا عبد الله ولا تدع الموت يلتهمك وانت حزين .. كن مثل ابيك وابتسم بكل اوان ..اذرف ماشئت من الدمع فهيهات ان يقايضك الزمان بشيء لان الدمع ليس قطعة نقد .. افق واتعظ يا عبد الله فان ايامك تجري .. هيا املأ جوفك بفتات الحجر الما لح ومارس كل هواك .. ارقص .. اضحك وتمتع .. دع فمك يلهو .. اصرخ واشتم من شئت بما شئت .. والعن من شئت فان الموت واحد .. فقط صفة الموت تختلف .. فأختر لنفسك الصفة التي تريد . لا ضير ولا خله في ان تبيع عباءة امك او كوفية ابيك .. اوحتى أثاث بيتك .. فأن للرغيف احكام .. وايضا في العقول اوهام..! لا تنظر الى من حولك يا عبد الله فهم ما زالوا يزفون النذر الى عميد الهة قريش .. ويضاجعون ايام العصر الوثني .. ويسامرون بني النظير . حذاري ان تلمحك عيون الاعيان وانت تضحك يا عبد الله ..ربما تسجن او تقتل اوتنفى .. او ..وهذا مؤكد.. ستنهش لحمك كلاب الاسياد . لا امل لك بشيء .. فقط ادعوا الله بان يمن عليك بنوم هانئ في القبر .. او في الحجر .. وحتى يحل يوم اجلك .. ادعوك لان تملئ جوفك ترابا بدل الخبز.. او حجرا محلى بالسم .. فان الحجر سلاح .. الحجر مأوى .. فاجعله انت رغيف !!.
#جواد_الحسون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رواية الفصول الاربعة
-
السلام عليكم ايها الفقراء_3_
-
في مهرجان بابل الثقافي ..شح علينا العذر وضاقت بنا الحيّل!!
-
في مهرجان بابل الثقافي شح علينا العذر وضاقت بنا الحيل
-
رفعة الرأس بابل
-
السلام عليكم ايها الفقراء _2_ سمكة في محيط الحلف الاطلسي
-
نهايات مغلقة
-
السلام عليكم ايها الفقراء ( 1)
-
آمال جمهورية الأطفال
-
تربية الطفل
-
نصل الشيطان
-
الريل وحمد
-
العصا والحمار / قصة قصيره
-
مسمار حذوة الفرس
-
ليلة العيد قصة قصيرة
-
هل يتعلم الكبار من حرص الصغار....( رؤية في أروقة مؤسساتنا )
-
ثقافة الطفل العربي ....في عالم الميديا
المزيد.....
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|