أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - كاظم حبيب - حوار مع الدكتور خير الدين حسيب عن -مصير الأمة في ميزان عراق 2004!-النظرة القومية الجامدة للمتغيرات الجارية على الصعيدين الإقليمي والعالمي















المزيد.....



حوار مع الدكتور خير الدين حسيب عن -مصير الأمة في ميزان عراق 2004!-النظرة القومية الجامدة للمتغيرات الجارية على الصعيدين الإقليمي والعالمي


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 708 - 2004 / 1 / 9 - 06:46
المحور: مقابلات و حوارات
    


نادرة هي المقالات التي يكتبها الزميل الدكتور خير الدين حسيب, ولهذا قرأت بإمعان مقالته الأخيرة التي نشرت في المستقبل العربي تحت عنوان "مصير الأمة العربية في ميزان عراق 2004 – المتغيرات السياسية في الملف العراقي. حالما انتهيت من القراءة المتأنية للمقال حاولت تلخيص أفكاره الأساسية لتشخيص دقيق لما يسعى إليه أولاً, والحوار معه بشأنها ثانياً. وكانت الخلاصة ما يلي:
• إن الولايات المتحدة التي تحكم من قبل المحافظين الجدد تسعى إلى فرض هيمنتها على العالم والسيطرة على نفط العراق والخليج والشرق الأوسط وأفريقيا, وكذلك نفط القوقاز وقزوين.
• وأن مصير الانتخابات الأمريكية وتجديد رئاسة جورج و. بوش مرتبطة بمدى النجاحات أو الانتكاسات التي ستتعرض لها الولايات المتحدة في العراق والاقتصاد الأمريكي وفي أفغانستان.
• ولهذا يتطلب العمل من أجل دعم المقاومة العراقية, إذ أنها قادرة لوحدها على لجم المعتدين وطردهم من الأرض العراقية وتحرير العراق, رغم البؤس والاهتراء الذي يعيش فيه العالم العربي.
• وأن اعتقال صدام حسين أصبح معضلة للولايات المتحدة ومحنة كبيرة بدلاً من أن يكون رحمة لتجديد رئاسة جورج و. بوش.
• وأن الولايات المتحدة تسعى اليوم إلى تشكيل حكومة عميلة لها في العراق بدلاً عن ما يسمى اليوم بمجلس الحكم الانتقالي تقبل بإقامة قواعد عسكرية أمريكية لها في العراق.

وفي هذا المقالة تجنب السيد الدكتور خير الدين حسيب الإشارة إلى عدد من المسائل الجوهرية التي لا مناص من وضع اليد عليها لأنها ذات أهمية في الحوار الذي أسعى إلى خوضه معه ومع من يتبنى وجهة نظره من القوميين العرب.
1. لم يتطرق الدكتور حسيب إلى طبيعة النظام العراقي المخلوع الذي ساد فترة 35 عاماً في العراق وعرض البلاد إلى استبداد شرس ومرير, كان هو أحد ضحاياه في بداية مجي طغمة صدام حسين إلى السلطة في تموز من عام 1968 ثم تحول بقدرة قادر إلى أحد المدافعين عن هذا النظام في فترة أخرى.
2. كما لم يتطرق الكاتب إلى مسؤولية النظام العراقي وصدام حسين شخصياً بصدد ما جرى في العراق وللعراق خلال العقود المنصرمة وخاصة بعد شنه الحرب ضد إيران وغزوه الكويت وتوريط العراق بحرب الخليج الثانية والحصار الاقتصادي وأخيرا مساهمته في التمهيد الفعلي لاحتلال العراق بالحرب الأخيرة (القادسية وأم المعارك وأم الحواسم) وفقدانه للسيادة والاستقلال الوطني تماماً, علماً بأن العراق كان قد فقد استقلاله وسيادته الوطنية منذ سنوات عديدة حتى قبل سقوط بغداد الدراماتيكي في التاسع من نيسان من عام 2003 عندما هرب القائد التاريخي والقيادة الرائدة والقادة والقاعدة على حد سواء من المعركة. ولم يتطرق أيضاً إلى مسؤولية النظام في تعميق الصراع في المنطقة العربية بعد احتلاله الكويت وتأثيره السلبي حتى على فكرة الوحدة العربية وزيادة تمزيق الموقف العربي إزاء الأحداث. 
3. ولم يتطرق الأخ الفاضل إلى المجازر الدموية التي نفذها النظام العراقي على امتداد حكمه ضد الشعب الكردي والأقليات القومية وضد عرب الجنوب والوسط وضد الأكراد الفيلية, وكذلك الهجرة القسرية التي نفذها ضد مئات الآلاف من العراقيات والعراقيين ودفعه إلى إيران, وكأنهم ليسوا عراقيين أو بشراً ينبغي أن يحترم الإنسان كرامتهم, وأنزل المزيد من الاضطهاد لمن من تجرأ واحتج على اضطهاد وظلم وقتل هؤلاء الناس.
4. ولم يتطرق الزميل إلى ما تعرضت له العشائر والقوى العراقية في منطقة شمال غربي بغداد خلال السنوات الأخيرة من تجاوزات كبيرة أدت إلى هروب عدد كبير من مساعديه في الجيش والاستخبارات العسكرية والسلك الدبلوماسي وأجهزة الدولة الأخرى إلى الخارج والنجاة بجلودهم خشية غضب الدكتاتور عليهم وخوفاً من مزاجه السادي ونرجسيته التي بلغت حد الخطيئة. 
5. كما لم يتطرق ولو بكلمة واحدة إلى دور القوى القومية العربية, وخاصة التيار الذي يقوده في الحركة القومية, في دعم النظام العراقي وعملياً في تشجيعه على السير في الطريق الخطر الذي سار عليه منذ الحرب العراقية - الإيرانية وتشجيعه على إنتاج أسلحة الدمار الشامل واحتلال الكويت ...الخ, ودور بعض القوميين العرب في بغداد ومن أتباع تياره الفكري والسياسي في وضع البرامج الاقتصادية لتحقيق وحدة العراق والكويت حتى قبل البدء باحتلال الكويت وفي أثناء التحضير لذلك الاحتلال.
إن ما أشير إليه في أعلاه يؤكد بأن مقال السيد الدكتور خير الدين حسيب, كما أرى, يتسم بما يلي:
• فقدان الموضوعية والتوازن في رؤية الواقع العراقي على امتداد العقود المنصرمة والعواقب المأساوية والكارثية التي ترتبت عن وعلى سياسات النظام الاستبدادي المطلق.
• استمرار عجز الفكر القومي اليميني الذي يمثله السيد حسيب عن الرؤية الواقعية للأحداث وعن واقع الأمة العربية وعن طبيعة الصراعات الدائرة في المنطقة وبالتالي عن ميزان القوى الراهن في العالم والمنطقة.
• وأن الدكتور حسيب لم يعد قادراً على رؤية الأمور بعينين مفتوحتين وبالاتجاهين, بل بعين واحدة وباتجاه واحد لا غير!     
ويبدو لي بأن هذه هي إحدى إشكاليات التيار القومي العربي عموماً والتيار الذي يمثله الدكتور خير الدين حسيب بشكل خاص, وهو الذي قاد الدول العربية إلى الوضع الذي هي فيه, كما يمكن أن يقودنا إلى عواقب وخيمة أخرى أن استمر على هذا النهج غير العقلاني والمفصول عن الواقع العربي والعالمي.
لنبدأ الآن بمناقشة مقالة السيد الدكتور حسيب.
قلة قليلة تلك التي لا تعرف طبيعة واتجاهات السياسات الأمريكية إزاء العالم العربي وإزاء القضية الفلسطينية وإزاء العراق أيضاً. وقلة أيضاً تلك التي لا تعرف شيئاً عن استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة والعالم, وبالتالي فأن الغالبية العظمى من شعوب المنطقة تدرك رغبة الولايات المتحدة في الهيمنة على العالم ودفع عملية العولمة الموضوعية لتتماشى مع سياساتها العولمية وتحقيق مصالحها. وقد صدر بشأن ذلك الكثير من الكتب والدراسات والمقالات على الصعد العربية والإقليمية والدولية. وشاركت من جانبي في إنجاز كتاب هو الآن تحت الطبع في دار الكنوز الأدبية ببيروت تحت عنوان "العولمة من منظور مختلف", كما كتبت سلسلة من الدراسات والمقالات عن الوضع في العراق قبل الحرب, حيث رفضت الحرب كوسيلة لحل المعضلات وبلورة الأهداف الكامنة وراء رغبة الولايات المتحدة بشن الحرب في العراق وتقديم ذلك نموذجاً لحروب وقائية قادمة, إضافة على استراتيجيتها في المنطقة والعالم. كل هذا وغيره معروف جيداً للغالبية العظمى, ويعرف القسم الأعظم من شعوب العالم بأن النفط الخام والغاز الطبيعي والموارد الأخرى في المنطقة وأسواق هذه الدول والاستثمارات الممكنة فيها هي التي تدفع بالولايات المتحدة للهيمنة عليها, إضافة إلى الأهداف السياسية والاجتماعية والعسكرية الأخرى.
ولكن أليس من حقنا أن نطالب السيد الدكتور حسيب الإجابة عن الأسئلة عن الأسئلة التالية وبكل وضوح وصراحة: من هو الذي ساعد بسياساته الاستبدادية وغير العقلانية والعدوانية إزاء المجتمع والدول المجاورة على تأمين الغطاء الذي كانت تبحث عنه الولايات المتحدة لشن حرب الخليج الثانية والثالثة؟  ومن هو الذي قدم المنطقة على طبق من ذهب هدية للولايات المتحدة, بحيث أصبحت المهيمن الفعلي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً على منطقة الخليج ومنطقة الشرق الأوسط بشكل كبير جداً منذ أن بدأ حربه المجنونة ضد إيران ولكن بشكل خاص بعد غزوه الكويت وحرب الخليج الثانية؟ ومن هو الذي ساعد صدام حسين على الاستمرار بسياساته هذه عبر بيانات المؤتمر القومي العديدة وقدم له الدعم في مسيرته نحو إنتاج أسلحة الدمار الشامل, ومن أيده في حربه ضد إيران وعند احتلال الكويت وبارك الغزو باعتباره خطوة بالاتجاه الصحيح نحو الوحدة العربية؟ ومن سافر إلى زيارة صدام حسين واللقاء به رغم احتجاج القوى السياسية الديمقراطية العراقية؟ ومن الذي سكت عن كل الجرائم التي ارتكبها النظام العراقي طيلة عقود ثلاثة دون أن ينبس ببنت شفة خشية أن تمتد يد الثورة الطويلة إليه, وشنع واستفز من حاول من على المنابر العربية فضح النظام الدموي وسياساته في العراق خشية قطع الدعم أو الحوار مع النظام؟ ومن أصدر البيانات إلى الأمة باسم المؤتمر القومي العربية تأييداً لصدام حسين ونظامه؟ لا يجد الإنسان في مقال الدكتور خير الدين حسيب الجواب الشافي عن هذه الأسئلة ولا حتى الإشارة إليها!
لم يتحدث الزميل الفاضل عن الدكتاتور صدام حسين, بل عن صدام حسين, وكأنه كان يريد أن يقول الرئيس صدام حسين, كما فعل زميل له في المؤتمر القومي في بغداد في مقابلة له مع إحدى الفضائيات العربية بعد سقوط نظام الدكتاتور صدام حسين, وهاجم من يحاول التجاوز على "الرئيس صدام حسين" في الصحف العراقية. أدرك الخشية على النفس من مثل هذه التصريحات خاصة وأن صدام حسين لم يكن قد اعتقل بعد, ولكن ما السبب في استخدام هذه اللغة الدبلوماسية في الوقت الحاضر مع شخصية عاثت في البلاد فساداً وقتلاً وتدميراً لأجيال عديدة قادمة, إن لم يكن توافق الأفكار والسياسات والمصالح؟ ويبدو لي بأن كل ما قام به المؤتمر القومي برئاسة الدكتور خير الدين حسيب قبل ذاك وفي التسعينات من القرن الماضي لم يكن كافياً لدعم صدام حسين, بل عقدت مجموعة كبيرة من القوميين العرب من تيار الدكتور خير الدين حسيب, وليس كلهم, الدورة الحادية عشر لمؤتمرها القومي في بغداد في الفترة الواقعة بين 13 - 19 أيار/مايو1200". [راجع: بيان إلى الأمة, البيان الختامي للمؤتمر القومي الحادي عشر. ص 1, شبكة الإنترنيت www.arabnc.org]. وكان الدكتور حسيب عضواً في الأمانة العامة لهذه الدورة وأمين عام سابق للمؤتمر القومي وأدار بعض اجتماعات هذه الدورة ومنها تلك الجلسة الممقوتة التي نقلت عبر الفضائية العراقية وغيرها من الفضائيات, حيث استضاف المؤتمرون طارق عزيز المساعد الأيمن للدكتاتور صدام حسين, والمسوق الدولي والإقليمي والعربي لنظامه, للحديث عن العراق ودوره السياسي ومواقفه وتبرير سياساته الدموية وتلك التي عرضت العراق فيما بعد إلى الواقع الذي يعيش فيه العراق. والغريب في الأمر كله أن الدورة الحادية عشرة للمؤتمر القومي سجلت في بيانها إلى الأمة النص التالي, إلى جانب نصوص كثيرة أخرى تحدثت عنها في مقالات سابقة:
"وجدد المؤتمر قناعته بأن  استهداف العراق بالحصار والعدوان هو استهداف لموقفه المبدئي من الصراع العربي الصهيوني والرافض لكل التسويات القائمة ولتوجهه الوحدوي ، ولإصراره على بناء قوة ذاتية مستندة إلى تنمية مستقلة، والى عمق علمي وتقني". (خط التشديد من عندي, ك. حبيب) ومن نافل القول أن أشير هنا إلى أن عدداً غير قليلٍ ممن حضر هذا المؤتمر كان على قناعة تامة بزيف هذا النص وابتعاده الفعلي عن حقيقة وطبيعة وسياسة صدام حسين وسلوكه المراوغ ومحاولته الاستفادة من القضية الفلسطينية لتعبئة الرأي العام العربي لا حول القضية الفلسطينية العادلة, بل حول شخصه وكأنه البطل العربي المغوار على شاكلة سرجون الأكدي, الذي جلب ما يقرب من أربعين ألف يهودي أسيراً إلى بابل, وكأن في العمل الأخير مفخرة لذلك القائد المستبد أيضاً, وليس ظلماً وقهراً لحق باليهود حينذاك, وكأنه كان يريد أن يوهم العرب بأنه القادر على كلب أضعاف هذا العدد أسرى إلى العراق وتحرير فلسطين!
أعرف تماماً بأن الدكتور خير الدين حسيب, وهو عضو في المنظمة العربية لحقوق الإنسان, وكان أحد مؤسسيها في بداية الثمانينات من القرن الماضي, مطلع على المجازر التي ارتكبها الدكتاتور وطغمته في العراق طيلة العقود المنصرمة, وأعرف تماماً أنه يعرف مدى الإهانات وصنوف التعذيب النفسي والجسدي التي كانت توجه للسجناء والمعتقلين في دهاليز النظام, ومنها قصر النهاية حينذاك, حيث كان الدكتور نزيلاً فيه وضيفاً عانى من التعذيب ما عاناه على أيدي أجهزة الأمن والعلاقات العامة في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي كان صدام حسين مسؤولاً عنها مباشرة, ولهذا فمن غير المعقول أن يكون أمراً طبيعياً واعتيادياً لرجل مثل الدكتور خير الدين حسيب يعمل في المنظمة العربية لحقوق الإنسان, ولكنه في الوقت نفسه يمجد الدكتاتور ونظامه بالطريقة التي وردت في أعلاه وبكثير من المدح الوارد في البيان المذكور من خلال وضع اسمه وتوقيعه تحت ذلك البيان وغيره من البيانات الموجهة إلى الأمة. لقد نُشرت مئات الوثائق عن جرائم النظام ضد الشعب الكردي واستخدام الأسلحة الكيماوية والتهجير القسري لمئات الآلاف من العرب والأكراد الفيلية, وساهمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في نشر البعض من ذلك, دون أن يعبر المؤتمر القومي في كل مؤتمراته التي امتدت بين عام 1990 و2003, ولو بكلمة واحدة عن هذه الحقيقة والاحتجاج ضد المجازر التي ارتكبت بدم بارد ضد الشعب الكردي الذي يشارك العرب وغيرهم الوطن والمصير, إن كان المؤتمر القومي يريد حقاً الحفاظ على وحدة هذا الوطن العراقي ووحدة المصير!

ليس غريباً أن تقوم الولايات المتحدة وغيرها بنشاط واسع وحروب من أجل تحقيق مصالحها, وهو ليس بالأمر الجديد على الإمبراطوريات القديمة والجديدة, إذ كانت كلها تركض وراء الحصول على المستعمرات ومزيد من الأراضي التي تخضعها لسيادتها, ولكن الغريب هو أن لا تقوم النظم العربية والقوى السياسية في الدول العربية بما يساعد على مواجهة ذلك قبل وقوعه من خلال إزالة الأسباب الحقيقية التي يمكن أن تؤدي إلى تلك العاقبة. فلو شارك كل القوميين العرب بمقاومة النظام العراقي لما وصل الحال بالعراق إلى الوضع الذي هو فيه الآن. إلا أن التيار القومي المقصود قام بعكس ذلك تماماً, إذ قدم الدعم له, وبذلك دفعه, أدرك ذلك أم لم يدركه, إلى ارتكاب المزيد من الحماقات والجرائم وقاد البلاد إلى المصير الذي نحن فيه اليوم, إلى احتلال العراق وفقدان الاستقلال والسيادة الوطنية. وليس فينا من يعرف تماماً متى سيكون في مقدور الشعب العراقي التخلص من هذا الاحتلال. ولكني على ثقة تامة بأن الشعب العراقي قادر على التخلص من الاحتلال بعد سقوط النظام, تماماً كما تخلص قبل ذاك من الاحتلال والاستعمار البريطاني, وأملي أن يكون قريباً وعلينا أن نعمل جميعاً من أجل ذلك, ولكن بالأسلوب القادر على إنجاز هذه المهمة, وليس بالطريقة التي يسعى إليها الإرهابيون والمخربون في العراق حالياً.
 
لم يخف على المتتبعين لمقالاتي ومواقفي بأني رفضت الحرب بصرامة وحزم كبيرين واعتبرت إشعالها مخالفة صريحة للقانون الدولي وتجاوزاُ على ميثاق الأمم المتحدة ودور وقرارات مجلس الأمن الدولي ولائحة حقوق الإنسان وعودة خطرة إلى قانون الغاب والتوحش الرأسمالي اللبرالي الجديد, وكتبت عشرات المقالات وألقيت المحاضرات وشاركت في ندوات تلفزيونية لفضح الأهداف والغايات السياسية والاقتصادية والعسكرية العولمية وراء الحرب التي كانت حينذاك محتملة جداً. ولكني في الوقت نفسه قمت بفضح النظام الدكتاتوري ودعوت إلى تخلي الدكتاتور صدام حسين عن الحكم وساندت بالتوقيع على البيان الذي أيد اقتراح الشيخ زايد آل مهيان بتخلي صدام عن الحكم من أجل تجنيب العراق المأساة الراهنة. وكان صدام يدفع باتجاه معركة أم الحواسم القاتلة. وقمتم يا زميلي الفاضل بالجزء الأول فقط من جانب, وشجعتم من الجانب الثاني النظام العراقي على السير في غيه المشؤوم للوصول إلى الحالة التي نحن فيها الآن. لقد سيطرت عليكم نزعة القومية النرجسية والولاء العشائري القائل أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. وكنتم ضمن من تسبب بمأساة وكارثة جديدة في عالمنا العربي, واليوم ترمون باللوم على الشعب العراقي وقواه السياسية الوطنية التي ناضلت طوال عشرات السنين ضد الدكتاتورية وقدمت التضحيات الغالية ووقف بعضها ضد الحرب أيضاً, في حين كانت مساومة وتشجيع قيادة تياركم للنظام العراقي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار, والدليل على ذلك يجده الإنسان في بيانات الأمة منذ عام 1990 حتى الوقت الحاضر وفي الكثير من مقالات مجلة المستقبل العربي التي أنتم رئيس تحريرها ويشرف مركز دراسات الوحدة العربية على إصدارها, وأخيراً يجد المتتبع الدليل في مقالكم الذي أناقشه الآن أيضاً وبما يقتل الشك باليقين.

كم كان بودي أيها الزميل أن تدركوا ولو لمرة واحدة أن عالمنا المعاصر قد تغير كثيراً وأنكم لن تصلوا إلى أهداف غير منسجمة مع الواقع القائم وأن المزايدة على الشعارات لن تقود إلا إلى ضياع فلسطين كلها, كما ضاع أكثر من نصفها بسبب شعار "رمي إسرائيل بالبحر", فلم تكن النتيجة إلا خسارة ما يزيد على 50 % من الأراضي التي كانت وفق قرار التقسيم لعام 1947 جزءا من الأرض الفلسطينية (لم يبق منها لفلسطين العربية سوى 22 % من أصل أرض فلسطين), حتى هذا المتبقي مليء بالمستوطنات اليهودية التي كلها غير شرعية, إضافة إلى عملية التجزئة المستمرة لهذا القسم بالصورة التي يصعب معها وجود دولة فلسطينية مستقلة, وهو ما تسعى إليه إسرائيل. أعرف, كما تعرفون ويعرف القسم الأكبر من العالم, بأن هناك خطة استعمارية لتصفية القضية الفلسطينية, ولكن هل من واجبنا وعبر أساليب عملنا وشعاراتنا تشجيع هذه الجهود ومساعدتها وتسهيل تحقيق أهدافها الاستعمارية والاستيطانية في فلسطين وربما في غيرها من البلدان العربية مثل سوريا ولبنان؟ وهل من الصحيح والمعقول أن تساندوا العمليات الانتحارية ضد المدنيين في إسرائيل التي تقابل بمزيد من العمليات الإجرامية لحكومة شارون العنصرية ضد المدنيين من الشعب الفلسطيني, وبالتالي يتحول الرأي العام العالمي من تأييده للقضية الفلسطينية إلى التعاطف مع الإسرائيليين الذين استهدفتهم العمليات الانتحارية. وأدرك تماماً بأن هذه العمليات الانتحارية تثلج صدور القوى العنصرية والعدوانية في المجتمع الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية لأنها تسمح لها برفض السلم وتجاوزه لابتلاع كل فلسطين تدريجاً. فهل علينا أن نقف ضد هذا المشروع, أم نسانده دون وعي بما يجري حولنا. وهل ينفعكم في شيء تأييد هذه العمليات الانتحارية ضد الطبيعة الإرهابية, أم هو إصرار إعادة إنتاج الخطأ على طريقة العزة بالإثم؟
   
تتحدثون أيها الزميل الفاضل بلغة سياسية مجوفة أكل الدهر عليها وشرب, لغة الخطاب السياسي لخمسينيات القرن المنصرم, وهو خطاب معروف بالنسبة للتيار القومي الذي تمثلونه ويعبر عن نرجسية قاتلة, تماماً كما كانت القوى الماركسية تتحدث به في تلك الفترات, وأنا منها. وأشير بذلك إلى مسالتين: هما: اتهام الجميع بالعمالة للقوى الاستعمارية, ومنها الولايات المتحدة حالياً. فهل يصمد اتهامكم هذا مع الواقع القائم في العراق؟ من هي غالبية القوى التي تتعامل مع الولايات المتحدة في العراق حالياً؟ وما الهدف وراء هذا التعامل؟ هل أجزنا لأنفسنا ونحن ندرس تاريخ العراق تخوين  جميع العراقيين الذين اضطروا على التعاون في السنوات الأولى من هيمنة البريطانيين على العراق في أعقاب الحرب العالمية الأولى حتى بعد تشكيل الدولة العراقية وإنجاز وضع الدستور مع البريطانيين, أم كان لا بد من ذلك في أعقاب فشل ثورة العشرين وانتفاضة الشيخ محمود الحفيد في السليمانية لإنهاء احتلال العراق؟ وعندما بدأت بريطانيا بوضع معاهدة 1930 رفضها الوطنيون من العراقيين واقرها المتحالفون عضوياً مع بريطانيا. هل يحق لأتباع المؤتمر القومي أن يخوّنوا هذه الجمهرة الواسعة وغالبية أعضاء مجلس الحكم الانتقالي والحكومة المؤقتة وأن يتهمونهم بشتى التهم ويقذفونهم بشتى النعوت دون وجه حق, لأنهم يسعون إلى إنهاء الاحتلال بأسرع وقت ممكن, ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: السادة الدكتور عدنان الباججي ونصير الجادرجي وحميد مجيد موسى والدكتور مهدي الحافظ والدكتور عبد الأمير العبود أو الدكتور إبراهيم الجعفري أو الدكتور محمد بحر العلوم والدكتور إبراهيم بحر العلوم, أو الأخوة الأكراد السادة مسعود البارزاني وجلال الطالباني والدكتور محمود عثمان وهوشيار زيباري ...الخ؟ أنتم على غير حق, وأرجو أن تعيدوا النظر بموقفكم.
أما المسالة الثانية, فهي ابتعادكم عن الواقع والغوص في أحلام الماضي والحنين القاتل إليه الذي لن يقربنا من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والوحدة العربية قيد أنملة واحدة, بل يبعدنا عنها وعن مسيرة العالم الديمقراطية. أنتم, كما أرى تعيشون الماضي في الحاضر فيضيع عليكم الحاضر والمستقبل, إذ أن عبر الحاضر نبني المستقبل. وأرى بأن من الظلم بحق هذه الجمهرة, رغم عدم سعتها, التي تعمل معكم أن تدفعوا بها إلى حالة الجمود الفكري والسياسي الذي يعاني منه تياركم الفكري والسياسي المتيبس.
 
لقد أجبرت الحياة كل التيارات الفكرية والسياسية على إعادة النظر بأفكارها وسياساتها, بمن في ذلك الحزب الشيوعي العراقي أو بعض القوى السياسية الإسلامية المعتدلة وبعض القوى الوطنية الأخرى وبعض التيارات القومية التقدمية, إلا تياركم الذي لا يفكر إلا بطريقة الخمسينات ويخسر المزيد من المواقع ولكنه يبقى متشبثاً بما لا ينفع الناس, بل بما يلحق الضرر بهم على المدى القريب والبعيد, ولكنه يبقى يعتقد بأنه المنتصر في نهاية المطاف. وهذا الأمر يشمل أيضاً موقفكم الجامد والغريب من حقوق القوميات والأقليات القومية في هذه المنطقة من العالم. ومن لا يحترم بالقوميات الأخرى ومن لا يقر لها حقوقها لا يحترم قوميته ولا يمنحها الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان تماماً كما فعل صدام حسين ورهطه.

تدعون في مقالتكم إلى تشديد المقاومة ضد الوجود الأمريكي والأجنبي في العراق. ولكنكم تدركون جيداً بأن هذه العمليات التي تتوجه بشكل خاص ضد العراقيات والعراقيين بشكل مباشر لا تقوم بها سوى بعض القوى البعثية من أيتام النظم السابق وجماعات من قوى الإسلام السياسي المتطرف والطائفي المتزمتة والمتوحشة, سواء أكانت من أتباع أنصار الإسلام أم من القاعدة أم من الجهاد الإسلامي, ومن بعض القوميين الشوفينيين الذين دُفعوا إلى العراق قبل حرب الخليج الثانية وما زالوا هناك يمارسون التخريب والإرهاب. وقد ألقي القبض على العديد منهم في الأشهر المنصرمة. إن هذه "المقاومة" لا حظ لها من النجاح وستنحسر آجلاً أم عاجلاً, إذ أن من الأفضل لقوى التيار القومي ولبقية القوى السياسية العراقية الانخراط مع بقية القوى الوطنية العراقية للعمل بسبل سلمية وديمقراطية أخرى من أجل إعادة الاستقرار وإنهاء الاحتلال واستعادة العراق لاستقلاله وسيادته الوطنية التي ضيعها النظام السابق واستكمل ضياعها في الاحتلال الأخير. أنا واثق جداً, ومعي النسبة الأكبر من نساء ورجال العراق, بإمكانية استعادة الاستقلال والسيادة الوطنية للعراق, إن بذلنا الجهد المشترك حالياً لمواجهة الأوضاع الجديدة بأساليب وأدوات أخرى غير المستخدمة من جانب قوى الإرهاب والتخريب حالياً, خاصة وأن الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي يساندان هذه الجهد ويوفران له الدعم والتأييد المناسبين, ولكن لم ولن يدعما أعمال الإرهاب والتخريب والقتل المستمرة حالياً في العراق.       

إن من الظلم بمكان أن تطلقوا على المجموعة التي كان يقودها صدام حسين في أجهزة أمنه ومخابراته وفدائييه وبعض قوى حرسه القومي بالمقاومة القومية والوطنية, إذ أن هذه الجماعات قد ارتكبت من الجرائم البشعة بحق الشعب العراقي ما يندى له جبين الإنسان الشريف والمخلص لشعبه ووطنه, وهي التي مزقت وحدته الوطنية ومرغت بالتراب كرامته وأعادت للبلاد العصبية القبلية والطائفية والإقليمية الضيقة ودمرت كل ما هو خير وطيب في المجتمع العراقي, وما أعمالهم الآن إلا استمراراً لما قاموا به قبل ذاك. أعرف أيضاً بأن هناك بعض العناصر التي تقوم بمثل تلك الأعمال بدافع العداء للاحتلال, وليس البكاء على الحكم المفقود, ولكن هؤلاء قلة أولاً, وثانياً كانت بعيدة عن ظلم النظام وقسوته إزاء الشعب العراق, أو أنها مخدوعة, رغم إخلاصها باستخدام أساليب يمكنها أن تطيل أمد الاحتلال.       

اسمحوا لي إيها الزميل أن أطرح عليكم السؤال التالي: ألم يكن الشعب العراقي, بكل قومياته وأديانه ومذاهبه وقواه السياسية الوطنية والمعارضة, يعيش في دولة الاستبداد المطلق والحكم الفرد الدكتاتور وفي السجن الكبير, وفي دولة الأمن والاستخبارات والقمع الدموي, في دولة العنصرية والشوفينية المقيتة؟ ألم يكن الشعب العراقي يعيش في مستنقع حقيقي باسم القومية العربية ووحدة العراق؟ ألم يمرغ جبين الشعب العراقي, صاحب أول وأعرق أو أقدم حضارة بشرية معروفة حتى الآن, بالتراب والوحل؟ وهل تعتقدون حقاً بأن الولايات المتحدة تعيش اليوم في مستنقع عراقي, بسبب قتلاها الذين بلغ عددهم ما يقرب من 500 شخصاً, بما في ذلك قتلى الحرب الأخيرة؟ أنا لا أرى ذلك, وأعتقد أن هذه الطريقة في المبالغة هي التي تحلمون بها, وهي التي كان يمارسها صدام حسين إذ يحول الانكسار إلى انتصار ويعيش في حلم كابوسي لا قرارا له تحت ثقل نرجسيته المقيتة. وهذا يعني أنكم لا تريدون رؤية الواقع, وهذا لا يعني بأن القادة الأمريكيين الشماليين لا يواجهون مصاعب في العراق نتيجة الأخطاء الفادحة التي ارتكبوها وما زالوا يرتكبونها في العراق, والتي كتبت عنها الكثير من المقالات في الأشهر الأخيرة ونشرت على نطاق واسع في العراق وفي شبكة الإنترنيت. إن العراق لن يتحول إلى فلسطين أخر, لأن الشعب العراقي تخلص من كابوس رهيب بقى جاثماً على عقول وصدور العراقيات والعراقيين طوال 35 عاماً. إلا أن العراق يمكن أن يتحول إلى مستنقع للمحتلين الذين اسقطوا صدام حسين, إذا ما رفضوا الرحيل من العراق وفق الاتفاق الذي تم عليه في مجلس الأمن الدولي ووفق رغبة العراقيين وإرادة أحزابه الوطنية. عندها ستكون المقاومة على مستوى الشعب كله وليس من خلال حفنة من المخربين والإرهابيين الذين أرعبوا الشعب العراقي قبل غيره من القوات الأجنبية. وأن بعض المخلصين الذين يعتقدون بصواب ما يقومون به سوف يجدون أنفسهم في وضع لا يحسد عليه ما دام الشعب بعيداً عنهم ولافظاً ورافضاً لهم. 

تشير أيها الزميل الفاضل في مقالتك إلى الهدية التي قدمها رئيس ليبيا معمر القذافي إلى الولايات المتحدة عندما تنازل عن الاستمرار بإنتاج أسلحة الدمار الشامل طوعاً وقرر تدميرها والكف عن محاولة الحصول عليها أو إنتاجها. اعتقادكم, كما أرى, ليس صحيحاً, إذ أنكم تعتقدون بأنه كان أمام أكثر من خيار واحد, وأنه لم يكن مجبراً على الإقدام على هذه الخطوة العاقلة. الصحيح, كما أرى, أن القذافي كان أمام أحد أمرين لا ثالث لهما بعد كل الذي حصل للنظام وصدام حسين في العراق:
الأول: زوال حكمه ويكون مصيره مصير سابقه صدام حسين, وكلاهما دكتاتوراً على طريقته الخاصة, إذا ما أصر على الاحتفاظ بأسلحة الدمار الشامل؛
والثاني: التخلص من أسلحة الدمار الشامل في سبيل الاحتفاظ بالحكم, خاصة وأن الولايات المتحدة كانت وما تزال غير مهتمة جدياً بحقوق الإنسان في ليبيا, بل غالباً ما استخدمتها كأداة في تنفيذ سياساتها. وبالتالي ستسقط جميع التهم الكبيرة الموجهة للقذافي ونظامه في ما يخص دعم الإرهاب الدولي أو قتل الكثير من قوى المعارضة السياسية والسجون التي فرغها من سجناء الرأي والعقيدة بطرق العقيد القذافي وأجهزته الخاصة المشابهة لطرق صدام حسين. وكان الدكتاتور راغباً في الحكم, ولكن تطلع الشعب الليبي نحو الحرية والديمقراطية والتنمية التي لم يقدمها له نظام القذافي ما يزال قائماً, وعلى الشعب الليبي أن يتصرف في مواجهته بالطريقة التي يراها مناسبة. إن التخلص من أسلحة الدمار الشامل, التي كلفت الشعب الليبي المليارات من الدولارات الأمريكية, هو مكسب للشعب الليبي كما أنه مكسباً للمنطقة, إذ أنها سوف لن تكلفه الكثير من المليارات الأخرى لو كان النظام قد احتفظ بها وحاول تطويرها وإنتاجها. لقد دافعتم يا زميلي الفاضل عن هذا النظام طويلاً باعتباره نظاماً قومياً وقريباً من أفكار وتطلعات وممارسات الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر, ولكن القذافي لا يختلف عن بقية المستبدين والطغاة والبغاة على شعوبهم في المنطقة ولا يختلف عن أي مستبد آخر على هذه الأرض.
إ
ن عملية التغيير الديمقراطي في المنطقة العربية وفي عموم منطقة الشرق الأوسط ينبغي لها أن تبدأ ومن خلال نضال شعوبها, إذ أنها الطريقة الوحيدة التي تتكلل بالنجاح, وعليكم المشاركة مع بقية القوى الوطنية في إسناد هذا النضال وليس تأييد هذا النظام أو ذاك في الدول العربية التي كان ولا زال حكامها يمارسون القمع والإرهاب ضد شعوبها وضد القوى السياسية فيها. إن مطالبة شعوب العالم باستعادة العراق لسيادته أمر سليم ويفترض مساندته وهو ما يفترض أن يتحقق بأسرع وقت ممكن, ولكن شعوب العالم لم تكن مؤيدة لنظام القمع والإرهاب في العراق, كما فعلتم أنتم في المؤتمرات القومية المتتابعة منذ عام 1990, ولهذا فحركة الشعوب قبل وبعد الحرب كانت ضد الحرب والاحتلال من حيث المبدأ أصلاً, ولم تكن بأي حال إلى جانب الاستبداد والقمع والعنصرية التي مارسها النظام في العراق. وعلى حركة السلام والحركة المناهضة للحرب والحركة المناهضة لسياسات العولمة تقع مسؤولية ومهمة النضال لمنع نشوب حروب وقائية أخرى في العالم, ولكنها مسؤولة أيضاً عن النضال لإسناد حركة الشعوب المناضلة في سبيل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان, وضد الاستبداد والقهر والاستغلال, ومن أجل معالجة كل المشكلات المعلقة بالطرق السلمية ورفض الاستبداد والقمع أينما وحيثما وكيفما حصل, وبالتالي تقليص إمكانيات التدخل في الشؤون الداخلية من جانب الدولة الأعظم في العالم وفرض سياساتها عليها.
 
إن الكلمة الودية الصادقة التي أتوجه بها إلى الزميل الدكتور خير الدين حسيب وإلى بقية السادة العاملين في المؤتمر القومي العربي تتلخص في دعوتهمم إلى إعادة النظر في مواقفهم الفكرية والسياسية في ضوء المستجدات الدولية والتغيرات الكبرى الجارية على صعيد العالم كله, بما في ذلك منطقتي الشرقين الأدنى والأوسط والتفاعل معها, إذ من خلال ذلك فقط يمكن تأمين الحقوق القومية والوطنية العادلة للشعوب العربية مع الاعتراف الكامل بحق الشعوب الأخرى في تقرير مصيرها بكل حرية. إنه الطريق السليم لإعادة الأمن والاستقرار للعراق والبدء بإنهاء الاحتلال وبناء الحياة الجديدة على أسس من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية الفكرية والسياسية والتداول الديمقراطي البرلماني والسلمي للسلطة ...الخ.
برلين في 8/1/2004         كاظم حبيب     



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياح التغيير الديمقراطي آتية لا ريب فيها ..., فما الدور الذي ...
- لست مناهضاًً للولايات المتحدة الأمريكية بأي حال, ولكن ....!
- القوميون العراقيون العرب والأوضاع الجديدة في البلاد!
- بعض إشكاليات المرحلة الجديدة في العراق
- الآفاق المحتملة لتحالف الأحزاب والقوى الديمقراطية في عراق ال ...
- مستقبل العراق ... إلى أين؟
- ساعة الحقيقة: القوى القومية العربية بين حقوقهم وحقوق الشعوب ...
- من أجل معالجة حازمة وسليمة لآثار سياسات التطهير العرقي والته ...
- هل أمام الشعب حقاً فرصة مواتية لبداية جديدة في العراق؟
- هل من طريق لتسريع حل ازدواجية السلطة في اتحادية كردستان العر ...
- ما المغزى الحقيقي لاعتقال الدكتاتور صدام حسين؟
- ما هي الأهداف الكامنة وراء قرار حصر منح العقود بالشركات الأم ...
- دراسة أولية مكثفة عن أوضاع الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ...
- فهد والحركة الوطنية في العراق
- الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والتمت ...
- تقييم برنامج النشر الصحفي في صفحة الحوار المتمدن
- الهمُّ العراقي وهموم العالم!
- القوميون العراقيون العرب والأوضاع الجديدة في البلاد!
- سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني والوضع في العراق!
- موضوعات للتفكير والحوار!


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - كاظم حبيب - حوار مع الدكتور خير الدين حسيب عن -مصير الأمة في ميزان عراق 2004!-النظرة القومية الجامدة للمتغيرات الجارية على الصعيدين الإقليمي والعالمي